المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما أفضل شخص أن يكون عفيفاً تقياً نقياً



امـ حمد
24-02-2014, 06:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام الله عليكم و رحمته وبركاته
ما أفضل شخص أن يكون عفيفاً تقياً نقياً
تعريف العفة،هي الكف عن محارم الله كافه،
وقد جاء لفظ الاستعفاف في القران الكريم،عن أسباب الفساد والبعد عن الزنى وفتنة النساء،كما في قول الله جل وعلا(وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىظ° يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ )
صفة من صفات عباد الله الصالحين،الذين استحضروا عظمة الله وخافوا سخطه وعذابه،وطلبوا رضاه وثوابه فاستعفوا وصبروا، وخافوا واعتبروا،وحبسوا النفس عن الهوى، والتزموا الورع والتقوى،فنالوا بذلك المنزلة،والقربى عند الله، بل إن الله جل وعلا ليعجب من صنيع الشاب العفيف،
مظاهر العفة و صورها
البعد عن الزنى،والزنى شر مستطير، وداء يمزق الأعراض، ويهدم البيوت والأسر، لذلك أجمعت الشرائع السماوية على تحريمه واستنكاره،واستقباحه،قال الله جل وعلا(وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً )الإسراء،
لذلك كانت العفة من جريمة الزنى أوجب،لما فيه من الإضرار بالنفس والمال والمجتمع،
إن الذنوب يدعوا بعضها لبعض، ويجر بعضها إلى بعض،
لا سيما إذا قويت إرادة الفساد في القلب،فكم من مغرور غرته الأماني وصرعته الشهوة فلم يزل يلهث وراءها ويبذل جهده في تحصيلها،فخسر بذلك الدنيا والدين(أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَان الْمُبِين )
فقد جمع الله سبحانه وتعالى بينهما في قوله تعالى(الزَّانِي لا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ )النور،
فتنبه،وادفع عن نفسك أسباب الفاسد والزنى، فإن دفعه من أوله أيسر وأهون،
وإياك والاستهانة بدواعيه المبدئية، فإن الله جل وعلا قال(أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)
وتأمل في قول الله جل وعلا(وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى)فإنه نهى عن القرب منه،لأنه هتك شنيع لمحارم الله،
فعن عائشة رضي الله عنها،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال في خطبته في صلاة الكسوف(يا أمة محمد،والله إ نه لا أحد أغير من الله أن يزني عبده،أو تزني أمته، يا أمة محمد،والله لو تعلمون ما أعلم،لضحكتم قليلاً،ولبكيتم كثيراً،ثم رفع يديه فقال،اللهم قد بلغت)أخرجه الشيخان،البخاري،ومسلم،
قال أبو هريرة،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)رواه البخاري،
وقد نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم،الإيمان من قلب الزاني فقال(غض البصرلأن النظرة سهم من سهام إبليس،إذا لم يكبحها الإنسان من أول وهلة صرعته وأوحلته في شباك الشهوة،فهي تتسلل إلى القلب،وتبعث به أيما عبث، وتظل تلامس الغريزة والشهوة، وتولد الأماني والصور،وتهيج دافع الإرادة والإقبال حتى تمرض القلب وتوهن الجسد، وتجعل صاحبها أسير أمنيته وصريع نظرته فلم يزل حائراً بين التردد والعزم حتى يعمد إلى تحصيل مراده، وإخماد نار فتنته باقتراف المنكر والرذيلة،
اجتناب مصافحة النساء،لأن الملامسة تحدث الإثارة في النفوس، وتزرع بوارد الأماني والوساوس، وتولد في القلب الميل إلى الاختلاط،فهي مناقصة للعفاف وداعية إلى الفحشاء والرذيلة
وقول عائشة رضي الله عنها(وما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يد إلا امرأة يملكها)فالعفيف، من ترك مواطن الريب، وجعل بينه وبين الحرام سترة تقيه من مصارع السوء،
البعد عن مواطن الفتنة،ولا يخفى على أحد أن أسباب الرذيلة قد كثرت في هذه الأزمان فلم تترك زاوية إلا سكنتها ولا مغارة إلا دخلتها ولا طريقا إلا سلكته ومن ذلك الأغاني الهابطة والأفلام الساقطة، والصور الخليعة،
فالمسلم كيس فتن يدرك بفطنته عواقب الأمور، ويدرك بصفاء قلبه تكالب الأعداء، وأساليب السفهاء في الغواية والإخلال، فيجتنب شراء المجلات، ولا يدفع ماله في سبيل هتك عرضه وفقدان عفته، فإن عرضه أغلى وعفته أثمن وأسمى،
كيف يسمح لنفسه ولمن استرعاه الله فيهم من أهله وذويه،أن يجلس ثانية واحدة أمام أفلام الفسق والفجور، وملسلسلات الغواية والرذيلة، فإن وقته أمانة يسأل عنها يوم القيامة، وإن همته وإيمانه ليستعلي به عن مجارات الفسق ودواعيه،
فالعفة شرف،والشرف لا ينال إلا بالصبر والمجاهدة والمغالبة،
فجاهد نفسك واستعن بالله،
واعلم أن عفتك هي حجاب يستر الله به أهلك وأقرباءك ويحفظهم، كما حفظت أعراض المسلمين،
لقد أظلت المسلمون فتن كقطع الليل المظلم، دهمت كل بيت، فتنة الشبهات، والشهوات،والإتصالات، وصحبة السوء،وأئمة السوء، وفرق الضلال، وفتنة الأموال، وفتنة الأزواج، والأولاد، والنساء.
إياك إياك ياأخيه،أن تكوني سبباً فيها،إياك أن توقظي الفتن من سباتها، أو تعيني على ذلك،
فعن سعيد بن زيد بن عمرو رضي الله عنهما،أن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء)اتفق على سنده ومتنه الشيخان البخاري ومسلم،رحمهما الله،
ما أروع أن تكوني،البطانة الصالحة لزوجك،وذلك بتقدير الأمور بقدرها، ووضعها في نصابها، على هدى من الله ، وذلك بحسن العشرة،وبذل التناصح، والتفاهم مع الزوج حول تربية الأبناء والتعامل مع الأهل، وما يعترض الأسرة من مشكلات بحلم وأناة، لتبقى قويةً متماسكة،
قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(خير نسائكم الولود الودود المواسية المواتية إذا اتقيتن الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم)صحيح،رواه البيهقي،وصححه الألباني،
اللهم إنا أسالك العفاف والتقى والرضا والغنى