لعديد
16-03-2014, 06:52 AM
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/0/0a/Kumashah.jpg/200px-Kumashah.jpg
خالتي قماشة
الكثير منا يعتقد أن الحياة تشبه الحلقة الأخيرة من خالتي قماشة العقد التي بلغت ذروتها في جميع حلقات المسلسل تصل إلى الحلقة الأخيرة لتحل جميعها، ويصبح الناس طيبين والدنيا ربيعاً والمجرم أصبح وديعاً وندم على خطئه وكل شيء (تمام التمام) وأعتقد أن مثل هذا النوع من التفكير سيطر على جميع كتاب القصة على مر العصور، هناك صراع بين الخير والشر ولكن الخير سينتصر في النهاية، وفي حقيقة الأمر أن هذا النوع من القصص رسخ أمرين:-
1) أنه لا بد من انتصار الخير على الشر، وهذا لا محالة حاصل، ولكن على المسلمين أن يعوا أن هذا الانتصار قد لا يأتي في الدنيا، وقد يعلو الشر على الخير، وقد يُبتلى المؤمنون بكثير من الهزائم، والدليل على ذلك قتل اليهود للنبي زكريا وابنه يحيى، وعلى الرغم من أن اليهود دفعوا ثمن قتلهم للأنبياء على يد نبوخذ نصر في العراق، فيما يسمى بالأسر البابلي، ولكن علينا أن نحترز في أفكارنا، لأن رؤيتنا لانتصار الشر قد تخل بعقل الإنسان ونفسيته، ولكن علينا أن نثق في أن نصرتنا الحقيقية ليست الآن مهما أمدتنا الدنيا بخيراتها.
2) تجسيد الكثير من القصص والروايات في مسلسلات وأفلام، رغّب الناس في الشر أكثر من الخير، لأنك وأنت تشاهد القصة، وقد جسدها فيما يعرف بالفنانين، ستشاهد كل لقطات الشر من قتل وسطو ونساء وخمور ومخدرات والحالة المزاجية العالية التي يعيشون فيها وقد التصقت صورها في عقلك الباطن، وهي تحتل الزمن الأكبر من قراءة القصة أو مشاهدة الفيلم إلى لحظة تنوير بسيطة تأتي في نهاية القصة أو في الحلقة الأخيرة، لينتهي كل هذا السوء الذي عايشته بكل أحاسيسك طوال الوقت السابق، وخاصة عندما انتشرت القصص والأفلام والمسلسلات التي يقولون إنها تجسد الواقع.
رؤيتك أو سماعك للشر قد يكون سلاحاً ذا حدين، وينقلب إلى رغبة فيه لا صدود عنها، لذلك بلغ القرآن الكريم ذروته في السرد القصصي، وخاصة أنه في آياته العظيمة يلمح ولا يصرح، ولك أن تدرك ذلك في قصة نبي الله يوسف، وحديث الإفك بالسيدة العظيمة عائشة.
ويبدو أن هذا هو الهدف الرئيسي لصناع السينما في الأصل، لذلك انتشر كل ما يريدون من شر بعد إلباسه ثوب التقوى، إننا ننير للناس دروبهم ونوعيهم بالشر وأن نهايته سيئة! وقد تلاعبوا مع كل رموزه وإيحاءاته ورسائله للعقل الباطن.
ثلاثة أفلام فقط لجيمس دين نشرت الإقبال على التدخين، لذلك كتابة كل التفاصيل المتعلقة بالجريمة، أو رؤية الحالة المزاجية العالية التي يعيشها الفنانون لحظة تعاطي أي مخدر أو كحول ربما ترغب المشاهد فيه، لأن هذه اللحظة تكررت مراراً وتكراراً طوال الفيلم أو المسلسل، بينما ما يحل به من عقاب يأتي في لحظة مبسطة ومهمشة في نهاية الحدث.
لذلك قرأنا عن الكثير من الجرائم في أميركا وأوروبا بعد الخروج مباشرة من صالات العرض، وذلك لأن الإنسان ما زال يسيطر على تفكيره ذلك الشيء المتحدي الذي رآه.
لذلك أستغرب من بعض الكتاب عندما يشيرون إلى أن قصصهم أغلبها من أرشيف المحاكم!!
الواقعية جميلة ولكنها سلاح ذو حدين، لأن من خلالها نجد الكثير من الأفكار الخاطئة تجسدت بمفرداتها أمام المشاهد أو القارئ، نريد واقعية ملحمية تغرس في نفوسنا بطولات الأجداد وطموحات القادة وإرادة الشجعان، نريد واقعية تجسد آمالنا لا آلامنا وتعيد الثقة لأبنائنا بماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، نريد واقعية ملهمة لا مخزية، واقعية ترسم صورتنا الحقيقية لا واقعية وسمتنا بالعار، حتى وإن اعترض أحدهم وأشار إلى أن هذه هي الحقيقة سنرد عليه بأن الحقيقة ما نريده أن يكون لا ما هو حاصل، هكذا نستطيع فعلاً تحقيق أهدافنا.
تحياتي لكل الكُتاب الملهمين الذين استطاعوا من خلال قصصهم ورواياتهم تلميع حاضرهم وبناء دولهم، وأدركوا أن الأفكار تصنع ما لا تصنعه الجيوش، وتشكل أهم منطلق في حياة الشعوب والأمم.
وقفة:
في الأسبوع الماضي انتابت الشعب القطري حالة شعورية غريبة، ولو أنك طلبت منهم أن يصفوها لما استطاعوا، وربما هي مزيج من الحزن والدهشة وعلامات الاستفهام..
هل هذا ما تستحقه قطر من جاراتها، قطر الحب، قطر الخير والأمل، قطر الرفعة والعز والشموخ، قطر بقيادة الأسد الشاب تميم لقنت حكماء الخليج دروساً تاريخية إذا أردت أن تعلو القمة فلن يكون ذلك حتى تستجيب لشروط هذه القمة، وأهم شروطها (أن تكون على حق وتثبت عليه).
سيدي سمو الأمير أن تكون شاباً بهذا القدر من الحكمة والثبات سيرسم تفاؤلاً وابتسامة شعارها «كلنا قطر... كلنا تميم».
سارة الخاطر
منقول عن جريدة العرب
خالتي قماشة
الكثير منا يعتقد أن الحياة تشبه الحلقة الأخيرة من خالتي قماشة العقد التي بلغت ذروتها في جميع حلقات المسلسل تصل إلى الحلقة الأخيرة لتحل جميعها، ويصبح الناس طيبين والدنيا ربيعاً والمجرم أصبح وديعاً وندم على خطئه وكل شيء (تمام التمام) وأعتقد أن مثل هذا النوع من التفكير سيطر على جميع كتاب القصة على مر العصور، هناك صراع بين الخير والشر ولكن الخير سينتصر في النهاية، وفي حقيقة الأمر أن هذا النوع من القصص رسخ أمرين:-
1) أنه لا بد من انتصار الخير على الشر، وهذا لا محالة حاصل، ولكن على المسلمين أن يعوا أن هذا الانتصار قد لا يأتي في الدنيا، وقد يعلو الشر على الخير، وقد يُبتلى المؤمنون بكثير من الهزائم، والدليل على ذلك قتل اليهود للنبي زكريا وابنه يحيى، وعلى الرغم من أن اليهود دفعوا ثمن قتلهم للأنبياء على يد نبوخذ نصر في العراق، فيما يسمى بالأسر البابلي، ولكن علينا أن نحترز في أفكارنا، لأن رؤيتنا لانتصار الشر قد تخل بعقل الإنسان ونفسيته، ولكن علينا أن نثق في أن نصرتنا الحقيقية ليست الآن مهما أمدتنا الدنيا بخيراتها.
2) تجسيد الكثير من القصص والروايات في مسلسلات وأفلام، رغّب الناس في الشر أكثر من الخير، لأنك وأنت تشاهد القصة، وقد جسدها فيما يعرف بالفنانين، ستشاهد كل لقطات الشر من قتل وسطو ونساء وخمور ومخدرات والحالة المزاجية العالية التي يعيشون فيها وقد التصقت صورها في عقلك الباطن، وهي تحتل الزمن الأكبر من قراءة القصة أو مشاهدة الفيلم إلى لحظة تنوير بسيطة تأتي في نهاية القصة أو في الحلقة الأخيرة، لينتهي كل هذا السوء الذي عايشته بكل أحاسيسك طوال الوقت السابق، وخاصة عندما انتشرت القصص والأفلام والمسلسلات التي يقولون إنها تجسد الواقع.
رؤيتك أو سماعك للشر قد يكون سلاحاً ذا حدين، وينقلب إلى رغبة فيه لا صدود عنها، لذلك بلغ القرآن الكريم ذروته في السرد القصصي، وخاصة أنه في آياته العظيمة يلمح ولا يصرح، ولك أن تدرك ذلك في قصة نبي الله يوسف، وحديث الإفك بالسيدة العظيمة عائشة.
ويبدو أن هذا هو الهدف الرئيسي لصناع السينما في الأصل، لذلك انتشر كل ما يريدون من شر بعد إلباسه ثوب التقوى، إننا ننير للناس دروبهم ونوعيهم بالشر وأن نهايته سيئة! وقد تلاعبوا مع كل رموزه وإيحاءاته ورسائله للعقل الباطن.
ثلاثة أفلام فقط لجيمس دين نشرت الإقبال على التدخين، لذلك كتابة كل التفاصيل المتعلقة بالجريمة، أو رؤية الحالة المزاجية العالية التي يعيشها الفنانون لحظة تعاطي أي مخدر أو كحول ربما ترغب المشاهد فيه، لأن هذه اللحظة تكررت مراراً وتكراراً طوال الفيلم أو المسلسل، بينما ما يحل به من عقاب يأتي في لحظة مبسطة ومهمشة في نهاية الحدث.
لذلك قرأنا عن الكثير من الجرائم في أميركا وأوروبا بعد الخروج مباشرة من صالات العرض، وذلك لأن الإنسان ما زال يسيطر على تفكيره ذلك الشيء المتحدي الذي رآه.
لذلك أستغرب من بعض الكتاب عندما يشيرون إلى أن قصصهم أغلبها من أرشيف المحاكم!!
الواقعية جميلة ولكنها سلاح ذو حدين، لأن من خلالها نجد الكثير من الأفكار الخاطئة تجسدت بمفرداتها أمام المشاهد أو القارئ، نريد واقعية ملحمية تغرس في نفوسنا بطولات الأجداد وطموحات القادة وإرادة الشجعان، نريد واقعية تجسد آمالنا لا آلامنا وتعيد الثقة لأبنائنا بماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، نريد واقعية ملهمة لا مخزية، واقعية ترسم صورتنا الحقيقية لا واقعية وسمتنا بالعار، حتى وإن اعترض أحدهم وأشار إلى أن هذه هي الحقيقة سنرد عليه بأن الحقيقة ما نريده أن يكون لا ما هو حاصل، هكذا نستطيع فعلاً تحقيق أهدافنا.
تحياتي لكل الكُتاب الملهمين الذين استطاعوا من خلال قصصهم ورواياتهم تلميع حاضرهم وبناء دولهم، وأدركوا أن الأفكار تصنع ما لا تصنعه الجيوش، وتشكل أهم منطلق في حياة الشعوب والأمم.
وقفة:
في الأسبوع الماضي انتابت الشعب القطري حالة شعورية غريبة، ولو أنك طلبت منهم أن يصفوها لما استطاعوا، وربما هي مزيج من الحزن والدهشة وعلامات الاستفهام..
هل هذا ما تستحقه قطر من جاراتها، قطر الحب، قطر الخير والأمل، قطر الرفعة والعز والشموخ، قطر بقيادة الأسد الشاب تميم لقنت حكماء الخليج دروساً تاريخية إذا أردت أن تعلو القمة فلن يكون ذلك حتى تستجيب لشروط هذه القمة، وأهم شروطها (أن تكون على حق وتثبت عليه).
سيدي سمو الأمير أن تكون شاباً بهذا القدر من الحكمة والثبات سيرسم تفاؤلاً وابتسامة شعارها «كلنا قطر... كلنا تميم».
سارة الخاطر
منقول عن جريدة العرب