المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قالت ،يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا



امـ حمد
01-02-2014, 04:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى(فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ،قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا)
يقول تعالى،مخبراً عن مريم أنها لما قال لها جبريل عن الله تعالى ما قال،إنها استسلمت لقضاء الله تعالى فذكر واحد من علماء السلف أن الملك،وهو جبريل عليه السلام،عند ذلك نفخ في جيب درعها،فنزلت النفخة حتى ولجت في الفرج،فحملت بالولد بإذن الله تعالى،فلما حملت به ضاقت ذرعاً به ولم تدر ماذا تقول للناس ،فإنها تعلم أن الناس لا يصدقونها فيما تخبرهم به،غير أنها أفشت سرها وذكرت أمرها لأختها امرأة زكريا،
وذلك أن زكريا عليه السلام،كان قد سأل الله الولد،فأجيب إلى ذلك ،فحملت امرأته،فدخلت عليها مريم فقامت إليها فاعتنقتها، وقالت،أشعرت يا مريم أني حبلى،فقالت لها مريم،وهل علمت أيضاً أني حبلى،وذكرت لها شأنها وما كان من خبرها وكانوا بيت إيمان وتصديق،ثم كانت امرأة زكريا بعد ذلك إذا واجهت مريم تجد الذي في جوفها يسجد للذي في بطن مريم،أي،يعظمه ويخضع له،فإن السجود كان في ملتهم عند السلام مشروعاً، كما سجد ليوسف أبواه وإخوته ، وكما أمر الله الملائكة أن تسجد لآدم ، عليه السلام ، ولكن حرم في ملتنا هذه تكميلاً لتعظيم الله تعالى،
وقال ابن جريج ،سمع ابن عباس وسئل عن حبل مريم ، قال،لم يكن إلا أن حملت فوضعت،
وهذا غريب،وكأنه أخذه من ظاهر قوله تعالى( فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا،فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ)
فَأَجَاءَهَا )أي، ألجأها وجاء بها(الْمَخَاضُ) وهو وجع الولادة( إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ)وكانت نخلة يابسة في الصحراء،في شدة الشتاء ، لم يكن لها سعف،
كما قال تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ،ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ،ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا)المؤمنون،فالمشهور الظاهر،أنها حملت به كما تحمل النساء بأولادهن،ولهذا لما ظهرت مخايل الحمل عليها وكان معها في المسجد رجل صالح من قراباتها يخدم معها البيت المقدس ، يقال له،يوسف النجار ، فلما رأى ثقل بطنها وكبره ، أنكر ذلك من أمرها ، ثم صرفه ما يعلم من براءتها ونزاهتها ودينها وعبادتها ،ثم تأمل ما هي فيه،فجعل أمرها يجوس في فكره،لا يستطيع صرفه عن نفسه ، فحمل نفسه على أن عرض لها في القول، فقال،يا مريم،إني سائلك عن أمر فلا تعجلي علي،قالت،وما هو ،قال،هل يكون قط شجر من غير حّب،وهل يكون زرع من غير بذر،وهل يكون ولد من غير أب،فقالت،نعم،فهمت ما أشار إليه،أما قولك،هل يكون شجر من غير حّب وزرع من غير بذر،فإن الله قد خلق الشجر والزرع أول ما خلقهما من غير حب،ولا بذر،
وهل خلق يكون من غير أب،فإن الله قد خلق آدم من غير أب ولا أم،فصدقها،وسلم لها حالها،
ولما استشعرت مريم من قومها اتهامها بالريبة،انتبذت منهم مكانا قصيا،أي،قاصيا منهم بعيدا عنهم،لئلا تراهم ولا يروها،
قال محمد بن إسحاق،فلما حملت به وملأت قلتها ورجعت، استمسك عنها الدم وأصابها ما يصيب الحامل على الولد من الوصب والترحم وتغير اللون،حتى فطر لسانها،فما دخل على أهل بيت ما دخل على آل زكريا،وشاع الحديث في بني إسرائيل ،فقالوا،إنما صاحبها يوسف،ولم يكن معها في الكنيسة غيره، وتوارت من الناس،واتخذت من دونهم حجابا،فلا يراها أحد ولا تراه،وقوله(فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ)أي،فاضطرها وألجأها الطلق إلى جذع النخلة،
ومن رواية النسائي عن أنس،رضي الله عنه،قال،أن ذلك ببيت لحم ، فالله أعلم ، وهذا هو المشهور الذي تلقاه الناس بعضهم عن بعض ، ولا يشك فيه النصارى أنه ببيت لحم ، وقد تلقاه الناس،وقد ورد به الحديث،
وقوله تعالى إخبارا عنها(قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا)تقول،يا ليتني مِتُّ استحياء من الناس وخوف الفضيحة،
قبل هذا الكرب الذي أنا فيه،والحزن بولادتي المولود من غير بَعل،فإنها عرفت أنها ستبتلى وتمتحن بهذا المولود الذي لا يحمل الناس أمرها فيه على السداد،ولا يصدقونها في خبرها،وبعدما كانت عندهم عابدة ناسكة،تصبح عندهم فيما يظنون عاهرة زانية، فقالت(قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا)أي قبل هذا الحال(وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا)أي لم أخلق ولم أك شيئاً،
قاله ابن عباس،قالت وهي تطلق من الحبل،استحياء من الناس،يا ليتني مت قبل هذا الكرب الذي أنا فيه،والحزن بولادتي المولود من غير بعل(وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا)أي، شيئا لا يعرف ، ولا يذكر ، ولا يدرى من أنا،
فالسيدة مريم أصبحت أمام أمر واقع وحمل ظاهر لا تستطيع إخفاءه، ولا تقدر على ستره،وقبل ذلك أن يُبشِّرها الملَك بغلام زكيٍّ، وأنْ تحمل به، فكيف بها الآن وقد تحوّل الأمر من الكلام إلى الواقع الفعلي، وها هو الوليد في أحشائها، وقد حان موعد ولادته،
لابُدَّ أن ينتابها نزوع انفعالي فالأمر قد خرج عن نطاق السَّتْر والتكتّم، فإذا بها تقول(يلَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَـذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً) مريم،أي،تمنتْ لو ماتت قبل أن تقف هذا الموقف العصيب، مع أن الملك حين أخبرها من قبل بأن الله تعالى سيهَبُ لها غلاماً زكياً تعجبتْ قائلة(أَنَّي يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً)
مريم،
مجرد تعجُّب وانفعال هادىء، أما وقد أصبح الأمر ولادة حقيقية فلا بُدَّ من فعل نزوعي شديد يُعبِّر عما هي فيه من حَيرة، لذلك تمنتْ الموتْ، مع أن الله تعالى نهانا عن تمني الموت، كما ورد في الحديث الشريف الذي يرشدنا إذا ضاقتْ بنا الحياة ألاَّ نتمنى الموت،بل نقول(اللهم أحْيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفَّني ما كانت الوفاة خيراً لي )الراوي،أنس بن مالك، المحدث،الألباني،المصدر،صحيح الجامع،

كازانوفا
04-02-2014, 08:52 AM
لا اله الا الله بالفعل كرب عظيم سبحان الله كيف استحملته وقدرت تتعدى هاي الفتره
جزيتي خيرا حبيبتي ام حمد على المواضيع الطيبه

امـ حمد
04-02-2014, 03:20 PM
لا اله الا الله بالفعل كرب عظيم سبحان الله كيف استحملته وقدرت تتعدى هاي الفتره
جزيتي خيرا حبيبتي ام حمد على المواضيع الطيبه


تسلمين حبيبتي
بارك الله في حسناتج ياعمري