المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التألي على الله سبحانه وتعالى



امـ حمد
27-01-2014, 01:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التألي على الله سبحانه وتعالى
فإن اللسان من نعم الله العظيمة يعبر الانسان عما في نفسه ولايعرف قدر هذه النعمة الا من حرمها كاشخص الابكم،ولهذا حث الشرع على استعماله في الخير،
وعلى كل مسلم أن يحفظ لسانه عن الكلام الذي فيه شر،وان لايقول إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة،
ومن فلتات اللسان الخطيرة على المسلم التألي على الله عز وجل
،فقد روى مسلم في صحيحه،عن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،حدث أن رجلاً قال(والله لا يغفر الله لفلان،وأن الله تعالى قال،من ذا الذي يتألى علّي أن لا أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك) قال النووي،رحمه الله(قوله صلى الله عليه وسلم،أن رجلاً قال،والله لا يغفر الله لفلان وأن الله تعالى قال من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك)
معنى يتألى،يحلف،والألية،اليمين،فيه خطورة مثل هذا القول على الانسان وانه سبب في حبوط الاعمال والعياذ بالله،وان على الشخص ان لايعجب بعمله،عن أبي هريرة قال،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،يقول(كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين أحدهما يذنب،والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول،أقصر فوجده يوماً على الذنب فقال له أقصر فقال،خلني وربي، أبعثت علي رقيباَ،فقال،والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة، فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد،كنت بي عالماً،أو كنت على ما في يدي قادراً،وقال للمذنب،اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر،اذهبوا به إلى النار) صحيح مسلم،
قال أبو هريرة والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته)صحيح الجامع،
ومن الكلام الخطير الجزم لشخص مسلم بانه من اهل النار لانه وقع في معصية وما يدرينا لعله يتوب ويختم له بخير،
قال ابن عثيمين رحمه الله،الشهادة بالجنة أو النار،الشهادة بالجنة أو بالنار ليس للعقل فيها مدخل،فهي موقوفة على الشرع، فمن شهد له الشارع بذلك شهدنا له، ومن لا فلا، لكننا نرجو للمحسن، ونخاف على المسيء،
وتنقسم الشهادة بالجنة أو بالنار إلى قسمين عامة وخاصة،
فالعامة هي،المعلقة بالوصف مثل أن نشهد لكل مؤمن بأنه في الجنة،أو لكل كافر بأنه في النار،أو نحو ذلك من الأوصاف التي جعلها الشارع سبباً لدخول الجنة أو النار،
والخاصة هي، المعلقة بشخص مثل أن نشهد لشخص معين بأنه في الجنة، أو لشخص معين بأنه في النار فلا نعين إلا ما عينه الله أو رسوله، قلت مثل ان نشهد لابي بكر وعمر بانهما في الجنة،وابولهب وفرعون بانهما في النار،
فعلى المسلم أن يحفظ لسانه ويتورع عن إطلاقه فيما لا يعنيه فقد قال صلى الله عليه وسلم(وهل يكب الناس على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)رواه الترمذي،
و قال صلى الله عليه وسلم(إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب)متفق عليه،
ومعنى يتألى على الله، يقول والله فلان هذا لا يغفرالله له،
وبالذات إذا كان بينه وبينهم ضغائن أو مكائد،لا تقل أنت هذا من أهل النار،أنتَ لست ممن أعطوا مفاتيح الجنة والنار حتى تعلم، ولست من الذين أعطوا علم الغيب، فالغيب لا يعلمه إلا الله ربُ العالمين،
لماذا أنت تُدخل هذا الجنة وتُدخل هذا النار، سبحان الله،كيف تزكي أنتَ نفسك وتتهم الآخرين،
قال صلى الله عليه وسلم(لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم)اخرجه مسلم،
،لأنه لا يعلم من منا من أهل البرّ،ومن أهل الشّر، ومن منا من أهل الاستقامة،لأن النهايات لا يعلمها إلا الله، قال صلى الله عليه وسلم(إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها،وان أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)أخرجه البخاري ،ومسلم في،صحيحه،من حديث عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه،
لا داعي أبداً أن تقول والله لا يغفر الله لفلان،لأنك لا تدري متى يغفر له،وماذا صنع الله به،ربما يتوب،ويهتدي،ويكثر من الحسنات، ويفيق من غفلته،ويستيقظ من غفوته،
فأنتَ،لا تتألى على الله، حتى وإن أبغضت شخصاً،وسلبك شيئاً من حقك،لكن مجرد أنه ظلمك تتألى أنت على الله وتوزع جنةً وناراً،وتقول،هذا من أهل النار وهذا من أهل الجنة،الجنة والنار لا يعلم داخلها إلا رب العباد سبحانه وتعالى،
فلا تتألى على الله وتقول وتوزع وكأنك معك كشف التوزيع، هذا يدخل الجنة، وذاك يدخل النار،لا المسألة ليست هكذا،كم ودّ النبي صلى الله عليه وسلم،أن يُسلم عمه أبو طالب،
صاحب أبا جهل وأبا لهب وعقبة بن أبى معيط وأمية بن خلف، فيجلس الرسول صلى الله عليه وسلم،عند رأسه وهو ينازع يقول،يا عماه قلها أشفع لك بها عند ربي)رواه البخاري،ومسلم،يعني مجرد أن يقول لا إله إلا الله،
فيأخذ أبو جهل،رأس أبي طالب إليه ويقول،يا أبا طالب أنت كبير قريش أنت زعيم قريش أنت كبيرنا،يقول له النبي،يا عماه قلها أشفع لك بها،ولم يقلها،ومات والعياذ بالله،ليس مسلماً وإنما كافراً رغم نصرته للنبي صلى الله عليه وسلم،
يعني لا داعي أبداً أن يتألى على رب العباد سبحانه وتعالى،فهو لا يملك لنفسه ولا لغيره أن يعرف ما في الغد،الغد هذا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى،فما علينا إلا أن نظن خيراً بالناس،ونأمل خيراً في رحمة الله(أنا عند ظن عبدي بي)أخرجه البخاري ،ومسلم،في صحيحه،من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه،
فهلا وطنا نحن أنفسنا على الخير ولم نتألى على الله عز وجل،أما أن تقول إن هذا رجل لن يذهب إلى الجنة،هذا رجل لن يشمّ رائحة الجنة،
حقيقة الأمر،أن الإنسان لا يتعدى حدوده،لا بد أن يعرف أنه بشرٌ لا يعرف ما في غد،وكيف تكون نهايات الناس،وكيف تكون نهايته هو،أن الذي يعرف الخواتيم إنما هو رب العباد سبحانه وتعالى،

فاللهم أحسن خاتمتنا في الأمور كلها يا رب العالمين،واجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم أن نلقاك،
اللهم طهر ألسنتنا مما يغضبك،واحفظ جوارحنا عما يباعدنا عن الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين.

كازانوفا
27-01-2014, 02:18 PM
لاحول ولاقوة الا بالله
بالفعل في كثير من الناس تالى على الله

جزيتي خيرا على الموضوع

امـ حمد
27-01-2014, 04:08 PM
لاحول ولاقوة الا بالله
بالفعل في كثير من الناس تالى على الله

جزيتي خيرا على الموضوع

ويزاااج الله كل الخير يالغلا

لبيبة
27-01-2014, 05:54 PM
جزاك الله خيراً

امـ حمد
27-01-2014, 06:18 PM
جزاك الله خيراً



وجزاك ربي جنة الفردوس لبيبة

qatar2014
04-03-2014, 01:42 PM
جزاك الله خيرا يالغالي

امـ حمد
05-03-2014, 03:11 AM
جزاك الله خيرا يالغالي
بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس