السعدي999
25-03-2014, 09:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله, نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد:
سانقل كلام ائمة الهدى فهو كافي وشافي
قال فضيلة الشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- من "الشرح الممتع على زاد المستقنع", باب صلاة الجمعة, ما يلي:
قوله: (ويدعو للمسلمين) أي: يسن أيضاً في الخطبة أن يدعو للمسلمين الرعية والرعاة؛ لأن ذلك الوقت ساعة ترجى فيه الإجابة، والدعاء للمسلمين لا شك أنه خير، فلهذا استحبوا أن يدعو للمسلمين.
ولكن قد يقول قائل: كون هذه الساعة مما ترجى فيها الإجابة، وكون الدعاء للمسلمين فيه مصلحة عظيمة موجود في عهد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وما وجد سببه في عهد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ولم يفعله فتركه هو السنة؛ إذ لو كان شرعاً لفعله النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، فلا بد من دليل خاص يدل على أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان يدعو للمسلمين، فإن لم يوجد دليل خاص فإننا لا نأخذ به، ولا نقول: إنه من سنن الخطبة، وغاية ما نقول: إنه من الجائز، لكن قد روي أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ((كان يستغفر للمؤمنين في كل جمعة)) (1)، فإن صح هذا الحديث فهو أصل في الموضوع، وحينئذٍ لنا أن نقول: إن الدعاء سنّة، أما إذا لم يصح فنقول: إن الدعاء جائز، وحينئذٍ لا يتخذ سنّة راتبة يواظب عليه؛ لأنه إذا اتخذ سنّة راتبة يواظب عليه فهم الناس أنه سنّة، وكل شيء يوجب أن يفهم الناس منه خلاف حقيقة الواقع فإنه ينبغي تجنبه. انتهى.
وقال فضيلة الشيخ العلامة/ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- كما في "المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان" - (الجزء: 1/ الصفحة: 388) [رقم الفتوى في مصدرها: 229], ما يلي:
السؤال:
بعض الناس يعيب على خطباء الجوامع الدعاء لولاة الأمر على المنبر. فما توجيه فضيلتكم حيال ذلك؟
الجواب:
من قال ذلك؛ فالعيب فيه هو وليس في الخطباء؛ الخطباء إذا دعوا لولاة الأمور فهم على السنة ولله الحمد؛ لأن الدعاء لولاة الأمور من النصيحة لهم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((الدين النصيحة)) (2)، ومن النصيحة وأعظم النصيحة الدعاء للمسلمين ولولاة أمورهم، هذا من أعظم النصيحة.
والإمام أحمد رحمه الله كان يعذب من قبل الوالي، فيضرب ويجر، ومع هذا كان يقول: لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان، وذلك لأن السلطان إذا صلح أصلح الله به البلاد والعباد، فالدعاء لولاة الأمور أمر مستحب موافق للسنة وعمل المسلمين، وما زال المسلمون يدعون لولاة الأمور على المنابر، يدعون لهم بالصلاح والهداية، ولا ينكر هذا إلا جاهل أو مغرض يريد الفتنة بين المسلمين، وإذا كان الكافر يدعى له بالهداية؛ فكيف لا يدعى للمسلم بالهداية والصلاح. انتهى.
وقال فضيلة الشيخ/ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله- كما في الشريط الذي هو بعنوان "وقفات مع كلمات لابن مسعود -رضي الله عنه-", ما يلي:
السؤال:
وهذا يقول ما حكم الدعاء لولي الأمر على المنبر، سواء كان في خطبة الجمعة أو غير ذلك، وما رأيك في عدم تجويز الشاطبي لذلك في كتابه الاعتصام؟
الجواب:
الدعاء لولاة الأمور لم يكن في عهد الخلفاء الراشدين، وظهر في آخر عهد الصحابة وفي عهد التابعين، واستمر سنة إلى يومنا هذا.
وبسبب ذلك أنه لما ظهرت الخوارج، وكان الخوارج يرون التدين ببغض ولاة أمور المسلمين وكراهتهم و الخروج عليهم، خالفهم أهل السنة بالدعاء ظاهراً على المنابر في العلن لولاة الأمور، كما خالف أهل السنة خالفوا الرافضة بالترضي عن زوجات النبي وعن آله على المنبر.
فلما ظهر الابتداع صارت مخالفة المبتدعة سنة ماضية، ولهذا يذكر العلماء إن من سنن خطبة الجمعة إن يدعا فيها لولي الأمر، والدعاء لولي الأمر سنة ماضية، ومن علامات أهل السنة الدعاء لولاة الأمور، ومن علامات أهل البدع الدعاء على ولاة الأمور كما صرح بذلك البربهاري وغيره في كتاب السنة.
لكن الدعاء شيء والمدح شيء آخر.
المدح لا يجوز؛ لأنه يراد به الدنيا.
وأما الدعاء فيراد به صلاح الدين والدنيا والآخرة، فالدعاء مبعثه أمر شرعي لله.
وأما المدح فلأهله مقاصد مختلفة، ولهذا العلماء يدعون ولا يمدحون مدحاً مطلقاً، قد يثني بعضهم بثناء خاص مقيد لظهور فائدة عمل عمله ولي الأمر؛ لكن هذا على الاستثناء ليس قاعدة مطَّردة يثني لتشجيعه على الخير وترغيبه فيه وحثه عليه.
أما المدح فإنه ليس من صنيع السلف الصالح، وإنما من صنيعهم الدعاء؛ لأن الدعاء مما يرجى به صلاح دينه، وإذا صلح دين ولي الأمر صلح به شيء كثير.
نكتفي بهذا القدر، وأسال الله جل وعلا لي ولكم البصيرة والختام والحسن.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
منقول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله, نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد:
سانقل كلام ائمة الهدى فهو كافي وشافي
قال فضيلة الشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- من "الشرح الممتع على زاد المستقنع", باب صلاة الجمعة, ما يلي:
قوله: (ويدعو للمسلمين) أي: يسن أيضاً في الخطبة أن يدعو للمسلمين الرعية والرعاة؛ لأن ذلك الوقت ساعة ترجى فيه الإجابة، والدعاء للمسلمين لا شك أنه خير، فلهذا استحبوا أن يدعو للمسلمين.
ولكن قد يقول قائل: كون هذه الساعة مما ترجى فيها الإجابة، وكون الدعاء للمسلمين فيه مصلحة عظيمة موجود في عهد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وما وجد سببه في عهد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ولم يفعله فتركه هو السنة؛ إذ لو كان شرعاً لفعله النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، فلا بد من دليل خاص يدل على أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان يدعو للمسلمين، فإن لم يوجد دليل خاص فإننا لا نأخذ به، ولا نقول: إنه من سنن الخطبة، وغاية ما نقول: إنه من الجائز، لكن قد روي أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ((كان يستغفر للمؤمنين في كل جمعة)) (1)، فإن صح هذا الحديث فهو أصل في الموضوع، وحينئذٍ لنا أن نقول: إن الدعاء سنّة، أما إذا لم يصح فنقول: إن الدعاء جائز، وحينئذٍ لا يتخذ سنّة راتبة يواظب عليه؛ لأنه إذا اتخذ سنّة راتبة يواظب عليه فهم الناس أنه سنّة، وكل شيء يوجب أن يفهم الناس منه خلاف حقيقة الواقع فإنه ينبغي تجنبه. انتهى.
وقال فضيلة الشيخ العلامة/ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- كما في "المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان" - (الجزء: 1/ الصفحة: 388) [رقم الفتوى في مصدرها: 229], ما يلي:
السؤال:
بعض الناس يعيب على خطباء الجوامع الدعاء لولاة الأمر على المنبر. فما توجيه فضيلتكم حيال ذلك؟
الجواب:
من قال ذلك؛ فالعيب فيه هو وليس في الخطباء؛ الخطباء إذا دعوا لولاة الأمور فهم على السنة ولله الحمد؛ لأن الدعاء لولاة الأمور من النصيحة لهم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((الدين النصيحة)) (2)، ومن النصيحة وأعظم النصيحة الدعاء للمسلمين ولولاة أمورهم، هذا من أعظم النصيحة.
والإمام أحمد رحمه الله كان يعذب من قبل الوالي، فيضرب ويجر، ومع هذا كان يقول: لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان، وذلك لأن السلطان إذا صلح أصلح الله به البلاد والعباد، فالدعاء لولاة الأمور أمر مستحب موافق للسنة وعمل المسلمين، وما زال المسلمون يدعون لولاة الأمور على المنابر، يدعون لهم بالصلاح والهداية، ولا ينكر هذا إلا جاهل أو مغرض يريد الفتنة بين المسلمين، وإذا كان الكافر يدعى له بالهداية؛ فكيف لا يدعى للمسلم بالهداية والصلاح. انتهى.
وقال فضيلة الشيخ/ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله- كما في الشريط الذي هو بعنوان "وقفات مع كلمات لابن مسعود -رضي الله عنه-", ما يلي:
السؤال:
وهذا يقول ما حكم الدعاء لولي الأمر على المنبر، سواء كان في خطبة الجمعة أو غير ذلك، وما رأيك في عدم تجويز الشاطبي لذلك في كتابه الاعتصام؟
الجواب:
الدعاء لولاة الأمور لم يكن في عهد الخلفاء الراشدين، وظهر في آخر عهد الصحابة وفي عهد التابعين، واستمر سنة إلى يومنا هذا.
وبسبب ذلك أنه لما ظهرت الخوارج، وكان الخوارج يرون التدين ببغض ولاة أمور المسلمين وكراهتهم و الخروج عليهم، خالفهم أهل السنة بالدعاء ظاهراً على المنابر في العلن لولاة الأمور، كما خالف أهل السنة خالفوا الرافضة بالترضي عن زوجات النبي وعن آله على المنبر.
فلما ظهر الابتداع صارت مخالفة المبتدعة سنة ماضية، ولهذا يذكر العلماء إن من سنن خطبة الجمعة إن يدعا فيها لولي الأمر، والدعاء لولي الأمر سنة ماضية، ومن علامات أهل السنة الدعاء لولاة الأمور، ومن علامات أهل البدع الدعاء على ولاة الأمور كما صرح بذلك البربهاري وغيره في كتاب السنة.
لكن الدعاء شيء والمدح شيء آخر.
المدح لا يجوز؛ لأنه يراد به الدنيا.
وأما الدعاء فيراد به صلاح الدين والدنيا والآخرة، فالدعاء مبعثه أمر شرعي لله.
وأما المدح فلأهله مقاصد مختلفة، ولهذا العلماء يدعون ولا يمدحون مدحاً مطلقاً، قد يثني بعضهم بثناء خاص مقيد لظهور فائدة عمل عمله ولي الأمر؛ لكن هذا على الاستثناء ليس قاعدة مطَّردة يثني لتشجيعه على الخير وترغيبه فيه وحثه عليه.
أما المدح فإنه ليس من صنيع السلف الصالح، وإنما من صنيعهم الدعاء؛ لأن الدعاء مما يرجى به صلاح دينه، وإذا صلح دين ولي الأمر صلح به شيء كثير.
نكتفي بهذا القدر، وأسال الله جل وعلا لي ولكم البصيرة والختام والحسن.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
منقول