المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسائل تاريخيه بين المؤسس الشيخ جاسم والموحد الملك عبدالعزيز



هداف
26-03-2014, 01:09 AM
رسايل بين الشيخ قاسم والملك عبد العزيز


الشيخ قاسم بن محمد هو من ذلك النوع من الرجال الأفذاذ الذين يصنعون التاريخ، وقد صنع لبلاده اسما ومجدا وحماها من كل أعدائها، وله الفضل على كل من يعيش على ثراها، فهو بحق مؤسس قطر ككيان مستقل ولن استطيع أن أوفيه حقه في مقال صغير.ولكنني سأتناول هنا موقفاً تبرز فيه عبقريته ودهاؤه رحمه الله في مقابلة الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود أحد الزعماء الكبار الذين برزوا في النصف الأول من القرن العشرين. وكانت علاقة كلا الرجلين قوية جدا حيث دعم الشيخ قاسم الملك عبد العزيز عند ما قام بمحاولة استرجاع ملك أجداده الذي سقط للمرة الثانية وأصبح ابن رشيد يسيطر على نجد كلها كما كان الإحساء والحجاز تحت سلطة الأتراك العثمانيين. وكان عبد العزيز أحوج ما يكون للسلاح والخيل والمال حتى يستكمل فتوحاته فكان الشيخ قاسم ممن بذل المال والسلاح وكرائم الخيل دعما لعبد العزيز. وكان الشيخ قاسم يقوم بهذا الأمر من منطلق عقيدته السلفية فهو يعتبر أن حكم آل سعود يطبق الشرع ويبسط الأمن بينما يعود العرب لعادتهم من الغزو والسلب والنهب وأكل القوي للضعيف حالما يزول هذا الحكم.وقد كنت سمعت من بعض كبار السن عن رسائل متبادلة بين الشيخ قاسم والملك عبد العزيز تسببت في سوء تفاهم وخلاف قصير لم يطل ولكن رد الشيخ قاسم الذي رد به على تهديد الملك عبد العزيز قد اشتهر ونسجت حوله الحكايات ولكن لم يعثر على نص الكتاب. وقد عثرت على نص الرسائل المتبادلة أثناء بحثي في مخطوطات تاريخ الجزيرة العربية.وأنا أعرض هنا لما حدث بين الرجلين أود أن أنوه إلى أن الملك عبد العزيز هو في سن أبناء الشيخ قاسم. لذا فقد كان يجلّه ويقدّره كوالده. وعندما اضطر الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود للخروج من الرياض فقد لجأ إلى قطر ومعه أولاده وعائلته ومنهم عبد العزيز الذي كان صغيرا في ذلك الوقت وذلك لمدة ثلاث سنوات فأقاموا معززين مكرمين حتى قرروا الإنتقال إلى الكويت. وبعد أن تمكن عبدالعزيز من إزالة حكمآل رشيد ودانت له معظم أنحاء الجزيرة فإنه لم يتردد في تلبية طلب الشيخ قاسم عندما احتاج لدعم عسكري فسار إليه على رأس جيش وقاتل أعداءه.وقد وجدت نص الرسالتين المتبادلتين بين الشيخ قاسم والملك عبد العزيز في مخطوط لم يطبع بعد لمحمد العلي العبيد الذي كان تاجرا يتنقل بين مختلف مناطق المملكةويسجل ما يصل إليه من معلومات يستقيها مباشرة من كبار القوم الذين يتصل بهم.وقد أورد الكاتب جزءا من قصة الملك عبد العزيز مع الهزازنة (وهم أمراء منطقة الحريق) وسجنه لعدد منهم وكانوا يبلغون أحد عشر رجلا وكان رأسهم راشد بن عبد الله الهزاني وأقاموا في حبسه سنة كاملة.وقد سمعت جزءا من قصة هؤلاء وأن الشيخ قاسم كان عنده إمام من أهل (الحريق) وهي بلدة الهزازنة وتقع شمال غرب حوطة بني تميم، ولقد استعبر هذا الإمام في أحد الأيام أثناء قراءة بعض آيات الإبتلاء فاستدعاه الشيخ قاسم بعد الصلاة وقد أحس أنه مصاب في بعض أهله وسأله فقال إني تذكرت جماعتي الهزازنة المحبوسين في سجن ابن سعود فوعده أنه سيسعى لفك أسرهم.أرسل الشيخ قاسم أحد رجاله مع رسالة للملك عبد العزيز يطلب منه فيها أن يفك أسرهم ويرسلهم إليه في قطر وبذل في ذلك ما يعد ثروة في ذلك الوقت، وقد فعلها رحمه الله لوجه الله تعالى. وكان ذلك في عام 1328 هـ (1910 م )ويقول الكاتب العبيّد: ".... ثم إن الشيخ قاسم بن ثاني راجع عنهم عبد العزيز بن سعود وترجى منه وبذل 40،000 روبية على أن يطلقهم فأطلقهم وقبض عوض ذلك أسلحة. ثم إنهم توجهوا إليه ضيوفا ونزلوا عنده وأقاموا عنده سنتين. ثم إنه نزل عنده فهد بن سعد العرافه ضيفا (العرايف من آل سعود ولكنه من فرع منافس للملك عبدالعزيز على الحكم وحاربوه ولكنه هزمهم )، ثم نزل عنده أيضا عبد الله بن نادر أمير السليل من وادي الدواسر، وكان هذا الأخير يحب أبناء سعود الفيصل (العرافة )، فخاف عبد العزيز أن هؤلاء اجتمعوا عند قاسم وكلهم أعداء له، فكتب للشيخ قاسم كتاباً يتهدده فيه حتى يفسح لهم ويبعدهم عنه، وكان كتابه كما أخبرني به راشد الهزاني من رأسه وقد أطلعه عليه الشيخ قاسم بن ثاني وهذا نصه:بسم الله الرحمن الرحيممن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى جناب المكرم الشيخ قاسم بن ثانيالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، تعرف أنك زبنت عدواني من الملا وجمعتهم عندك فهذا فهد العرافه عندك وهو يدوّر على راسي، وهذا عبد الله بن نادر وأنت تعلم وش أفعاله مع عيال سعود، وهؤلاء الهزازين عندك ولا يجهلك ما أجروه معنا. بالحاضر إذا وصلك كتابي هذا ترخّص لهم ويرحلون عنك، ولا يجلسون أكثر من ثلاثة أيام بعد وصول كتابي إليك، وإلا فإنت احتسب بضد ما عاملتك به سابقاً ليكون معلوماً والسلام.وشرح الكاتب المقصود بذلك فقال " أي فيكون بعد السلم الحرب، وبعد الصداقة عداوة فاختر لنفسك ما ترى هو الأمثل".ويستأنف فيقول " فلما قرأ الشيخ قاسم كتاب الإمام عبد العزيز أخذه المقيم المقعد( أي انزعج غاية الإنزعاج) فدعا برجل من ضيوفه محنك قد عركته الحوادث فاختصر معه سراً، وأطلعه على كتاب عبد العزيز واستشاره فقال له المستشار يا حضرة الشيخ قاسم، هذا ملك حشو ثيابه الدهاء، وقد اعطي فكر ثاقب وغور عميق. وخطاباته تفلّ عزم عدوه حينما يتلقى منه الخطاب، ففي خطابات عبد العزيز سحر صائب، وقلما تجد من الرجال من يقابله بمثل ما يقول. وإني أرى اليوم معاملة الخطاب باللين لم يعد لها محل، فأنت عامله بالشدة والغلظة ولا توريه لين فيطمعه ذلك فيك ".ويتابع المؤلف وصف ما جرى فيقول:ثم إن الشيخ قاسم دخل على كاتبه في غرفة السر (وهي كناية عن المكتب الخاص للحاكم) وأمره أن يكتب:بسم الله الرحمن الرحيممن الشيخ قاسم بن ثاني إلى جناب المكرم العزيز عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصلتحية ووقاراً، تلقينا كتابكم الكريم وتلوناه مسرورين بصحتكم ونهوض عزكم، وكان جوابنا لكم أن قلنا ونحن نقرأه: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. وأما الجواب المودع ببطن الصحف فإليك نص خطابه، فقد ذكرت لنا في كتابك أننا نطرد عن ضيافتنا فلان وفلان، أما الهزازين فقد جاوبتك عنهم مراراً أيام كانوا في حبسك وبذلت لك جاهي ورجائي شافعا إليك بهم أن تطلعهم فلم تشفّعني فيهم، ثمآل الأمر أن تجعلهم رقيقاً ومماليك يشرون بدراهم معدودة فاشتريتهم منك بمالي( 40،000) ألف روبية دفعتها إليك وخلصتهم من حبسك ومن رقّك ودخلوا في رقّي أنا وحدي ولا فخر في ذلك. وأما فهد بن سعد آل سعود وعبد الله بن نادر فهم ضيوف عندي مكرمون، ومعاملتي للضيف: أحمله على رأسي وإن نزل من رأسي فعلى أكتافي إلى أن تحين الفرصة لمغادرتي رغبة منه، فحينئذ هو حر بنفسه ولن أجد مسوّغاً لمنعه، ومعاذ الله أن يتحدث العرب عن قاسم بن ثاني أنه طرد ضيفه وضيوفه. أما هذا الكتاب الذي أتاني منك تهددني به فهو خير جزائي منك حينما أتاني والدك عبد الرحمن الفيصل ومعه حريمه وعياله فأخرجت حريم آل ثاني من غرفهن وصناديقهن وملابسهن وأصواغهن وأنزلت حريمكم مكانهن، فكانوا جميعا في ضيافتي وهم في كل يوم لهم عندي عيد يتجدد حتى استكملوا عندي ثلاث سنوات، فرغبوا في الرحيل إلى الكويت فما وسعني أن أمنعهم فتركتهم وحريتهم.فغاية ختام القول ان كنت ترى بنا ضعفا عنك وتشتهي حربنا فلا تذخر من قوتك بشيء، ولكل باغٍ مصرع والسلام عليكم.فختم الكتاب، وكان رسول الملك عبد العزيز في انتظار رد الجواب. فاستدعاه الشيخ قاسم وبدّل مطيته بأطيب منها، وأمره أن يحث السير إلى الرياض.وبعد أن مضى اثنا عشر يوماً لا غير فإذا عبد العزيز الرباع خادم الملك عبد العزيز قد أناخ مطيته عند باب الشيخ قاسم ومعه أهل أربع ركائب غيره يحملون من الإمام عبدالعزيز كتاباً وهو جواب لكتاب الشيخ قاسم بن ثاني، ونصه:بسم الله الرحمن الرحيممن الولد عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلى جناب الوالد المكرم قاسم بن ثاني الموقر.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، على الدوام دمتم بأحسن صحة.كتابكم الشريف وصل وكان جواباً لما كتبناه لكم، فنرفع لكم خطاباً بنية خالصة وهو أني أقول والله وبالله وتالله يا كتاب كتبته لك إني كتبته وشعوري غائبٌ عني في تلك الساعة وإني أراك مثل والدي عبد الرحمن الفيصل، ووالله لو في بطنك عشرة منآل مقرن (وهم أجداد آل سعود) إني فلا أعاتبك عنهم، ولا تسمع مني ما يكدر الصفو بيني وبينك، فافعل ما شئت مع ضيوفك فليس لك لائم ولا معارض والسلام".ويختم الكاتب بقوله: فبهذا كلٌ رضي على صاحبه وانحسم الخلاف. إنتهى ما نقلته من المخطوطة.وأقول رحم الله الشيخ قاسم والملك عبد العزيز فكل منهما وحّد بلده ودافع عن كيانها حتى اعترفت بها كل الدول المجاورة والقوى الكبرى وكانت علاقتهما من القوة بحيث لا يؤثر فيها خلاف بسيط.لقد استمرت العلاقة بين العائلتين الحاكمتين في قطر والمملكة السعودية خلال عهد العاهلين حتى انتقل الشيخ قاسم إلى رحمة الله واستمرت العلاقة بين الشيخ عبد الله بن قاسم والملك عبد العزيز إلى أن توفاهما الله. وكان الملك عبد العزيز يقدّر حكام قطر وأسرة آل ثاني تقديراً كبيراً ويكرم كل من يأتي للمملكة من أبنائها.أما الشيخ قاسم بن محمد رحمه الله فإن فعله في حماية ضيوفه وإكرامهم وبذله المال في فك أسارى من رعايا بلد آخر لهو غاية في سمو الأخلاق العربية التي لا يوفق إليها إلا القلة النادرة من أفذاذ الرجال. بل إن فعله يصبح مما يذكر فيشكر على مر السنين،وتسير به الركبان ويعتبر فخرا لأسرته وبلده. ولا ننسى ما وصفت به خديجة رضي الله عنها أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة حينما قالت: " والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكلّ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق".وإن المراقب للأحداث الأخيرة من أعمال الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أعزه الله ليرى فيها نفس الروح من نصرة الشعوب المظلومة ومساعدة الدول الضعيفة وإصلاح ذات البين واستضافة من نبذتهم بلادهم. ما يجعل أبناء قطر يشعرون بالفخر أن أصبحت بلدهم عاصمة وقبلة للمنطقة العربية والإسلامية. ونحمد الله أن وجد من ذرية الشيخ قاسم من يفعل فعله وأكثر. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل

عبدالرحمن بن عبدالله بن زيد ال محمود

(( تاريخ مجيد يكتب بحروف من ذهب ولنشره والتذكير به هذه الايام غاية طيبه عسى ان تدل طريقها ))

معماري قطري
26-03-2014, 01:26 AM
الله يغفر لك يا مؤسس قطر ويحفظ قطر وحكامها في عز ورخاء

وربي يرحم من عاش على أَرض قطر ذاك الزمان .. فهم وحكامنا كانوا وما زالوا أَهل بيت واحد وكانوا وما زالوا والحمد لله متمسكين بطبائعهم الكريمة .. إِن كانت مع الغريب والزائر لهذه البلاد، ومع المحتاج حتى من خارج البلاد، وبالدرجة الأُولى مع أَهل قطر.

هداف
27-03-2014, 12:36 AM
الله يغفر لك يا مؤسس قطر ويحفظ قطر وحكامها في عز ورخاء

وربي يرحم من عاش على أَرض قطر ذاك الزمان .. فهم وحكامنا كانوا وما زالوا أَهل بيت واحد وكانوا وما زالوا والحمد لله متمسكين بطبائعهم الكريمة .. إِن كانت مع الغريب والزائر لهذه البلاد، ومع المحتاج حتى من خارج البلاد، وبالدرجة الأُولى مع أَهل قطر.


اللهم امين

امـ حمد
27-03-2014, 05:13 AM
الله يرحمه ويغفر له يارب

R 7 A L
27-03-2014, 05:21 AM
التاريخ يعيد نفسه

بوغانم995
27-03-2014, 11:55 AM
تسلم أخي عبدالرحمن بن عبدالله بن زيد ال محمود , على هذا الموضوع الذي غيب عنا ....الصرحه تدمع العين من فرط المحبه لشخص وضع اسس قطر وصانها ....والله اني قرأة المقال أكثر من مره ....وأنست كثيراً ...ولك مني جزيل الشكر و نحن ننتظر المزيد منك .والسلام

همر
27-03-2014, 12:01 PM
وينه هالتاريخ عنا ايام المدارس ؟!!

وش نفعتنا به البيزنطيين والقسطنطينيين ؟!!!!

يمامـة
30-03-2014, 01:41 PM
وينه هالتاريخ عنا ايام المدارس ؟!!

وش نفعتنا به البيزنطيين والقسطنطينيين ؟!!!!

:telephone:
ما ندري يا اخوي درسنا شي وطلع لنا تاريخ ثاني ..............> من المسؤول ؟

ولد العلي
30-03-2014, 03:35 PM
الله يغفر لك يا مؤسس قطر ويحفظ قطر وحكامها في عز ورخاء

وربي يرحم من عاش على أَرض قطر ذاك الزمان .. فهم وحكامنا كانوا وما زالوا أَهل بيت واحد وكانوا وما زالوا والحمد لله متمسكين بطبائعهم الكريمة .. إِن كانت مع الغريب والزائر لهذه البلاد، ومع المحتاج حتى من خارج البلاد، وبالدرجة الأُولى مع أَهل قطر.

اللهم آمين

بحر شرق
30-03-2014, 04:02 PM
واعتقد ان الشيخ جاسم بن محمد مؤسس دوله قطر كان يقدم مساعدات سنويه للملك عبد العزيز اول ما حكم الرياض مثل ما سمعت من جدتي الله يرحمها

الزعفراني
30-03-2014, 05:20 PM
وينه هالتاريخ عنا ايام المدارس ؟!!

وش نفعتنا به البيزنطيين والقسطنطينيين ؟!!!!


لان هالتاريخ حساس .. وراح يزعل دول الجوار كلها .