المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : <سر السعادة..باب من الأحلام الجميلة الواسعة،قراءة..تأمل.>



السامـي
21-01-2014, 12:29 AM
ســـــرّ «الملفــــــوف»!


يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى حكيم ..

مشي الفتى أربعين يوماً حتى وصل قصراً على قمة جبل وفيه يسكن الحكيم.

انتظر ساعتين في طابور طويل، حين واجه الحكيم نظر إليه وقال: الوقت لا يتسع الآن قم بجولة داخل القصر ثم عد إليّ بعد ساعتين.

و أعطاه ملعقة صغيرة فيها نقطتان من الزيت، وأوصاه أن يمسك بها طيلة جولته دون أن تنسكب.

أخذ الفتى يصعد ويهبط ويتجول مثبتاً عينيه على الملعقة.

حين عاد سأله الحكيم: هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟ الحديقة الجميلة؟ هل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟

ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئا، كان همه ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة، طلب إليه الحكيم العودة مرة أخرى للقصر.

عاد الفتى يتجول منتبها إلى الروائع الفنية المعلقة على الجدران، شاهد الحديقة والزهور الجميلة.

عندما رجع كان قد شاهد الأشياء ولكنه اكتشف أن قطرات الزيت قد انسكبت.

سر السعادة هو أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب قطرات الزيت، فالسعادة حاصل ضرب التوازن بين الأشياء.

الاستمتاع بالفرص الصغيرة ومنحها حقها من الوقت والحضور يحول الحياة إلى مجموعة من الفرص السعيدة الصغيرة والكبيرة، لا تتطلب ما وراء الأشياء ولا تتعمق في التساؤل عن مغزاها، لئلا تهرب منك لذتها، تذوق جلسة عابرة أو وقفة أو كأس شاي أو وجبة أو نكتة أو محادثة دون طرح الكثير من الأسئلة التي «تفركش» وتشتت جمالها.

وجدت تفاصيل الحياة مثل «ثمرة الملفوف»، منا من يقطع ورق الملفوف ويأكله ويستمتع به أو يستخدمه في صناعة وجبة، ومنا من يقطع الورق ويرميه لأنه يريد أن يحصل على «اللب»!

الباحثون عن اللب لن يجدوا شيئاً، لقد زهدوا في ورق الملفوف بحثاً عما هو أثمن في نظرهم ثم اكتشفوا بعد الفوات ألا شيء أثمن من ذلك الورق، وأن هذه الثمرة ليس لها لب، وإن شئت فقل: كلها لب!

الحياة أحياناً كالنكتة العابرة يحسن أن تضحك لها دون تفكير طويل!

التقاط اللمحة الإيجابية في كل شيء حتى ما هو مكروه، عادة نفسية رائعة يمكن أن نتدرب عليها ونحاولها، حتى تغدو جزءاً من طبيعتنا وتكويننا وتحليلنا للأحداث البعيدة والقريبة، الخاصة والعامة، الكبيرة والصغيرة.

إنني مدين في حياتي لأحداث عديدة كانت مؤلمة، ولرجال أرادوا حرماني فكانوا سبباً في التفاتي إلى ما هو أفضل، تعودت ألا أندب حظي ولا أهجو خصمي فهو أداة يوجهني فيها الله للميدان الذي كان عليّ أن أقصده «وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ» (البقرة:216) .

إذا كان هذا حديثاً نظرياً لشابّ يعاني صعوبات الحياة فهو بالنسبة لي يقين عايشته بكل جوارحي وآمنت به، ولو عادت الأيام ما اخترت إلا الذي أراده الله واختاره.

كان «ديشراث منجهي» يسكن في قرية نائية ومعزولة في الهند.

أصيبت زوجته إصابة خطيرة جداً وبسبب بُعد المسافة بين المستشفى والقرية والطريق الطويل المعوج (70 كيلومترا) لم تصل سيارة الإسعاف في الوقت المناسب وماتت رفيقة الدرب.

طلب من الحكومة أن تشقّ نفقا في الجبل لاختصار الطريق حتى لا تتكرّر الحادثة ولكنّها تجاهلته؛ فقرّر الفلاح قليل الحيلة أن يتصرف بنفسه لكي ينهي المأساة؛ فأحضر فأسا ومعولا وبدأ الحفر بيديه.

سخر منه أهل القرية واتهموه بالجنون، أمضى الرجل 22 عاما (من 1960 إلى 1982) يحفر في الجبل من الصباح إلى المساء، ولا يملك إلاّ فأسه ومعوله وإرادة تواجه الجبال وصورة زوجته في ذهنه وهي تموت بين يديه.

شقّ طريقا في الجبل بطول 110 أمتار، وعرض 9 أمتار، وارتفاع 7 أمتار، واختصر المسافة بين قريته والمدينة من 70 كيلومترا إلى 7 كيلومترات ؛ وأصبح باستطاعة الأطفال الذهاب إلى المدرسة وبإمكان الإسعاف الوصول في الوقت المناسب.

فعل الرجل بيديه العاريتين في 20 عاماً ما كانت الحكومة تستطيع أن تفعله في 3 شهور، وسُمّي برجل الجبل، وتمّ إنتاج فيلم سينمائي يروي قصّته.

كان هناك مشكلة ولاتزال، بيد أننا إذا دخلنا الحياة من بوابة المشكلات؛ دخلناها من أضيق أبوابها، فلندخل من باب الأحلام الجميلة الواسعة.

د.سلمان العودة.

أخت الكل
21-01-2014, 12:50 AM
الله يجزيك خير أخوي مقال يستحق النقل والله يجزي العوده كل الخير عنا

وسر السعادة مختلف من إنسان إلى آخر بعض البشر سر سعادته بجود هدف يسعى له وبعضهم سعادته بإسعاد الآخرين وآخرين سعادتهم بالرضا عن الذات والقناعة والبعض سعادته وراحته وأمانه بسجده يسجدها لربه

يمامـة
21-01-2014, 09:12 PM
أعجبني الموضوع من اول حرف لين اسم الدكتور سلمان العودة

موضوع شيق جدا اوي خالص تسلم يا اخوي السامي على نقله

يستحق القراءة والتمعن فيه مرات ومرات ،،

ريم الشمال
22-01-2014, 12:48 AM
الاحلام سبيل إلى السعادة والخروج من الضائقة وقد تكون سبب في بناء احلام الاخرين مثل الطريق الذي شق في الجبل فكان سبب لآلاف من طلاب المنطقة للوصول لمدارسهم بيسر نعم لا تفكر في المشكلة ولكن فكر كيف تستطيع حلها لأن تفكيرك المشكلة لا يجدي شيء بدون الوصول لحل لها

شكراً على النقل الرائع نريد حل لكل المشاكل حتى ولو كانت بدايته من حلم مستحيل التحقيق بإرادة الانسان وتوفيق من الله يكون بناء لغد أفضل

السامـي
22-01-2014, 01:22 AM
سرّني مروركن،وإعجابكن بما نقلت.

نور الحور
22-01-2014, 01:28 AM
1. سر السعادة هو أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب قطرات الزيت، فالسعادة حاصل ضرب التوازن بين الأشياء.

2. الاستمتاع باللحظة !

3. التقاط اللمحة الإيجابية في كل شيء حتى ما هو مكروه، عادة نفسية رائعة يمكن أن نتدرب عليها ونحاولها، حتى تغدو جزءاً من طبيعتنا وتكويننا وتحليلنا للأحداث.

4. ركز على أحلامك بدل مشاكلك ..!

وصفة سحرية بحق ..

تسلم يالسامي على النقل الرائع الموفق جداً .. كتابات د. سلمان العودة وفكره يأسرني :victory:

تغلبية
22-01-2014, 01:32 AM
سرّني مروركن،وإعجابكن بما نقلت.

سؤال يقرقعـ(ن) بخاطري يالسامي ...

ماهو سر تواجد نون النسوة في مواضيع السعادة وكل مايمت لها صلة (غالبا).... ونلاحظ غياب الجنس الآخر إلا منك ؟

هل الرجال آخر اهتماماتهم السعادة ؟!

نور الحور
22-01-2014, 01:37 AM
سؤال يقرقعـ(ن) بخاطري يالسامي ...

ماهو سر تواجد نون النسوة في مواضيع السعادة وكل مايمت لها صلة (غالبا).... ونلاحظ غياب الجنس الآخر إلا منك ؟

هل الرجال آخر اهتماماتهم السعادة ؟!


ههههههههههههههه .. والله صاجة لاحظت هالشي اكثر من مرة ..

حتى الإقبال على هالنوع من الكتب والمقالات ..

والدورات والورش التدريبية المعنية بهالموضوعات نادر الحضور فيها رجالي ..

في بالي عدة تفسيرات .. بس أبي أعرف آراءكم قبل ..:telephone:

السامـي
22-01-2014, 01:46 AM
1. سر السعادة هو أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب قطرات الزيت، فالسعادة حاصل ضرب التوازن بين الأشياء.

2. الاستمتاع باللحظة !

3. التقاط اللمحة الإيجابية في كل شيء حتى ما هو مكروه، عادة نفسية رائعة يمكن أن نتدرب عليها ونحاولها، حتى تغدو جزءاً من طبيعتنا وتكويننا وتحليلنا للأحداث.

4. ركز على أحلامك بدل مشاكلك ..!

وصفة سحرية بحق ..

تسلم يالسامي على النقل الرائع الموفق جداً .. كتابات د. سلمان العودة وفكره يأسرني :victory:
أختصار موفق لنقاط تلخص الموضوع،الله يسلمك نور.

السامـي
22-01-2014, 02:49 AM
سؤال يقرقعـ(ن) بخاطري يالسامي ...

ماهو سر تواجد نون النسوة في مواضيع السعادة وكل مايمت لها صلة (غالبا).... ونلاحظ غياب الجنس الآخر إلا منك ؟

هل الرجال آخر اهتماماتهم السعادة ؟!
قالوا قديماً "لا يفتى ومالك في المدينة" وأنتِ الآولى بتفسير ما يحدث.:)
اما إن عدنا لإستنتاجي فهو،الرقة والنظرة الإيجابية لطبيعة الأشياء هي ما جُبل
عليه الكائن البشري المؤنث،إلا ما ندر.:)
أسعدني مرورك،وعساني قد قدمت ولو نذر يسير لتفسير ما يدور في ذهنك،من
وجهة نظر شخصية طبعاً.

تغلبية
29-01-2014, 11:47 PM
شكراً السامي ..

حينما نتكلم في مقال خطه سلمان العودة .. نعجز ان نصف او نستطيع التعبير امام من اذاقته الحياة مر صروفها ومنحته الق تجربتها فنال الحكمة من مصادرها!

ويبدو لي ان رتم الحياة السريع وكثرة المتطلبات (الترفيهية والكمالية) ملأت ساعات اليوم فأصبح لا مجال لدى الرجال للوقوف للتفكر والتدبر ومن ثم استخلاص الحكمة او حتى التصرف بها!

هذا فضلاً ان الاغلبية عندهم بان الحديث عن السعادة وكيف تعيش سعيداً منبسطاً ....... كلام فاضي!!

واحمد ربك على النعمة والعافية !!

السامـي
30-01-2014, 04:53 PM
شكراً السامي ..

حينما نتكلم في مقال خطه سلمان العودة .. نعجز ان نصف او نستطيع التعبير امام من اذاقته الحياة مر صروفها ومنحته الق تجربتها فنال الحكمة من مصادرها!

ويبدو لي ان رتم الحياة السريع وكثرة المتطلبات (الترفيهية والكمالية) ملأت ساعات اليوم فأصبح لا مجال لدى الرجال للوقوف للتفكر والتدبر ومن ثم استخلاص الحكمة او حتى التصرف بها!

هذا فضلاً ان الاغلبية عندهم بان الحديث عن السعادة وكيف تعيش سعيداً منبسطاً ....... كلام فاضي!!

واحمد ربك على النعمة والعافية !!اللهم لك الحمد والشكر على عافيتك ونعماك.
نعم د.سلمان عاش حياة شاقة ومهينة في بداياته،ولكن..شاء الله ان تنقلب هذه
الحياة من عسر إلى يسر.

ويبدو لي ان رتم الحياة السريع وكثرة المتطلبات (الترفيهية والكمالية) ملأت ساعات اليوم فأصبح لا مجال لدى الرجال للوقوف للتفكر والتدبر ومن ثم استخلاص الحكمة او حتى التصرف بها!أوافقك في هذه،إلا من كان متدروش ومنعزل عن ما ذكرتي.

هذا فضلاً ان الاغلبية عندهم بان الحديث عن السعادة وكيف تعيش سعيداً منبسطاً ....... كلام فاضي!!
يقينناً منهم إن ما يعيشوه هي السعادة كلها،وهم خاطئون طبعاً.
شكراً لمروركِ.