امـ حمد
19-01-2014, 11:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى(فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة،قالوا،بلى،قال،إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لاأقول تحلق لشعر ولكن تحلق الدين)
أخرجه أبو داود،وأحمد ،والترمذي،وصححه الألباني،
قال الله جل وعز(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )سورة آل عمران
قال ابن عباس في الآية،أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم، أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء، والخصومات في دين الله،
من هداية الله تعالى للمؤمنين،ورحمته بهم،أن وحد كلمتهم بالإسلام، وجمع قلوبهم بالإيمان، فلمّ به شعثهم،وأزال ضغائنهم،وشفى صدورهم، فكانوا إخوة في دين الله تعالى متحابين متجالسين متباذلين، كالبنيان يشد بعضه بعضاً،
والاشتغال بالصلح بين المتخاصمين أفضل من الاشتغال بنوافل العبادات؛ لما في الإصلاح بين الناس من النفع المتعدي الذي يكون سبباً في وصل أرحام قطعت، وزيارة إخوان هُجِروا،ونظافة القلوب مما علق بها من أدران الحقد والكراهية،وذلك يؤدي إلى متانة المجتمع وقوته بتآلف أفراده وتماسكهم،
والإصلاح بين الناس معدود في الصدقات،بقول النبي صلى الله عليه وسلم (كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة)رواه الشيخان،قال النووي رحمه الله تعالى(ومعنى تعدل بينهما تصلح بينهما بالعدل)
فهل نظرنا فيمن حولنا من زملائنا أو أخواننا أو جيراننا ممن نزق الشيطان بينهم وأوقع بينهم القطيعة والبغضاء فسعينا بينهم بالصلح ،فإن تم الصلح على يدينا فلله الحمد والمنة على توفيقه وهنيئاً لنا بموعود الله ورسوله وإن لم يكتب لنا التوفيق في مهمتنا فقد أدينا ماعلينا وسلمنا من الإثم،
إن هذا العمل العظيم قد جهل فضله كثير من المسلمين اليوم، فنجد الخصومات تستمر بالشهور بل السنين العديدة بين الأهل والأخوان والجيران ولاتجد من يسعى للصلح بينهم، كلٌ مكتفٍ بشأنه وكلٌ مشغول بنفسه،فيتركون المتخاصمين للشيطان يوقد نار الفتنة بينهما ويزيدها إشتعالاً حتى يستفحل الأمر وتقع الطامة ، بينما الصالحون غافلون عن هذا العمل الجليل الذي زكاه الله من فوق سبع سماوات وامتدحه من بين سائر الأعمال،والذي هو أفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم،وهي من أفضل الأعمال وأجلها بلاشك ولكن الصلح خير وأعظم،
وكم من صائم قائم مصل ولكنه لايسعى للإصلاح بين المتخاصمين من أهله وجيرانه وماعلم أن ذلك أفضل من عبادته لإن عبادته خيرها مقتصر على نفسه أما إصلاحه بين الناس فخيره عام ومتعد إلى غيره،
وتوعد المتقاطعين بأن لايغفر لهم ولايقبل منهم عملاً حتى يصطلحا،فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(تُعرض الأعمال في كل أثنين وخميس فيغفر الله لكل أمريء لايشرك بالله شيئاً، إلا إمرءاً بينه وبين أخيه شحناء فيقول،اتركوا هذين حتى يصطلحا)رواه مسلم،
والإِصلاحٍ بين النَّاس،لا يكون إلا بين متنازعين متخاصمين، والنزاع والخصام والتغاضب يوجب من الشر والفرقة ما لا يمكن حصره، فلذلك حث الشارع على الإصلاح بين الناس في الدماء والأموال والأعراض،
وقال تعالى(وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) والساعي في الإصلاح بين الناس أفضل من القانت بالصلاة والصيام والصدقة،
والمصلح لا بد أن يصلح الله سعيه وعمله،كما أن الساعي في الإفساد لا يصلح الله عمله ولا يتم له مقصوده كما قال تعالى(إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)
فلهذا ينبغي للعبد أن يقصد وجه الله تعالى ويخلص العمل لله في كل وقت، ليحصل له بذلك الأجر العظيم،فيكون من المخلصين،وليتم له الأجر،سواء تم مقصوده أم لا لأن النية حصلت
من تصدى للإصلاح بين الناس
فعليه أن يخلص نيته لله تعالى، ولا ينشد ثناء الناس وشكرهم،وقد يدخل الشيطان من خلالها على العبد فيفسد نيته، والله تعالى يقول في الإصلاح بين الناس(وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ الله فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)النساء،
وعليه أن يستعين بالله سبحانه على مهمته، ويسأله تأليف قلبي صاحبيه،فإن القلوب بيده عز وجل يقلبها كيف يشاء،وهو يقربها ويباعدها،وعلى الساعي بالإصلاح أن يتحرى العدل في صلحه، فلا يميل لأحد الخصمين لقوته ونفوذه، أو لإلحاحه وعناده، فيظلم الآخر لحسابه، فيتحول من مصلح إلى ظالم،
ولا سيما إذا ارتضاه الخصمان حكما بينهما فمال إلى أحدهما،وقد أمر الله تعالى بالعدل بين الخصوم في قوله سبحانه(فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ)الحجرات،
وليتسلح في إصلاحه بالعلم الشرعي،فإن كان الخلاف على مال أو إرث أو أرض فلا بد أن يعرف حكم الشريعة في ذلك قبل أن يُقْدِم على الصلح،وله أن يُقَرِّب بين الخصمين، ويقنعهما بالصلح،ثم يختار لهما حكما من أهل العلم يرضيانه،وإن كان الخلاف بين زوجين فلا بد أن يعلم بالحقوق الشرعية للزوجين،ليتبين الظالم من المظلوم،والمخطئ من المصيب،فينبه الظالم على ظلمه، ويدل المخطئ على خطئه،
ومن فقه المصلح أن يختار الوقت المناسب للصلح، فلا يبادر إلى الصلح عقب التشاتم والتعارك والتقاتل، بل يتربص بقدر ما يسكن الخصمان، ويعودان إلى رشدهما، وتذهب سورة الغضب، وتضعف دواعي الانتقام، فيلقي بمبادرته إليهما،
وعليه أن يختار من الكلام أحسنه، ويرقق قلبيهما، ويبين لهما حقارة الدنيا وما فيها فلا تستحق أن يتعادى الإخوان من أجلها، ولا أن تقطع القرابة بسببها، ويذكرهما بالموت وما بعده من الحساب،
وعلى المصلح أن يتأدب بآداب الإصلاح ومن أعظمها
أن يخلص النية لله فلا يبتغي بصلحه مالاً أو جاهاً أو رياء أو سمعة وإنما يقصد بعمله وجه الله(وَمَنْ يَفْعَلْ ذَظ°لِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيماً)
وعليه أيضا أن يتحرّى العدل ليحذر كل الحذر من الظلم(فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
لا تتعجل في حكمك وتريّث الأمر فالعجلة قد يُفسد فيها المصلح أكثر مما أصلح،
عليك أن تختار الوقت المناسب للصلح بين المتخاصمين بمعنى أنك لا تأتي للإصلاح حتى تبرد القضية ويخف حدة النزاع وينطفئ نار الغضب ثم بعد ذلك إصلح بينهما،
والأهم التلطّف في العبارة فتقول،يا أبا فلان أنت معروف بكذا وكذا وتذكر محامده ومحاسن أعماله ويجوز لك التوسع في الكلام ولو كنت كاذباً،فالعداوة والبغضاء لا خير فيها،والنبي عليه الصلاة والسلام قال(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فيعرض هذا ويعرض هذا،ثم قال عليه السلام،وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)المصدر صحيح البخاري،
الصفات التي ينبغي أن تتوفر فيمن يريد أن يقوم بالإصلاح
ينبغي أن يكون ذا حلم وتقوى وعمل صالح،حتى يتوسط بين الناس بما أعطاه الله من العلم والبصيرة والإنصاف والتواضع،
فالمصلح من صفاته الخلق الحسن والتواضع والجود والكرم وطيب الكلام وحسن الكلام وعدم سوء الكلام، يتوسط بكلام طيب وأسلوب حسن ورفق وجود وكرم،إذا دعت الحاجة إلى وليمة حتى يتمكن من الصلح،بين المتنازعين والمختلفين من قبيلتين أو قرابتين أو أخوين أو ما أشبه ذلك، واجبنا تجاه المصلحفمن سعى بإصلاح،فإنه يجب على الناس تأييده وتشجيعه بالقول والفعل،ومعونته بما يحتاج من الجاه والمال،فإن الإصلاح يعود على الجميع بالخير والمحبة والألفة، كما أن الفساد يضر المجتمع عامة بما يسود فيه من الأحقاد والضغائن والجرائم والانتقام،
ومن سعى إليه أخوه بالإصلاح فليقبل منه، وليكن خير الخصمين، (وَخَيْرهمَا الَّذِي يَبْدَأ بِالسَّلَامِ )كما أخبرنا النبي،صلى الله عليه وسلم،
اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا
اللهم يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلوبنا على دينك
اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك
اللهم اصلح قلوبنا واذهب قسوتها وطهرها من النفاق والرياء واجعلها قلوبا مطمئنة لينة مخبتة منيبه
اللهم ألف وأصلح فساد قلوبنا، وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى(فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة،قالوا،بلى،قال،إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لاأقول تحلق لشعر ولكن تحلق الدين)
أخرجه أبو داود،وأحمد ،والترمذي،وصححه الألباني،
قال الله جل وعز(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )سورة آل عمران
قال ابن عباس في الآية،أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم، أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء، والخصومات في دين الله،
من هداية الله تعالى للمؤمنين،ورحمته بهم،أن وحد كلمتهم بالإسلام، وجمع قلوبهم بالإيمان، فلمّ به شعثهم،وأزال ضغائنهم،وشفى صدورهم، فكانوا إخوة في دين الله تعالى متحابين متجالسين متباذلين، كالبنيان يشد بعضه بعضاً،
والاشتغال بالصلح بين المتخاصمين أفضل من الاشتغال بنوافل العبادات؛ لما في الإصلاح بين الناس من النفع المتعدي الذي يكون سبباً في وصل أرحام قطعت، وزيارة إخوان هُجِروا،ونظافة القلوب مما علق بها من أدران الحقد والكراهية،وذلك يؤدي إلى متانة المجتمع وقوته بتآلف أفراده وتماسكهم،
والإصلاح بين الناس معدود في الصدقات،بقول النبي صلى الله عليه وسلم (كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة)رواه الشيخان،قال النووي رحمه الله تعالى(ومعنى تعدل بينهما تصلح بينهما بالعدل)
فهل نظرنا فيمن حولنا من زملائنا أو أخواننا أو جيراننا ممن نزق الشيطان بينهم وأوقع بينهم القطيعة والبغضاء فسعينا بينهم بالصلح ،فإن تم الصلح على يدينا فلله الحمد والمنة على توفيقه وهنيئاً لنا بموعود الله ورسوله وإن لم يكتب لنا التوفيق في مهمتنا فقد أدينا ماعلينا وسلمنا من الإثم،
إن هذا العمل العظيم قد جهل فضله كثير من المسلمين اليوم، فنجد الخصومات تستمر بالشهور بل السنين العديدة بين الأهل والأخوان والجيران ولاتجد من يسعى للصلح بينهم، كلٌ مكتفٍ بشأنه وكلٌ مشغول بنفسه،فيتركون المتخاصمين للشيطان يوقد نار الفتنة بينهما ويزيدها إشتعالاً حتى يستفحل الأمر وتقع الطامة ، بينما الصالحون غافلون عن هذا العمل الجليل الذي زكاه الله من فوق سبع سماوات وامتدحه من بين سائر الأعمال،والذي هو أفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم،وهي من أفضل الأعمال وأجلها بلاشك ولكن الصلح خير وأعظم،
وكم من صائم قائم مصل ولكنه لايسعى للإصلاح بين المتخاصمين من أهله وجيرانه وماعلم أن ذلك أفضل من عبادته لإن عبادته خيرها مقتصر على نفسه أما إصلاحه بين الناس فخيره عام ومتعد إلى غيره،
وتوعد المتقاطعين بأن لايغفر لهم ولايقبل منهم عملاً حتى يصطلحا،فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(تُعرض الأعمال في كل أثنين وخميس فيغفر الله لكل أمريء لايشرك بالله شيئاً، إلا إمرءاً بينه وبين أخيه شحناء فيقول،اتركوا هذين حتى يصطلحا)رواه مسلم،
والإِصلاحٍ بين النَّاس،لا يكون إلا بين متنازعين متخاصمين، والنزاع والخصام والتغاضب يوجب من الشر والفرقة ما لا يمكن حصره، فلذلك حث الشارع على الإصلاح بين الناس في الدماء والأموال والأعراض،
وقال تعالى(وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) والساعي في الإصلاح بين الناس أفضل من القانت بالصلاة والصيام والصدقة،
والمصلح لا بد أن يصلح الله سعيه وعمله،كما أن الساعي في الإفساد لا يصلح الله عمله ولا يتم له مقصوده كما قال تعالى(إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)
فلهذا ينبغي للعبد أن يقصد وجه الله تعالى ويخلص العمل لله في كل وقت، ليحصل له بذلك الأجر العظيم،فيكون من المخلصين،وليتم له الأجر،سواء تم مقصوده أم لا لأن النية حصلت
من تصدى للإصلاح بين الناس
فعليه أن يخلص نيته لله تعالى، ولا ينشد ثناء الناس وشكرهم،وقد يدخل الشيطان من خلالها على العبد فيفسد نيته، والله تعالى يقول في الإصلاح بين الناس(وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ الله فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)النساء،
وعليه أن يستعين بالله سبحانه على مهمته، ويسأله تأليف قلبي صاحبيه،فإن القلوب بيده عز وجل يقلبها كيف يشاء،وهو يقربها ويباعدها،وعلى الساعي بالإصلاح أن يتحرى العدل في صلحه، فلا يميل لأحد الخصمين لقوته ونفوذه، أو لإلحاحه وعناده، فيظلم الآخر لحسابه، فيتحول من مصلح إلى ظالم،
ولا سيما إذا ارتضاه الخصمان حكما بينهما فمال إلى أحدهما،وقد أمر الله تعالى بالعدل بين الخصوم في قوله سبحانه(فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ)الحجرات،
وليتسلح في إصلاحه بالعلم الشرعي،فإن كان الخلاف على مال أو إرث أو أرض فلا بد أن يعرف حكم الشريعة في ذلك قبل أن يُقْدِم على الصلح،وله أن يُقَرِّب بين الخصمين، ويقنعهما بالصلح،ثم يختار لهما حكما من أهل العلم يرضيانه،وإن كان الخلاف بين زوجين فلا بد أن يعلم بالحقوق الشرعية للزوجين،ليتبين الظالم من المظلوم،والمخطئ من المصيب،فينبه الظالم على ظلمه، ويدل المخطئ على خطئه،
ومن فقه المصلح أن يختار الوقت المناسب للصلح، فلا يبادر إلى الصلح عقب التشاتم والتعارك والتقاتل، بل يتربص بقدر ما يسكن الخصمان، ويعودان إلى رشدهما، وتذهب سورة الغضب، وتضعف دواعي الانتقام، فيلقي بمبادرته إليهما،
وعليه أن يختار من الكلام أحسنه، ويرقق قلبيهما، ويبين لهما حقارة الدنيا وما فيها فلا تستحق أن يتعادى الإخوان من أجلها، ولا أن تقطع القرابة بسببها، ويذكرهما بالموت وما بعده من الحساب،
وعلى المصلح أن يتأدب بآداب الإصلاح ومن أعظمها
أن يخلص النية لله فلا يبتغي بصلحه مالاً أو جاهاً أو رياء أو سمعة وإنما يقصد بعمله وجه الله(وَمَنْ يَفْعَلْ ذَظ°لِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيماً)
وعليه أيضا أن يتحرّى العدل ليحذر كل الحذر من الظلم(فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
لا تتعجل في حكمك وتريّث الأمر فالعجلة قد يُفسد فيها المصلح أكثر مما أصلح،
عليك أن تختار الوقت المناسب للصلح بين المتخاصمين بمعنى أنك لا تأتي للإصلاح حتى تبرد القضية ويخف حدة النزاع وينطفئ نار الغضب ثم بعد ذلك إصلح بينهما،
والأهم التلطّف في العبارة فتقول،يا أبا فلان أنت معروف بكذا وكذا وتذكر محامده ومحاسن أعماله ويجوز لك التوسع في الكلام ولو كنت كاذباً،فالعداوة والبغضاء لا خير فيها،والنبي عليه الصلاة والسلام قال(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فيعرض هذا ويعرض هذا،ثم قال عليه السلام،وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)المصدر صحيح البخاري،
الصفات التي ينبغي أن تتوفر فيمن يريد أن يقوم بالإصلاح
ينبغي أن يكون ذا حلم وتقوى وعمل صالح،حتى يتوسط بين الناس بما أعطاه الله من العلم والبصيرة والإنصاف والتواضع،
فالمصلح من صفاته الخلق الحسن والتواضع والجود والكرم وطيب الكلام وحسن الكلام وعدم سوء الكلام، يتوسط بكلام طيب وأسلوب حسن ورفق وجود وكرم،إذا دعت الحاجة إلى وليمة حتى يتمكن من الصلح،بين المتنازعين والمختلفين من قبيلتين أو قرابتين أو أخوين أو ما أشبه ذلك، واجبنا تجاه المصلحفمن سعى بإصلاح،فإنه يجب على الناس تأييده وتشجيعه بالقول والفعل،ومعونته بما يحتاج من الجاه والمال،فإن الإصلاح يعود على الجميع بالخير والمحبة والألفة، كما أن الفساد يضر المجتمع عامة بما يسود فيه من الأحقاد والضغائن والجرائم والانتقام،
ومن سعى إليه أخوه بالإصلاح فليقبل منه، وليكن خير الخصمين، (وَخَيْرهمَا الَّذِي يَبْدَأ بِالسَّلَامِ )كما أخبرنا النبي،صلى الله عليه وسلم،
اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا
اللهم يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلوبنا على دينك
اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك
اللهم اصلح قلوبنا واذهب قسوتها وطهرها من النفاق والرياء واجعلها قلوبا مطمئنة لينة مخبتة منيبه
اللهم ألف وأصلح فساد قلوبنا، وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.