المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تــوقـف عــن الـثـقـة بـنـفـسـك



مستوى الدعم
19-01-2014, 12:51 AM
قرأت مقالاً أعجبني كثيراً في نيويورك تايمز يجيب على تساؤل مهم:
هل يجب أن نثق بأنفسنا؟ وهل أنفسنا تستحق الثقة أكثر من الآخرين؟

كتب المقال ديفيد ديستينو وهو بروفيسور في علم النفس في جامعة نورث ايسترن، ويحضر لكتاب قادم اسمه"حقيقة الثقة"

هذا رابط المقال بنسخته الإنجليزية

Stop Trusting Yourself (http://www.nytimes.com/2014/01/19/opinion/sunday/stop-trusting-yourself.html?smid=tw-nytimes&_r=2)

فيما قمت أنا بترجمته للعربية، وستجدون تلك الترجمة في مشاركاتي القادمة..

مستوى الدعم
19-01-2014, 12:52 AM
الثقة سلاح ذو حدين، فعلى الرغم من أنك تستطيع أن تحقق المزيد في الحياة عندما تضع ثقتك في الآخرين،إلا أن ذلك قد يجعلك معرضاً للخطر، فعندما يخونك صديقك أو شريكك في العمل أو حليفك السياسي فإنه قد يستفيد على حسابك إما أموالاً أو سلطة أو أي فوائد أخرى، وهذا الخطر يمثل عقبة أمام الثقة والذي يجعل العديد من الناس يفضلون الاعتماد على أنفسهم كإجراء أكثر أماناً لأن الشخص الذي يجب أن تعتمد عليه هو أنت.

لكن هل فعلاً تستطيع الاعتماد على نفسك أكثر من الآخرين؟ نتائج الدراسات مؤخراً تجيب: لا.

لكي نفهم لماذا لا، يتعين علينا إدراك أن الثقة بنفسك تتطلب الثقة بشخصين وكلاهما أنت، فهناك ذاتك الحاضرة و ذاتك المستقبلية، وفيما تظن ذاتك الحاضرة أنها ستقاوم بسهولة الذهاب إلى الكازينو خلال الأسبوعين القادمين،
فإن ذاتك المستقبلية قد لا تظن أنك قادر على تنفيذ ذلك الوعد عندما يحين الوقت. فذاتك المستقبلية لا يمكن الوثوق بها دائماً شأنها شأن أي شخص آخر.

مستوى الدعم
19-01-2014, 12:53 AM
هذه الثقة الموضوعة في غير محلها تنشأ من خللين في المعرفة،

الخلل الأول يصفه العالمان النفسيان دانيال غيلبرت وتيموثي ويلسون بأنه : توقعاتنا بمدى شدة رغبتنا بشيء ما في المستقبل، وهذه التوقعات تتأثر بشدة بمشاعرنا في الحاضر. فقد لاحظ العالمان في إحدى تجاربهما أن توقعات المشاركين لما سيتناولونه على إفطار اليوم التالي قد تأثرت بشكل كبير جداً بمدى شدة جوعهم خلال اليوم الحالي، فمن كانوا شديدي الجوع اليوم توقعوا بأنهم سيكونون شديدي الجوع صباح اليوم التالي لدرجة أنهم سيستمتعون بأكل طبق سباغيتي على الإفطار، في حين أن أولئك الذين لم يكونوا جائعين اليوم، لم يتوقعوا بأنهم سيحتاجون لأكل السباغيتي حتى على عشاء اليوم التالي رغم أنهم يحبون السباغيتي. إن الميل لإعطاء أهمية كبيرة للمشاعر العابرة، يخلق مشكلة عندما يتعلق الأمر بتقييم ذاتك المستقبلية.

الخلل الثاني أن العقل يميل إلى تخفيض قيمة المكافآت المستقبلية، بمعنى أنه كلما تقلص الوقت بينك وبين المكافأة فإن رغبتك بها تزيد، فجهاز الآيفون الذي تظن في هذه اللحظة أنه لا يغريك كثيراً، قد تعجز عن مقاومته إن رأيته أمامك. (هذا يجسده المثل العربي قليل عاجل خير من كثير آجل).

مستوى الدعم
19-01-2014, 12:55 AM
عندما تجمع الخللين السابقين معاً فإن تأثيرهما يصبح كارثياً، فبينما تكون أنت واثقاً اليوم من التزامك بأداء قسطك الشهري لصندوق التقاعد، فإن التفرج على بضائع متجر أبل في الأسبوع القادم قد تغير من ذلك. والنتيجة؟ وعد لم تف به لنفسك.

وأسوأ ما في الأمر أنك لم تستطع رؤية أنه سيحدث، وهو ما يثير لدينا سؤالاً، لماذا نستمر في الوثوق بأنفسنا بعد ذلك؟

والجواب يكمن في التحيز الذهني، فالناس يميلون إلى الاعتقاد بأنهم أهل للثقة، لذلك عندما لا تتوازى أفعالهم مع ذلك المستوى من الثقة، فإن أذهانهم تعمل على محو ذلك الإخفاق.

مستوى الدعم
19-01-2014, 12:56 AM
قمت أنا والعالم بييركارلو فالديسولو بإثبات هذه الظاهرة في عدة تجارب، حيث قمنا في إحداها بإعطاء المشاركين عملة معدنية يمثل أحد وجهيها مهمة ممتعة، فيما يمثل الوجه الآخر مهمة غير مرغوبة، وطلبنا منهم تقليبها لتقرير أي من المهمتين سيقومون بها، ثم تعمدنا تركهم "لوحدهم" ليقلبوها (فيما راقبناهم سراً)، ولم يقلب 90% منهم العملة (أو استمروا يقلبونها إلى أن استقرت على الوجه الذي يفضلونه)، وهكذا قاموا بتكليف أنفسهم بالمهمة التي يفضلونها وبشكل غير عادل.

ومن الغريب أن جميع الأشخاص المشاركين في التجربة السابقة كانوا قد صرحوا قبل إجرائها بأن الغش في تلك المهمة غير أخلاقي، لكن عند تقييم أفعالهم بعد التجربة، استمروا في اعتبار أنفسهم منصفين حتى عندما كانوا غير ذلك، بل وسارعوا في توجيه تهمة الغش للآخرين الذين غشوا بنفس طريقتهم. لقد قامت أذهانهم بتبرير أفعالهم غير الجديرة بالثقة، حيث لم تتجاهل أذهانهم أفعالهم ولكن فقط اخترعت قصة تبرر لهم لمَ كان ذلك مقبولاً.

مستوى الدعم
19-01-2014, 12:57 AM
قد تتساءل عن سبب ميلنا النفسي إلى خداع أنفسنا عن أهليتنا للثقة وما الفائدة التي نجنيها من هذه الخدعة، والجواب أنه فيما من المفيد أن نتجنب العمل مع الأشخاص الآخرين غير الجديرين بالثقة، في المقابل فإن تجنب العمل مع نفسك أمر مضر.

فإن كنت تؤمن بأن ذاتك المستقبلية لا يمكن الوثوق بها، فإنك حتى لن تحاول مجرد التخطيط للمدى الطويل، فما الذي يدفعك للتوفير إلى التقاعد أو الالتزام بالأكل الصحي إن كنت تظن أن ذاتك المستقبلية سوف تقوم باستغلال المنافع التي تمنحها لها؟
إننا لكي ننجح، نحتاج إلى الأمل الذي يحركنا نحو المستقبل. لذا يجب أن نعتقد بأننا جديرون بالثقة.

غير أن ذلك لا يعني أننا غير قادرون على دفع ذاتنا المستقبلية للاتجاه الصحيح، ففي وقتنا الراهن فإن تقنيات الهواتف المحمولة تساعدنا على نقل ذاتنا الحاضرة عبر الزمن إلى ذاتنا المستقبلية لتذكيرها عن كيف نريد لها أن تتصرف. فالتطبيقات الخاصة بالتمارين والحمية تسمح لك بإحضار أهدافك الحالية لتنال اهتمام ذاتك المستقبلية، مثل هذه الأجهزة لن تضمن لك دوماً الالتزام، لكنها على الأقل ستذكرك بأنك عقدت صفقة مع نفسك ويجب ألا تخرقها.

تغلبية
19-01-2014, 11:28 AM
شكرا على الموضوع الرائع والترجمة الجميلة .. :)

يحمل فكر جديد يحطم الموروثات القديمة البالية ...

فعلا .. يجب أن لا نثق بأنفسنا كثيراً .. أو لنقل لا تثق بنفسك الا بعد التزمنا بوعودنا مع أنفسنا ...

أغلبنا يغفل هذه النقطة .. يدلل نفسه ولا يقومها إن أعوجت أو نكثت بوعودها .. فعلاً كيف لنا أن نثق فيها ...!

وهذا موروث ديني .. فالنفس أمارة بالسوء ويجب ان نخالف هواها

يمامـة
19-01-2014, 03:49 PM
مب الموضوع ان الواحد يتوقف عن الثقة بنفسه ولكن لا يغتر بنفسه زيادة ،،

بمعنى هناك امور في الحياة تغيرنا وتجبرنا على التغيير مهما كانت ثقتنا بنفسنا كبيرة
انها مستحيل اتأثر فينا ،،
حتى مرات كثيرة لما نقتلع عن امور سيئة نكون واثقين من نفوسنا لدرجة اليقين ان احنا خلاص
هذي اخر مرة كلها كم ساعة ردينا كلنا اظافرنا ........> عادة سيئة ،،

فبناء عليه السلف الصالح كانوا على كثر اسغفارهم يرددون اللهم ثبتنا على دينك
وهم اهل دين وتقوى وصلاح ،، فالثقة بالنفس ما تكون مطلقة دون خوف من كسرها،،

وشكرا يا مستوى الدعم على هالموضوع القميل ،،

ريم الشمال
19-01-2014, 11:31 PM
الثقة بالنفس لا تأتي في يوم ولا ليله الثق تبنى كما تبنى شخصياتنا لذلك عندما اجد شخص يتميز بالثقة وهو على صواب في حسن اختياراته لابد أن نعرف أنه ما اكتسبها إلا بعد تجارب عده وامور تخص وتخص الناس بما يتعلق بتعامله وعلاقاته معهم
مثال شخص استشار اشخاص بالنسبة إليه هم أهل ثقة فشاروا عليه بشيء هو عندما ناقشهم فيه كان لا يريده ولكن اقنعوه به ثم بعد فترة تبين رأيه هو الصواب فلما ذكرهم أنه لم يكن موافق على رأيهم ردوا عليه لماذا اخذت به وينكرون أنهم اشاروا عليه بذلك هنا يتولد لديه شعور بالغضب أنهم لم يعترفوا بخطئهم وأيضا جعلوه يتحمل قبول مشورتهم ولم يتحملوا على الاقل باعترف بسوء مشورتهم هنا يفقد الثقة فيهم ...
الثقة بالأخرين ... ليس كل شخص جدير بثقتك لذلك اعتمد على ثقتك بنفسك في قياس امورك ولا تلتف للآخر لأنك جربته فلم يكن قدر للمسئولية
هنا هل الشخص هذا شديد الثقة بنفسه وبقراراته مغرور أو انه لم يجد في حياته شخص أهل لثقته لكي يوليه ثقته ويشد عضده به في حياته

موضوع جميل يلامس كل شخص سواء من بحث عمن يثق فيه فلم يجده فوثق في نفسه فقط أو من يعاني من فقدان الثقة بنفسه ويعتمد على الآخرين في اتخاذ القرارات عنه أو الاشخاص الذين لا يكونون في حياتنا على مستوى ثقتنا بهم

ولكني لن اتوقف عن ثقتي بنفسي ليس غروراً ولكن لأن هذه الثقة لم احصل عليها تحصيل حاصل وأنما كانت نتيجة تجارب وتعاملات وصراعات مع النفس ومع الاخرين في قياس قبول أو رفض قرارات أو مشاريع أو تعاملات دخلت فيها ثقتي وثقة غيري في المقياس وفي كثير من الاحيان كانت ثقتي هي من تكسب في الكثير من القرارات وحتى لو لم تكن صحيحة يكفي أني سوف اعترف لنفسي أن حاولت ولكن لم أوفق وسوف تزداد ثقتي بقدراتي ولن تضعف لمجرد قرار أو عمل أقدمت عليه ولم اوفق فيه
أما الاخرين عندما اجد من يصلح أن يكون ملجأ لثقتي فلن اتوقف عن ثقتي به

سهم عتيج
20-01-2014, 12:04 AM
استمتعت بقراءة الموضوع وان شاءالله اكون استفدت منه

وجزاك الله خير اختنا مستوى الدعم على الاختيار الرائع