امـ حمد
09-04-2014, 07:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هادم البيوت (الطلاق)
كلمةٌ من الكلمات أبكت عيون الأزواج والزوجات، وروعت قلوب الأبناء والبنات، يا لها من كلمةٍ صغيرة، ولكنها خطيرة،
الطلاق، الوداع والفراق والألم الذي لا يطاق،
كم هدم من بيوت للمسلمين، كم فرّق من شملٍ للبنات والبنين،
كم قطّع من أواصر للأرحام والمحبين والأقربين،
يا لها من ساعةٍ حزينةٍ،عصيبةً أليمة،
يوم سمعت المرأة طلاقها، فكفكفت دموعها،
ووقفت على باب بيتها،لتلقي آخر النظرات على بيتٍ مليءٍ بالذكريات،
الزواج نعمةٌ من نعم الله،جعله الله آية شاهدةً بوحدانيته، دالةً على عظمته وألوهيته،
لكنه إنما يكون نعمةً حقيقية إذا ترسّم كلا الزوجين هدي الكتاب والسنة، وسارا على طريق الشريعة والملّة، عندها تضرب السعادة أطنابها في رحاب ذلك البيت المسلم المبارك،
ولكن تفتح أبواب المشاكل، عندها تعظم الخلافات والنزاعات، ويدخل الزوج إلى بيته حزيناً كسيراً،
وتخرج المرأة من بيتها حزينةً أليمةً مهانةً ذليلةً، عندها يعظم الشقاق ويعظم الخلاف والنزاع، فيفرح الأعداء ويشمت الحسّاد
ويتفرّق شمل المؤمنين، وتقطّع أواصر المحبين،
كُثر الطلاق اليوم حينما فقدنا زوجاً يرعى الذمم، حينما فقدنا الأخلاق والشيم، زوجٌ ينال زوجته اليوم فيأخذها من بيت أبيها عزيزةً كريمةً ضاحكة مسرورة، ويردها بعد أيام قليلة حزينة باكية مطلقة ذليلة،
كثر الطلاق اليوم حينما استخف الأزواج بالحقوق والواجبات، وضيّعوا الأمانات والمسئوليات، سهرٌ إلى ساعات متأخرةٍ، وضياعٌ لحقوق الزوجات، والأبناء والبنات،وفقدنا زوجاً يغفر الزلة ويستر العورة، حينما فقدنا زوجاً يخاف الله ويتقيه ويرعى حدوده،ويحفظ العهود والأيام التي خلت والذكريات الجميلة التي مضت،
وكثر الطلاق اليوم حينما فقدنا الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله، حينما أصبحت المرأة طليقة اللسان طليقة العنان، تخرج متى شاءت، وتدخل متى أرادت، خرّاجة ولاجة إلى الأسواق، واللقاءات، مضيعة حقوق الأزواج والبنات، يا لها من مصيبةٍ عظيمةٍ،
كثر الطلاق اليوم حينما تدخّل الآباء والأمهات في شؤون الأزواج والزوجات، الأب يتابع ابنه في كل صغيره وكبيره،
والأم تتدخل في شؤون بنتها في كل صغيره
حتى ينتهي الأمر إلى الطلاق والفراق،
ألم يعلما أنه من أفسد زوجةً على زوجها،أو أفسد زوجاً على زوجته لعنه الله،
كثر الطلاق لما كثرت النعم وبطر الناس الفضل من الله والكرم، وأصبح الغني الثري يتزوج اليوم،ويطلق في الغد القريب، ولم يعلم أن الله سائله، ومحاسبه، وأن الله موقفه بين يديه في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون ولا عشيرة ولا أقربون،
يا من يريد الطلاق،الطلاق جحيم، يبدد شمل البنات والبنين، ويقطّع أواصر الأرحام والأقربين،
وإن كانت زوجتك ساءتك اليوم فقد سرّتك أياماً، وإن كانت أحزنتك هذا العام فقد سرّتك أعواماً،
وانظر إلى عواقبه الأليمة،على الأبناء والبنات، فكم بُدد شملهم، وتفرّق قلبهم بسبب ما جناه الطلاق عليهم،
فإن كانت المرأة ساءتك فلعل الله أن يخرج منها ذريةً صالحةً تقر بها عينك، قال ابن عباس في قوله تعالى(فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىظ° أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)
اتقوا الله في الأزواج والزوجات،
ويا معاشر الأزواج، تريثوا فيما أنتم قادمون عليه،إذا أردت الطلاق فاستشر العلماء،وأهل الفضل والصلحاء، واسألهم عمّا أنت فيه وخذ كلمة منهم تثبتك، ونصيحةً تقوّيك،
إذا أردت الطلاق فاستخر الله،فإن كنت مريداً للطلاق فخذ بسنة حبيب الله طلّقها طلقةً واحدةً في طهر،
لا تطلّقها وهي حائضٌ(وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ )
وإذا طلقتها فطلقها طلقة واحدةً، لا تزيد،جاء رجل إلى ابن عباس فقال،يا ابن عباس طلقت امرأتي مائة تطليقة،قال(ثلاثٌ حرمت بهن عليك، وسبع وتسعون اتخذت بها كتاب الله هزواً)
من الضحية،من الخاسر،من الذي تقع عليه كل سلبيات الطلاق،
إن الخاسر الوحيد في عملية الطلاق هم الأبناء،
ادخلوا دور الأحداث،المجرمين الصغار،واسألوهم كيف أصبحتم مجرمين،اسألوه،أين والدك، وأين والدتك،ألم يربيانك،
اسألوا أصدقاء السوء كيف يجدون فرائسهم،ودور رعاية الأيتام،والمستشفيات النفسية،
اسألوا الراسبين في الدراسة والراسبات،ومرتادي الليالي المظلمة،ومستنقعات المخدرات والسجون،التشرد والضياع والهم والغم والفاقة والحاجة والقلق،
إذا رأيتم طفلاً مهموماً لا يملك إلا إخفاء حزنه بكفه ليضعه على خده،ويبحث عن الحنان والعطف بين أحضان أصدقاء السوء وأهل اللهو والفجور، فاعلموا أن الأب جنى عليه بكلمة الطلاق،
وإذا رأيتم طفلاً ملت منه كراسي الدراسة لبلادة ذهنه وعدم فهمه،
وإذا رأيتم شاباً ضاع هدفه وتاه أمله ولم يجد بُداً من الهرب من واقعه إلا بالمخدرات،والضياع والفشل الدراسي والتشرد،من الأسباب الرئيسة لكل ذلك هو الطلاق،
الأب هو الجاني،لأن العصمة والعقدة بيده، لم يصبر واختار سعادته على سعادة أبنائه، وراحته على راحة أبنائه،
واختار فراق الأم في ساعةٍ الأبناء أحوج ما يكونون فيها إلى لـمّ شمل الأسرة، أصبح الطفل في هذه الأسرة الممزقة غريباً مهموماً شريداً، إذا دخل المنزل جالت عيناه في أرجاء البيت بحثاً عن أمه، وتلكأت كلماته لنداء أمه، فلم يجد بداً من السماح لدموعه أن تعبر عن ألم نفسه،ألا فاتقوا الله في الأبناء،
نحن في مجتمع تحيط به السلبيات من جانب فكيف هي حال من تدمرت أسرته وانهارت أركانها وتدمرت مراكز الحصانة والحماية لديه. لا أعتقد إلا أنه سيكون واحداً ممن يغوص في غياهب ظلمة ومستنقعات الضياع والرذيلة، والسبب هو الطلاق،
الطرق التي تبعدك عن الوقوع في الطلاق،
أخرج من المنزل عند اشتداد الخلاف ولا تترك للشيطان فرصة للوصول لمبتغاه،
ولا تتصلب في رأيك ولا تعتقد أن الرجولة تظهر في ذلك،
لا تستثر من الزوجة عند طلبها للطلاق ولا تمكن أهل السوء والغباء ،وعدم الحكمة من أهل الزوجة أن يستثيروك فتطلق،
احترم والدتك ووالدك، وبرهما، وتذلل لهما، ولكن لا تسمح لهما أو لغيرهما أن يدمروا حياتك الزوجية بالتدخلات في الحياة الخاصة،
إذا قررت الطلاق فلا تنفًذ وقت القرار بل أرجئ التنفيذ إلى أسبوع أو أكثر،وتذكر الأطفال،والأبناء، ما مصيرهم، تذكر غربتهم في بيتك وغربتهم في بيت أمهم،وعدم استقرارهم،واعلم أن حالة اليتيم النفسية أخف بكثير من حال من افترق والداه ووالدته بالطلاق،
والضحية الوحيدة هم الأبناء، ربما أنت تجد خيراً منها،وتجد هي خيراً منك، ولكن الأبناء لن يجدوا،
اللهم أصلح نياتنا،وأزواجنا وذرياتنا وخذ بنواصينا إلى ما يُرضيك عنا،
اللهم آمين يارب العالمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هادم البيوت (الطلاق)
كلمةٌ من الكلمات أبكت عيون الأزواج والزوجات، وروعت قلوب الأبناء والبنات، يا لها من كلمةٍ صغيرة، ولكنها خطيرة،
الطلاق، الوداع والفراق والألم الذي لا يطاق،
كم هدم من بيوت للمسلمين، كم فرّق من شملٍ للبنات والبنين،
كم قطّع من أواصر للأرحام والمحبين والأقربين،
يا لها من ساعةٍ حزينةٍ،عصيبةً أليمة،
يوم سمعت المرأة طلاقها، فكفكفت دموعها،
ووقفت على باب بيتها،لتلقي آخر النظرات على بيتٍ مليءٍ بالذكريات،
الزواج نعمةٌ من نعم الله،جعله الله آية شاهدةً بوحدانيته، دالةً على عظمته وألوهيته،
لكنه إنما يكون نعمةً حقيقية إذا ترسّم كلا الزوجين هدي الكتاب والسنة، وسارا على طريق الشريعة والملّة، عندها تضرب السعادة أطنابها في رحاب ذلك البيت المسلم المبارك،
ولكن تفتح أبواب المشاكل، عندها تعظم الخلافات والنزاعات، ويدخل الزوج إلى بيته حزيناً كسيراً،
وتخرج المرأة من بيتها حزينةً أليمةً مهانةً ذليلةً، عندها يعظم الشقاق ويعظم الخلاف والنزاع، فيفرح الأعداء ويشمت الحسّاد
ويتفرّق شمل المؤمنين، وتقطّع أواصر المحبين،
كُثر الطلاق اليوم حينما فقدنا زوجاً يرعى الذمم، حينما فقدنا الأخلاق والشيم، زوجٌ ينال زوجته اليوم فيأخذها من بيت أبيها عزيزةً كريمةً ضاحكة مسرورة، ويردها بعد أيام قليلة حزينة باكية مطلقة ذليلة،
كثر الطلاق اليوم حينما استخف الأزواج بالحقوق والواجبات، وضيّعوا الأمانات والمسئوليات، سهرٌ إلى ساعات متأخرةٍ، وضياعٌ لحقوق الزوجات، والأبناء والبنات،وفقدنا زوجاً يغفر الزلة ويستر العورة، حينما فقدنا زوجاً يخاف الله ويتقيه ويرعى حدوده،ويحفظ العهود والأيام التي خلت والذكريات الجميلة التي مضت،
وكثر الطلاق اليوم حينما فقدنا الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله، حينما أصبحت المرأة طليقة اللسان طليقة العنان، تخرج متى شاءت، وتدخل متى أرادت، خرّاجة ولاجة إلى الأسواق، واللقاءات، مضيعة حقوق الأزواج والبنات، يا لها من مصيبةٍ عظيمةٍ،
كثر الطلاق اليوم حينما تدخّل الآباء والأمهات في شؤون الأزواج والزوجات، الأب يتابع ابنه في كل صغيره وكبيره،
والأم تتدخل في شؤون بنتها في كل صغيره
حتى ينتهي الأمر إلى الطلاق والفراق،
ألم يعلما أنه من أفسد زوجةً على زوجها،أو أفسد زوجاً على زوجته لعنه الله،
كثر الطلاق لما كثرت النعم وبطر الناس الفضل من الله والكرم، وأصبح الغني الثري يتزوج اليوم،ويطلق في الغد القريب، ولم يعلم أن الله سائله، ومحاسبه، وأن الله موقفه بين يديه في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون ولا عشيرة ولا أقربون،
يا من يريد الطلاق،الطلاق جحيم، يبدد شمل البنات والبنين، ويقطّع أواصر الأرحام والأقربين،
وإن كانت زوجتك ساءتك اليوم فقد سرّتك أياماً، وإن كانت أحزنتك هذا العام فقد سرّتك أعواماً،
وانظر إلى عواقبه الأليمة،على الأبناء والبنات، فكم بُدد شملهم، وتفرّق قلبهم بسبب ما جناه الطلاق عليهم،
فإن كانت المرأة ساءتك فلعل الله أن يخرج منها ذريةً صالحةً تقر بها عينك، قال ابن عباس في قوله تعالى(فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىظ° أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)
اتقوا الله في الأزواج والزوجات،
ويا معاشر الأزواج، تريثوا فيما أنتم قادمون عليه،إذا أردت الطلاق فاستشر العلماء،وأهل الفضل والصلحاء، واسألهم عمّا أنت فيه وخذ كلمة منهم تثبتك، ونصيحةً تقوّيك،
إذا أردت الطلاق فاستخر الله،فإن كنت مريداً للطلاق فخذ بسنة حبيب الله طلّقها طلقةً واحدةً في طهر،
لا تطلّقها وهي حائضٌ(وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ )
وإذا طلقتها فطلقها طلقة واحدةً، لا تزيد،جاء رجل إلى ابن عباس فقال،يا ابن عباس طلقت امرأتي مائة تطليقة،قال(ثلاثٌ حرمت بهن عليك، وسبع وتسعون اتخذت بها كتاب الله هزواً)
من الضحية،من الخاسر،من الذي تقع عليه كل سلبيات الطلاق،
إن الخاسر الوحيد في عملية الطلاق هم الأبناء،
ادخلوا دور الأحداث،المجرمين الصغار،واسألوهم كيف أصبحتم مجرمين،اسألوه،أين والدك، وأين والدتك،ألم يربيانك،
اسألوا أصدقاء السوء كيف يجدون فرائسهم،ودور رعاية الأيتام،والمستشفيات النفسية،
اسألوا الراسبين في الدراسة والراسبات،ومرتادي الليالي المظلمة،ومستنقعات المخدرات والسجون،التشرد والضياع والهم والغم والفاقة والحاجة والقلق،
إذا رأيتم طفلاً مهموماً لا يملك إلا إخفاء حزنه بكفه ليضعه على خده،ويبحث عن الحنان والعطف بين أحضان أصدقاء السوء وأهل اللهو والفجور، فاعلموا أن الأب جنى عليه بكلمة الطلاق،
وإذا رأيتم طفلاً ملت منه كراسي الدراسة لبلادة ذهنه وعدم فهمه،
وإذا رأيتم شاباً ضاع هدفه وتاه أمله ولم يجد بُداً من الهرب من واقعه إلا بالمخدرات،والضياع والفشل الدراسي والتشرد،من الأسباب الرئيسة لكل ذلك هو الطلاق،
الأب هو الجاني،لأن العصمة والعقدة بيده، لم يصبر واختار سعادته على سعادة أبنائه، وراحته على راحة أبنائه،
واختار فراق الأم في ساعةٍ الأبناء أحوج ما يكونون فيها إلى لـمّ شمل الأسرة، أصبح الطفل في هذه الأسرة الممزقة غريباً مهموماً شريداً، إذا دخل المنزل جالت عيناه في أرجاء البيت بحثاً عن أمه، وتلكأت كلماته لنداء أمه، فلم يجد بداً من السماح لدموعه أن تعبر عن ألم نفسه،ألا فاتقوا الله في الأبناء،
نحن في مجتمع تحيط به السلبيات من جانب فكيف هي حال من تدمرت أسرته وانهارت أركانها وتدمرت مراكز الحصانة والحماية لديه. لا أعتقد إلا أنه سيكون واحداً ممن يغوص في غياهب ظلمة ومستنقعات الضياع والرذيلة، والسبب هو الطلاق،
الطرق التي تبعدك عن الوقوع في الطلاق،
أخرج من المنزل عند اشتداد الخلاف ولا تترك للشيطان فرصة للوصول لمبتغاه،
ولا تتصلب في رأيك ولا تعتقد أن الرجولة تظهر في ذلك،
لا تستثر من الزوجة عند طلبها للطلاق ولا تمكن أهل السوء والغباء ،وعدم الحكمة من أهل الزوجة أن يستثيروك فتطلق،
احترم والدتك ووالدك، وبرهما، وتذلل لهما، ولكن لا تسمح لهما أو لغيرهما أن يدمروا حياتك الزوجية بالتدخلات في الحياة الخاصة،
إذا قررت الطلاق فلا تنفًذ وقت القرار بل أرجئ التنفيذ إلى أسبوع أو أكثر،وتذكر الأطفال،والأبناء، ما مصيرهم، تذكر غربتهم في بيتك وغربتهم في بيت أمهم،وعدم استقرارهم،واعلم أن حالة اليتيم النفسية أخف بكثير من حال من افترق والداه ووالدته بالطلاق،
والضحية الوحيدة هم الأبناء، ربما أنت تجد خيراً منها،وتجد هي خيراً منك، ولكن الأبناء لن يجدوا،
اللهم أصلح نياتنا،وأزواجنا وذرياتنا وخذ بنواصينا إلى ما يُرضيك عنا،
اللهم آمين يارب العالمين.