امـ حمد
13-03-2014, 05:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن رابطة الأخوة الإيمانية التي تربط المسلم بالمسلم تمنع من هجر المسلم لأخيه المسلم فوق ثلاث ليال إلا لعذر شرعي،يقول الله تعالى(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )الحجرات،
فإذا حصل خلاف أو تشاحن أو غضب بين مسلمين فلا يجوز هجر أحدهما للآخر أكثر من ثلاث ليال وجعلت الثلاث حداً لانتهاء الغضب وسكونه لأن الآدمي مجبول على الغضب،فسمح بذلك القدر ليرجع إلى رشده بعد زوال غضبه،
وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث للنهي عن هجران المسلم منها،عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام )رواه البخاري ومسلم،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئاً إلا امرءاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول(اتركوا هذين حتى يصطلحا )رواه مسلم،
يؤخذ من هذه الأحاديث أنه يحرم على المسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث ليال،وهذا الهجر يكون لحق الإنسان ،
وأما هجر المسلم للمسلم لارتكابه معصية من المعاصي،وهو الهجر لحق الله فهو جائز ومشروع ثلاث ليال وأكثر حتى يرجع المهجور عن المعصية ويتوب إلى الله سبحانه وتعالى،
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم،هجر بعض نسائه شهراً،رواه أحمد بإسناد صحيح على شرط مسلم،كما صححه الشيخ الألباني،
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية مبيناً أنواع الهجرعلى وجه التأديب وهو هجر من يظهر المنكرات حتى يتوب منها،وفعل المحرمات كتارك الصلاة والزكاة والتظاهر بالمظالم والفواحش والداعي إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة،
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً(فالهجرة الشرعية هي من الأعمال التي أمر الله بها ورسوله،فالطاعة لا بد أن تكون خالصة لله،وأن تكون موافقة لأمره،
فهذا الهجر بحق الإنسان حرام ،وإنما رخص في بعضه،
كما رخص للزوج أن يهجر امرأته في المضجع إذا نشزت،
كما قال تعالى(واهجروهن في المضاجع )النساء،بعد العظة والنصيحة وبالجملة فإن الهجر علاج،
فينبغي أن يفرق بين الهجر لحق الله ،
وبين الهجر لحق نفسه ،
فالأول،مأمور به،
والثاني،منهي عنه لأن المؤمنين إخوة،
وخلاصة الأمر،أن على المسلم إن رأى من أخيه معصية كأكل حقوق الناس بالباطل فعليه أن ينصحه بالحكمة والموعظة الحسنة فإن استجاب فبها ونعمت ،
وإن لم يستجب فيجوز له أن يهجره إلى أن يقلع عن المعصية،
ومن سعى إليه أخوه بالإصلاح فليقبل منه،وخيرهما الذي يبدأ بالسلام، كما أخبرنا النبي،صلى الله عليه وسلم،
فمن تعاطى إصلاحها ورفع فسادها،نال درجةً فوق ما يناله الصائمُ القائم،
وقال الأوزاعي،ما خطوةٌ أحبُ إلى الله،عز وجل،من خطوة في إصلاح ذات البين،
ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءةً من النار،إذ أن إصلاح ذات البين فيه تأليف للقلوب، وتقوية للروابط، ودفع للشحناء، وبِه يزول الخلاف، وتذهب الفرقة،
عن سهل بن سعد،رضي الله عنه،أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة،فأخبر رسول الله،صلى الله عليه وسلم،فقال(اذهبوا بنا نصلح بينهم )رواه البخاري،
دعوة للجميع لكي ينتزع ما كان في قلبه من اي شي على اخوانه لذلك قد تحصل بعض المشادات والتي ينميها الشيطان ويشعل من فتيلها،ولكن لو فكرنا في الامر بعقل ومنطق لندم الانسان ان يكون قد اغضب اخاه لاسباب تافهة(وترى الدنيا فانية ) ماتسوى الزعل والاختلاف فلا تدعوا للشيطان فرصة للتفريق بينكم
وتذكروا ان كل انسان معرض للخطا والمسلم مأجور كل ماعفى عن أخيه المسلم،فعلى الجميع أن يزرعوا بينهم المودة والرحمة والمحبة والتسامح بدلاً من الشحناء والبغضاء والغل التي قد توجد في بعض القلوب،
فبادر بالصلح والعفو ولا تتحجج بأن أخاك هو الذي أخطأ ويجب أن يعتذر أولاً أو أن يبادر هو بالصلح فهذا من تكبر النفس،فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام(لا يَدْخل الجنةَ مَن كانَ في قَلبهِ مِثْقَال ذرةٍ مِن كِبْر)
اللهم ألف على الخير قلوبنا، اللهم أصلح فساد قلوبنا، وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن رابطة الأخوة الإيمانية التي تربط المسلم بالمسلم تمنع من هجر المسلم لأخيه المسلم فوق ثلاث ليال إلا لعذر شرعي،يقول الله تعالى(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )الحجرات،
فإذا حصل خلاف أو تشاحن أو غضب بين مسلمين فلا يجوز هجر أحدهما للآخر أكثر من ثلاث ليال وجعلت الثلاث حداً لانتهاء الغضب وسكونه لأن الآدمي مجبول على الغضب،فسمح بذلك القدر ليرجع إلى رشده بعد زوال غضبه،
وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث للنهي عن هجران المسلم منها،عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام )رواه البخاري ومسلم،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئاً إلا امرءاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول(اتركوا هذين حتى يصطلحا )رواه مسلم،
يؤخذ من هذه الأحاديث أنه يحرم على المسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث ليال،وهذا الهجر يكون لحق الإنسان ،
وأما هجر المسلم للمسلم لارتكابه معصية من المعاصي،وهو الهجر لحق الله فهو جائز ومشروع ثلاث ليال وأكثر حتى يرجع المهجور عن المعصية ويتوب إلى الله سبحانه وتعالى،
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم،هجر بعض نسائه شهراً،رواه أحمد بإسناد صحيح على شرط مسلم،كما صححه الشيخ الألباني،
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية مبيناً أنواع الهجرعلى وجه التأديب وهو هجر من يظهر المنكرات حتى يتوب منها،وفعل المحرمات كتارك الصلاة والزكاة والتظاهر بالمظالم والفواحش والداعي إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة،
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً(فالهجرة الشرعية هي من الأعمال التي أمر الله بها ورسوله،فالطاعة لا بد أن تكون خالصة لله،وأن تكون موافقة لأمره،
فهذا الهجر بحق الإنسان حرام ،وإنما رخص في بعضه،
كما رخص للزوج أن يهجر امرأته في المضجع إذا نشزت،
كما قال تعالى(واهجروهن في المضاجع )النساء،بعد العظة والنصيحة وبالجملة فإن الهجر علاج،
فينبغي أن يفرق بين الهجر لحق الله ،
وبين الهجر لحق نفسه ،
فالأول،مأمور به،
والثاني،منهي عنه لأن المؤمنين إخوة،
وخلاصة الأمر،أن على المسلم إن رأى من أخيه معصية كأكل حقوق الناس بالباطل فعليه أن ينصحه بالحكمة والموعظة الحسنة فإن استجاب فبها ونعمت ،
وإن لم يستجب فيجوز له أن يهجره إلى أن يقلع عن المعصية،
ومن سعى إليه أخوه بالإصلاح فليقبل منه،وخيرهما الذي يبدأ بالسلام، كما أخبرنا النبي،صلى الله عليه وسلم،
فمن تعاطى إصلاحها ورفع فسادها،نال درجةً فوق ما يناله الصائمُ القائم،
وقال الأوزاعي،ما خطوةٌ أحبُ إلى الله،عز وجل،من خطوة في إصلاح ذات البين،
ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءةً من النار،إذ أن إصلاح ذات البين فيه تأليف للقلوب، وتقوية للروابط، ودفع للشحناء، وبِه يزول الخلاف، وتذهب الفرقة،
عن سهل بن سعد،رضي الله عنه،أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة،فأخبر رسول الله،صلى الله عليه وسلم،فقال(اذهبوا بنا نصلح بينهم )رواه البخاري،
دعوة للجميع لكي ينتزع ما كان في قلبه من اي شي على اخوانه لذلك قد تحصل بعض المشادات والتي ينميها الشيطان ويشعل من فتيلها،ولكن لو فكرنا في الامر بعقل ومنطق لندم الانسان ان يكون قد اغضب اخاه لاسباب تافهة(وترى الدنيا فانية ) ماتسوى الزعل والاختلاف فلا تدعوا للشيطان فرصة للتفريق بينكم
وتذكروا ان كل انسان معرض للخطا والمسلم مأجور كل ماعفى عن أخيه المسلم،فعلى الجميع أن يزرعوا بينهم المودة والرحمة والمحبة والتسامح بدلاً من الشحناء والبغضاء والغل التي قد توجد في بعض القلوب،
فبادر بالصلح والعفو ولا تتحجج بأن أخاك هو الذي أخطأ ويجب أن يعتذر أولاً أو أن يبادر هو بالصلح فهذا من تكبر النفس،فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام(لا يَدْخل الجنةَ مَن كانَ في قَلبهِ مِثْقَال ذرةٍ مِن كِبْر)
اللهم ألف على الخير قلوبنا، اللهم أصلح فساد قلوبنا، وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.