المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكسل ما أصاب فرداً إلا أخزاه وأذله وحقَّره



امـ حمد
18-01-2014, 04:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإن الكسل جرثومة قاتلة، وداء مهلك،يمنع الأفراد من العمل الجاد والفكر المثمر والسعي النافع، والبذل الحميد،وما أصاب فرداً إلا أخزاه وأذله وحقَّره
الكسل،هو التثاقل من أمور الدين والدنيا،
أقسام الكسل
الأول،كسل العقل بعدم إعماله في التفكر والتدبر والنظر في آلاء الله، وفي تركه النظر إلى ما يصلح شأن الإنسان ومن حوله في الدنيا التي فيها معاشه، وما تأخرت الأمم إلا نتيجة كسل أصحاب العقول فيها وقلة اكتراثهم بالقوة الإبداعية المفكرة التي أودعها الله فيهم،
الثاني،كسل البدن المؤدي إلى التثاقل عن الطاعات وأداء العبادات على الوجه المشروع،

ذم الكسل في الكتاب والسنة
أما من الكتاب،وقد جُعل الكسل صفة من صفات المنافقين وعلامة من علاماتهم،
قال تعالى(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً) سورة النساء،
قال ابن كثير،هذه صفة المنافقين في أشرف الأعمال وأفضلها وخيرها، وهي الصلاة، إذا قاموا إليها قاموا وهم كسالى عنهم، لأنهم لا نية لهم فيها، ولا إيمان لهم بها ولا خشية، ولا يعقلون معناها،
كما روى عن ابن عباس قال،يكره أن يقوم الرجل إلى الصلاة وهو كسلان، ولكن يقوم إليها طلق الوجه، عظيم الرغبة، شديد الفرح فإنه يناجي الله، وإن الله تجاهه يغفر له ويجيبه إذا دعاه،
ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر،ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً)رواه مسلم،تفسير ابن كثير،
وأما السنة النبوية،فقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم،من الكسل، مما يدل على ذمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل)رواه البخاري ومسلم، وقرنه صلى الله عليه وسلم بالعجز، لأن كليهما يؤدي إلى التثاقل عن إنجاز المهمات،
وقال صلى الله عليه وسلم،فيمن نام ولم يصل بالليل حتى أصبح، (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على مكان كل عقدة،عليك ليل طويل فارقد، فإن استقيذ فذكر الله انحلت عقدة،
فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان)رواه البخاري ومسلم،
قال ابن عبدالبر،هذا الذم يختص بمن لم يقم الصلاة إلى صلاته وضيعها، أما من كانت عادته القيام إلى الصلاة المكتوبة أو إلى النافلة بالليل، فغلبته عينه فنام، فقد ثبت أن الله يكتب له أجر صلاته، ونومه عليه صدقة،فتح الباري،
وتأمل حال مريم عليها السلام، وقد جعل لها من الرطب الجني ما كفاها مؤنة الطلب، وفيه أعظم معجزة، فإنه لم يُخلها من أن يأمرها بهزها فقال تعالى(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً)مريم،
وكما أن البدن يتعود الرفاهية بالكسل، كذلك النفس بترك النظر والتفكير، تتبلد وتتبله،
فحق على الإنسان ألا يذهب عامة أوقاته إلا في إصلاح أمر دينه ودنياه، متوصلاً به إلى إصلاح أمر آخرته، ومراعياً لها،
قال الحجاج،إن امرأً أتت عليه ساعة من عمره، لم يذكر فيها ربه، أو يستغفر من ذنبه،لجديرٌ أن تطول حسرته يوم القيامة)

أسباب الكسل
أولاً،النفاق،وهو خاص بالتكاسل عن الواجبات الدينية،وذلك لأن المنافق ليس له نية صالحة في أداء العبادات،فيؤديها إن أدَّاها رياء وطمعاً في رؤية الخلق وخوفاً من عقوبة الدنيا، ولذلك فإنه يتكاسل عن الواجبات الدينية إن أحس أنه في مأمن من نظر الناس ومراقبتهم له،
ثانياً،العجز وحب الراحة،قال بن الجوزي،الموجب للكسل حب الراحة،حديث أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول(اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن،والعجز والكسل)
ثالثاً،الفراغ،والفراغ،قد يكون نقمة إن جعله وسيلة للكسل والراحة،والقعود عن إنجاز المهمات وأداء الأعمال والمصالح، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه،إني لأبغض الرجل أراه فارغاً ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة،
رابعاً،الترف،إن الإنسان لابد أن يؤدي أعماله بنفسه،حتى ولو كان غنياً يستطيع استخدام من يؤدي عنه أعماله، لئلا يتعود الكسل والبطالة، ولقد رأينا كثيراً من الأغنياء كانوا يستمتعون بالعمل، فينظفون بيوتهم بأنفسهم، ويقودون السيارة، ويزرعون حدائق بيوتهم،
أما المترفون فإنهم يرون ذلك من العيب، فقد أدى لهم الترف إلى الكسل وترك العمل، فساءت أحوالهم، وحُرموا من متعة الحياة الطيبة التي يهيئها لهم العمل النافع، فأصبحوا لا قيمة لهم، وإن كانوا يملكون الأموال الكثيرة،
خامساً،كثرة الطعام والشراب،إن الإسراف في تناول الطعام والشراب يؤدي إلى التناقل عن الطاعات ومزاولة ما ينفع من الأعمال،فمن أكل كثيراً شرب كثيراً، فنام كثيراً،ففاته خير كثير، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم(ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه،فإن كان لابد فاعلاً، فثلث لطعامه،وثلث لشرابه، وثلث لنفسه)صححه الألباني،
سادساً، كثرة النوم،قال ابن القيم،فإنه يميت القلب، ويثل البدن، ويضيع الوقت، ويورث كثرة الغفلة والكسل)مدارج السالكين،
سابعاً، طول الأمل،وصحبة أهل الكسل،وطول الأمل يدعو كذلك إلى التثاقل عن الطاعات واغتنام الأعمار في كسب الحسنات، ومن طال أمله فسد عمله،فإن صحبة هؤلاء تسقط الهمة، وتضعف العزائم،

ثامناً،فساد البيئة،إن البيئة التي يعيش الإنسان فيها لها تأثير عظيم على استعدداته الفكرية والنفسية والبدنية،
فالإنسان إذا عاش في أسرة مفككة،ليس فيه عدالة ولا اهتمام بالعلم،فترت همته فأخذ شيئاً فشيئاً ينتظم في سلك الكسالى والعاجزين،
وإذا كان الإنسان يعيش في أسرة مترابطة ومجتمع سليم تحركه الأهداف العُليا، انطلق نحو العمل الجاد والفكر المثمر،

علاج الكسل
الإيمان الحقيقي المؤدي إلى العمل النافع، وقد اقترن العمل بالإيمان في عشرات الآيات(الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ)
علو الهمة والتشمير عن ساعد الجد، فاللبيب يعلم أنه لم يُخلق عبثاً، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال،أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ فقال( كن في الدنيا كأنك غريب،أو عابر سبيل)وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول،إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك)رواه البخاري
ملء الفراغ بكل مفيد نافع،وعدم الركون إلى الترف والانهماك في طلب اللذات،ولا تنسى إقامة العبودية والوصول إلى رضاالله تعالى والفوز بجنته.[/[/col

كازانوفا
03-02-2014, 08:29 AM
بالفعل الترف والاكل والشرب الكثيرررر هو من مسببات الكسل العقلاني والجسدي
جزيتي خيرااا

امـ حمد
03-02-2014, 03:25 PM
بالفعل الترف والاكل والشرب الكثيرررر هو من مسببات الكسل العقلاني والجسدي
جزيتي خيرااا

بارك الله في حسناتج يالغلا
ويزاااج ربي جنة الفردوس