المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قبل أن يولد إبنك أحسن إليه



امـ حمد
22-03-2014, 02:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن يولد ابنك أحسن إليه
جرت عادة الناس عند بناء بيوتهم،باختيار الموقع المناسب والخامات الجيدة التي تكفل سلامة البناء وجودته،وتضمن بقاءه إلى حين،
وإذا كان هذا هو شأن الناس في إقامة الأبنية المكونة من الأحجار ،فإن بناء الأسر المكونة من الرجال والنساء والأطفال أولى بالدقة عند الاختيار،وأجدر بالتقصي والاستفسار،لأن بناء البيوت من الأحجار إصلاحٌ للمعاش،
أما بناء الأسر التي ستحل بها وتسكنها فبه سعادة الدنيا،إن صلح،ثم يمتد أثره السعيد إلى الآخرة،
إن أول الجهد المبذول في تأسيس الأسرة،ينبغي أن يبحث أولاً عن الزوجة الصالحة،وإلا فسيظل البنيان متخاذلاً كثير الثغرات،تماماً كما شكا أحد الآباء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عقوق ابنه،فقال له عمر،ما حملك على عقوق أبيك،فقال الابن،يا أمير المؤمنين ما حق الولد على أبيه،قال،أن يحسن اسمه،وأن يحسن اختيار أمه،وأن يعلمه الكتاب،
فقال،يا أمير المؤمنين إنّ أبي لم يفعل شيئاً من ذلك،فالتفت عمر للأب وقال له،لقد عققت ولدك قبل أن يعقك،
فأول إحسان الوالد إلى ولده،أن يختار له الأم الصالحة التي تربيه على الإيمان والتقوى،وتنشئه على مكارم الفضائل والأخلاق،
فتأثير الأم على أبنائها لا يخفى،حتى قيل،
كادت المرأة أن تلد أخاها،
فما ظهر في الأبناء من خير أو شر،فلابد أن للأم نصيب كبير في توريثهم إياه،وباقية من جرّاء تربيتها لهم،وقيامها على أمرهم،
فقد أثبتت بعض الدراسات أنّ النباهة والامتياز تستند إلى خصائص وراثية،
كما أن علماء،الجينات،يرون أن للوراثة قوة عجيبة تفرض نفسها على المولود،وهذا الاعتقاد ساق بعضهم إلى القول إن الحصول على أفراد ممتازين لا يعود إلى التعليم،بل يعود إلى العمل على تحسين النسل،
ويجمع علماء الأخلاق على أن،الوراثة مع البيئة هما العاملان الأساسيان في تكوين الأخلاق،
ثم بتدريب الأم لوليدها على مهارات الاعتماد على النفس والاستقلال،وتحديد مسؤولياته في حدود طاقاته النامية،وتشجيعه على التنافس والنشاط، وغير ذلك مما يزيد ذكائه وتطوره الانفعالي،
كما أن الأم المؤمنة،خاصةً،تغذي وليدها بالإيمان،وبالقيم والمبادئ،وتسمعهم من ذكر الله والصلاة،ما يشربهم التقوى وحب الإسلام،والمرء يشيب على ما شبّ عليه،ولذلك فقد اهتم الإسلام بالوعاء الصالح الذي ينتج وينمي الولد ،فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتخير المرأة الصالحة ذات الدين،
دور الأم في إعداد العظماء،الزبير بن العوّام فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم،الذي كان الفاروق يعدله بألف رجل،هذا البطل العظيم إنما قامت بأمره أمه صفية بنت عبد المطلب،عمة النبي صلى الله عليه وسلم،وأخت حمزة أسد الله،فقد شبّ في كنفها،ونشأ على طبعها وتخلّق بسجاياها،
والكملة العظماء،عبد الله،والمنذر،وعروة،أبناء الزبير،كانوا ثمرات أمهم أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه ،وما منهم إلا وله الأثر الخالد،والذكر الحسن،
دور الأم في بناء شخصية الابن،وكذلك كان للأم المسلمة السبق في إعداد الطفل وبناء شخصيته علمياً،حتى وإن غاب أباه أو مات، مثل،
الإمام المحدث المشهور(سفيان بن سعيد الثوري)الذي قال عنه الإمام الأوزاعيّ،لم يبق من تجتمع عليه الأمة بالرضا إلا سفيان، كانت أمه هى التي وجهته لطلب العلم،وكفته مؤونة ذلك بعملها في الغزل،فقد روى عن الإمام أحمد أنه قال،قالت أم سفيان لسفيان،يا بني،اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي،ثم كانت،رحمها الله، تتعهده وتتابع مدى انتفاعه وتطبيقه لما يتعلمه،وأثر ذلك على سلوكه، فكانت تقول،يا بني إذا كتبت عشرة أحرف،فانظر،هل ترى في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك،فإن لم تر ذلك،فاعلم أنها تضرك ،ولا تنفعك،
فقد فطنت أمه إلى أن العلم ليس حشداً للمعلومات،
بل هو تفاعل بين الإنسان والعقيدة والفكر،يظهر أثره في السلوك،فهؤلاء العظماء،
من أيّ المعاهد خرجوا،وفي أي المدارس خرجوا،
إنها مدرسة الأم الصالحة المؤمنة، صاحبة الهدف الكبير الواضح تماماً لديها،في أن تقدم للأمة أبناءاً عظماء يكتبون بأمجادهم صفحات مضيئة في سجل التاريخ،
ولكن كيف يختار المسلم أماً صالحة لأبنائه،
أولاً،الدعاء،الدعاء بالتوفيق للارتباط بالزوجة الصالحة،وقد حثنا القرآن الكريم على التوجه إلى الله تعالى في أمر صلاح الأزواج والذرية،قال تعالى(والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريّاتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً)الفرقان،
قال الحافظ بن كثير فى تفسيرها،يعنى،الذين يسألون الله أن يخرج من أصلابهم من ذرياتهم من يطيعه ويعبده وحده لا شريك له،ويعمل بطاعة الله فتقرّ به أعينهم فى الدنيا والآخرة،
فنعمة الولد وقرة العين به لا تتم إلا إذا كان صالحاً،ولا يصلح الولد حتى يصلح المحضن الذي نشأ وترعرع بين جنباته،
ثانياً،اتباع ما أوصى به النبي عند اختيار الزوجة،لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم،الأسس التي يختار الناس زوجاتهم بُناء عليها(عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(تنكح المرأة لأربع،لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها،فاظفر بذات الدين تربت يداك)رواه البخاري،ومسلم،
ثم اختار منها الدين فاصطفاه وقدّمه على غيره ليكون الأساس الأول الذي لا يصح أن يتنازل عنه المسلم عند اختيار الزوجة (فاظفر بذات الدين)الحديث متفق على صحته،
فذات الدين والخلق الكريم،أهلٌ لإنجاب أطفال مؤهلين للصعود في معارج الكمال،
ويبين لنا الإمام الغزالي رحمه الله تعالى،ويسأل عن دينها ومواظبتها على صلاتها،ومراعاتها لصيامها،وعن حيائها ونظافتها،وحسن ألفاظها وقبحها،ولزومها قعر بيتها،وبرّها بوالديها،ويبحث عن خصال والدها ودينه،وحال والدتها ودينها وأعمالها،الجميلة الشريفة الديّنة العفيفة،العاقلة لأمورها، المرضية في أخلاقها،
اللهم ارزق بناتنا الازواج الصالحين،وارزق اولادنا الزوجات الصالحات،لما تحبه وترضه.

الصغيره
25-03-2014, 03:26 AM
ام حمد


بارك الله فيك


وجزيتي كل خير وجعله الله عمل مثمر بميزان اعمالك الصالحه

اللهم امين

امـ حمد
25-03-2014, 06:54 AM
ام حمد


بارك الله فيك
وجزيتي كل خير وجعله الله عمل مثمر بميزان اعمالك الصالحه

اللهم امين
وبارك الله فيج حبيبتي
تسلمين يالغلا