المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النظر الى الحرام يطفئ نور الايمان



امـ حمد
14-01-2014, 01:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صيام العين غضها عن ماحرم الله واغماضها عن الفحشاء واغلاقها عن المناهي،
والعين منفذ القلب وباب الروح،بل أصبح بعضهم صرعى الإدمان القاتل لمشاهد العري والفاحشة،بدافع الفضول،وتشتيت القلب في كل واد،واتعاب النفس بقفع ما نظرت وعدم تحصيله،وذهاب العباده وحلاوة الطاعات باطلاق النظر وقفل نور الايمان،
واذا مادبت العين وصامت عن الحرام لن تجد ذوق الايمان ولن تجد اليقين الا من غض البصر واطباق اجفانها،
تذكر انك مسؤل عن هذه العين يوم القيامه وما نظرت اليه وما غضت عنه وإنك محاسب عنها فلا تطلقها في المحرمات،بجميع صوره لأن النظر إلى الحرام منكر يضعف الإيمان ويفسد الفطرة ويطفئ نور البصيرة ويمرض القلب ويزين الشهوات والملذات المحرمة ويذهب الخشوع،
ولكنه زنا أصغر لا يوجب الحد،وقد سمي زنا لأنه وسيلة للوقوع في الزنا الأكبر،
وسوف يحاسب المؤمن يوم القيامة على كل نظرة نظرها في الحرام وخانت عينه لقوله تعالى(إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)
والمؤمن كلما حفظ بصره عن الحرام قويت بصيرته وذاق حلاوة الإيمان وازداد خشية ورهبة من الله ووجد الأنس في النظر إلى الأمور المحببة للرحمن كالمصحف والكعبة والمسجد وآيات الله الكونية التي ترشد إلى الله وتدل عليه،
وفي المقابل كلما أسرف المؤمن على بصره بالنظر الحرام وأطلق العنان لنفسه فقد تلك الأوصاف والمعاني الحسنة وانتكست فطرته واستوحشت روحه عن كل نظر مشروع وهذا يظهر غالبا في سيما الوجه،
وقد ورد في الشرع وعيد لزنا العين،كما قال تعالى(يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)
كل نفس أمارة بالسوء،وإطلاق البصر سبب كل فتنة،والأمر يحتاج إلى مجاهدة( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
إن أعظم نعمة في جسمك،نعم العينان اللتان تبصر بهما الأشياء،فقد خص الله على العباد بهذه النعمة بمزيد عناية، وذكرها في كتابه في أكثر من موضع فقال تعالى(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)النحل،
ولعظم هذه النعمة فقد أحاطها الله تعالى بمزيد عناية، فقد جعلها تعالى في أعلى الرأس، فهي كالمصابيح فوق المنارة لتتمكّن من مطالعة الأشياء،فلم يكن لها موضع يليق بها إلا الرأس،
وهذه النعمة من جملة النعم التي أخبر تعالى عنها أنها مما يسأل عنه العبد أمام ربه تعالى يوم البعث والنشور والوقوف للحساب، وخصها بالذكر فقال(وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)الإسراء،فهي من أعظم النعم وأكبرها وأكثرها قدرًا،
واجبنا تجاه هذه النعمة
الشكر لله تعالى، فبالشكر يبارك لك فيها،
وأن تستعمل في طاعة الله تعالى، كالنظر في المفيد والتفكر في ملكوته تعالى وعظيم خلقه في الكون وفي الإنسان ذاته،ولتحذر من النظر في متاع الدنيا،
قال ابن سعدي في تفسيره،لا تمدن عينيك معجباً،ولا تكرر النظر مستحسناً إلى أحوال الدنيا،
فلا تستعملها في معصية الله تعالى،فليس هذا جزاء وشكر المنعم،
يقول ابن الجوزي رحمه الله،إنما بصرك نعمة من الله عليك،فلا تعصه بنعمه، وعامله بغضّه عن الحرام تربح، واحذر أن تكون العقوبة سلب تلك النعمة،
فعلى المسلم غضّ بصره عن الحرام وعدم الاسترسال في مشاهدته،فقد أمر تعالى عباده المؤمنين بذلك حيث قال(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)النور،
وأمر المؤمنات بقوله(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا)النور،
وقال ابن كثير رحمه الله عند تفسير قوله تعالى(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ)هذا أمر من الله تعالى لعباده أن يغضوا من أبصارهم عمّا حرم عليهم، فلا ينظروا إلى ما أباح لهم النظر إليه،وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم، فإن اتفق أن وقع البصر على محرّم من غير قصد فليصرف بصره عنه سريعاً،
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال(سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم،عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري)أخرجه مسلم،
أن لغض البصر فوائد
من أهمّها تخليص القلب من ألم الحسرة،فإن من أطلق نظره دامت حسرته،
والنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم،فإن لم تقتل جرحت،وهي بمنزلة الشرارة من النار في الحشيش اليابس،فإن لم تحرقه كلّه أحرقت بعضه،
وبامتثال المؤمن لغض البصر وحفظ الفرج يسلم من حبائل الشيطان وهواجس النفس،وضياع دينه ودنياه،
ومن فوئد غض البصر أنه يورث قوة القلب وثباته وشجاعته، ويورث القلب سروراً وفرحة وانشراحاً،وذلك لقهره عدوَّه بمخالفته،ومخالفة نفسه وهواه،ويورث محبة الله،وغضّ البصرمع محارم المرأة مثل ابن زوجها وابنه،وابن أخيها وابن أختها،
ومن أهم الواجبات أن لا يجعل العبد عينه أداة للقتل والإيذاء، فالعين حقّ كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم،قال(العين حق)رواه البخاري ومسلم،
وهي حقّ ثابت شرعاً وحساً،قال الله تعالى(وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ)
قال أهل العلم في تفسيرها،أي،يعيّنوك بأبصارهم،
إن خطر العين عظيم،ولك أن تنظر لترى كيف تزهق الأنفس وتدمّر البيوت وتنفق الممتلكات وتزول النعم بسبب نظرة من عين لم يبارك صاحبها ولم يخَف ربه تعالى،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(عَلامَ يَقتُل أَحدكُم أَخاه) رواه أحمد،علام يقتل المسلم أخاه بسببٍ ليس له فيه اختيار،فالله هو الذي أعطاه ومنعَك، ورزقه وقدَر عليك رزقَك ووسع له،
إذا رأيت ما يسرّ فبارك عليه، ولا تؤذي غيرك بهذه النعمة،
فقد كان من دعاءه صلى الله عليه وسلم(اللهم متعني بسمعي وبصري، واجعلهما الوارث مني) رواه الترمذي وحسنه الألباني،
اللهم متعنا بأبصارنا واحفظها من النظر إلى الحرام.

الصغيره
17-01-2014, 07:29 AM
ام حمد

بارك الله فيك وكثر الله من امثالك وجعل ثمرة هذا الموضوع مثقال يثقل بها ميزان اعمالك الصالحه والمثمره ان شاء الله وجزيت الفردوس الاعلى مقاما

اللهم مين

رحال
17-01-2014, 10:35 AM
بارك الله فيك يا أم حمد ..
أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك ..

امـ حمد
17-01-2014, 02:39 PM
ام حمد

بارك الله فيك وكثر الله من امثالك وجعل ثمرة هذا الموضوع مثقال يثقل بها ميزان اعمالك الصالحه والمثمره ان شاء الله وجزيت الفردوس الاعلى مقاما

اللهم مين

تسلمين حبيبتي الصغيره
بارك الله في حسناتج ياعمري

امـ حمد
17-01-2014, 02:40 PM
بارك الله فيك يا أم حمد ..
أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك ..

بارك الله في حسناتك اخوي رحال
وجزاك ربي جنة الفردوس