المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل لديك رادار ؟



المتألم
18-01-2014, 08:48 PM
يكبح ماديتك و ذلك الكائن الجشع الذي يسكن داخلك ، ينسيك كل شيء إلا إرضاء مطالبه وتحقيقها ، هذا الكائن الذي يجب إهانته و سحقه والقضاء عليه قبل أن يقضي عليك .
كيف تقيم نفسك أمام مطالب النفس التي لا تشبع والتي تطلب المزيد ، هل من مزيد ؟ هل من مزيد ؟.
كثيرون تلهيهم قيم تافهة و تستدرجهم مطالب وقتيه تنتهي قيمتها بفترة وجيزة بينما نهمل جانبا عظيما مهما ، جانبا أخلاقيا رائعا ، إنسانيا نفيسا ، وذلك أن نحس بالآخرين ونقدر معاناتهم ونفكر ولو للحظة وجيزة ، ماذا لو كانت ظروفنا هي ظروفهم ؟ لو أماكننا هي أماكنهم ؟ لو كنا نحن هم ؟ .
إن الحمد لله رب العالمين على ما أنعم علينا .
نتج هذا الموضوع عن حديث بسيط دار بيني وبين زميل نت سعودي جزاه الله خيرا .
وفي هذا الموضوع استعرض ببساطة كيف أن هناك من يمسك بخيط ويتعلق به لعل هذا الخيط يوصله للجنة ، وخصوصا مع تقصيرنا وآثامنا التي نتمنى من الله أن يغفرها لنا .
آثامنا كبيرة وتقصيرنا وآجد وآمالنا في رحمة الله كبيرة .
يخبرني ذلك الجميل أنه يسعى قدر إمكانه لمساعدة آخرين وفك كرباتهم كدفع دين أحد المهددين بالسجن لمبلغ بسيط قد يصل ل لألفين أو ثلاثة أو عشرة . حسب قدرته وحالته ولديه بعض الأصدقاء الذين ينهجون نهجه ويتعاونون قدر إمكاناتهم ليتمسكوا بذلك الخيط ، خيط يربطك بالسماء في أجواء ملوثة بالمادية وعفونة ملاحقة مطالبات الجشع الإنساني والذي قد يتم بسحق آخرين و اغتصاب حقوقهم أو تسويفها أو الإنغماس بملذات لا تنمي الجانب الروحي، بل تلفت إنتباهه نحو ملذات لذيذة ولكنها مالحة لن يرتوي منها قط .
إن اقتطاع جزء من الأشياء الجميلة التي نملكها لآخرين هو ممارسة للجمال ضمن أعلى مراتبه ، حين نقتطع الجمال ونهديه لأناس ربما لن يحصلوا عليه أبدا ، نقدمه وقلوبنا تنظر للأعلى نحو الله بصدق ، ثم نولي و كأننا لم نفعل شيئا مطمئنين أن ذلك عنده سبحانه لن يضيع ، بينما ننشغل بملاحقة ذلك الخيط بين فترة وأخرى .
إحدى ممارساته حين اشترى طقم سفرة فاخر و أنيق ونوى أن يهدي الطقم القديم الذي لديه و لم يستعمله قط لسيدة تنظف بيته بين فترة وأخرى ، ثم بعد تفكير قرر ونفذ قراره فأعطى تلك السيدة الطقم الجديد وأبقى لنفسه القديم ، فلماذا يعطيها القديم ، هل لفقرها ولأنها تخدمه ، ماذا لو كان في مكانها ، و أفكار كثيرة جعلته يسعد تلك السيدة بذلك الطقم الذي دعا الله ذات يوم به ففرج الله عليه كربه الذي وقع فيه .
كثيرة هي الأفكار التي نستطيع أن نربي فيها ذلك الكائن الخبيث الذي يقول : لي ، لي ، فقط لي .
إما أن تمسك بذلك الخيط أو أي خيط لعل الله يجعله ممتدا للجنة وكلن حسب استطاعته .
أن تلغي ذلك العشاء الذي كنت تشتهيه لهذه الليلة فتجعل المبلغ الذي كنت ستنفقه في يد آخر بنفس الليلة أو تجمعه مع مبالغ أخرى لتنفقها آخر الشهر بينما تمضي تتعشى ببيتك بالعافية .
أن توقف سيارتك بعيدا قليلا خارج المواقف التي يتزاحم عليها الناس وتجعل ذلك المبلغ في جيب الإنفاق وتمشي قليلا جعل الله فيه الصحة والعافية ولا تلتفت لنظرات الآخرين فلن يمدحونك ذات يوم بأنك توقف سيارتك بمواقف الفي آي بي بينما التراب يتدحرج ليغطي الواح الاسمنت التي تغطي لحدك ، دعهم يعيبوا عليك أنك تمشي قليلا ، ما أجملها وهم يعيبوا عليك بينما بينك وبين الله ما هو أكبر ، إنه جهاد إجتماعي تتنصل فيه من تفاهات يجعلون لها قيمة عليا بينما تكمن القيمة الحقيقية في فعلك لأنك تفعلها لله .
فترة التنزيلات فترة خير وعطاء فأجعل الفائدة تعود عليك وعلى غيرك ، فما تشتريه أترك فارق السعر لتزيد متانة ذلك الخيط فتنفقه على من يحتاج خير من أن تدفعه للشركة ، بينما تحصل على ما رغبت به وحصل الفقير على ما يحتاجه ، وفوق هذا أنفقت بوجه جميل وبطريقة لعل الله يجعل لك بها البركة وأنت لا تدري .
الأفكار والطرق كثيرة ولن تعدم فكرة تجعلها خيطك الذي تمسك به ليوصلك للجنة أمام كل تلك الآثام والأخطاء التي نفعلها والتقصير الذي يأكلنا ويأكل أوقاتنا .

بصمة قطرية
18-01-2014, 09:26 PM
كلامك جميل ..
الحمدلله أخي الكريم
الخير و حب الخير و مساعدة الفقراء موجود ولله الحمد ..
بعض الأمور تعتبر نوع من أنواع جهاد النفس ..
و بعضها مجرد أمور عادية ..
الحياة بها الكثير من الصعوبات و نحتاج لنجاهد أنفسنا كثيراً
ربما نفشل ..
الفشل لا يعني صعوبة الشيء
يكفي مجرد التكفير في المحاولة ..
نعم لا أحتاج لعشاء في مطعم سأوفر قيمته
و أحياناً لا أنا أحتاج فعلاً للتغيير ..

المتألم
18-01-2014, 10:22 PM
كلامك جميل ..
الحمدلله أخي الكريم
الخير و حب الخير و مساعدة الفقراء موجود ولله الحمد ..
بعض الأمور تعتبر نوع من أنواع جهاد النفس ..
و بعضها مجرد أمور عادية ..
الحياة بها الكثير من الصعوبات و نحتاج لنجاهد أنفسنا كثيراً
ربما نفشل ..
الفشل لا يعني صعوبة الشيء
يكفي مجرد التكفير في المحاولة ..
نعم لا أحتاج لعشاء في مطعم سأوفر قيمته
و أحياناً لا أنا أحتاج فعلاً للتغيير ..
نعم أيتها الكريمة
ليس دائما ، ومن يستطيع أن يكون هذا شأنه فقد وفقه الله كثيراً.
كلنا نضعف وننسى ولكن نحاول أن نتذكر ، وحينها نستغل تلك الفرصة لنمسك الخيط، ولنفعل أمرا جميلا .
هو طرف خيط نحاول أن مسكه ، فمن يتنازل عن عشائين خير من عشاء واحد وهكذا .
قد يكون الخيط ابتسامة لإنسان كسرته الظروف ، فتجبر الإبتسامة كثيرا من نفسه .
قد يكون طلاء للأظافر اشتريته ثم قررت أن تهدينه لفتاة لا تستطيع أن تشتري مثله .
محاوله لتعويد النفس ولجم ذلك المخلوق الطماع في أنفسنا .

تغلبية
18-01-2014, 11:09 PM
بدايةً ..
أهنئك على وجود صاحبك الجميل في حياتك ..
فسيدنا عمر قد قال: ما أعطي بعد الإسلام نعمة خيراً من أخ صالح، فإذا وجد أحدكم وداً من أخيه فليتمسك به.


لقد آسرني هذا الخيط الرفيع الذي تحدثت عنه ... وحقيقة كان يأخذ جل تفكيري ..
كيف يمكن للإنسان أن يجعل له عملاً .. يدخله الجنة بفضل ورحمة رب العالمين ثم بشفاعة ذلك العمل ..
وبخاصة كيف يمكن للإنسان أن يسير في حاجة الانسان بسرية تامة .. وحبذا لو كانت خبيئة لا يعلمها إلا الله سبحانه وصاحبها.

لقد رأينا في برنامج خوطر كيف لأحد الفقراء في أفريقيا أن يقبع حبيس الأسوار سنين طويلة مقابل 100 دولار في حين ان هذا المبلغ يعد زهيداً جداً عندنا!

مازال الخير موجوداً أخي الفاضل .. وهناك الكثيرون أمثال صاحبك الجميل ولكنهم يعملون في صمت ..
كل ما نبغيه فقط أن يدلنا أحدهم على أوجه الخير التي غفل عنها الناس .. أو أبواب خير تنتظر طارقها.. وجزاك الله كل خير .. موضوع آسر .

اليشم
18-01-2014, 11:20 PM
الله يقوينا على نفوسنا
قال تعالى: (ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها)

أحييك على هذا الطرح الجميل

الواثق باالله
19-01-2014, 12:33 AM
الله يعطيك العافية

طرح رائع أخي الكريم

المتألم
19-01-2014, 10:14 AM
بدايةً ..
أهنئك على وجود صاحبك الجميل في حياتك ..
فسيدنا عمر قد قال: ما أعطي بعد الإسلام نعمة خيراً من أخ صالح، فإذا وجد أحدكم وداً من أخيه فليتمسك به.


لقد آسرني هذا الخيط الرفيع الذي تحدثت عنه ... وحقيقة كان يأخذ جل تفكيري ..
كيف يمكن للإنسان أن يجعل له عملاً .. يدخله الجنة بفضل ورحمة رب العالمين ثم بشفاعة ذلك العمل ..
وبخاصة كيف يمكن للإنسان أن يسير في حاجة الانسان بسرية تامة .. وحبذا لو كانت خبيئة لا يعلمها إلا الله سبحانه وصاحبها.

لقد رأينا في برنامج خوطر كيف لأحد الفقراء في أفريقيا أن يقبع حبيس الأسوار سنين طويلة مقابل 100 دولار في حين ان هذا المبلغ يعد زهيداً جداً عندنا!

مازال الخير موجوداً أخي الفاضل .. وهناك الكثيرون أمثال صاحبك الجميل ولكنهم يعملون في صمت ..
كل ما نبغيه فقط أن يدلنا أحدهم على أوجه الخير التي غفل عنها الناس .. أو أبواب خير تنتظر طارقها.. وجزاك الله كل خير .. موضوع آسر .

أهلا يا تغلبية ، نورتي الموضوع
الإخلاص و الصمت هما أساس العمل ولكننا أحيانا نحتاج للكلام لكسر جمود المادية التي أسرت كثيرين
أسرت أرواحهم وعقولهم وأكلت أوقاتهم .
نحتاج لنفعل هذه الأفعال لتحيا أرواحنا وتتنفس النقاء والإخلاص والجمال ، جمال فعل الخير ومتعة إكراه
النفس على فعل ما لا تشتهي .
نجبر أحيانا لقول هذه الأفعال ، وأحيانا نفعلها أمام الآخرين لنحرك الدماء فيهم ، لا شيء يعدل الفعل .
أن تكوني مع صديقاتك تتغدون في كوفي أو مطعم ثم تطلبي وجبة لذيذة لأخذها لخادمتك ، لعامل تمرين به
بطريقك ، لأي أحد أنت تعرفين أن هذا سيسعده ، ستسألك زميلاتك لمن هذا ، وسيتأثرن بطريقة أو بأخرى ، ولربما
ستفعل إحداهن مثلك ليس في نفس اللحظة ولكن ربما بعد سنوات ، وسيكون لك الأجر أيضا .
أفعال بسيطة يا تغلبية تقينا من النار ، ولو بشق تمره ، ترى كم يساوي شق التمرة في أيامنا هذه ، ربع ريال
، نص ريال ، ريال ، نتقي به النار .
الطرق كثيرة جدا ولا نهائية ، وأبواب السماء مفتوحة ، وما علينا إلا أن ننسج خيطا يربطنا بها ، هذ الخيط
ياتغلبية نعوض به النقص الكبير في عبادتنا ، بالنسبة لي أنا مقصر جدا جدا في أمور كثيرة تتعلق بديني
و لهذا الخيوط كثيرة وقد أكون يسيرا علي هذا الفعل وغيري يسير عليه فعل آخر ، وكما ذكرت الخير موجود
ولكن تجديد بعض النشاطات تنمي في المجتمع حب الخير أكثر ، ففعل بسيط بنية طيبة يغني عن آلآف المحاضرات
الصماء .

المتألم
19-01-2014, 10:19 AM
الله يقوينا على نفوسنا
قال تعالى: (ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها)

أحييك على هذا الطرح الجميل
ويسرني وجودك أيها الكريم ..
نفوسنا تدمرنا وما علينا إلا أن نكبح جماحها بين فترة وأخرى ، كما يفعل الرادار بسرعتنا .

المتألم
19-01-2014, 10:20 AM
الله يعطيك العافية

طرح رائع أخي الكريم

الله يعافيك أيها الكريم ، وشكرا لوجودك .