المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإفتقار إلى الله لب العبودية



امـ حمد
25-01-2014, 01:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أخص خصائص العبودية،الافتقار المطلق إلى الله تعالى،فهو،حقيقة العبودية ولبُّها،قال الله تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْـحَمِيدُ)فاطر،
وعرَّفه الإمام ابن القيم رحمه الله،بقوله،الفقر الحقيقي،دوام الافتقار إلى الله في كل حال،وأن يشهد العبد في كل ذرة مـن ذراته الظاهـرة والباطنة فاقة تامة إلى الله،تعالى،من كل وجه،
فالافتقار إلى الله تعالى،أن يُجرِّد العبد قلبه من كل حظوظها وأهوائها، ويُقبل بكليته إلى ربه عـز وجل،متذللاً بين يديه، مستسلماً لأمره ونهيه، متعلقاً قلبه بمحبته وطاعته، قال الله تعالى (قُلْ إنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْـمُسْلِمِينَ)الأنعام،
قال يحيى بن معاذ،النسك هو،العناية بالسرائر،وإخراج ما سوى الله عز وجل،من القلب،
والمتأمل في جميع أنواع العبادة القلبية والعملية يرى أن الافتقار فيها إلى الله هي الصفة الجامعة لها، فبقدر افتقار العبد فيها إلى الله يكون أثرها في قلبه، ونفعها له في الدنيا والآخرة، وحسبك أن تتأمل في الصلاة أعظم الأركان العملية، فالعبد المؤمن يقف بين يدي ربه في سكينة، خاشعاً متذللاً، خافضاً رأسه، ينظر إلى موضع سجوده، يفتتحها بالتكبير، وفي ذلك دلالة جليَّة على تعظيم الله تعالى،وحده، وترك ما سواه من الأحوال والديار والمناصب، وأرفع مقامات الذلة والافتقار أن يطأطئ العبد رأسه بالركوع، ويعفِّر جبهته بالتراب مستجيراً بالله منيباً إليه، ولهذا كان الركوع مكان تعظيم الله تعالى،وكان السجود مكان السؤال،
قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(فأما الركوع فعظِّموا فيه الرب عز وجل،وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقَمِنٌ أن يستجاب لكم)أخرجه مسلم،ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم،في ركوعه(اللهم لك ركعت،وبك آمنت،ولك أسلمت خشع لك سمعي،وبصري،ومخي، وعظمي،وعصبي)أخرجه،مسلم،
قال الحافظ ابن رجب،إشارة إلى أن خشوعه في ركوعه قد حصل لجميع جوارحه،ومن أعظمها القلب الذي هو ملك الجوارح والأعضاء،فإذا خشع خشعت الجوارح والأعضاء كلها،تبعاً له ولخشوعه،
ثم قال،ومن تمام خشـوع العبد لله،عز وجل،وتواضعه في ركوعه وسجوده،أنَّه إذا ذلَّ لربه بالركوع والسجود، وصف ربه حينئذ بصفات العز والكبرياء والعظمة والعلو،
إنَّ هذه المنزلة الجليلة التي يصل إليها القلب هي سرُّ حياته وأساس إقباله على ربه سبحانه وتعالى،فالافتقار،
فكلما كان العبد أعلم بالله تعالى،وصفاته وأسمائه كان أعظم افتقاراً إليه وتذللاً بين يديه، قال الله تعالى(قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا، وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَـمَفْعُولاً،وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا)الإسراء،
وقال الفضيل بن عياض،أعلم الناس بالله أخوفهم منه،
وقال،رهبة العبد من الله على قدر علمه باللّه،
ومن تدبر الآيات البينات والأحاديث الشريفه، التي جاء فيها ذكر صفاته العلى وأسمائه الحسنى،انخلع قلبه إجلالاً لربه، وتعظيماً لمقامه، وهيبة لسطوته وجبروته سبحانه وتعالى،
قال تعالى(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)الزمر،
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(يطوي الله السموات يوم القيامة، ثم يأخذهنَّ بيده اليمنى، ثم يقول،أنا الملك،أين الجبارون،أين المتكبرون،ثم يطوي الأرض بشماله،ثم يقول،أنا الملك،أين الجبارون،أين المتكبرون)أخرجه مسلم،
قال الإمام ابن القيم،القرآن كلام الله، وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته، فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال، فتخضع الأعناق، وتنكسر النفوس، وتخشع الأصوات، ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء،
وعرّف ابن القيم الخشوع بأنه،خشوع القلب لله بالتعظيم والإجلال والوقار والمهابة والحياء، فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحب والحياء،فيخشع القلب لا محالة، فيتبعه خشوع الجوارح،
فمن عرف قدر نفسه، وأنَّه مهما بلغ في الجاه والسلطان والمال فهو عاجز ضعيف لا يملك لنفسه صرفاً ولا عدلاً، تصاغرت نفسه، وذهب كبرياؤه،وذلَّت جوارحه،وعظم افتقاره لمولاه،والتجاؤه إليه، وتضرعه بين يديه،قال عز وجل(فَلْيَنظُرِ الإنسَانُ مِمَّ خُلِقَ،خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ،يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ،إنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ، يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ،فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ)الطارق.
اللهم اجعلنا اغنى خلقك بك،وأفقر عبادك إليك .

كازانوفا
26-01-2014, 08:46 AM
لا اله الا الله
يارب تقل موازيني وارحمني يوم اسير الى ما سارو اليه اهل القبور
جزيتي خيرا

امـ حمد
26-01-2014, 02:51 PM
لا اله الا الله
يارب تقل موازيني وارحمني يوم اسير الى ما سارو اليه اهل القبور
جزيتي خيرا
تسلمين كازانوفا
بارك الله في حسناتج يالغلا