تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : البكاء عشرة أقسام ، والتباكي قسمان



امـ حمد
03-03-2014, 04:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
البكاء عشرة أقسام،والتباكي قسمان
للإمام ابن القيم،رحمه الله،
قال عليه رحمة الله تعالى،الإمام ابن القيم، في زاد المعاد إلى هدي خير العباد
بكاؤه،صلى اللّهُ عليه وسلم،وأما بكاؤه صلى اللّه عليه وسلم،فكان ضحكه لم يكن بِشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة ولكن كَانت تدمع عيناه ويسمع لصدره أزيز،
وكان بكاؤه تارة رحمة للميت وتارةً خوفاًعلى أمته وشفقة عليها وتارة من خشية اللّهِ وتاَرة عند سماعِ القرآن،وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية،
ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة لَه وقَال،تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون،
وبكى لَما شاهد إحدى بناته ونفسها تَفِيض،
وبكى لما قَرأَ عليه ابن مسعود سورة النساء وانتهى فيها إلَى قَوله تعالَى(فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا )النساء،
وبكى لما كسفت الشمس وصلى صلاة الكسوف،وجعل يبكي في صلاته وجعل ينفخ ويقول رب ألم تعدني أَلا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرونَ ونحن نستغفرك،
وكان يبكي في صلاة الليل،
أنواع البكاء،بكاء الخوف والخشية ،
بكاء الرحمة والرقة ،بكاء المحبة والشوق ،
بكاء الفرح والسرور ،
بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله،
بكاء الحزن،وفرقه عن بكاء الخوف ،
أن الحزن، يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب
وبكاء الخوف،يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك ،
بكاء الخور والضعف،
بكاء النفاق وهو،أن تدمع العين والقلب قاس
البكاء المستعار والمستأجر عليه،كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه،تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها ،
بكاء الموافقة،فهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر عليهم فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون يراهم يبكون فيبكي .
وأما عن التباكي قال ،وهو التباكي نوعان ،محمود ومذموم
فالمحمود،أن يُستحلب لرقة القلب ولخشية الله ، لا للرياء والسمعة ، والمذموم ،يُجتلب لأجل الخلق،
الفرق بين بكاء الحزن،وبكاء الخوف،
أَن بكاء الحزن،يكون على ما مضى من حصول مكروه أَوْ فوات مَحْبُوب،
وبكاء الخوف،والبكاء من خشية الله تعالى أصدق بكاء تردد في النفوس،وأقوى مترجم عن القلوب الوجلة الخائفة،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(عينان لا تمسهما النار،عين بكت من خشية الله ،وعين باتت تحرس في سبيل الله)رواه الترمذي،وصححه الشيخ الألباني في،صحيح الترمذي،
البكاء الكاذب،
البكاء قد يكون دليلاً على صدق الباكي ، وقد لا يكون،وقد ذكر القرآن الكريم قصة إخوة يوسف عليه السلام وكيف تباكوا على أخيهم كذباً فقال تعالى(وجاؤوا أباهُمْ عِشَاءً يَبْكونَ) يوسف،وعلى هذا فإن بكاء أحد المتخاصمين في القضاء ليس دليلاً يعتد به،
والفرق بين بكاء السرور والفرحِ،وبكاء الحزن،
أَن دمعة السرور،باردة والقلب فرحان،
ودمعة الحْزن،حاره والقلب حزين،ولهذا يقال لما يفرح به هو قرة عين،وأقر اللّه به عينه،
ولما يحزن هو سخينة العين وأسخن اللّه عينه بِه،
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسارى بدر( أخبرني ما
يبكيك يا رسول الله،فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد تباكيت لبكائكما) أخرجه مسلم في صحيحه،
وقد قال بعض السلف ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا،

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا عيوناً باكية من خشيته جل وعلا وأن يرزقنا توبة صادقة قبل الموت .