المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطر تسعى لتخصيص أكثر من 40 مليار دولار لاستثمارها في السياحة



رمــــــاح
23-02-2014, 10:28 PM
هيئة السياحة: قطر تسعى لتخصيص أكثر من 40 مليار دولار لاستثمارها في السياحة بحلول 2030


قنا - 23/02/2014











قال السيد عيسى بن محمد المهندي رئيس الهيئة العامة للسياحة إن دولة قطر تسعى إلى تخصيص حوالي من 40 إلى 45 مليار دولار لاستثمارها في قطاع السياحة بحلول عام 2030 وذلك في إطار استراتيجيتها الشاملة والمتكاملة للسياحة 2030 والمقرر إطلاقها مساء اليوم والتي تهدف إلى الارتقاء بصناعة السياحة وتحولها إلى عنصر فعال في التنمية المستدامة للدولة، حيث تتوقع دولة قطر أن تستقبل بحلول عام 2030 سبعة ملايين زائر سنويا.

جاء ذلك في كلمة أدلى بها رئيس الهيئة العامة للسياحة اليوم خلال افتتاح مؤتمر "السياحة في عالم الغد" والذي يعقد بالدوحة على مدى يومين تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، بالتعاون بين الهيئة العامة للسياحة وجامعة ستندن قطر وبمشاركة منظمة السياحة العالمية والعديد من الشركات المحلية والدولية.

وأضاف المهندي أن المؤتمر يسلط الضوء على تطوير سياحة مستدامة ويناقش إدارة قطاع السياحة والضيافة، وهو الأمر الذي يتماشى بشكل مباشر مع ما نسعى لتحقيقه في الهيئة العامة للسياحة من خلال الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2030 و الذي يتزامن توقيت إطلاقها مساء اليوم مع هذا المؤتمر المهم.

وأوضح أن دولة قطر حققت على مدى السنوات السابقة تحت قيادة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، العديد من الإنجازات واستطاعت أن تتبوأ مكانة عالمية يفخر بها أهل قطر، ولعب دور مهم على الساحة الدولية، ومن بين هذه الإنجازات كان هناك العديد من المشاريع السياحية والبرامج التي ساهمت وبشكل مباشر في جذب الزوار لاكتشاف ما تقدمة قطر مما انعكس على معدل عدد الزوار الآخذ في التصاعد في السنوات الأخيرة الماضية ليصبح من أكثر المعدلات العالمية نموا.

وأشار إلى أنه حاليا وتحت مظلة قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وتحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية أصبح استكمال ما بدأ به سمو الأمير الوالد لتحقيق حلم تحويل قطر إلى وجهة سياحية، سانحاً و أكثر من أي وقت مضى.

وأردف أنه بذلك توفرت للهيئة الدوافع والسبل لتحويل هذه الرؤية الحكيمة إلى حقيقة على أرض الواقع من خلال استراتيجية شاملة ومتكاملة تهدف للارتقاء بصناعة السياحة في قطر وتحولها إلى عنصر فعال في التنمية المستدامة للدولة، حيث نسعى من خلال هذه الاستراتيجية إلى تخصيص مبلغ 40-45 مليار دولار لاستثمارها في قطاع السياحة بحلول العام 2030، وعندها – أي في عام 2030- نتوقع أن نستقبل أكثر من سبعة ملايين زائر على أراضينا سنوياً، وهو ما يعني أن حجم قطاع السياحة يجب أن ينمو إلى سبعة أضعاف حجمه الحالي.

وتساءل رئيس الهيئة العامة للسياحة في كلمته قائلا، لماذا يوضع قطاع السياحة على قائمة أولويات دولة قطر؟ ولماذا يحتاج هذا البلد الذي يحظى بأعلى معدل دخل للفرد في العالم ويصدر أكبر كمية من الغاز الطبيعي في العالم إلى بناء قطاع السياحة؟، مجيبا بأن قطر تتمتع بمناطق برية ساحرة فضلا عن وجود الظواهر الطبيعية النادرة في العالم والثقافة الغنية والتراث المتجذر وبرامج تعزز الهوية الوطنية وغيرها.

وبين أيضا أن حكومة دولة قطر سعت دائما إلى تحقيق أهداف كبرى وتواصل رحلتها لتحقيق الأهداف الطموحة للرؤية الوطنية 2030، والتي من بين أهم أهدافها تحقيق التنمية المستدامة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وذلك نابع من إدراك قيادة الدولة أنه مهما بلغ حجم احتياطياتنا الوفيرة من النفط والغاز، فإنها ستنفد يوماً ما.

وإذا كنا مستعدين جيداً لذلك اليوم، فإن انتقال البلاد إلى اقتصاد ما بعد النفط والغاز سيتم بسلاسة وسهولة، ولذلك "فالسياحة هي النفط الذي لا ينضب"، وهنا تأتي مهمة الهيئة العامة للسياحة في تحويل قطر إلى وجهة سياحية قوية وهي خطوة أولى باتجاه تقليل اعتمادنا على النفط والغاز.


وأشار السيد عيسى بن محمد المهندي رئيس الهيئة العامة للسياحة إلى أن تطلعات دولة قطر بالنسبة للسياحة يحركها الكثير، فكل يوم يتغير العالم ويتطور، ويصبح قرية صغيرة.

ويشكل السفر سواء للأعمال أو الترفيه جزءاً كبيراً من هذا التطور. فهو الطريقة التي يستكشف فيها هذا الجيل عالمنا ويتصل بمختلف الثقافات والدول، ولأول مرة يتجاوز عدد السياح في العالم حاجز المليار سائح في 2012، وإذا أردنا نحن كشعب أن نلعب دوراً رئيسيا في المجتمع الدولي، فإن علينا أن نفتح أبوابنا وندعو العالم إلى وطننا، لكي يتبادل الناس من كل مكان الأفكار معنا، ويتعلموا منا ونتعلم منهم، ولنفهم بعضنا البعض، حتى نتمكن من تحقيق أمور إيجابية معاً.

وأكد أن السياحة هي نافذة العالم على أسلوب حياتنا وزيادة عدد السياح إلى قطر يمنحنا فرصة رائعة لإسماع أصواتنا وتبادل القيم الثقافية والاجتماعية وإطلاع العالم على تقاليد وموروث شعبنا الذي نفخر به.. لكن هذا ليس كل شيء، إذ أن نمو السياحة بلا شك سيؤثر إيجابا في حياة الناس في قطر، ومن خلال السياحة يمكننا أن نتوقع بنية تحتية أفضل، ووسائل نقل أسهل، ومشهدا ثقافيا واجتماعيا أكثر حيوية، ومع وضع السياسات المدروسة لتقليل التأثير السلبي على البيئة. وشدد على ضرورة عدم نسيان التحدي الكبير المتمثل في استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.

مشيرا إلى أنه رغم أن هذا التاريخ يبدو بعيداً، إلا أن موعد حفل الافتتاح في الواقع يقترب بسرعة، والاستعداد التام لاستضافة هذه البطولة هو أمر هام يتعلق بعزة ومجد قطر والمنطقة العربية جمعاء، والقدرة على تنظيم أكبر الأحداث الرياضية في العالم يستغرق الوقت والجهد ويتطلب الكثير من التحسينات لكي تصبح جميع أنظمتنا وبنيتنا التحتية جاهزة لاستضافة عشرات الآلاف من الناس الذين سيصلون للمشاركة في هذه البطولة أو لمشاهدتها.

وتساءل: من أجل ضمان هذا الاستعداد، هل هناك وسيلة أفضل من بناء قطاع سياحة مزدهر يستمر في استقطاب الناس من جميع أنحاء العالم إلى قطر حتى وبعد إحراز آخر هدف في مباريات 2022؟. وبشأن ما ترغب دولة قطر والهيئة العامة للسياحة في تحقيقه، أوضح المهندي أن السياحة تشكل في الوقت الحالي نسبة 0.8% من الناتج المحلي لدولة قطر بينما تسهم السياحة في الاقتصاد العالمي بنسبة 9.3%.

وبحلول العام 2030 تسعى الهيئة العامة للسياحة إلى جعل السياحة تشكل أكثر من 3% من اقتصاد البلاد، أي أن تزيد مساهمتها في الاقتصاد حوالي أربعة أضعاف ما تحققه اليوم.. ويمكن لذلك أن يتحقق من خلال زيادة أعداد السياح من 1.2 مليون زائر في 2012 إلى 7 ملايين زائر بحلول 2030. وخلال هذه العملية يتوقع أن يجتذب قطاع السياحة المزيد من الاستثمارات، وأن يشجع أصحاب المشاريع المحليين والشركات الصغيرة والمتوسطة على توفير فرص العمل لأكثر من 127,000 شخص مقارنة مع 25,000 شخص في 2012.

والأكثر من ذلك أن هذا النمو لن ينحصر في الدوحة فقط، بل سيمتد إلى أجزاء أخرى من قطر مع تطوير مشاريع محلية في كل منطقة من مناطق البلاد. وبين المهندي أن قطر رسخت مكانتها بالفعل كوجهة للأحداث الرياضية والرحلات الثقافية وسياحة الأعمال والمؤتمرات والمعارض.. مؤكدا مواصلة تحسين هذه القطاعات كما سنعمل في الوقت ذاته على زيادة ما تقدمه قطر للزوار الراغبين في الترفيه والاستجمام.

وعن كيفية تطبيق ذلك، أوضح رئيس الهيئة العامة للسياحة أنه بعد ساعات قليلة، سيحصل الجميع على شرح مفصل، داعيا لحضور حفل إطلاق الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة 2030 في الساعة الخامسة والنصف من مساء اليوم، في الحي الثقافي /كتار/ حيث ستكشف الهيئة العامة للسياحة عن أهم نقاط التحول في تاريخ قطاع السياحة في قطر، وستكون لحظة تفخر بها الهيئة، مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية تجسد تطلعات الشعب القطري لمستقبل بلادهم كوجهة سياحية إقليمية ودولية.


وقدم السيد عيسى بن محمد المهندي رئيس الهيئة العامة للسياحة، فكرة عن كيفية تطوير الهيئة العامة للسياحة للإستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة، مشيرا إلى أن الهيئة قامت بقيادة عملية تطوير الإستراتيجية وستكون مسؤولة عن تنسيق تنفيذها، موضحا أن الخطة الأساسية للإستراتيجية استوحيت من المبادئ التوجيهية لرؤية قطر الوطنية 2030 والاستراتيجية الوطنية للتنمية 2011 - 2016.

فقد أخذت الهيئة هذه المبادئ وطبقت أفضل الممارسات والدروس المستفادة من نجاحات وإخفاقات استراتيجيات السياحة في دول ومدن أخرى. كما أخذت في الاعتبار نتائج تقارير السياحة المختلفة التي نشرتها الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والمنتدى الاقتصادي العالمي. ويتلخص جوهر الاستراتيجية في كيفية رؤيتنا جميعاً لما يقدمه بلدنا وشعبنا للسياحة، وجعل دولة قطر "وجهة سياحية عالمية تفتخر بجذورها الثقافية".

وأعرب عن ثقته بأن المقومات الكبيرة للسياحة في قطر لم تستكشف أو تُستغل بشكل كامل بعد، مؤكدا أن الهيئة العامة للسياحة في قطر ستواصل قيادة هذا البرنامج وستكون مهمتها الرئيسية الإشراف على تبني هذه الإستراتيجية وتطبيقها بشكل كامل في جميع أنحاء البلاد بما يضمن تنفيذها بشكل فعّال في الأجهزة الحكومية وفي قطاع السياحة وكذلك في القطاع الخاص، والأهم من ذلك كله أن عملها سيكون رصد التقدم وقياس الأداء الفعلي للخطة، وكذلك الاستمرار في محاولة فهم المسافرين من مختلف أنحاء العالم وكيفية تحسين ما تقدمه للزوار بشكل يجعل قطر وجهة أساسية للأعمال والسياحة.

وحول الخطوات التالية التي ستتبع، أوضح المهندي أن قطر أرست أَساساً قوياً لقطاع السياحة من خلال تطويرها العديد من العروض الثقافية، والفعاليات الرياضية وإقامتها منشآت تخدم قطاع الأعمال والمؤتمرات والمعارض، والمنشآت الترفيهية، مشيرا إلى أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الجاد، منوها بضرورة القيام بالاستثمارات. وتكثيف الجهود. وتشكيل الشراكات.

وأن يعمل القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمجتمع المدني يداً بيد لضمان نجاح الإستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة، مبينا أنه لا يزال يتعين وضع السياسات والإرشادات لدفع النمو في القطاع، ويجب أن يتم تطوير الأنظمة والقوانين بحيث تضمن السلامة والمهنية، كما يجب توحيد عملياتنا لتحقيق أقصى قدر من الفعالية، والأهم من ذلك مواصلة تطوير الثروة البشرية الضرورية للوصول إلى قطاع سياحة مستدام من خلال تشجيع مشاركة القادة ورجال الأعمال القطريين، وتوظيف المهارات الأجنبية العالية الكفاءة.

وأكد أن كل شخص في دولة قطر سيكون مسؤولا عن نجاح هذه الإستراتيجية ففي نهاية المطاف، هذه خطة وضعها القطريون من أجل قطر، ولكن النتيجة النهائية تستحق الجهد المبذول. لأنه عندما نطبق الإستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة، ستحظى دولة قطر بقطاع سياحة مزدهر وجاهز لتلبية متطلبات عام 2022 وما بعده، وسيوفر هذا القطاع بنية تحتية أفضل ومنشآت ترفيه وتسلية عالية الجودة يستمتع بها الجميع.