المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى تتنزل عليك الملائكة؟!



كحيلان
17-05-2005, 10:36 PM
متى تتنزل الملائكـة
هذه الحياة تموج بالفتن موج البحر الموّار لا يهدأ ،
موجات من الفتن على إثر موجات ، تدع الحليم حيران ..
والمؤمن خلال ذلك كله ، مطالب أن يثبت ثبات الجبال الرواسي ، لا يلين ..!
لكنه قد يضطر لظرف ما ، أن يخفض رأسه قليلاً ، كي تمر موجة عاتية ،
لكنه لا يلبث أن يستقيم من جديد ،
ليواجه بقية الأمواج التي تتدافع من حوله ،
ويجهد نفسه في تصريفها هنا وهناك بعيداً عنه ،
أو على أقل تقدير يجهد أن لا يسمح لها بالتأثير عليه ،

لتجرفه في طريقها نحو وديان الضياع والهلاك..!
وهو في هذه الحالة ، وحتى ينجح في مهمته على خير وجه :
لابد له من أن يأوي إلى ركن شديد ، وحمى آمن ، ويتمسك

بطوق نجاة وثيق ومضمون ،

وعليه أن يستعد بسلاح جيد فعال ..
ولن يجد ذلك كله وعلى كماله :
إلا في محضن الإيمان العميق بالله وباليوم الآخر ..
أما غير ذلك فلن يجديه شيئاً أبداً ..
يستقر الإيمان في قلبه حتى يملأه بمحبة الله جل جلاله ،
والعلامة الكبرى لذلك :
أن يلتزم تعاليم ربه التزاما كاملا ، ولا يفرط فيها ،
ولو سخط عليه هذا العالم كله ..
ويؤمن باليوم الأخر ، إيماناً راسخاً :
يجعله كأنما يعايش أحداث اليوم الأخر ،
ويرى أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار ..

فيشتاق أن يكون مع الصنف الأول ، ويخاف أن يكون من الصنف الثاني ،
وعلامة هذا الشوق والخوف أيضا:
أن يلتزم تعاليم ربه ولو شق ذلك على نفسه ..!
بمثل هذا وهذا يأتيك مدد الله سبحانه ، وتتنزل عليك ملائكته ،

فإذا أنت كالجبال الرواسي لا تضرك الفتنة تمر بها ، أو تمر هي بك ،

بل إذا بك تنظر إليها في استخفاف ورثاء واستعلاء .. مع مزيد من الحذر منها ..
أما ما سوى هذا الطريق :
فإنه خذلان وإن ظن أصحابه أنهم على الطريق ..!
هؤلاء قوم استخف بهم الشيطان ، وزين لهم أعمالهم ،

فصدقوه ، فرأوها حسنة جميلة مغرية !
- - -
والآن اجمع قلبك لحظات وتأمل قول ربك جل في علاه :
( إن الذين قالوا : ربنا الله ، ثم استقاموا ..

[ لاحظ كلمة : استقاموا ]
تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا ،
وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون *
نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا والآخرة ..
ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما توعدون )
ولله در القائل :
منِ استعانَ بغير اللهِ في طلبٍ *** فإن ناصرهُ عجزٌ وخذلانُ