لعديد
27-03-2014, 07:52 AM
«أكون أو لا أكون»
1) لا يستطيع أحد أن ينكر الجهود الجبارة المقدمة من الجهات التعليمية في قطر والنقلة الحضارية والنوعية التي صاحبت هذه الجهود، وأن هناك خلايا عمل وخطط كلها تعمل من أجل الطلاب، ولعلي أدرك أن هناك أخطاء، ومن المؤكد أن كل تجربة تصاحبها أخطاء، ولكن المحك الرئيس أن هناك من يحاول تدارك الأخطاء والعمل على تصحيحها، وأعتقد أن هناك الكثير من التغييرات، على إثر صرخات المجتمع وضجرهم منها، ومن المتوقع التعديل على بعض الإجراءات الأخرى، وهكذا شأن أكثر المجتمعات تألف ما اعتادت عليه وتتصادم مع كل تغيير، ولكن التغيير حقيقة يفرضها علينا الواقع العالمي، نحن لا نغرد خارج السرب، نحن ننتمي إلى منظومة عالمية ونسير من خلالها، ولا بأس أن نحاول التوفيق بين الاثنين، وأعني رؤيتنا والمنظومة العالمية، بما يحقق المصلحة العامة، وهذا هو المتوقع من بلد استطاعت أن تفرض إرادتها عالمياً، وما رفضهم للشروط والإملاءات التي طالب بها الغير لتكميم الحريات إلا دليل قاطع أنها تتقبل الرأي الآخر، ولا يمنعها ذلك من تعديل أنظمتها وقوانينها، فلا يستطيع أحد أن يقع في المأزق التاريخي المحرج بازدواجية التعامل مع الحرية، وأتوقع أن شعارهم «عليكم أن تقولوا وعلينا أن نسمع»، ولكن علينا ونحن نقول أن نتبع الكثير من الشروط، وعلى رأسها أن نعرض مطالبنا بأدب ومنهجية ولا نملي شروطاً للسلطة، فهذا سيقطع عليكم الطريق لاستجابة مطالبكم .
تحياتي للقائمين على التعليم ، وربما ستتعالى أصوات أنكِ تمتدحينهم لأنكِ منهم، وأقول: أنا أفتخر أنني أنتمي إليهم، وأشارك في تنفيذ الرؤية الوطنية، ولا أنكر -باعتباري مواطنة وأمّاً- أنني أتمنى تصحيح بعض الأوضاع، ولكنني متفائلة بحكمة متخذي القرار، أمة تخطئ وتعدل خير من أمة تقوقعت على ذاتها وارتضت بمصيرها وأصبحت خارج دائرة الحياة.
2) تحية كبيرة لإدارة الجوازات والجنسية القطرية على الإجراءات السريعة والميسرة والمنظمة في هذه الإدارة، محط إعجاب الكثير من الناس، ومن المعروف أن أكبر تضجر يصاحبك إذا نويت التعامل مع جهة خدمية، ولكن فعلاً ما وصلت إليه قطر في هذه الإدارة فاق حتى الدول المتقدمة ونظم الحماية الأمنية عند استصدار البطاقة الذكية، أو حتى استصدار الأدعم، والطريقة التي يدار بها هذا الموقع نقطة تحسب لصالح قطر، والثقة الكبيرة التي دعمت بها مسؤوليها، ونقول الهمم العظيمة تصنع الإنجازات، والقيادة الحكيمة تعمل على رعايتها، والإدارة المتميزة تعكس صورة الإرادة العليا.
وسؤالي لماذا لا يعمم هذا النموذج لتتاح الاستفادة منه، ومن تطبيقاته على بعض الإدارات الخدماتية في بعض الوزارات الأخرى؟
3) تحية للهدوء والمنهجية التي اتبعها أكثر الكتاب القطريين في التعامل مع الأحداث السياسية في الأسبوعين الماضيين، ولقد لفت نظري المقابلة التي أجرها الأستاذ عبدالله العذبة في لقائه مع «بي. بي. سي» في نقطتين مهمتين:-
1- إشارته لدعم قطر لقناة الجزيرة، هذا لا يعني أنها تدعم الإرهاب، فهي تقدم الرأي والرأي الآخر، وهناك قنوات أخرى تتساوى مع الجزيرة ولا يحاربها العالم، ومنها قناة «بي. بي. سي». ولكن يا سيدي هكذا الحياة، البضائع لا تحلو إلا إذا بيعت في غير أسواقنا.
2- الطريقة المستفزة من الأستاذة ابتسام الكتبي، والتي وصلت إلى ما يجب وما لا يجب، وربما تناست في سياق حديثها أننا دولة لها سيادتها وحرية اتخاذ قراراتها.
وجاء الرد هادئاً من قبل الأستاذ عبدالله العذبة عندما أشار إلى أن هناك تصريحات ، من أناس في مناصب لا علاقة لها بالتصريحات تجاه حكومات أخرى، وهذا غير معترف به، وهكذا تدار الأحاديث «الصراخ لا ينم عن فكر بل عن ضعف حجة، بينما عبارة واحدة قد تغنيني عن كثير من الأحاديث».
4) تحياتي الكبيرة جداً جداً لأهل الكويت.. العبارات الجميلة والحفاوة التي صاحبت قدوم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أرجعتنا إلى مسألة مهمة أننا أبناء البيت الواحد، الداخل بيننا مفقود، وأن الأمور لا تسوى بانتزاع الصلاحيات والإجبار والتحدي، وأنه إذا وصلت الأمور إلى «أكون أو لا أكون»، سنختار ألا نكون على هامش التاريخ، وأن نكون ممن شهد لهم التاريخ بأنهم (إذا تحدثوا أسمعوا، وإذا قاتلوا أوجعوا، وإذا أعطوا أكرموا، وإذا جاوروا أحسنوا».. أنتم يا أهل الكويت كشعب مارس جميع أنواع الحرية قبلنا، لذلك استطعتم تقدير موقفنا.. لكم منا ألف تحية..
وقفة:-
لايحضرني في موقف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ، في قمة الكويت - إلا قول الشاعر أبي فراس الحمداني:
أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العلا * وأكرم من فوق التراب ولا فخر
وفيهم قال جرير:
إذا غضبت عليك بنو تميم * حسبت الناس كلهم غضابَا
مثلك فينا كمثل الخليفة عبدالرحمن الناصر، حين بلغت الدولة الأموية في الأندلس قمتها وأكثر عصورها ازدهاراً، مع العلم أن الخليفة عبدالرحمن الناصر تولى الخلافة وعمره سبعة عشر عاماً.
سيدي سمو الأمير: للشباب همة، وإن للشيوخ حنكة، ولعلنا لمسناها بخطابكم في الكويت
وسنردد مرة أخرى كلنا قطر.. كلنا تميم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منقول من جريدة العرب
للكاتبة / سارة الخاطر
1) لا يستطيع أحد أن ينكر الجهود الجبارة المقدمة من الجهات التعليمية في قطر والنقلة الحضارية والنوعية التي صاحبت هذه الجهود، وأن هناك خلايا عمل وخطط كلها تعمل من أجل الطلاب، ولعلي أدرك أن هناك أخطاء، ومن المؤكد أن كل تجربة تصاحبها أخطاء، ولكن المحك الرئيس أن هناك من يحاول تدارك الأخطاء والعمل على تصحيحها، وأعتقد أن هناك الكثير من التغييرات، على إثر صرخات المجتمع وضجرهم منها، ومن المتوقع التعديل على بعض الإجراءات الأخرى، وهكذا شأن أكثر المجتمعات تألف ما اعتادت عليه وتتصادم مع كل تغيير، ولكن التغيير حقيقة يفرضها علينا الواقع العالمي، نحن لا نغرد خارج السرب، نحن ننتمي إلى منظومة عالمية ونسير من خلالها، ولا بأس أن نحاول التوفيق بين الاثنين، وأعني رؤيتنا والمنظومة العالمية، بما يحقق المصلحة العامة، وهذا هو المتوقع من بلد استطاعت أن تفرض إرادتها عالمياً، وما رفضهم للشروط والإملاءات التي طالب بها الغير لتكميم الحريات إلا دليل قاطع أنها تتقبل الرأي الآخر، ولا يمنعها ذلك من تعديل أنظمتها وقوانينها، فلا يستطيع أحد أن يقع في المأزق التاريخي المحرج بازدواجية التعامل مع الحرية، وأتوقع أن شعارهم «عليكم أن تقولوا وعلينا أن نسمع»، ولكن علينا ونحن نقول أن نتبع الكثير من الشروط، وعلى رأسها أن نعرض مطالبنا بأدب ومنهجية ولا نملي شروطاً للسلطة، فهذا سيقطع عليكم الطريق لاستجابة مطالبكم .
تحياتي للقائمين على التعليم ، وربما ستتعالى أصوات أنكِ تمتدحينهم لأنكِ منهم، وأقول: أنا أفتخر أنني أنتمي إليهم، وأشارك في تنفيذ الرؤية الوطنية، ولا أنكر -باعتباري مواطنة وأمّاً- أنني أتمنى تصحيح بعض الأوضاع، ولكنني متفائلة بحكمة متخذي القرار، أمة تخطئ وتعدل خير من أمة تقوقعت على ذاتها وارتضت بمصيرها وأصبحت خارج دائرة الحياة.
2) تحية كبيرة لإدارة الجوازات والجنسية القطرية على الإجراءات السريعة والميسرة والمنظمة في هذه الإدارة، محط إعجاب الكثير من الناس، ومن المعروف أن أكبر تضجر يصاحبك إذا نويت التعامل مع جهة خدمية، ولكن فعلاً ما وصلت إليه قطر في هذه الإدارة فاق حتى الدول المتقدمة ونظم الحماية الأمنية عند استصدار البطاقة الذكية، أو حتى استصدار الأدعم، والطريقة التي يدار بها هذا الموقع نقطة تحسب لصالح قطر، والثقة الكبيرة التي دعمت بها مسؤوليها، ونقول الهمم العظيمة تصنع الإنجازات، والقيادة الحكيمة تعمل على رعايتها، والإدارة المتميزة تعكس صورة الإرادة العليا.
وسؤالي لماذا لا يعمم هذا النموذج لتتاح الاستفادة منه، ومن تطبيقاته على بعض الإدارات الخدماتية في بعض الوزارات الأخرى؟
3) تحية للهدوء والمنهجية التي اتبعها أكثر الكتاب القطريين في التعامل مع الأحداث السياسية في الأسبوعين الماضيين، ولقد لفت نظري المقابلة التي أجرها الأستاذ عبدالله العذبة في لقائه مع «بي. بي. سي» في نقطتين مهمتين:-
1- إشارته لدعم قطر لقناة الجزيرة، هذا لا يعني أنها تدعم الإرهاب، فهي تقدم الرأي والرأي الآخر، وهناك قنوات أخرى تتساوى مع الجزيرة ولا يحاربها العالم، ومنها قناة «بي. بي. سي». ولكن يا سيدي هكذا الحياة، البضائع لا تحلو إلا إذا بيعت في غير أسواقنا.
2- الطريقة المستفزة من الأستاذة ابتسام الكتبي، والتي وصلت إلى ما يجب وما لا يجب، وربما تناست في سياق حديثها أننا دولة لها سيادتها وحرية اتخاذ قراراتها.
وجاء الرد هادئاً من قبل الأستاذ عبدالله العذبة عندما أشار إلى أن هناك تصريحات ، من أناس في مناصب لا علاقة لها بالتصريحات تجاه حكومات أخرى، وهذا غير معترف به، وهكذا تدار الأحاديث «الصراخ لا ينم عن فكر بل عن ضعف حجة، بينما عبارة واحدة قد تغنيني عن كثير من الأحاديث».
4) تحياتي الكبيرة جداً جداً لأهل الكويت.. العبارات الجميلة والحفاوة التي صاحبت قدوم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أرجعتنا إلى مسألة مهمة أننا أبناء البيت الواحد، الداخل بيننا مفقود، وأن الأمور لا تسوى بانتزاع الصلاحيات والإجبار والتحدي، وأنه إذا وصلت الأمور إلى «أكون أو لا أكون»، سنختار ألا نكون على هامش التاريخ، وأن نكون ممن شهد لهم التاريخ بأنهم (إذا تحدثوا أسمعوا، وإذا قاتلوا أوجعوا، وإذا أعطوا أكرموا، وإذا جاوروا أحسنوا».. أنتم يا أهل الكويت كشعب مارس جميع أنواع الحرية قبلنا، لذلك استطعتم تقدير موقفنا.. لكم منا ألف تحية..
وقفة:-
لايحضرني في موقف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ، في قمة الكويت - إلا قول الشاعر أبي فراس الحمداني:
أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العلا * وأكرم من فوق التراب ولا فخر
وفيهم قال جرير:
إذا غضبت عليك بنو تميم * حسبت الناس كلهم غضابَا
مثلك فينا كمثل الخليفة عبدالرحمن الناصر، حين بلغت الدولة الأموية في الأندلس قمتها وأكثر عصورها ازدهاراً، مع العلم أن الخليفة عبدالرحمن الناصر تولى الخلافة وعمره سبعة عشر عاماً.
سيدي سمو الأمير: للشباب همة، وإن للشيوخ حنكة، ولعلنا لمسناها بخطابكم في الكويت
وسنردد مرة أخرى كلنا قطر.. كلنا تميم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منقول من جريدة العرب
للكاتبة / سارة الخاطر