المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله الا اعزه الله



امـ حمد
04-04-2014, 08:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخرج احمد،والبخاري(عن ابي هريره رضي الله عنه قال،أن رجلاً شتم أبا بكرالصديق رضي الله عنه،والنبي صلى الله عليه وسلم،جالس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم،يعجب ويبسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله،فغضب النبي صلى الله عليه وسلم،وقام فلحقه أبو بكر فقال يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت ،قال إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان ثم قال،يا أبا بكر ثلاث كلهن حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيفضي عنها لله عز وجل،إلا أعز الله بها نصره،وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده بها كثرة، وما فتح باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة)
في بداية الحديث مدح لأبي بكر الصديق، لأن الملائكة كانت تدافع عنه،
لكن بعد ما رد ابي بكر الصديق جاءت الشياطين،وخرجت الملائكة،وخرج النبي صلي الله عليه وسلم،والمفروض الشياطين لا تكون حاضرة وتخاف وتهاب من النبي صلي الله عليه وسلم،او على الاقل تخاف من ابي بكر،كما تخاف من عمر ،
وعن بن ابي وقاص، عن ابيه، قال استاذن عمر بن الخطاب،على رسول الله صلى الله عليه وسلم،وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته،فلما استأذن عمر رضي الله عنه، تبادرن الحجاب فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك،فقال عمر رضي الله عنه،مم تضحك بأبي أنت وأمي يا رسول الله،فقال(عجبت لهؤلاء اللاتي كن عندي لما سمعن صوتك تبادران الحجاب،فقال عمر،أنت كنت أحق أن يهبنك يا رسول الله،ثم أقبل عليهن عمر فقال،يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبين رسول الله صلى الله عليه وسلم،قلن،نعم أنت أغلظ وأفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فقال صلى الله عليه وسلم،إيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك)رواه البخاري في صحيحه،
شرح الحديث،عن أَبي هريرة(أن رجلاً شتم أبا بكر،والنبي،صلى اللَه عليه وسلم،جالس يتعجب من شتم الرجل وقلة حيائه،ومن صبر أَبي بكر وكثرةِ وفائه،ويتبسم لما يرى من الفرق بين الشخصين وما يترتب على فعلهما من العقوبة الكاملة والرحمة النازلَة،
ولما ظهر له من مظاهر الجلال والجمال على ما هو مشهود أهل الكمالِ
فلما أكثرالرجل في مقاله،أجاب أبو بكرعلى الرجل،بعض قوله،عملاً بالرخصة المجوزة للعوام،قَال اللَه تعالى(وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)النحل،
وهو،رضي اللَه عنه،وَإِنْ كَانَ جَمَعَ بَيْنَ الِانْتِقَامِ عَنْ بَعْضِ حَقِّهِ وَبَيْنَ الصَّبْرِ عَنْ بَعْضِهِ، لَكِنَّ لَمَّا كَانَ الْمَطْلُوبُ مِنْهُ الْكَمَالَ الْمُنَاسِبَ لِمَرْتَبَتِهِ مِنَ الصِّدِّيقِيَّةِ مَا استحسنه،صلى اللَه عليه وسلم،وهذا معنى قوله(فغضب النبي صلى اللَه عليه وسلم)وتغير منه تغير الغضبان،وقام مِنْ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ وَخَلَّاهُمَا عَمَلًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى(وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْه)القصص،فلحقه أبو بكر الصديق،معتذراً ومستفهماً،وَقَال، يَا رَسُولَ اللَّه،كان الرجل يشتمني،وَأَنْتَ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَدَدْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِه،مِنَ الشَّتْمِ بِعَيْنِهِ أَوْ بِمَا يُنَاسِبُهُ غَضِبْتَ وَقُمْت، فَمَا الْحِكْمَةُ فِي ذَلِك،قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم، كَانَ مَعَكَ مَلَكٌ يَرُدُّ عَلَيْه،ويدلك عَلَى الصَّبْر،فَلَمَّا رددت عليه،بذاتك وَدَخَلَ فِيهِ حَظُّ النَّفْسِ،وَقَعَ الشَّيْطَانُ،وَطَلَعَ الْمَلَكُ،وَالشَّيْطَانُ إِنَّمَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ،فَخِفْتُ عَلَيْكَ أَنْ تَتَعَدَّى عَلَى خَصْمِكَ وَتَرْجِعَ ظَالِماً بَعْدَ أَنْ كُنْتَ مَظْلُوماً،كُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَظْلُومَ وَلَا تَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الظَّالِمَ،وفي رواية،كُنْ خَيْرَ ابْنَيْ آدَمَ،
قَالَ تَعَالَى،حِكَايَةً عَنْ هَابِيلَ جَوَابًا لِقَابِيل(لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَك)المائدة،مَعَ أَنَّهُ يَجُوزُ لَهُ قَتْلُهُ دَفْعاً عَنْ نَفْسِهِ، وَكَانَ أَقْوَى مِنْه،لَكِنِ اخْتَارَ الطَّرِيقَ الْأَكْمَلَ لِيَكُونَ مِنْ الْفَرِيقِ الْكَمَل،ثُمَّ قَال الحبيب عليه الصلاة والسلام، يَا أَبَا بَكْر ثَلَاثٌ خِصَالٌ
كُلُّهُنَّ حَقٌّ،أَي،ثَابِتٌ وَصِدْق(مَا مِنْ عَبْدٍ ظُلِم،بِمَظْلِمَة،فَيُغْضِي،مِنَ الْإِعْفَاء فَيُسَامِحُ عَنْ تِلْكَ الْمَظْلِمَة،وَيَتْرُك الْمُطَالَبَةَ بِهَا فِي الدُّنْيَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلّ،لَا لِفَخْرٍ وَلَا سُمْعَةٍ وَرِيَاء،إِلَّا أَعَزَّ اللَّهُ بِهَا بِمُقَابَلَةِ تِلْكَ الْمَظْلِمَة،وزَاده اللَّهُ بِهَا كَثْرَة بَرَكَة)رَوَاهُ أَحْمَدُ،
قال تعالى(وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا)
القول الحسن،يقطع دابر الفتنة، ويؤلف مابين القلوب المتنافرة، ويدني النفوس الناشزة،لايمكن بحال أن تندم على القول الحسن،
القول الحسن ورقيق اللفظ يسري في الحشا،
طهارة المنطق،والترفع عن السفه،علامات عقل، وأمارات نبل،وبراهين إيمان،
الكلمة الجافية،تورث الوحشة، وتزرع القطيعة، وتجلب سوء الظن،
واحذر من الشهوة الخفية في النقد ، وهي أن تنقد الشخص لرفع ذاتك وإظهار نفسك على حساب أخيك،

سهـم قطر
04-04-2014, 09:47 PM
ما اعظمها من خصال

صلى الله عليه وسلم

جزاك الله خير اختنا الفاضلة ام حمد

امـ حمد
05-04-2014, 02:28 AM
ما اعظمها من خصال

صلى الله عليه وسلم

جزاك الله خير اختنا الفاضلة ام حمد

تسلم أخوي سهم قطر
بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس