المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة (في رحاب الدار الآخرة _ 1 ) بتاريخ :26 \ 3\2010 (العبد



بومحمد المطاوعه
26-01-2014, 12:54 PM
خطبة (في رحاب الدار الآخرة _ 1 ) بتاريخ :26 \ 3\2010 (العبد الفقير : يزن الهياجنه )


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران:102]،

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء:1]،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب:70-71].

واعلموا عباد الله أن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَ الأمور محدثاتُها، وكُلَّ محدثة بدعة، وكُلَّ بدعة ضلالة، وكُلَّ ضلالة في النار، ثم أما بعد:
أحبتي في الله! (في رحاب الدار الآخرة.)
سلسلة علمية تجمع بين المنهجية والرقائق، وبين التأصيل العلمي والأسلوب الوعظي، سأبدأ بها إن شاء الله تعالى من هذه الجمعة حتى تنتهي بعدة جمعات وتبدأ بعلامات الساعة الصغرى وتنتهي بالجنة، أسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهلها.

وحديثي اليوم في العناصر التالية : : أولاً: الساعة آتية لا ريب فيها.
ثانياً: العلامات الصغرى التي وقعت وانقضت. ثالثاً: العلامات الصغرى التي وقعت ولم تنقضِ.

أولاً: الساعة آتية لا ريب فيها: أحبتي في الله إن الحديث عن اليوم الآخر ليس من باب الترف الذهني والعلمي، ولا من باب الثقافة الذهنية الباردة التي لا تتعامل إلا مع العقول فحسب، بل إن الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان بالله جل وعلا، ولا يصح إيمان العبد أصلاً وابتداءً إلا به، كما في صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب وفيه:
( أن جبريل عليه السلام سأل الحبيب المصطفى: ما الإيمان؟ فقال الحبيب: الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وأن تؤمن بالقدر خيره وشره ).فالإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان بالله، ولا يمكن أن يستقر الإيمان باليوم الآخر في قلب عبد من العباد إلا إذا وقف على حقيقة هذا اليوم وعرف أحواله وكروبه وأهواله. فإذا استقرت حقيقة الإيمان باليوم الآخر في قلب عبد صادق، دفعه هذا العلم بهذا اليوم إلى الاستقامة على منهج الله وعلى طريق الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه سيعلم يقيناً أنه سيقف غداً بين يدي الله جل وعلا؛ ليكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، ويقول له الملك:
{ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } [الإسراء:14].

فالهدف من هذه السلسلة إيقاظ المسلمين من غفلتهم ورقدتهم ، وتذكيرهم للاستيقاظ من هذه الغفلة والرقدة الطويلة، وحثهم على التوبة والإنابة إلى الله جل وعلا، قبل أن تأتيهم الساعة بغتة وهم يخصمون، فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون .
عباد الله! إن الساعة آتية لا ريب فيها
قال الله تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ } [الحج:6-7].
وإذا كان البشر يرون الساعة بعيدة، فإن خالق البشر يخبر أنها قريبة،
قال جل وعلا: { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا * يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ * وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا } [المعارج:6-10].
وقال سبحانه: { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ } [القمر:1].

وإن علم وقت قيام الساعة من خصائص علم الله جل وعلا، فلا يعلم وقت قيام الساعة ملك مقرب ولا نبي مرسل،
قال سبحانه في سورة الأعراف: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } [الأعراف:187].

ورد في صحيح البخاري من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خمس لا يعلمهن إلا الله وتلا النبي صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [لقمان:34] ).

وإذا كان الله عز وجل قد أخفى وقت قيام الساعة، فقد أخبر سبحانه وتعالى ببعض العلامات والأمارات التي تكون بين يدي الساعة، ليئوب الخلق وينيبوا ويتوبوا إلى الله جل وعلا، وقد سمى القرآن هذه العلامات والأمارات بالأشراط، فقال سبحانه: { فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا } [محمد:18].أي: فقد جاءت علاماتها وأماراتها.
وإلى عنصرنا الثاني من الخطبة : علامات صغرى وقعت وانقضت وانتهت.

وأول هذه العلامات: بعثة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( بعثت أنا والساعة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى ) فانظر إلى قرب قيام الساعة، ولا تنظر إلى هذه المئات من السنوات، فإن هذه السنوات في حساب الزمن لا تساوي شيئاً على الإطلاق.
إذاً: فبعثة النبي علامة صغرى وقعت وانقضت.
ومنها: موت النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما في صحيح البخاري من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه قال: ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة أدم فقال: اعدد بين يدي الساعة ستاً: موتي ...) إلى آخر الحديث.
فموت الحبيب المصطفى من أعظم المصائب في الدين، وما ابتليت الأمة بمصيبة كموت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن هذه العلامات التي وقعت وانقضت: انشقاق القمر،
قال سبحانه: { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ } [القمر:1]، فانشقاق القمر كان علامة من العلامات الصغرى بين يدي الساعة، وقد ورد في ذلك الأحاديث الكثيرة التي رواها الإمام مسلم في صحيحه، وأذكّر لكم حديثا واحدا من هذه الأحاديث: حديث أنس رضي الله عنه قال: ( طلب أهل مكة من رسول الله أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر ). وفي رواية ابن مسعود رضي الله عنه: ( انشق القمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم شقين، والنبي يقول: اشهدوا اشهدوا ).

وسأل المشركون المصطفى أن يظهر لهم آية على أنه نبي من قبل الله، فقال: ماذا تريدون؟ قالوا: نريد أن تشق لنا القمر في السماء نصفين، فسأل الحبيب ربه فاستجاب الله للمصطفى، وشق له القمر في السماء نصفين، فقال المصطفى لهم: اشهدوا اشهدوا ومع ذلك أنكروا وأعرضوا وقالوا: سحر مستمر.
ومن العلامات أيضاً: خروج نار في أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل في بصرى، أي: في حوران ببلاد الشام.أخي الحبيب! تدبر هذا الحديث العجب الذي رواه البخاري و مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببُصْرَى ).وبُصْرَى: بلد تسمى حوران في ديار الشام، ولقد وقعت هذه الآية بمثل ما حَدَّث به الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى.
قال الإمام القرطبي في كتاب: (التذكرة) وغيره: ولقد وقعت هذه الآية بمثل ما حدث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، ففي يوم الأربعاء في الثالث من شهر جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة خرجت نار بأرض الحجاز كانت لا تمر على جبل إلا دكته وأذابته، رآها من أرض الحجاز جميع أهل الشام بالشام. { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى } [النجم:3-5] وقد وقعت هذه الآية وانقضت.

ثالثا : ومع العلامات الصغرى التي وقعت ولا زالت ولم تنقض بعد.

وأولها: الفتن: فتن كقطع الليل المظلم
-آه من الفتن- لقد أطلع الله نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم على الفتن التي ستبتلى بها البشرية والأمة خاصة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ومن ذلك: ما ورد في صحيح مسلم من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، قال: ( قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً، فما ترك شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حَدَّث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه ).فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبربالفتن التي ستقع، وقال كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة وغيره: " بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنا و يمسي كافرا أويمسي مؤمنا و يصبح كافرا ، يبيع دينه بعرض من الدنيا " .
نعم والله! إننا في عصر الفتن التي جاءت وأقبلت كقطع الليل المظلم..
ومن العلامات: فتنة الغربة حيث يشعر المؤمن بالغربة، فيعيش في عالم يشير إليه بالبنان إذا كان ملتزماً، ويشعر المسلم الصادق بالغربة بين الناس إن أعفى اللحية ولبس الثوب القصير، ووضع السواك في فمه بدلاً من السيجارة، وجلبب زوجته بجلباب العفة والحياء والمروءة والشرف، وانطلق إلى مجالس العلم، وحرص على طاعة الله، وطهر بيته من الخبث والمعاصي والمصائب، فيشير الناس إليه بأصابع التطرف والإرهاب والاتهام. فالمسلم الصادق الآن يعيش فتنة قاسية ألا وهي فتنة الغربة، كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة : ( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ).
أبشر يا من تشعر بالغربة الآن بين الناس، أبشر بهذه البشارة لك من رسول الله: (فطوبى للغرباء).
وفي غير رواية مسلم : ( قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟! قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس )،
وفي لفظ: ( قال: الذين يصلحون ما أفسده الناس )، بل لقد روى الترمذي في سننه بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( سيأتي على الناس زمان القابض فيه على دينه كالقابض على جمر بين يديه ). فالمؤمن الآن في عصر كثرت فيه الشهوات والملذات والشبهات حتى إعتادها الناس ورأوا من يخالفهم فيها غريبا .
هذه الشهوات التي صرفت كثيراً من الناس عن طاعة رب الأرض والسماوات إنتشرت ، فترى الرجل قد جلس أمام التلفاز إلى الفجر أمام مباراة أو مسرحية داعرة أو فيلم ساقط هابط وسمع الأذان بعد ذلك فما تحرك قلبه وما تحركت جوارحه للقاء الله ولاستجابة أمر الله جل وعلا.
أقبلت الشهوات فلا مانع أن يضحي الرجل بدينه وعقيدته من أجل أن يجلس على كرسي زائل أو منصب ولا مانع من أن يقتل الأخ أخاه ولا مانع من أن يقتل الولد أباه ولا مانع من أن يقتل الولد عمه أو خاله من أجل ميراث أو مال!!

ومن العلامات تقارب الزمان ونقص العلم وظهور الفتن
جاء في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن من أشراط الساعة أن يتقارب الزمان، وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح، ويكثر الهرج، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟! قال: القتل ).
وكأن الله قد كشف الحجب لحبيبه المصطفى فهو يحدد واقع البشرية في قرنها الواحد والعشرين: (إن من أشراط الساعة أن يتقارب الزمان)، نعم، فقد تقارب الزمان، بل لقد ورد في سنن الترمذي بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يتقارب الزمان بين يدي الساعة فتكون السنة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كاحتراق السعفة ) أي: كاحتراق جريدة من النخيل.
والآن قد نزعت البركة من الوقت، فقد كنت بالأمس القريب تصلي الجمعة، فجاءت الجمعة بهذه السرعة، فقد نزعت البركة من الوقت.
(إن من أشراط الساعة أن يتقارب الزمان وينقص العلم) والمراد بالعلم هنا: العلم الشرعي، فلقد كثر الجهل وقل العلم بقلة العلماء الصادقين، وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، و لكن
يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا " أيها الأحبة! في وقتنا الحاضر قل العلم، وتزبب كثير من الناس قبل أن يتحصرموا، وقبل أن يتعلموا، وبالغوا قبل أن يبلغوا، فقالوا في دين الله بغير علم، فضلوا أنفسهم وأضلوا غيرهم.
ونرجع إلى الحديث: ( وتظهر الفتن، ويلقى الشح ) :أي يكثر الشح، وقد ينطلق الرجل إلى حقله ليجني الحبوب والزروع والثمار، وقد منَّ الله عليه، وما فكر في أن يخرج حق الله وحق الفقراء.
ومن العلامات من الحديث أيضا : و يكثر الهرج، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟! قال: القتل ).

أحبتي في الله :أنتم تتابعون الإذاعات، وتسمعون النشرات فما من يوم يمر الآن على العالم بأسره إلا ويقتل المئات.وانظروا إلى الواقع المر! لا يدري القاتل على أيِّ شيء قتل.
يساق الجندي الذي هو عضو من أعضاء القوة في الأمم المتحدة، إلى موقع من المواقع لا علم له عن شيء فيه، ويقال له: قف هنا واقتل فلاناً! لماذا؟! ليس من شغلك ولا من عملك! فيقتل الرجل وهو لا يدري على أي شيء قتل، أما المقتول المسكين فهو لا يدري على أي شيء قتل! لماذا قتل المسلمون في البوسنةو الشيشان؟ و الصومال؟! و في فلسطين و طاجاكستان؟! وفي أفغانستان ؟ و في العراق ؟وفي الصين وفي الهند ؟ لماذا قتل المسلمون في كل مكان؟!! على أي شيء قتلوا؟! ما جريمتهم؟! ما الذي اقترفوه؟! ما الذي قدموه؟! (ويكثر الهرج) أي: ويكثر القتل لا يدري القاتل على أي شيء قَتَل وقاتل، ولا يدري المقتول على أي شيء قُتِل.
وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

بومحمد المطاوعه
26-01-2014, 12:56 PM
الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثَرَه إلى يوم الدين.أما بعد:
نتابع معكم العلامات التي وقعت ولم تنقض ومنها إسناد الأمر إلى غير أهله
وهي من العلامات الدقيقة التي هي من علامات النبوة قبل أن تكون من علامات الساعة، وقد ورد في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
أن أعرابياً دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث الناس، فقال الأعرابي: يا رسول الله! متى الساعة؟ فمضى النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه ولم يجب الأعرابي على سؤاله، فلما أنهى النبي صلى الله عليه وسلم حديثه قال: أين السائل عن الساعة آنفاً؟! فقال الأعرابي: هأنذا يا رسول الله!
فقال الحبيب: ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، فقال الأعرابي: وكيف إضاعتها يا رسول الله؟! قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ).

ووالله لقد وسد الأمر إلى غير أهله في واقعنا الآن .
ومن العلامات: تداعي الأمم على أمة الحبيب المحبوب، ففي الحديث الذي رواه أبو داود من حديث ثوبان وهو حديث صحيح بمجموع طرقه،
أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا: أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: كلا، إنكم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل، وليوشكن الله أن ينزع المهابة من قلوب عدوكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، قيل: وما الوهن يا رسول الله؟! قال: حب الدنيا وكراهية الموت ).

نعم: إنه واقع تعيش فيه الأمة!! تداعت أذل أمم الأرض وأحقر أمم الأرض من اليهود ومن الصليبيين وعباد البقر والبوذيين و الملحدين على المسلمين في كل مكان .
وأصبحت الأمة قصعة مستباحة لأمم الأرض تعيش كدويلات متحاربة تفصل بين هذه الدويلات حدود جغرافية مصطنعة ونعرات قومية منتنة، وترفرف على سمائها رايات العلمانية أو رايات القومية والوطنية، وتحكم الأمة كلها قوانين الغرب العلمانية، فذلت بعد عزة وجهلت بعد علم وضعفت بعد قوة وأصبحت في ذيل القافلة البشرية بعد أن كانت بالأمس القريب تقود القافلة كلها بجدارة واقتدار.

ومن العلامات الصغرى التي وقعت ولم تنقض ولا زالت مستمرة: ما أخبر عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة ) أي: لا يسلم الرجل إلا على رجل يعرفه، وهذا واقع.
تمر على أخيك المسلم فلا تلقي السلام عليه؛ لأنك لا تعرفه وهو لا يعرفك، ولا تلقي السلام إلا على من تعرف.( إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة) أي: تكثر التجارة بين يدي الساعة.وتخرج المرأة للتجارة لتقف مع زوجها .
( وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور ).
واذهب إلى المحاكم لتبكي دماً بدل الدمع على شهادات الزور بعشرة دنانير، أو بمائة دينار.
رجل ينتسب إلى الإسلام لا يتورع أن يشهد زوراً على رجل يعلم أنه سيوضع الحديد في يديه بهذه الشهادة المزورة.
ومن العلامات ما جاء في الحديث: ( وشهادة الزور وكتمان شهادة الحق وظهور القلم ) ولم يكن هذا على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن العلامات التي وقعت ولا زالت: كما في الحديث الذي رواه أحمد و الطبراني في الكبير بسند صحيح من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال معهم سياط كأنها أذناب البقر ، يغدون في سخط الله و يروحون في غضبه "
.وهذا وصف عجيب دقيق! (بين يدي الساعة رجال معهم سياط) مثل: الكرباج.
(كأنها أذناب البقر)، أي: كذيل البقرة يضربون بها الناس. وهذا موجود الآن من تعذيب المسلمين والصالحين في السجون .قال: (يغدون) من الغدوة في الصباح، (يغدون في سخط الله ويروحون في غضب الله)، بل وحكم عليهم رسول الله بأنهم من أهل النار إن لم يتوبوا إلى العزيز الغفار.
وخذوا هذا الحديث أيها الأخيار! روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: ( صنفان من أهل النار لم أرهما ) وهذه من معجزات وعلامات النبوة.( صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسمنة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ).

وهذا والله نجده الآن في زماننا من التكشف والعري للنساء وعمل العجب بأجسادهن ورؤوسهن من موضات وتقليد لبلاد الكفار .
فهذه أيها الأحبة جملة من علامات الساعة الصغرى التي انقضت والتي نحن فيها الآن ولم تنقضي بعد ونتابع معكم في الإسبوع القادم إن شاء الله تعالى العلامات التي لم تأتي بعد.
عباد الله :إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلمو تسليما )
اللهم لا تدع لأحد منا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا عاصياً بيننا ومن أهلينا إلا هديته،
ولا طائعاً معنا إلا زدته وثبته، ولا حاجة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين! يا رب! اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا ولا منا شقياً ولا محروماً! اللهم اهدنا واهد بنا، واجعلنا سبباً لمن اهتدى،!
اللهم لا تعاملنا بما نحن أهله، فنحن أهل المعاصي والذنوب، وعاملنا بما أنت أهله، فأنت أهل المغفرة والرحمة يا علام الغيوب!
اللهم استر نساءنا واحفظ بناتنا، وأصلح أخواتنا وشبابنا، واهد أولادنا، اللهم رب لنا أولادنا، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماماً.
اللهم أنصر الإسلام والمسلمين وأعلي كلمتي الحق والدين برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم انصر إخواننا المستضعفين والمجاهدين في كل مكان
اللهم اهد ملك البلاد للحكم بكتابك وبسنة نبيك صلى الله عليه وسلم وارزقه البطانة الصالحة التي تعينه على ذلك هو وجميع حكام المسلمين إنك على كل شيء قدير .
عباد الله ..ما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.والحمد لله رب العالمين

امـ حمد
26-01-2014, 02:49 PM
لله يعطيك العافيه اخوي بو محمد المطاوعه
وجعل نقل هذه الخطبه في ميزان حسناتك

بومحمد المطاوعه
27-01-2014, 01:38 PM
لله يعطيك العافيه اخوي بو محمد المطاوعه
وجعل نقل هذه الخطبه في ميزان حسناتك

الله يعافيج اختي

بارك الله فيج