المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بادروا بالموت ستاَ



امـ حمد
15-03-2014, 12:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن عبس الغفاري،سمعت رسول اللَه صلى اللَّه عليه وسلم يقول (بادروا بالموت ستاً،إمرة السفهاء،وكثرة الشرط،وبيع الحكم، واستخفافاً بالدم،وقطيعة الرحم،ونشئأ يتخذون القرآن مزامير يقدمونه يغنيهم وإن كان أقل منهم فقهاً)رواه أحمد،والطبراني، وصححه الألباني في صحيح الجامع، فهذا هو الاستخفاف بالدماء الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم،حتى أن المرء يكون الأفضل في حقه أن يتمنى الموت ولا يدرك العيش مع هذا الصنف القبيح،
ولا نجد كلاماً يصف قبحهم وبشاعتهم أقوى من كلام النبي صلى الله عليه وسلم،
إمرة السفهاء،والمقصود بإمرة السفهاء أن يتولى أصحاب الطيش وخفة العقول الحكم ومقاليد أمور الأمة،وإسناد الأمر إلى غير أهله ،
فهم لا يحسنون شيئاً،ولا حتى الكلام فهم أقوام لا عقل لهم،ولا لسان يحسنون النطق به،ولا يفكرون إلا كيف ينهبون الأموال ويهتكون الأعراض،ويمارسون الظلم والطغيان في أبشع صوره،لإشباع الشهوات،والحفاظ على المناصب والرياسات،وهم لا عقل لهم ولا دين ولا سياسة،
وكثرة الشرط وهذا أمر مشاهد ومعلوم،فعقول هؤلاء الطغاة لم تهدهم لفعل شيء إلا لتكثير الشرطة من حولهم من كل صنف ولون،لحمايتهم وحماية عروشهم والفتك بكل من يعارضهم،
وهذه العلامة لا تتواجد إلا إذا كان السلطان من الظلمة،
وكلما زاد ظلمه زادت حاجته إلى تكثير الشرطة حوله،بل إلى تكثير تخصصاتها وأجهزتها الأمنية،ويكون منطق تلك المرحلة أخذ الناس بحق القوة لا بقوة الحق،
وقطيعة الرحم،أي القرابة، وذلك بإيذائه، أو بترك الإحسان إليه، أو بهجره وإبعاده،
وقطيعة الرحم ،علامة أخرى من علامات الساعة الصغرى، فعن عبدالله بن عمرو،رضي الله عنهما،أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال(لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش،والتفاحش،وقطيعة الرحم، وسوء المجاورة)رواه البخاري،ومسلم،وصححه الألباني،
وعن أنس،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(من أشراط الساعة،الفحش والتفحش،وقطيعة الرحم)رواه البخاري،
وبيع الحكم،واستخفافاً بالدم،وهذان الأمران نتيجة لأمرة السفهاء،وكثرة الشرط،فكان لا بد من حكم ظالم لا يتم الحكم فيه بشرع الله،أو حكم تتحكم فيه الرشوة والمحسوبية وأصحاب المناصب،وتصبح دماء المستضعفين مباحة بعد أن استبيحت أموالهم وأعراضهم،
وكم نسمع من مدح للقضاء والقضاة وأنهم أعدل الناس وأنزه الناس،وهم مجرمون خونة،يقضون بما يوحي به إليهم حكام الزور واضلالة والبهتان،
عن أبي بريدة أن النبي صلى اللَه عليه وسلم،قال(القضاة ثلاثة،قاضيان في النار وقاض في الجنة،رجل قضى بغير الحق فعلم ذاك فذاك في النار،وقاض لا يعلم فأهلك حقوق الناس فهو في النار،وقاض قضى بالحق فذلك في الجنة)رواه الترمذي،وأبو داود،وابن ماجه،وصححه الألباني،
هذ فيمن يحكمون بشرع الله،فكيف بغيرهم من الذين نبذوا شريعة أرحم الراحمين وراءهم ظهرياً،وحكموا في الناس بغير شرع الله رب الأرض والسماء،هذا فوق ما يرتكبونه من ظلم وتزوير وضلال،فأي نزاهة،وأي عدل،وأي شرف يتحدثون عنه ويدعونه،
وعن الحسن البصري،عن النعمان بن بشير قال،صحبنا النبي صلى اللَّه عليه وسلم وسمعناه يقول(إن بين يدي الساعة فتناً كأنها قطع الليل المظلم،يصبح الرجل فيها مؤمناً ثم يمسي كافراً ويمسي مؤمناً ثم يصبح كافراً،يبيع أقوام خلاقهم بعرض من الدنيا يسير أو بعرض الدنيا)
قال الحسن،واللَه لقد رأيناهم صوراً ولا عقول،أَجساماً ولا أحلام ،فراش نار،وذبان طمع يغدون بدرهمين ويروحون بدرهمين، يبيع أحدهم دينه بثمن العنز)رواه أحمد،والحديث في مسلم،
نشئاً يتخذون القرآن مزامير،وهذه العلامة تبتلى بها الأمة أو بعض منها،حيث يتحول كتاب الله سبحانه وتعالى،إلى ترانيم يتغنى به دون الانتباه إلى معانية ودلالاته،لأن المقام يصبح مقام تغني لا مقام تدبر،والمراد بهذه الإشارة إلى تغير القلوب وطريقة تعاملها مع القرآن ،
وهذه العلامة لها علاقة بعلامة أخرى تبرز اهتمام الأمة بشكل القرآن دون جوهره،وتطلب به الدنيا دون الآخرة،
فعن جابر بن عبد اللَّهِ،قَال خرج علينا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،وَنحن نقرأ القرآنَ وفينا الأعرابي والأعجمي فقال(اقرءوا فَكل حسن وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولَا يتأجلونه)رواه أحمد وأبو داود والبيهقي وإسناده صحيح على شرط مسلم،
فهذا الحديث يشير إلى فئات من الناس تهتم بالقرآن من ناحية الأحكام والمخارج فقط،وتبرع في ذلك وتجعله جل همها،وقصدها من ذلك ليس وجه الله ، بل نيل الأعطيات والهبات من الناس أو غير ذلك من حطام الدنيا،أي يصبح القرآن مطية لنيل المآرب الدنيوية عند هؤلاء،
ونلحظ أن هذه العلامة لها علاقة بقول النبي(ألا إن من أشراط الساعة أن يظهر القول ويخزنَ العمل)
جاء في مناسبة إيراد الصحابي لهذا الحديث أن الناس كانوا يخوضون في الطاعون فقام عبس الغفاري بدعوة الله أن يميته بالطاعون ثلاثاً،فأنكر من حوله عليه هذا الطلب المخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم،أن يتمنى الإنسان الموت ، فقام عبس ،
بذكر الحديث مبيناً أن هناك حالات استثنائية سمعتها من رسول الله،تدل على إباحة تمني الموت عند وقوعها ، فذكر الحديث )رواه أحمد والبزار والطبراني،وذكره الألباني في الصحيحة
أخرجه أبو داود،وأحمد،

بنـت قطر
17-03-2014, 05:16 AM
جزاك الله كل خير على التذكير

امـ حمد
17-03-2014, 05:36 AM
جزاك الله كل خير على التذكير

بارك الله في حسناتج حبيبتي
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا