المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى يكون الأب سبباً لإنحراف إبنه



امـ حمد
14-01-2014, 06:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متى يكون الأب سبباً لإنحراف ابنه
إن من نعمة الله على الآباء أن يرزقهم الله أبناء صالحين,ولكن بعض الآباء قد لا يشعربهذه النعمة وقد يغفل عنها , بل قد يكون سبباً في ضياع ابنه وعودته إلى الذنوب السابقة،
فيكون الأب سبباً في انحراف ابنه،عندما يستهزأ بالابن لأجل استقامته وهدايته كقول بعض الآباء(ابني مطوع متشدد)أو( وش هذه اللحية)أو(وش سويت في ثوبك)لأن الابن قد رفع إزاره إلى فوق الكعب,والعبارات التي فيها السخرية كثيرة،فليعلم الأب أنه عندما يسخر بولد ه أنه بذلك يضع عقبة كبيرة في ،استمرار استقامة الابن على الدين،ومن ناحية أخرى فإن الأب قد وقع في مصيبة عظيمه ألا وهي،الاستهزاء بأمور الشريعة،وهذا من،الطامات الكبار،كما قال تعالى(قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ،لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)التّوبة،
وقد يكون الأب سبباً لانحراف ابنه عندما يمنعه من مجالس الخير مثل(حلقات التحفيظ , الدروس العلمية والمحاضرات , الطلعات البرية)وغيرها,وهنا لابد للأب أن يعلم أن الابن يريد،بيئة،صالحة يعيش بينها ليقوى دينه,ويشتد ثباته وتمسكه بهذا الدين, وعندما يمارس الأب منع الابن فإنه بذلك يحرم ابنه من الاستمتاع بمجالسة الصالحين الذين هم أقوى وسيلة للثبات وخاصة في هذا العصر ومن جهة أخرى فإن الشاب بحاجة إلى الزملاء الصالحين لأنه يعاني من الفتن والمصائب وجلوسه معهم يحفظه من تلك الفتن،ولكن للأسف،فإن أكثر الآباء لا يشعرون بذلك،
وقد يكون الأب سبباً لانحراف الابن عندما يعامله بالقسوة والغلظة والشدة,فذلك الإبن لا يسمع من أبيه إلا،ألفاظ السب والشتم،ولا يرى من والده إلا العبوس والجفاء, فحينها يصاب الابن ،بأزمة نفسية، ويبدأ يعاني من،الهموم التي يراها في بيته،ويصبح يكره البيت ويكره والده,ويحاول الهروب من البيت , ويبدأ في البحث عن البديل لذلك البيت الجحيم،
وبعض الآباء يحرم ابناه من المال مما يترتب على ذلك،الضياع والبحث عن المال بطرق غير شرعية،
وبعض الآباء يريد من ابنه أن يبقى ملازما للبيت لا يخرج للترفيه عن نفسه , ولا لحضور مجالس الخير مما يترتب على ذلك ،الاكتئاب والملل،
وأحيانا يريد الأب من الابن أن يسلك وظيفة معينة أو دراسة معينة ,والابن لا يريد ذلك التخصص ولا تلك الوظيفة ,بل قد تكون في تلك الدراسة أو تلك الوظيفة بعض المنكرات التي تكون سبباً في،الضياع والانحراف،
وبعض الآباء يأتي بالمنكرات إلي البيت كالقنوات ويسمح بالنظر لها،بدون ضوابط وبلا رقيب،والقنوات فيها من،الفساد والانحلال الشيء الكثير،والضحية هم،الأبناء،فيبدأ ذلك الابن بالتساهل في النظر للقنوات ويبدأ في التراجع عن،مبادئ الاستقامة،وتظهر عليه،علامات الفتور،والسبب هي تلك القنوات الفاسدة،
وقد يكون الأب سبباً لانحراف الإبن عندما يكون همّ الأب هو،البحث عن الرزق،ويترتب على ذلك الغفلة عن البيت فالأب عنده،عمل في النهار وفي الليل،ويغيب عن البيت،ساعات طويلة، مما يكون سبباً،للانحراف التدريجي،عند الأبناء والبنات,والحل هنا هو،التوازن،في الحضور إلى البيت وعدم الغياب الدائم, والحرص على تكوين علاقة مودة ورحمة مع الأسرة,والحرص على تفقد الأبناء والنظر في،دينهم وديناهم،
والدعاء على الأبناء من اكبر أسباب انحرافهم,فبعض الآباء يدعو على أبناءه أو بناته , وقد يستجيب الله له,فيترتب على ذلك الخسارة العظمى,ولهذا ثبت في الحديث(لا تدعوا على أموالكم ولاعلى أولادكم لا توافقوا من الله ساعة فيستجيب لكم)رواه مسلم،
أيها الأب،قبل أن تدعو على أبناءك تذكر أن هذا الدعاء قد يستجاب،
عود لسانك الدعاء لا بناءك وبناتك , بأمور الخير والصلاح , لعل هذا يكون مفتاح خير لهم(لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً)
وكثرة المشاكل الزوجية سبب لانحراف الأبناء,وإن وجود الخلافات الزوجية,وخاصة أمام الأبناء,سبب كبير لانحراف الأبناء،وأن يكون في غرفة خاصة حتى لا يشعر الأبناء بشيء،
إن رفع الأصوات بين الزوج وزوجته عند الحوار أمام الأبناء له اثر سلبي كبير على نفسية الأبناء ويزداد الأمر خطورة إذا ضرب الرجل زوجته أمام أبناءه,حينها تبدأ الخواطر والأفكار تتسلل إلى عقول الأبناء,ويترتب وراء ذلك ألواناً من الهموم والأحزان،
وعدم المساواة بين الأبناء,من أسباب انحراف الأبناء,وهذا نوع من الظلم في التربية,ونتائجه وخيمة،
وابنتك تحتاج إلى زوج صادق وصاحب دين وخلق،وحين نضوجها لا تسلمها الا من الرجل الذي تراه كفو لها،
وبعض الآباء تساهل في تزويج بناته, فهاهم بعض بناته قد قاربن الثلاثين وهو إلى الآن لم يفكر في تزويجهن،
وبعض الآباء يريد بقاء ابنته عنده ليستفيد من راتبها، ولم يفكر في أن ابنته بحاجة إلى العفاف والزواج،
ومن الآباء من أهمل اختيار الزوج لابنته فزوجها من رجل قد أضاع دينه، وترتب على ذلك الحياة الزوجية النكدة، فلا سعادة ولا مودة، بل هموم ومشاكل دائمة بين الزوجين،
ولا تنسى قول حبيبنا محمد،صلى الله عليه وسلم،روى مسلم،في صحيحه، عن ابن عمر رضي الله عنه(ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده، وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع مسئول عن رعيته)صحيح مسلم،
وبعض الأمهات لا تهتم في اختيار ابنتها للملابس،تجعلها تختار ما تريد أو فيه تعريض للفتنة،كذلك من يلاحظ في أيامنا هذه في الفتيات الشابات يرى فيهن التساهل الخطير في لبس العباءات وهذا يشكل خطر على المجتمع،فأين أنتي أيتها الأم،والمرأة مسؤولة عن أهل بيتها،
نسأل الله ان يصلحنا ويصلح جميع اباءنا وابناء المسلمين.