المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذين يعصمون من فتنة القبر وعذابه



امـ حمد
27-03-2014, 05:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذين يعصمون من فتنة القبر وعذابه
أولاً،الشهيد،قال(للشهيد عند الله ست خصال،يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده من الجنة،ويجار من عذاب القبر،ويأمن من الفزع الأكبر،ويوضع على رأسه تاج الوقار،الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها،ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين،ويشفع في سبعين من أقاربه)المصدر،صحيح الترمذي،صححه الألباني،
ثانياً،الذي يموت مرابطاً في سبيل الله،قال(كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله،فإنه ينمي له عمله إلى يوم القيامة ، ويؤمن من فتنة القبر)الراوي،فضالة بن عبيد الأنصاري المحدث،الألباني،المصدر،صحيح الترغيب،
ثالثاً،الذي يموت يوم الجمعة،قال(مامن مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر)رواه احمد،والترمذي،المحدث،الألباني،المصدر،صحيح الترغيب،
رابعاً،الذي يموت بداء البطن،وقد ثبت في حديث يرويه عبدالله بن يسار قال(كنت جالساً وسليمان بن صرد، وخالد بن عرفطه، فذكروا أن رجلاً توفي،مات ببطنه،فإذا هما يشتهيان أن يكونا شهداً جنازته،فقال أحدهما للآخر،ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم، من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره)فقال الآخر،بلى،وفي رواية، صدقت،المصدر صحيح النسائي،
المحدث الألباني،
وكذلك السورة التي شفعت لصاحبها حتى عفي عنه،وقال عنها النبي(إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لصاحبها حتى غفر له تبارك الذي بيده الملك)
الراوي،أبو هريرة،المحدث الألباني،المصدر،صحيح ابن ماجه،
يقول الحق سبحانه وتعالى،في سورة المؤمنون(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ،وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ،وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ،إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ،فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ،وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ،وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ،أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ،الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )
والمعنى،قد فاز وظفر بالمطلوب،أولئك المؤمنون الصادقون الذين من صفاتهم أنهم في صلاتهم خاشعون، بحيث لا يشغلهم شيء وهم في الصلاة عن مناجاة ربهم،وعن أدائها بأسمى درجات التذلل والطاعة،
ومن مظاهر الخشوع،أن ينظر المصلي وهو قائم إلى موضع سجوده،وأن يتحلى بالسكون والطمأنينة وأن يترك كل ما يخل بخشوعها كالعبث بالثياب أو بشيء من جسده،
وقوله سبحانه،وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ،واللغو،ما لا فائدة فيه من الأقوال والأعمال، فيدخل فيه اللهو والهزل وكل ما يخل بالمروءة وبآداب الإسلام،
وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ، ويرى اكثر العلماء أن المراد بالزكاة هنا زكاة الأموال، أي أن من صفات هؤلاء المؤمنين انهم يخرجون زكاة أموالهم عن طيب نفس،
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ،إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ،أي أن من صفات هؤلاء المؤمنين أنهم أعفّاء ممسكون لشهواتهم لا يستعملونها إلا مع زوجاتهم التي أحلهن الله تعالى لهم،وذلك لأن من شأن الأمة المؤمنة إيماناً حقاً أن تصان فيها الأعراض،وأن يحافظ فيها على الأنساب،
وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ،والأمانات تشمل جميع التكاليف التي كلفنا الله بأدائها،كما تشمل الأموال المودعة، والأيمان، والعقود،والعهود تشمل كل ما يطلب من المؤمن الوفاء به من حقوق الله تعالى وحقوق الناس،
أي أن من صفات هؤلاء المفلحين انهم يقومون بحفظ ما ائتمنوا عليه من أمانات ويوفون بعهودهم مع الله تعالى ومع الناس، ويؤدون ما كلفوا بأدائه من دون تقصير أو تقاعس،وذلك لأنه لا تستقيم حياة أمة من الأمم إلا إذا أديت فيها الأمانات وحفظت فيها العهود،
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ،أي أن من صفاتهم أنهم يحافظون على الصلوات التي أمرهم الله بأدائها محافظة تامة بأن يؤدوها في أوقاتها كاملة الأركان والسنن والآداب والخشوع ولقد بدأ سبحانه صفات
المؤمنين المفلحين بالخشوع في الصلاة وختمها بالمحافظة عليها للدلالة على عظم مكانتها وسمو منزلتها،
اللهم ارزقني ورزقكم جنة الفردوس الأعلى من غير حساب ولا عذاب.