امـ حمد
24-03-2014, 04:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت،قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم،إني لأعلم إذا كنت عني راضية،وإذا كنت علي غضبى،قالت،فقلت من أين تعرف ذلك فقال،أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد،
وإذا كنت علي غضبى قلت لا ورب إبراهيم،
قالت قلت،أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك)المصدر،صحيح البخاري،
والمحمود من الغيرة صون المرأة عن اختلاطها بالرجال،
وقد ذكر الحافظ ابن الجوزي،عن سعيد بن المسيب،أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه،قال لفاطمة عليها السلام،ما خير النساء،قالت أن لا يرين الرجال ولا يرونهن،فقال علي فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم،فقال،إنما فاطمة بضعة مني،
قال ابن الجوزي،الرجل إذا رأى المرأة خيف عليه أن يفتتن،
فما بال المرأة،
والجواب،أن النساء شقائق الرجال فكما أن المرأة تعجب الرجل ، فكذلك الرجل يعجب المرأة،وتشتهيه كما يشتهيها،
ولما دخل ابن أم مكتوم،على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده عائشة وحفصة أمرهما بالقيام ، فقالتا،إنه أعمى،فقال صلى الله عليه وسلم،فأنتما عمياوان،
وفي الصحيحين،صحيح البخاري،ومسلم،عن عقبة بن عامر
رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(إياكم والدخول على النساء،فقال رجل من الأنصار،أفرأيت الحمو، قال،الحمو الموت)قال الترمذي،معنى كراهية الدخول على النساء على نحو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان)
والحمو،كالأخ والعم وابن العم،بل قريب الزوج،وقيل قريب الزوجة،
وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم،قال(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينه وبينها محرم)
وقال صلى الله عليه وسلم(أتعجبون من غيرة سعد،لأنا أغير منه ،والله أغير مني،من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها،وما بطن)
قال الإمام ابن القيم،أنواع من الغيرة ثلاثة أنواع،
أولاً،غيرة العبد لربه أن تنتهك محارمه وتضيع حدوده،
ثانياً،وغيرته على قلبه أن يسكن إلى غيره،وأن يأنس بسواه،
ثالثاً،وغيرته على حرمته أن يتطلع عليها غيره،
فالغيرة التي يحبها الله ورسوله دارت على هذه الأنواع الثلاثة،
وما عداها،فإما من خدع الشيطان،وإما كغيرة المرأة على زوجها أن يتزوج عليها،فإن قيل،أي الأنواع تعدون غيرة فاطمة رضي الله عنها،ابنة رسول الله على،علي بن أبي طالب رضي الله عنه،لما عزم على نكاح ابنة أبي جهل،وغيرة رسول الله لها،
قيل من الغيرة التي يحبها الله ورسوله،وقد أشار إليها النبي بأنها بضعة منه وأنه يؤذيه ما آذاها،ويريبه ما أرابها،فإن بنت رسول الله لا يحسن أن تجتمع مع بنت عدوه عند رجل،فإن هذا في غاية منافرة،مع أن ذكر النبي صهره الذي حدثه فصدقه ووعده فوفى له، دليل على أن عليا رضي الله عنه،كان مشروطاً عليه في العقد إما لفظاً،وإما عرفاً،وحالا أن لا يريب فاطمة ولا يؤذيها،
بل يمسكها بالمعروف،وليس من المعروف أن يضم إليها بنت عدو الله ورسوله،ويغيظها بها،
ولهذا قال النبي إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي ويتزوج ابنة أبي جهل،والشرط العرفي الحالي كالشرط اللفظي عند كثير من الفقهاء كفقهاء المدينة وأحمد بن حنبل وأصحابه رحمهم الله تعالى،
على أن رسول الله خلف عليها الفتنة في دينها باجتماعها وبنت عدو الله عنده،
فلم تكن غيرته لمجرد كراهية الطبع للمشاركة بل الحامل عليها حرمة الدين،
وقد أشار إلى هذا بقوله إني أخاف أن تفتن في دينها،
والغيرة بين النساء منها ما هو محمود،ومنها ما هو مذموم،
والغيرة المحمودة،هي تلك التي تتصل برغبة المرأة في تقليد أخرى لأنها متفوقة في دين أو علم أو سلوك،
أما المذموم،منها يتصل بالجمال أو الشهرة أو الملبس أو المستوى المادي،لأنه يجعل المرأة تتحول إلى شخصية حاقدة على من تغار منها،
وقد تغار الزوجة من أي امرأة يكثر الزوج من ذكرها، حتى وإن كانت من أهله أو أقاربه،وكلما ازداد حب المرأة لزوجها ازدادت غيرتها عليها،وممن يمتدحهم أمامها،
فالمرأة الواعية هي من تضع حدا لغيرتها وتحاسب نفسها،
فلا تطلق لغيرتها العنان ولا تسمح لها أن تدمر نفسيتها أو علاقاتها الاجتماعية أو ثقتها بذاتها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت،قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم،إني لأعلم إذا كنت عني راضية،وإذا كنت علي غضبى،قالت،فقلت من أين تعرف ذلك فقال،أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد،
وإذا كنت علي غضبى قلت لا ورب إبراهيم،
قالت قلت،أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك)المصدر،صحيح البخاري،
والمحمود من الغيرة صون المرأة عن اختلاطها بالرجال،
وقد ذكر الحافظ ابن الجوزي،عن سعيد بن المسيب،أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه،قال لفاطمة عليها السلام،ما خير النساء،قالت أن لا يرين الرجال ولا يرونهن،فقال علي فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم،فقال،إنما فاطمة بضعة مني،
قال ابن الجوزي،الرجل إذا رأى المرأة خيف عليه أن يفتتن،
فما بال المرأة،
والجواب،أن النساء شقائق الرجال فكما أن المرأة تعجب الرجل ، فكذلك الرجل يعجب المرأة،وتشتهيه كما يشتهيها،
ولما دخل ابن أم مكتوم،على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده عائشة وحفصة أمرهما بالقيام ، فقالتا،إنه أعمى،فقال صلى الله عليه وسلم،فأنتما عمياوان،
وفي الصحيحين،صحيح البخاري،ومسلم،عن عقبة بن عامر
رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(إياكم والدخول على النساء،فقال رجل من الأنصار،أفرأيت الحمو، قال،الحمو الموت)قال الترمذي،معنى كراهية الدخول على النساء على نحو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان)
والحمو،كالأخ والعم وابن العم،بل قريب الزوج،وقيل قريب الزوجة،
وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم،قال(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينه وبينها محرم)
وقال صلى الله عليه وسلم(أتعجبون من غيرة سعد،لأنا أغير منه ،والله أغير مني،من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها،وما بطن)
قال الإمام ابن القيم،أنواع من الغيرة ثلاثة أنواع،
أولاً،غيرة العبد لربه أن تنتهك محارمه وتضيع حدوده،
ثانياً،وغيرته على قلبه أن يسكن إلى غيره،وأن يأنس بسواه،
ثالثاً،وغيرته على حرمته أن يتطلع عليها غيره،
فالغيرة التي يحبها الله ورسوله دارت على هذه الأنواع الثلاثة،
وما عداها،فإما من خدع الشيطان،وإما كغيرة المرأة على زوجها أن يتزوج عليها،فإن قيل،أي الأنواع تعدون غيرة فاطمة رضي الله عنها،ابنة رسول الله على،علي بن أبي طالب رضي الله عنه،لما عزم على نكاح ابنة أبي جهل،وغيرة رسول الله لها،
قيل من الغيرة التي يحبها الله ورسوله،وقد أشار إليها النبي بأنها بضعة منه وأنه يؤذيه ما آذاها،ويريبه ما أرابها،فإن بنت رسول الله لا يحسن أن تجتمع مع بنت عدوه عند رجل،فإن هذا في غاية منافرة،مع أن ذكر النبي صهره الذي حدثه فصدقه ووعده فوفى له، دليل على أن عليا رضي الله عنه،كان مشروطاً عليه في العقد إما لفظاً،وإما عرفاً،وحالا أن لا يريب فاطمة ولا يؤذيها،
بل يمسكها بالمعروف،وليس من المعروف أن يضم إليها بنت عدو الله ورسوله،ويغيظها بها،
ولهذا قال النبي إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي ويتزوج ابنة أبي جهل،والشرط العرفي الحالي كالشرط اللفظي عند كثير من الفقهاء كفقهاء المدينة وأحمد بن حنبل وأصحابه رحمهم الله تعالى،
على أن رسول الله خلف عليها الفتنة في دينها باجتماعها وبنت عدو الله عنده،
فلم تكن غيرته لمجرد كراهية الطبع للمشاركة بل الحامل عليها حرمة الدين،
وقد أشار إلى هذا بقوله إني أخاف أن تفتن في دينها،
والغيرة بين النساء منها ما هو محمود،ومنها ما هو مذموم،
والغيرة المحمودة،هي تلك التي تتصل برغبة المرأة في تقليد أخرى لأنها متفوقة في دين أو علم أو سلوك،
أما المذموم،منها يتصل بالجمال أو الشهرة أو الملبس أو المستوى المادي،لأنه يجعل المرأة تتحول إلى شخصية حاقدة على من تغار منها،
وقد تغار الزوجة من أي امرأة يكثر الزوج من ذكرها، حتى وإن كانت من أهله أو أقاربه،وكلما ازداد حب المرأة لزوجها ازدادت غيرتها عليها،وممن يمتدحهم أمامها،
فالمرأة الواعية هي من تضع حدا لغيرتها وتحاسب نفسها،
فلا تطلق لغيرتها العنان ولا تسمح لها أن تدمر نفسيتها أو علاقاتها الاجتماعية أو ثقتها بذاتها.