امـ حمد
17-03-2014, 03:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من القصص المعبرة والمثيرة التي قصها علينا القرآن الكريم،قصة ابني آدم عليه السلام،تلك القصة التي جرت وقائعها مع بداية الوجود الإنساني على هذه الأرض،والتي انتهت أحداثها بقتل الأخ لأخيه، حسداً وعدواناً،
ذكر سبحانه وتعالى،أحداث هذه القصة في كتابه الكريم،وهو قوله تعالى(واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر،قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين،لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين،إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين،فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين،فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين)المائدة،
تفسير ابن كثير،ولنذكر هنا ملخص ما ذكره أئمة السلف في ذلك، فذكر السدي،عن أبي مالك،وأبي صالح،عن ابن عباس،عن ابن مسعود،وعن الصحابة،
أن آدم كان يزوج ذكر كل بطن بأنثى الأخرى،وأن قابيل أراد أن يتزوج بأخت هابيل،وكان أكبر من هابيل، وأخت قابيل أحسن، فأراد قابيل أن يستأثر بها على أخيه،وأمره آدم عليه السلام أن يزوجه إياها فأبى، فأمرهما أن يقربا قرباناً،
فلما ذهب قربا قربانهما،فقرب هابيل جذعة سمينة،وكان صاحب غنم،
وقرب قابيل حزمة من زرع من رديء زرعه،
فتقبل الله صدقة هابيل،لصدقه وإخلاصه،
ولم يتقبل صدقة قابيل،لسوء نيته،وعدم تقواه،
فقال قابيل،على سبيل الحسد،لأخيه هابيل،لأقتلنك،
بسبب قبول صدقتك، ورفض قبول صدقتي، فكان رد هابيل على أخيه(إنما يتقبل الله من المتقين)
فكان ردُّ هابيل لأخيه قابيل ردًّا فيه نصح وإرشاد،حيث بيَّن له الوسيلة التي تجعل صدقته مقبولة عند الله،ألا وهي التقوى،وصيانة النفس عن كل ما لا يرضاه الله سبحانه وتعالى،
ثم إن هابيل،الأخ الناصح العاقل،انتقل من حال وعظ أخيه بتطهير قلبه من الحسد، إلى تذكيره بما تقتضيه رابطة الأخوة من تسامح، وما تستدعيه لحمة النسب من بر، فقال لأخيه(لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين)
فأخبره أنه إن اعتدى عليه بالقتل ظلماً وحسداً، فإنه لن يقابله بالفعل نفسه،خوفاً من الله، وكراهية أن يراه سبحانه قاتلاً لأخيه،إذ القتل جريمة نكراء شنعاء،ولا سيما إذا كانت من أخ لأخيه،
ثم انتقل هابيل إلى أسلوب آخر في وعظ أخيه وإرشاده،إذ أخذ يحذره من سوء المصير إن هو أقبل على تنفيذ فعلته السوداء الهوجاء(إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين)بيد أن قابيل لم يرعوِ لنصائح أخيه، وضرب بها عُرض الحائط، ثم انساق مع هوى نفسه، وزينت له نفسه الإقدام على تلك الفعلة الشنعاء، فارتكب جريمته النكراء،فقتل أخاه حسداً وظلماً، فخسر دنياه وأخراه،
خسر دنياه، لأنه قتل أخاه أقرب الناس إليه رحماً، والأخ سند لأخيه وعون له،
وخسر أخراه، لأنه ارتكب جريمة من أبشع الجرائم وأفظعها،
على أن قابيل القاتل لم يكتف بفعل تلك الجريمة البشعة، بل ترك أخاه ملقى في العراء، معرضاً للهوام والوحوش، ما يدل على قساوة قلبه، وشنيع فعله،
وقيل،لما قتل قابيل هابيل،كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض،ولم يكن دفن الموتى شيئاً قد عرف بعد،
ندم على ذلك فحمله وضمه إليه حتى تغيرت رائحته، وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر حتى يرمي به فتأكله،ولم يزل يحمله حتى جاء غرابان فاقتتلا أمام قابيل فقتل أحدهما الآخر، فعمد إلى الأرض يحفر له بمنقاره فيها، ثم ألقاه ودفنه وجعل يحثي عليه التراب حتى واراه، فقال عندها قابيل(يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي)سورة المائدة،ثم أخذ يفعل به ما فعل ذاك الغراب فواراه ودفنه تحت التراب،
ذلك المشهد، تحركت فيه عواطف الإنسانية،وأخذ يلوم نفسه على ما أقدم عليه، وعاتب نفسه كيف يكون هذا الغراب،وهو من أخس أنواع الطيور،أهدى منه سبيلاً، فعض أصابع الندامة، وندم ندماً شديداً، ولات ساعة مندم،الذي سلكه قابيل الظالم في عدوانه على أخيه هابيل المظلوم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من القصص المعبرة والمثيرة التي قصها علينا القرآن الكريم،قصة ابني آدم عليه السلام،تلك القصة التي جرت وقائعها مع بداية الوجود الإنساني على هذه الأرض،والتي انتهت أحداثها بقتل الأخ لأخيه، حسداً وعدواناً،
ذكر سبحانه وتعالى،أحداث هذه القصة في كتابه الكريم،وهو قوله تعالى(واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر،قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين،لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين،إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين،فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين،فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين)المائدة،
تفسير ابن كثير،ولنذكر هنا ملخص ما ذكره أئمة السلف في ذلك، فذكر السدي،عن أبي مالك،وأبي صالح،عن ابن عباس،عن ابن مسعود،وعن الصحابة،
أن آدم كان يزوج ذكر كل بطن بأنثى الأخرى،وأن قابيل أراد أن يتزوج بأخت هابيل،وكان أكبر من هابيل، وأخت قابيل أحسن، فأراد قابيل أن يستأثر بها على أخيه،وأمره آدم عليه السلام أن يزوجه إياها فأبى، فأمرهما أن يقربا قرباناً،
فلما ذهب قربا قربانهما،فقرب هابيل جذعة سمينة،وكان صاحب غنم،
وقرب قابيل حزمة من زرع من رديء زرعه،
فتقبل الله صدقة هابيل،لصدقه وإخلاصه،
ولم يتقبل صدقة قابيل،لسوء نيته،وعدم تقواه،
فقال قابيل،على سبيل الحسد،لأخيه هابيل،لأقتلنك،
بسبب قبول صدقتك، ورفض قبول صدقتي، فكان رد هابيل على أخيه(إنما يتقبل الله من المتقين)
فكان ردُّ هابيل لأخيه قابيل ردًّا فيه نصح وإرشاد،حيث بيَّن له الوسيلة التي تجعل صدقته مقبولة عند الله،ألا وهي التقوى،وصيانة النفس عن كل ما لا يرضاه الله سبحانه وتعالى،
ثم إن هابيل،الأخ الناصح العاقل،انتقل من حال وعظ أخيه بتطهير قلبه من الحسد، إلى تذكيره بما تقتضيه رابطة الأخوة من تسامح، وما تستدعيه لحمة النسب من بر، فقال لأخيه(لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين)
فأخبره أنه إن اعتدى عليه بالقتل ظلماً وحسداً، فإنه لن يقابله بالفعل نفسه،خوفاً من الله، وكراهية أن يراه سبحانه قاتلاً لأخيه،إذ القتل جريمة نكراء شنعاء،ولا سيما إذا كانت من أخ لأخيه،
ثم انتقل هابيل إلى أسلوب آخر في وعظ أخيه وإرشاده،إذ أخذ يحذره من سوء المصير إن هو أقبل على تنفيذ فعلته السوداء الهوجاء(إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين)بيد أن قابيل لم يرعوِ لنصائح أخيه، وضرب بها عُرض الحائط، ثم انساق مع هوى نفسه، وزينت له نفسه الإقدام على تلك الفعلة الشنعاء، فارتكب جريمته النكراء،فقتل أخاه حسداً وظلماً، فخسر دنياه وأخراه،
خسر دنياه، لأنه قتل أخاه أقرب الناس إليه رحماً، والأخ سند لأخيه وعون له،
وخسر أخراه، لأنه ارتكب جريمة من أبشع الجرائم وأفظعها،
على أن قابيل القاتل لم يكتف بفعل تلك الجريمة البشعة، بل ترك أخاه ملقى في العراء، معرضاً للهوام والوحوش، ما يدل على قساوة قلبه، وشنيع فعله،
وقيل،لما قتل قابيل هابيل،كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض،ولم يكن دفن الموتى شيئاً قد عرف بعد،
ندم على ذلك فحمله وضمه إليه حتى تغيرت رائحته، وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر حتى يرمي به فتأكله،ولم يزل يحمله حتى جاء غرابان فاقتتلا أمام قابيل فقتل أحدهما الآخر، فعمد إلى الأرض يحفر له بمنقاره فيها، ثم ألقاه ودفنه وجعل يحثي عليه التراب حتى واراه، فقال عندها قابيل(يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي)سورة المائدة،ثم أخذ يفعل به ما فعل ذاك الغراب فواراه ودفنه تحت التراب،
ذلك المشهد، تحركت فيه عواطف الإنسانية،وأخذ يلوم نفسه على ما أقدم عليه، وعاتب نفسه كيف يكون هذا الغراب،وهو من أخس أنواع الطيور،أهدى منه سبيلاً، فعض أصابع الندامة، وندم ندماً شديداً، ولات ساعة مندم،الذي سلكه قابيل الظالم في عدوانه على أخيه هابيل المظلوم.