المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من فوائد التخلق بخلق السكينة



امـ حمد
01-03-2014, 04:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بماذا كان عليه الصلاة والسلام ،يأمر الناس إذا ما فزعوا،
إنها السكينة،
الأدب العظيم،والخلق الكريم،والتصرف بعقل وحكمة، وِفق الكتاب والسنة ،
ومتى نزلت على العبد السكينة،استقام،وصلحت أحواله، وصلح بالُه،
وإذا ترحَّلت عنه السَّكينة، ترحَّل عنه السُّرور والأمن ،والرَّاحة وطيب العيش،
فمِنْ أعظم نعم الله على عبده،تَنَزُّل السَّكِينَة عليه، ومن أعظم أسبابها،الرِّضا عنه،
قال ابن عثيمين،السَّكِينَة هي،عدم الحركة الكثيرة، وعدم الطَّيش،
بل يكون ساكنًا في قلبه، وفي جوارحه، وفي مقاله، ولا شكَّ أنَّ هذين الوصفين (الوَقَار والسَّكِينَة) من خير الخصال التي يمنُّ الله بها على العبد،
لأنَّ ضدَّ ذلك،أن يكون الإنسان لا شخصيَّة ولا هيبة له، وليس وقورًا ذا هيبة، بل هو مَهِين، قد وضع نفسه ونزَّلها،
وكذلك السَّكِينَة ضدُّها ،أن يكون الإنسان كثير الحركات، كثير التَّلفت، لا يُرَى عليه أثر سَكِينة قلبه، ولا قوله ولا فعله، فإذا مَنَّ الله على العبد بذلك، فإنَّه ينال بذلك خلقين كريمين ،شرح رياض الصالحين لابن عثيمين،
فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال،كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأمرنا إذا فزعنا بالصبر،والسكينة،
والسكينة،تطلق على الوقار،والرحمة،والتأني في السير،والطمأنينة والحكمة،
وقال الجرجاني،هي ما يجده القلب من الطمأنينة عند تنزل الغيب وهي نور في القلب يسكن إليه شاهده ويطمئن،وقيل زوال الرعب،
وقال ابن القيم،هي الطمأنينة والوقار والسكون الذي ينزله الله في قلب عبده عند اضطرابه من شدة الخوف فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه ويوجب له زيادة الإيمان وقوة اليقين والثبات،
وردت السكينة في القرآن الكريم ،قال تعالى(إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)الفتح
واختلفت معانيها ،ما بين النصر والطمأنينة والتثبيت على الرضا والتسليم،
وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما،وكلُّ سكينة في القرآن فهي طمأنينة،
أما في السنة ،فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام، يأمر بها أصحابه رضوان الله عليهم بالسكسنه،
عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال(لا تقوموا حتى تروني وعليكم السكينة) رواه البخاري .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة،وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)رواه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون،وأتوها تمشون،عليكم السكينة،فما أدركتم فصلوا،وما فاتكم فأتموا)رواه البخاري ،
كيف كان يرى العلماء السكينة،عن ابن مسعود رضي الله عنه قال (السكينة مغنم وتركها مغرم )
ولابن القيم،رحمه الله تعالى،أقوالاً كثيرة في ذلك منها،
جاء في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،في الكتب المتقدمة (إنني باعث نبياً أميّاً ، ليس بفظٍّ ولا غليظ ، ولا صخَّاب في الأسواق،ولا متزين بالفحش ،جعلُ السكينة لباسه والبرِ شعاره )
( جربت قراءة آيات السكينة عند اضطراب القلب بما يرد علي فرأيت لها تأثيرا عظيما في سكونه و طمأنينته،
وقال صاحب المنازل،وأما السكينة التي نزلت على قلب النبي صلى الله عليه وسلم وقلوب المؤمنين فهي شيءٌ يجمع قوة وروحا ، يسكن إليه الخائف ويتسلى به الحزين والضجر ويسكن إليه العصي والجريء والأبي )
وقال رحمه الله( السكينة إذا نزلت على القلب اطمأن بها ، وسكنت إليها الجوارح وخشعت واكتسبت الوقار وانطقت اللسان بالصواب والحكمة،
السكينة إذا نزلت على القلب اطمأن بها،وسكنت إليها الجوارح وخشعت واكتسبت الوقار ، وأنطقت اللسان بالصواب والحكمة ،وحالت بينه وبين قول الفحش واللغو والهجر وكل باطل،
إنَّ السكينة التي تنطق على لسان المحدثين ليست شيئا يُملك ، وإنما هي شٌيء من لطائف صنع الله تعالى،تُلقي على لسان المحدث الحكمة،
والسكينة،فيها طاعة الله وتأس برسول الله صلى الله عليه وسلم،وتثبت قلوب المؤمنين وتزيدهم ثقة وإيماناً،وتؤدي إلى الرضا بما قسم الله عز وجل وتمنع الشطط والغلو،
السكينة عند معاملة الخلق تؤدي إلى اللطف في هذه المعاملة وهذا يجلب المحبة ويُشيع الألفة،وتثمر الخشوع وتجلب الطمأنينة وتلبس صاحبها تاج الوقار،وتُنطق صاحبها بالصواب والحكمة وتحول بينه وبين قول الفحش وكل باطل،
والسكينة من الأمور التي تُسكِن الخائف وتسلي الحزين والضجر،
إن السكينة تعني الثبات وزوال الرعب،كما قال ابن القيم،
الطمأنينة والوقار والسكون الذي ينزله الله في قلب عبده عند اضطرابه من شدة الخوف،فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه ويوجب له زيادة الإيمان وقوة اليقين والثبات،
ففي أشد المواطن قلقاً وحيرة واضطرابا تأتي الوصية الربانية بالسكينة،في حنين وفي الغار ووقت بيعة الرضوان والحديبية ، في آيات عظيمات،
وكلُّ سكينة في القرآن فهي طمأنينة،
وإن الأمر بالسكينة بالأوقات الصعبة يعزز الثقة بموعود الله والأخذ بالأسباب،
من فوائد التخلق بخلق السكينة،الرضا الشرعي بما قسم الله فتمنع من الشطط والغلو،وتثبيت قلوب المؤمنين وزيادة الخشوع،كما أن من ثمراتها،اتصاف صاحبها بالوقار واللطف في معاملة الناس،
أنَّ المتَحلي بها يمتثل لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم(السَّكِينَة السَّكِينَة)رواه مسلم،من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما،
مصاحبة ذوي الطَّبع الهادئ، وأصحاب السكينة فـــ(المرء على دين خليله)صحيح مسلم،
والتَّحلِّي بالصَّبر،فالصَّبر من الفضائل الخُلقية، التي تُعَوِّد الإنسان السَّكِينَة والاطمئنان، وتكون بلسَمًا لجراحه، ودواءً لمرضه وبلائه، فالصَّابر يتلقى المكاره بالقبول، فيحس نَفسه عن السخط، فيتحلى بالسَّكِينَة والوَقَار،

رزقنا الله وإياكم السكينة،وهـدوء الـسـريــرة
اللـهـم امـيـن.