امـ حمد
07-04-2014, 03:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخلاق تظهر عند المحكات،والحقائق تنجلى عند الشدائد والأزمات،لن يظهر حسن أو سوء خلق المرء ولن تُتبين حقيقته إلا عندما يختبر ذلك طالما هو فى رخاء والأمور طيبة ومستقرة،فكيف سيعرف هل هو صبور قادر على تحمل الأذى أم ساخط غير مطيق للبلاء،
وطالما هو فى مودة ووفاق مع غيره ولم يحدث أى اختلاف بينه وبينهم فمن أين سيعلم هل هو متعصب غضوب،أم هو منصف قادر على الحوار والتفاهم، ومن أين سيدرك أنه سيـئ الأدب بذىء اللسان فاحش القول،إن لم يوجد من يستفزه ويحرك مكامن تلك السلوكيات القابعة فى أعماق نفسه تنتظر تلك اللحظة التى تجد فيها من يحركها لتخرج بكل بشاعتها وقبحها،
نعم إنها الشدائد والمحن التى تظهر وتميز الدعيَّ من الحقيقى،والكاذب من الصادق،والمرائى من المخلص،
إنها الابتلاءات التى تبين المعدن الحقيقى للإنسان، وهل هو يردد مجرد شعارات جوفاء ويتشدق بمبادىء صورية ويرتدى أخلاقاً مزيفة،
سرعان ما ينخلع عنها عند أول محك،أم أنه فعلاً يعتقد ما يقول ويمارس ما يدعو إليه(أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)
والفتنة،أصلها فتن الذهب أى ،صهره فى النارِ ليختبره ويصفيه ليخرج وينبذ ما فيه من الخبث والشوائب، ويقال،فتنته النارُ بمعنى صهرته،
وهذا هو ما نراه اليوم بكل وضوح ،
فكم أخلاقيات كانت يوماً عنواناً للتسنن،وعلامة على التمسك والالتزام،صارت اليوم هباء منثورا ،بدعوى النضال والدفاع عن الحق،
وأى حق هذا الذى يدافع عنه بالفحش وسوء الخلق،وأى نضال هذا الذى يكون عنوانه التنازل والتهاون فى الثوابت الشرعية والأخلاقية،
قال الإمام الشافعى رحمه الله،
جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصنى بريقـى،
وما شكرى لها إلا لأنى عرفت بها عدوي من صديقى،
إن الأزمات، والابتلاءات، وعدالة القضايا، وسلامة المقاصد ليست أبدا مبررات أو مرخصات للتنازل عن الثوابت والمبادئ الشرعية والأخلاقية، ومن كانت مبادئه وثوابته مرتبطة بمشاعره وردود أفعال مخالفيه وجوداً وعدماً،فهى فى الحقيقة ليست مبادئ ولا ثوابت ولا أخلاق ،لكنها بالنسبة إليه مجرد شعارات يمتطيها وقت الحاجة،
وقد صح عن النبى صلى الله عليه وسلم(ليس الواصل بالمكافئ،ولكن الواصل الذى إذا قطعت رحمه وصلها)حديث صحيح،رواه البخاري،
والحديث معناه، أن المرء حين يصل ما أمر الله به أن يوصل،فإنه لا يفعل ذلك كمقابل أو مكافأة لمن يصلهم، ولكنه يفعله لأنه الصواب ولأنه قبل أى شىء يعامل الله وليس الناس،
من فهم ذلك وجعله نصب عينيه سهل عليه أن يحسن ويصبر ويدفع السيئة بالحسنة، لكن من ظل الارتباط عنده بين أخلاقه وثوابته وبين حالته النفسية ومزاجه الشعورى وحبه أو بغضه ،فإنه لن يطيق أن يطبق ما يدعو إليه وستفضحه الشدائد وتعرى حقيقته الأزمات، وتظهر خبث سريرته الاستفزازات والملمات(مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ )لذلك تظل الشدائد كاشفة ومربية للجميع وتظل الابتلاءات مظهرة للحقائق والخبايا،
وفى حياتنا نقابل الكثير من الناس،فمنهم من يترك فينا أثراً لا تمحوه الأيام،ومنهم من لا تتعدى صورته فى مخيلتنا تلك اللحظة التى رأيناهم فيها
وأخرون نتمنى ألا نكون قد رأيناهم ولا حتى عرفناهم،ولكن،من أين لنا أن نعلم من يستحق ثقتنا ومودتنا له،فهل يتبين ذلك من أول وهله،بالطبع، لا،
فيوجد مهرة فى تمثيل دور الحب والوفاء،ولكنهم أبعد ما يكون عن ذلك،فنجدهم أصدقاء أوفياء (ولكن أسماء فقط )
حتى يأتى الوقت الموعود الذى نحتاج إليهم ولا نجدهم،فالصديق دوماً يعرف وقت الضيق وهانحن قد عرفناهم،
فإذا وجدنا أنفسنا فى محنة وضيق من الدنيا ونحتاج فقط للمسة حنان تأتى لنا من قلوب نحبها،نجدهم ولوا الأدبار مسرعين عنا وكأن مشاغل الدنيا جاءت لهم فى هذا الحين،
ونرى سيل من الأعتذرات ولإتفه الأسباب،فالشدائد لا تعتبر دائماً،محن،ولكن تعتبر غالباً،منح،
لم يبقى فى الناس إلا المكر والخداع،
وهل حسن النية،وتقديم حسن الظن على سوء الظن،أصبح من الأشياء المهمشة بين البشر،
فجزا الله الشدائد عنى كل خير عرفتنى عدوى من صديقى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخلاق تظهر عند المحكات،والحقائق تنجلى عند الشدائد والأزمات،لن يظهر حسن أو سوء خلق المرء ولن تُتبين حقيقته إلا عندما يختبر ذلك طالما هو فى رخاء والأمور طيبة ومستقرة،فكيف سيعرف هل هو صبور قادر على تحمل الأذى أم ساخط غير مطيق للبلاء،
وطالما هو فى مودة ووفاق مع غيره ولم يحدث أى اختلاف بينه وبينهم فمن أين سيعلم هل هو متعصب غضوب،أم هو منصف قادر على الحوار والتفاهم، ومن أين سيدرك أنه سيـئ الأدب بذىء اللسان فاحش القول،إن لم يوجد من يستفزه ويحرك مكامن تلك السلوكيات القابعة فى أعماق نفسه تنتظر تلك اللحظة التى تجد فيها من يحركها لتخرج بكل بشاعتها وقبحها،
نعم إنها الشدائد والمحن التى تظهر وتميز الدعيَّ من الحقيقى،والكاذب من الصادق،والمرائى من المخلص،
إنها الابتلاءات التى تبين المعدن الحقيقى للإنسان، وهل هو يردد مجرد شعارات جوفاء ويتشدق بمبادىء صورية ويرتدى أخلاقاً مزيفة،
سرعان ما ينخلع عنها عند أول محك،أم أنه فعلاً يعتقد ما يقول ويمارس ما يدعو إليه(أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)
والفتنة،أصلها فتن الذهب أى ،صهره فى النارِ ليختبره ويصفيه ليخرج وينبذ ما فيه من الخبث والشوائب، ويقال،فتنته النارُ بمعنى صهرته،
وهذا هو ما نراه اليوم بكل وضوح ،
فكم أخلاقيات كانت يوماً عنواناً للتسنن،وعلامة على التمسك والالتزام،صارت اليوم هباء منثورا ،بدعوى النضال والدفاع عن الحق،
وأى حق هذا الذى يدافع عنه بالفحش وسوء الخلق،وأى نضال هذا الذى يكون عنوانه التنازل والتهاون فى الثوابت الشرعية والأخلاقية،
قال الإمام الشافعى رحمه الله،
جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصنى بريقـى،
وما شكرى لها إلا لأنى عرفت بها عدوي من صديقى،
إن الأزمات، والابتلاءات، وعدالة القضايا، وسلامة المقاصد ليست أبدا مبررات أو مرخصات للتنازل عن الثوابت والمبادئ الشرعية والأخلاقية، ومن كانت مبادئه وثوابته مرتبطة بمشاعره وردود أفعال مخالفيه وجوداً وعدماً،فهى فى الحقيقة ليست مبادئ ولا ثوابت ولا أخلاق ،لكنها بالنسبة إليه مجرد شعارات يمتطيها وقت الحاجة،
وقد صح عن النبى صلى الله عليه وسلم(ليس الواصل بالمكافئ،ولكن الواصل الذى إذا قطعت رحمه وصلها)حديث صحيح،رواه البخاري،
والحديث معناه، أن المرء حين يصل ما أمر الله به أن يوصل،فإنه لا يفعل ذلك كمقابل أو مكافأة لمن يصلهم، ولكنه يفعله لأنه الصواب ولأنه قبل أى شىء يعامل الله وليس الناس،
من فهم ذلك وجعله نصب عينيه سهل عليه أن يحسن ويصبر ويدفع السيئة بالحسنة، لكن من ظل الارتباط عنده بين أخلاقه وثوابته وبين حالته النفسية ومزاجه الشعورى وحبه أو بغضه ،فإنه لن يطيق أن يطبق ما يدعو إليه وستفضحه الشدائد وتعرى حقيقته الأزمات، وتظهر خبث سريرته الاستفزازات والملمات(مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ )لذلك تظل الشدائد كاشفة ومربية للجميع وتظل الابتلاءات مظهرة للحقائق والخبايا،
وفى حياتنا نقابل الكثير من الناس،فمنهم من يترك فينا أثراً لا تمحوه الأيام،ومنهم من لا تتعدى صورته فى مخيلتنا تلك اللحظة التى رأيناهم فيها
وأخرون نتمنى ألا نكون قد رأيناهم ولا حتى عرفناهم،ولكن،من أين لنا أن نعلم من يستحق ثقتنا ومودتنا له،فهل يتبين ذلك من أول وهله،بالطبع، لا،
فيوجد مهرة فى تمثيل دور الحب والوفاء،ولكنهم أبعد ما يكون عن ذلك،فنجدهم أصدقاء أوفياء (ولكن أسماء فقط )
حتى يأتى الوقت الموعود الذى نحتاج إليهم ولا نجدهم،فالصديق دوماً يعرف وقت الضيق وهانحن قد عرفناهم،
فإذا وجدنا أنفسنا فى محنة وضيق من الدنيا ونحتاج فقط للمسة حنان تأتى لنا من قلوب نحبها،نجدهم ولوا الأدبار مسرعين عنا وكأن مشاغل الدنيا جاءت لهم فى هذا الحين،
ونرى سيل من الأعتذرات ولإتفه الأسباب،فالشدائد لا تعتبر دائماً،محن،ولكن تعتبر غالباً،منح،
لم يبقى فى الناس إلا المكر والخداع،
وهل حسن النية،وتقديم حسن الظن على سوء الظن،أصبح من الأشياء المهمشة بين البشر،
فجزا الله الشدائد عنى كل خير عرفتنى عدوى من صديقى.