امـ حمد
07-03-2014, 04:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل ينادى عليك يوم القيامة باسم أمك
انتشرت بين العوامِ فكرةٌ أن الإنسان ينادى عليه يوم القيامة باسم أمه ، فيقال له،يا فلانُ بنُ فلانة،
هناك الكثير من التصورات والأفكارالخاطئة عند العوام،وبيان الصواب فيها ،وذلك من خلال نصوص الكتاب والسنة ،
كلنا يعلم أن المولود حين يولد في هذه الدنيا ينسب لأبيه ، على أن التبني كان معمولا به في الجاهلية والإسلام ، كما حصل مع زيد بن حارثة ، الذي كان ينسب إلى نبينا صلى الله عليه وسلم،
ويقال له،زيد بن محمد، فجاء المنع من ذلك،
عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر قَال،إِنَّ زَيْد بْن حَارِثَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زَيْد بْن مُحَمَّد حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآن(ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ)الأحزاب، أخرجه البخاري ومسلم،
قال القرطبي،وَفِي قَوْل اِبْن عُمَر : مَا كُنَّا نَدْعُو زَيْد بْن حَارِثَة إِلَّا زَيْد بْن مُحَمَّد , دَلِيل عَلَى أَنَّ التَّبَنِّيَ كَانَ مَعْمُولًا بِهِ فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام , يُتَوَارَث بِهِ وَيُتَنَاصَر , إِلَى أَنْ نَسَخَ اللَّه ذَلِكَ بِقَوْلِهِ ،اُدْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْد اللَّه،أَيْ أَعْدَلُ ، فَرَفَعَ اللَّه حُكْم التَّبَنِّي وَمَنَعَ مِنْ إِطْلَاق لَفْظه , وَأَرْشَدَ بِقَوْلِهِ إِلَى أَنَّ الْأَوْلَى وَالْأَعْدَل أَنْ يُنْسَب الرَّجُل إِلَى أَبِيهِ نَسَبًا،
فالولد ينسبُ إلى أبيه فيقال،فلان بن فلان،لأن هذا النسب له تباعاته في كثير من الأمور،
ونأتي على الرد على شبهة منادة الإنسان باسم أمه يوم القيامة من وجوه،
أولا ،ورد تفسيرٌ شاذ لقوله تعالى ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ) الإسراء ،
فقالوا المقصود،يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بأمهاتهم ، جمعُ ، أُمٍّ ، وقد رده أئمة التفسير لشذوذه ،
قال الزمخشري،ومن بدع التفاسير ، أن الإمام جمعُ ( أُمٍّ ) ، وأن الناسَ يدعون يوم القيامة بأمَّهاتهم ، وأن الحكمة في الدعاء بالأمهات دون الآباء رعاية حقّ عيسى عليه السلام ، وإظهار شرف الحسن والحسين ، وأن لا يفتضح أولادُ الزنا ، وليت شعري ! أيهما أبدعُ أصِحَّةُ لفظه ، أم بهاءُ حكمتهُ ،
وقال القرطبي ، وَقَالَ مُحَمَّد بْن كَعْب ،بِإِمَامِهِمْ ،بِأُمَّهَاتِهِمْ ، وَإِمَام جَمْع آمّ ، قَالَتْ الْحُكَمَاء ،
وَفِي ذَلِكَ ثَلَاثَة أَوْجُه مِنْ الْحِكْمَة ،
أَحَدهَا ، لِأَجْلِ عِيسَى ،
وَالثَّانِي ،إِظْهَار لِشَرَفِ الْحَسَن وَالْحُسَيْن ،
وَالثَّالِث ،لِئَلَّا يُفْتَضَح أَوْلَاد الزِّنَا ،
و في أضواء البيان،هذا قول باطل ،
قُلْت ،وَفِي هَذَا الْقَوْل نَظَر، فَإِنَّ فِي الْحَدِيث الصَّحِيح ، دَلِيل عَلَى أَنَّ النَّاس يُدْعَوْنَ فِي الْآخِرَة بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاء آبَائِهِمْ ,
فالأحاديث لا تثبت عن النبي في المنادة باسم الأم ، ولا يعول عليها ، ولا يعمل بها،
ومن أقوى الأدلة وأصرحها في المنادة باسم الأب يوم القيامة،
1 - عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ الْغَادِرَ يُرْفَعُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ)
أخرجه البخاري ، وبوب له، باب مَا يُدْعَى النَّاسُ بِآبَائِهِمْ ،
وقال الحافظُ ابنُ حجر ، فَتَضَمَّنَ الْحَدِيث أَنَّهُ يُنْسَب إِلَى أَبِيهِ فِي الْمَوْقِف الْأَعْظَم ،
وَقَالَ اِبْن بَطَّال ، فِي هَذَا الْحَدِيث رَدٌّ لِقَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُمْ لَا يُدْعَوْنَ يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا بِأُمَّهَاتِهِمْ سَتْرًا عَلَى آبَائِهِمْ ،وَالدُّعَاء بِالْآبَاءِ أَشَدّ فِي التَّعْرِيف وَأَبْلَغ فِي التَّمْيِيز ،
وقال الإمام ابنُ القيم في " تهذيب السنن ،وَفِي هَذَا الْحَدِيث ، رَدّ عَلَى مَنْ قَالَ ، إِنَّ النَّاس يَوْم الْقِيَامَة إِنَّمَا يُدْعَوْنَ بِأُمَّهَاتِهِمْ , لَا آبَائِهِمْ وَقَدْ تَرْجَمَ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه لِذَلِكَ فَقَالَ " بَاب يُدْعَى النَّاس بِآبَائِهِمْ ،وَذَكَرَ فِيهِ حَدِيث نَافِع عَنْ اِبْن عُمَر ،
2 - حديث البراء بن عازب الطويل في صقة خروج الروح (مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ ،فَيَقُولُونَ ، فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ، بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا ،مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ ؟ فَيَقُولُونَ ،فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ،بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا ) أخرجهُ الإمام أحمد .
اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل ينادى عليك يوم القيامة باسم أمك
انتشرت بين العوامِ فكرةٌ أن الإنسان ينادى عليه يوم القيامة باسم أمه ، فيقال له،يا فلانُ بنُ فلانة،
هناك الكثير من التصورات والأفكارالخاطئة عند العوام،وبيان الصواب فيها ،وذلك من خلال نصوص الكتاب والسنة ،
كلنا يعلم أن المولود حين يولد في هذه الدنيا ينسب لأبيه ، على أن التبني كان معمولا به في الجاهلية والإسلام ، كما حصل مع زيد بن حارثة ، الذي كان ينسب إلى نبينا صلى الله عليه وسلم،
ويقال له،زيد بن محمد، فجاء المنع من ذلك،
عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر قَال،إِنَّ زَيْد بْن حَارِثَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زَيْد بْن مُحَمَّد حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآن(ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ)الأحزاب، أخرجه البخاري ومسلم،
قال القرطبي،وَفِي قَوْل اِبْن عُمَر : مَا كُنَّا نَدْعُو زَيْد بْن حَارِثَة إِلَّا زَيْد بْن مُحَمَّد , دَلِيل عَلَى أَنَّ التَّبَنِّيَ كَانَ مَعْمُولًا بِهِ فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام , يُتَوَارَث بِهِ وَيُتَنَاصَر , إِلَى أَنْ نَسَخَ اللَّه ذَلِكَ بِقَوْلِهِ ،اُدْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْد اللَّه،أَيْ أَعْدَلُ ، فَرَفَعَ اللَّه حُكْم التَّبَنِّي وَمَنَعَ مِنْ إِطْلَاق لَفْظه , وَأَرْشَدَ بِقَوْلِهِ إِلَى أَنَّ الْأَوْلَى وَالْأَعْدَل أَنْ يُنْسَب الرَّجُل إِلَى أَبِيهِ نَسَبًا،
فالولد ينسبُ إلى أبيه فيقال،فلان بن فلان،لأن هذا النسب له تباعاته في كثير من الأمور،
ونأتي على الرد على شبهة منادة الإنسان باسم أمه يوم القيامة من وجوه،
أولا ،ورد تفسيرٌ شاذ لقوله تعالى ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ) الإسراء ،
فقالوا المقصود،يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بأمهاتهم ، جمعُ ، أُمٍّ ، وقد رده أئمة التفسير لشذوذه ،
قال الزمخشري،ومن بدع التفاسير ، أن الإمام جمعُ ( أُمٍّ ) ، وأن الناسَ يدعون يوم القيامة بأمَّهاتهم ، وأن الحكمة في الدعاء بالأمهات دون الآباء رعاية حقّ عيسى عليه السلام ، وإظهار شرف الحسن والحسين ، وأن لا يفتضح أولادُ الزنا ، وليت شعري ! أيهما أبدعُ أصِحَّةُ لفظه ، أم بهاءُ حكمتهُ ،
وقال القرطبي ، وَقَالَ مُحَمَّد بْن كَعْب ،بِإِمَامِهِمْ ،بِأُمَّهَاتِهِمْ ، وَإِمَام جَمْع آمّ ، قَالَتْ الْحُكَمَاء ،
وَفِي ذَلِكَ ثَلَاثَة أَوْجُه مِنْ الْحِكْمَة ،
أَحَدهَا ، لِأَجْلِ عِيسَى ،
وَالثَّانِي ،إِظْهَار لِشَرَفِ الْحَسَن وَالْحُسَيْن ،
وَالثَّالِث ،لِئَلَّا يُفْتَضَح أَوْلَاد الزِّنَا ،
و في أضواء البيان،هذا قول باطل ،
قُلْت ،وَفِي هَذَا الْقَوْل نَظَر، فَإِنَّ فِي الْحَدِيث الصَّحِيح ، دَلِيل عَلَى أَنَّ النَّاس يُدْعَوْنَ فِي الْآخِرَة بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاء آبَائِهِمْ ,
فالأحاديث لا تثبت عن النبي في المنادة باسم الأم ، ولا يعول عليها ، ولا يعمل بها،
ومن أقوى الأدلة وأصرحها في المنادة باسم الأب يوم القيامة،
1 - عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ الْغَادِرَ يُرْفَعُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ)
أخرجه البخاري ، وبوب له، باب مَا يُدْعَى النَّاسُ بِآبَائِهِمْ ،
وقال الحافظُ ابنُ حجر ، فَتَضَمَّنَ الْحَدِيث أَنَّهُ يُنْسَب إِلَى أَبِيهِ فِي الْمَوْقِف الْأَعْظَم ،
وَقَالَ اِبْن بَطَّال ، فِي هَذَا الْحَدِيث رَدٌّ لِقَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُمْ لَا يُدْعَوْنَ يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا بِأُمَّهَاتِهِمْ سَتْرًا عَلَى آبَائِهِمْ ،وَالدُّعَاء بِالْآبَاءِ أَشَدّ فِي التَّعْرِيف وَأَبْلَغ فِي التَّمْيِيز ،
وقال الإمام ابنُ القيم في " تهذيب السنن ،وَفِي هَذَا الْحَدِيث ، رَدّ عَلَى مَنْ قَالَ ، إِنَّ النَّاس يَوْم الْقِيَامَة إِنَّمَا يُدْعَوْنَ بِأُمَّهَاتِهِمْ , لَا آبَائِهِمْ وَقَدْ تَرْجَمَ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه لِذَلِكَ فَقَالَ " بَاب يُدْعَى النَّاس بِآبَائِهِمْ ،وَذَكَرَ فِيهِ حَدِيث نَافِع عَنْ اِبْن عُمَر ،
2 - حديث البراء بن عازب الطويل في صقة خروج الروح (مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ ،فَيَقُولُونَ ، فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ، بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا ،مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ ؟ فَيَقُولُونَ ،فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ،بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا ) أخرجهُ الإمام أحمد .
اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه