امـ حمد
23-01-2014, 04:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ميمون بن مهران(إن الرجل يقرأ القرآن ويلعن نفسه قيل له وكيف يلعن نفسه قال يقرأ(أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)وهو ظالم
معنى الظلم في اللغة،هوالتعدي عن الحق إلى الباطل,
وفيه نوع من الجور,وهو انحراف عن العدل،الظلم يجلب غضب الرب سبحانه ويتسلط على الظالم بشتى أنواع العذاب,وهو يخرب الديار ويفسد الأمة،
والظالم يحرم شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم،ودليل على ظلمة القلب وقسوته،ويؤدي إلى صغر الظالم عند الله وذلته
وما ضاعت نعمة صاحب الجنتين إلا بظلمه,قال تعالى(وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا)
والظلم اما ان يضر بالنفس،أو يتعدى لتضر الغير،ظلم النفس عندما نزج بها في مواطن الفتن،وغواية الشيطان،يقول عز وجل(وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)وقال سبحانه(وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَه)وظلم النفس يكون بالشرك والكفر،قال الله تعالي
(وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)لقمان،عن عبد الله بن مسعود،رضي الله عنه،قال،سألت النبي،صلى الله عليه وسلم،أي الذنب أعظم عند الله،قال(أن تجعل لله ندّاً وهو خلقك، قلت،إن ذلك لعظيم،قلت،ثم أي،قال،وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك،قلت،ثم أي،قال،أن تزاني حليلة جارك)متفق عليه،
قال عز وجل(إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)
ظلم الانسان لنفسه بارتكاب المعاصي
كما أنّ الطاعة سببٌ في رضى الله عن العبد،فإن المعصية سبب في غضب الله تعالى عليه كذلك،وليس غريباً أن أول تكليف لآدم هو تحذيره من معصية الله تعالى وتعريض نفسه للظلم بما يسببه لها من عقوبة،قال الله تعالى(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)البقرة،
من الظالمين الذين ظلموا أنفسهم بارتكاب المعصية،أو تعدوا حدود الله تعالى،لأن حق الله تعالى على عباده أن يعبدوه ويوحدوه، ويطيعوه ولا يعصوه،ويشكروه ولا يكفروه،فإذا خالفوا ذلك كانوا من الظالمين،قال الله تعالى(وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)البقرة، وقال(وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَه)الطلاق،أي،أساء إليها،وذلك بتعريضها لسخط الله تعالى ومقته،عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته)ثم قرأ(وَكَذالِكَ أَخْذُ رَبّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِىَ ظَالِمَةٌ)هود،
قال القرطبي،يملي،يطيل في مدّته،ويصحّ بدنه،ويكثر ماله وولده ليكثر ظلمُه، كما قال تعالى(إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً)آل عمران،وهذا كما فعل الله بالظلمة من الأمم السالفة والقرون الخالية، حتى إذا عمّ ظلمهم وتكامل جرمهم أخذهم الله أخذة رابية، فلا ترى لهم من باقية، وذلك سنة الله في كلّ جبار عنيد،
وحال الظالمين في الآخرة،قال تعالى(وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ،مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء)إبراهيم،
ان للحسنة ضياء فى الوجة ونوراً فى القلب،وقوة فى البدن وسعة فى الرزق ومحبة فى قلوب الخلق،وللسيئة سواد فى الوجة وظلمة فى القلب،ووهنا فى البدن ونقصاً فى الرزق وبغضاً فى قلوب الخلق،إن ظلـَمَكَ أحدهم فلا تجزع،بل اعلم علم اليقين
أنه سيدفع ثمن ظلمه شقاءً وتعاسة وعدم التوفيق مهما طال الزمن (فالله يمهل ولا يهمل)الله رحيم وعادل وعينه لا تنام،
وهو يعاقب الظالم بأن يجعله أكثر هموماً
وتألماً من المظلوم نفسه،
اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيراً,ولا يغفر الذنوب إلا أنت,فاغفر لي مغفرة من عندك,وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ميمون بن مهران(إن الرجل يقرأ القرآن ويلعن نفسه قيل له وكيف يلعن نفسه قال يقرأ(أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)وهو ظالم
معنى الظلم في اللغة،هوالتعدي عن الحق إلى الباطل,
وفيه نوع من الجور,وهو انحراف عن العدل،الظلم يجلب غضب الرب سبحانه ويتسلط على الظالم بشتى أنواع العذاب,وهو يخرب الديار ويفسد الأمة،
والظالم يحرم شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم،ودليل على ظلمة القلب وقسوته،ويؤدي إلى صغر الظالم عند الله وذلته
وما ضاعت نعمة صاحب الجنتين إلا بظلمه,قال تعالى(وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا)
والظلم اما ان يضر بالنفس،أو يتعدى لتضر الغير،ظلم النفس عندما نزج بها في مواطن الفتن،وغواية الشيطان،يقول عز وجل(وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)وقال سبحانه(وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَه)وظلم النفس يكون بالشرك والكفر،قال الله تعالي
(وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)لقمان،عن عبد الله بن مسعود،رضي الله عنه،قال،سألت النبي،صلى الله عليه وسلم،أي الذنب أعظم عند الله،قال(أن تجعل لله ندّاً وهو خلقك، قلت،إن ذلك لعظيم،قلت،ثم أي،قال،وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك،قلت،ثم أي،قال،أن تزاني حليلة جارك)متفق عليه،
قال عز وجل(إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)
ظلم الانسان لنفسه بارتكاب المعاصي
كما أنّ الطاعة سببٌ في رضى الله عن العبد،فإن المعصية سبب في غضب الله تعالى عليه كذلك،وليس غريباً أن أول تكليف لآدم هو تحذيره من معصية الله تعالى وتعريض نفسه للظلم بما يسببه لها من عقوبة،قال الله تعالى(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)البقرة،
من الظالمين الذين ظلموا أنفسهم بارتكاب المعصية،أو تعدوا حدود الله تعالى،لأن حق الله تعالى على عباده أن يعبدوه ويوحدوه، ويطيعوه ولا يعصوه،ويشكروه ولا يكفروه،فإذا خالفوا ذلك كانوا من الظالمين،قال الله تعالى(وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)البقرة، وقال(وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَه)الطلاق،أي،أساء إليها،وذلك بتعريضها لسخط الله تعالى ومقته،عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته)ثم قرأ(وَكَذالِكَ أَخْذُ رَبّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِىَ ظَالِمَةٌ)هود،
قال القرطبي،يملي،يطيل في مدّته،ويصحّ بدنه،ويكثر ماله وولده ليكثر ظلمُه، كما قال تعالى(إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً)آل عمران،وهذا كما فعل الله بالظلمة من الأمم السالفة والقرون الخالية، حتى إذا عمّ ظلمهم وتكامل جرمهم أخذهم الله أخذة رابية، فلا ترى لهم من باقية، وذلك سنة الله في كلّ جبار عنيد،
وحال الظالمين في الآخرة،قال تعالى(وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ،مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء)إبراهيم،
ان للحسنة ضياء فى الوجة ونوراً فى القلب،وقوة فى البدن وسعة فى الرزق ومحبة فى قلوب الخلق،وللسيئة سواد فى الوجة وظلمة فى القلب،ووهنا فى البدن ونقصاً فى الرزق وبغضاً فى قلوب الخلق،إن ظلـَمَكَ أحدهم فلا تجزع،بل اعلم علم اليقين
أنه سيدفع ثمن ظلمه شقاءً وتعاسة وعدم التوفيق مهما طال الزمن (فالله يمهل ولا يهمل)الله رحيم وعادل وعينه لا تنام،
وهو يعاقب الظالم بأن يجعله أكثر هموماً
وتألماً من المظلوم نفسه،
اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيراً,ولا يغفر الذنوب إلا أنت,فاغفر لي مغفرة من عندك,وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.