المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احتجت الجنة والنار



امـ حمد
28-03-2014, 02:03 PM
بسم الله الرحمن الرحين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرح حديث(احتجت الجنة والنار)من رياض الصالحين للعثيمين رحمه الله
عن أبي سعيد الخدري رضي الله،قال،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(احتجت الجنة والنار,فقالت النار،فّي الجبارون والمتكبرون،قالت الجنة،فّي ضعفاء الناس ومساكينهم،قال،فقضي بينهما,أنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء , وأنت النار عذابي أعذب بك من أشاء،وكلاكما علي ملؤها )رواهُ مسلم،وأحمد،ومن سنن الترمذي،المصدر،تفسير الطبري،
احتجت النار والجنة، فقالت النار،إن أهلها هم الجبارون المتكبرون،
وقالت الجنة،إن أهلها هم الضعفاء والمساكين،
فاحتجت كل واحدة منها على الأخرى،
حكم الله بينهما عزّ وجلّ،وقال في الجنة(أنتِ رحمتي أرحم بك من أشاء)
وقال للنار(أنت عذابي أعذب بك من أشاء)
فصارت النار دار العذاب والعياذ بالله،
والجنة دار الرحمة،فهي رحمة الله ويسكنها الرحماء من عباده،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم(وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)
وقال(ولكل منكما عليّ ملؤها)فوعد الله عزّ وجلّ النار ملأها،
ووعد الجنة ملأها،وهو لا يخلف الميعاد عزّ وجلّ،ولكن أتدرون ماذا تكون العاقبة،
تكون العاقبة،كما ثبتت بها الأحاديث الصحيحة،أن النار لا يزال يلقى فيها،وهي تقول كما قال تعالى(يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ)يعني،تطلب الزيادة،لأنها لم تمتليء،فيضع الرب عزّ وجلّ عليها قدمه، فينزوي بعضها إلى بعض أي،ينضم بعضها إلى بعض وتقول(قط قط)أي حسبي،حسبي،لا أريد زيادة فصارت النار تملأ بهذه الطريقة،ومع ذلك فلا يضره أحد من خلقه سبحانه وتعالى،فنؤمن أن الله تعالى،يضع فيها قدمه على الكيفية التي يعلمها الله، سبحانه وتعالى،
وعند شيخ الإسلام ابن تيمية،وابن القيم،أن الله تعالى،من كمال عدله لا يعذب أحداً من غير ذنب،
فقوله(أنت رحمتي)أي،الرحمة المخلوقة، وهي أثر من آثار رحمة الله،عز وجل،التي هي صفة من صفاته،
أما الجنة،فإن الجنة (عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ )آل عمران،ويسكنها أولياء الله،
جعلني الله وإياكم منهم،ويسكنها أهلها،ويبقى فيها فضل،يعني مكان ليس فيه أحد،فينشىء الله لها أقواماً فيدخلهم الجنة برحمته،
وأنه أغلب من يدخلها الضعفاء،وإلا قد يدخلها الأشراف كأشراف الصحابة،رضي الله عنهم،كأبي بكر الصديق،رضي الله عنه، وعمر وعثمان وعلي كل هؤلاء من الأشراف،ومع ذلك شهد لهم بالجنة، رضي الله عنهم أجمعين،
وقالت،النار فّي المتكبرون والمتجبرون،وهذا في الغالب من يدخلها المتكبرون الذين يتكبرون، عن توحيد الله،عز وجل،
وكذلك يدخلها المتجبرون الذين يتجبرون على عباد الله بالظلم والطغيان،هؤلاء من أهل النار،
وقد يدخل النار غير المتجبرين والمتكبرين من أهل الشرك،
فالأتباع يدخلون النار، وإن لم يكونوا متجبرين ولا متكبرين، قال تعالى(إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا)ا
ويقول الله،تعالى،عنهم(وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ)فالأتباع والمتبوعين كلهم في النار، والأتباع في الغالب أنهم غير متجبرين وغير متكبرين،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(ألا أخبركم بأهل النار،قال،كل عتل جواظ مستكبر)إسناده صحيح على شرط مسلم،والألباني السلسلة الصحيحة،
فالعتل،هو الشديد الغليظ،
الجواظ،وهو الذي عنده كبر،والعياذ بالله،وغطرسة كبر على الحق،وكبر على الخلق،فهو لا يلين للحق أبداً، ولا يرحم الخلق، والعياذ بالله،هؤلاء هم أهل النار،
أما أهل الجنة،فهم الضعفاء المساكين الذين ليس عندهم ما يستكبرون به، بل هم دائماً متواضعون ليس عندهم كبرياء ولا غلظة، لأن المال أحياناً يفسد صاحبه ويحمله على أن يستكبر على الخلق ويرد الحق كما قال تعالى(كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى،أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى)العلق،وفي الحديث الوارد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)رواه أبو داود،والنسائي،بإسناد صحيح،
ذلك أن الرجل منهي عن أن ينزل ثوبه أو سرواله،أو إزاره عن الكعب، لابد أن يكون من الكعب فما فوق فمن نزل عن الكعب فإن فعله هذا من الكبائرن
لأنه إن نزل كبراً وخيلاء فإنه لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يكلمه ولا يزكيه وله عذاب أليم،
وإن كان نزل لغير ذلك كأن يكون طويلاً ولم يلاحظه فأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار)فكانت العقوبة حاصل على كل حال فيما نزل عن الكعبين،
لكن إن كان بطراً وخيلاء فالعقوبة أعظم، لا يكلم الله صاحبه يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم،وإن كان غير خيلاء فإنه يعذب بالنار والعياذ بالله،
فالسنة من الكعب إلى منتصف الساق هذه هي السنة، نصف الساق سنة، وما دونه سنة، وما كان إلى الكعبين فهو سنة، لأن هذا هو لبس النبي صلى الله عليه وسلم،وأصحابه فإنهم كانوا لا يتجاوز لباسهم الكعبين، ولكن يكون إلى نصف الساق أو يرتفع قليلا وما بين ذلك كله سنة،
وهذه هي النتيجة،
امتلأت النار بعدل الله عزّ وجلّ،وأمتلأت الجنة بفضل الله ورحمته،
نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية .

كازانوفا
01-04-2014, 08:17 AM
اهل اجعل اهل المجوس وبنو صهيون من اهل النار
وارحم كل من قال لا اله الا الله واتبع سنة حبيبك وادخله جنة الفردوس الاعلى

امـ حمد
01-04-2014, 02:45 PM
اهل اجعل اهل المجوس وبنو صهيون من اهل النار
وارحم كل من قال لا اله الا الله واتبع سنة حبيبك وادخله جنة الفردوس الاعلى

اللهم آمين
تسلمين حبيبتي
بارك الله في حسناتج يالغلا