لعديد
10-04-2014, 08:07 AM
http://www.google.com/url?sa=i&source=images&cd=&docid=RV664E6UUoHiqM&tbnid=G_-eQ2olZh-IhM:&ved=0CAUQjBw&url=http%3A%2F%2Faltabibonline.com%2Fimgs_topic%2F cat-lion-mirror.jpg&ei=rSZGU8X5J4eRONTvgLAM&psig=AFQjCNGki5bn1uMyTcbnsdH-Jmksb6nmCg&ust=1397192749705320
النرجسية
حب الذات إلى درجة العشق كما تشير الأسطورة اليونانية أن فتى يدعى نارسيس عاقبته الآلهة بعشق ذاته حتى مات مخبولاً بحبها، وهي صورة متطورة مرضية تسمى في مصطلحاتنا الغرور والتكبر، والتي أصبح الكثير من الناس يغلف شخصيته بها لأنها ارتبطت بمفاهيم عرفية أنها صفة تصاحب أصحاب السلطة والنفوذ والمال، وأصبح الكثيرون يمقتون الشخصية المتبسطة ويعتبرونها سطحية وساذجة، لأنها ما استطاعت أن تزرع الشعور والانطباع الذي يتناسب مع مكانتها ودورها القيادي أو الحياتي.
اختلطت المفاهيم، وبات من غير الممكن وضع الحدود الفاصلة بين ما يسمى نرجسية أو غروراً أو تكبراً أو تعالياً، وما يسمونه ثقه بالنفس أو تواضعاً وتبسطاً. الثقة بالنفس مطلب أساسي لكل إنسان، لأنه دون ثقة لا يستطيع التقدم خطوة بالحياة، ولكنها تنبع من تقدير الإنسان لقدراته وملكاته التي وهبها له الله، لذلك وجب عليه الشكر مخافة زوالها، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فقد كان يعزز هذا الجانب في أصحابه ويحثهم على استمرار الصفة، ومنها أنه أثنى على قيادة خالد للجيش والعودة به في غزوة مؤتة، وكان يذكر أصحابه بأحب صفاتهم إليه، وهكذا حتى سار على نهجه الكثير من الخلفاء والقادة.
ولكنه أيضاً كان يكسر شوكة كل من شعر بالتعالي ويقدم السابقين إلى الإسلام عليهم، وتظل هذه الصفة تلاحق من هم في الطبقة العليا ولا يستغربها الناس منهم، بل يجدون لها مبرراً ويتداولون فيما بينهم أن من حقهم التعالي، فقد ولدوا في فمهم ملعقة من ذهب، ويستنكرونها على الطبقات الفقيرة لتساقط المبررات، والعكس صحيح إذا تمتع أصحاب الطبقة العليا بالتواضع والانبساط والإقبال على الناس علت وجوههم علامات الدهشة هل رأيتم كيف عاملنا وهو من هو؟!!!
بينما التبسط متوقع من الطبقات الأدنى!!!
وفي حقيقه الأمر أن النفس البشرية عالم كبير من الأسرار، ولكن لها أيضاً أدوات تحكم، وما الأديان والعبادات إلا ضوابط من المشرع لقيادة النفس، لذلك كان من اللافت للنظر الصورة التي كان عليها النبي وخلفاؤه وقادة المسلمين من تواضع ورأفة ولين وإقبال على الناس دون اهتزاز ثقة، بل على العكس سجل لهم التاريخ ذلك، بينما كان ملوك الفرس والروم في أبراج عاجية وهالة دينية توجب على الأفراد السجود والركوع لهم، وربما علي أن أعود لسجلات البشرية الأولى لتعلم أن إبليس لم ينكر وجود الله ولم يسرق ولم يكذب، ولكنه تعالى بأصل خلقته فاستحق اللعن والطرد، فما بالكم بمن يتصورون أنهم الشمس وأن الكون والفلك خلق ليدور حولهم.
كنت أتصفح بعض المجلات لأرى الرئيس الأميركي أوباما يتناول البرغر في مطعم أميركي بسيط، ويوقف خطابه من أجل امرأه أصابها دوار، وصورة أخرى لجولدا مائير وقد عرضها التلفزيون الإسرائيلي في مقابلة لها وهي تعد الطعام في مطبخها، وأخرى لبن جورين وهو يهذب أشجار حديقته، وأخرى لأميرنا وقد ارتفع عن الرسميات ليصافح الجمهور وتناديه امرأة ((تكفى))... ويقول لها ((أبشري))، بينما هناك من المسؤولين والوزراء لا تعرف وزاراتهم ومؤسساتهم لهم شكلاً إلا من خلال الإعلام، وإذا قابلوا موظفيهم هناك الكثير من الحواجز النفسية والبروتوكولية تفصلهم عنهم، المفاهيم عندهم مغلوطة يعيشون على كلمة إطراء قيلت بغرض المجاملة وثناء بغرض الوصول، يظنون أن من وضعهم على هذا الكرسي قد انكشف له سر من أسرار الكون، يبتسمون بمقدار ويميلون بشفة عن شفة، أجفانهم لا تكاد تعلو عن نظراتهم إلا في مناسبة واحدة فقط إذا قيل لهم إن هناك من هو أفضل منكم فهنا ستنقلب النظرات إلى حدة سببها الحقد أو تواضع سببه التملق.
تروقهم "العقدة الإبليسية" كما يحلو لي أن أسميها، ويستكثرون على إبليس هذه الصفة فأقسموا أن يتقاسموها معه، ويا ليتهم توقفوا عند الحد الذي توقف عنده بل زادوا عليه وقالوا "أنا ربكم الأعلى"!!!
إن الغرب اليوم ولعلي أمتدحهم يخرج في إعلامه بصورة كانت للمسلمين، بينما نخرج نحن بصورة كانت للفرس والروم!
هم اليوم يصدرون لنا بضائعنا ويعلموننا فنون القيادة وفنون التعامل، بينما نتعالى حتى عن إلقاء السلام، وهناك تعلو بعض الأصوات لتقول إن الناس إذا وجدت من هو متبسط معهم استضعفوه، وقدموا ولاءهم لمن تكبر عليهم! أشاركهم الرأي في ذلك، وأن هذه الحقيقة توصلت إليها مؤخراً بعد تعاملي مع قطاع بشري كبير، ولكن الحق أحق أن يتبع، وأنت كإنسان تفرض إرادتك ورؤيتك لا تملقهم وسوء عقليتهم.
ونحن نعلم أن في الإسلام لا يسمح لك بالتخلق بهذه الصفة إلا في الحروب لتهز من ثقة عدوك بنفسه، فلا يمشي الإنسان مطمئناً إلا إذا كان ممتلكاً جميع أدواته، تحياتي لكل المتخلقين بأخلاق الإسلام ورسول الله، وإشفاقي على هؤلاء الذين تنتظرهم نهاية مشابهة لنهاية إبليس.
وقفة:
كنت أستغرب كثيراً من ظاهرة الرقص، ولا يكاد يخلو موقع من فتاة أو فتيان ونساء ورجال وأطفال وخدم وخادمات، الكل يرقص ونقول نسأل الله العفو والعافية للأمة، فأمة ترقص قد حسمت مصيرها، ولكن أن تتوج الراقصات أمهات مثاليات حق علينا أن نقول لباطن الأرض خيرها من ظاهرها.
منقول من جريدة العرب
للكاتبة/ سارة الخاطر
النرجسية
حب الذات إلى درجة العشق كما تشير الأسطورة اليونانية أن فتى يدعى نارسيس عاقبته الآلهة بعشق ذاته حتى مات مخبولاً بحبها، وهي صورة متطورة مرضية تسمى في مصطلحاتنا الغرور والتكبر، والتي أصبح الكثير من الناس يغلف شخصيته بها لأنها ارتبطت بمفاهيم عرفية أنها صفة تصاحب أصحاب السلطة والنفوذ والمال، وأصبح الكثيرون يمقتون الشخصية المتبسطة ويعتبرونها سطحية وساذجة، لأنها ما استطاعت أن تزرع الشعور والانطباع الذي يتناسب مع مكانتها ودورها القيادي أو الحياتي.
اختلطت المفاهيم، وبات من غير الممكن وضع الحدود الفاصلة بين ما يسمى نرجسية أو غروراً أو تكبراً أو تعالياً، وما يسمونه ثقه بالنفس أو تواضعاً وتبسطاً. الثقة بالنفس مطلب أساسي لكل إنسان، لأنه دون ثقة لا يستطيع التقدم خطوة بالحياة، ولكنها تنبع من تقدير الإنسان لقدراته وملكاته التي وهبها له الله، لذلك وجب عليه الشكر مخافة زوالها، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فقد كان يعزز هذا الجانب في أصحابه ويحثهم على استمرار الصفة، ومنها أنه أثنى على قيادة خالد للجيش والعودة به في غزوة مؤتة، وكان يذكر أصحابه بأحب صفاتهم إليه، وهكذا حتى سار على نهجه الكثير من الخلفاء والقادة.
ولكنه أيضاً كان يكسر شوكة كل من شعر بالتعالي ويقدم السابقين إلى الإسلام عليهم، وتظل هذه الصفة تلاحق من هم في الطبقة العليا ولا يستغربها الناس منهم، بل يجدون لها مبرراً ويتداولون فيما بينهم أن من حقهم التعالي، فقد ولدوا في فمهم ملعقة من ذهب، ويستنكرونها على الطبقات الفقيرة لتساقط المبررات، والعكس صحيح إذا تمتع أصحاب الطبقة العليا بالتواضع والانبساط والإقبال على الناس علت وجوههم علامات الدهشة هل رأيتم كيف عاملنا وهو من هو؟!!!
بينما التبسط متوقع من الطبقات الأدنى!!!
وفي حقيقه الأمر أن النفس البشرية عالم كبير من الأسرار، ولكن لها أيضاً أدوات تحكم، وما الأديان والعبادات إلا ضوابط من المشرع لقيادة النفس، لذلك كان من اللافت للنظر الصورة التي كان عليها النبي وخلفاؤه وقادة المسلمين من تواضع ورأفة ولين وإقبال على الناس دون اهتزاز ثقة، بل على العكس سجل لهم التاريخ ذلك، بينما كان ملوك الفرس والروم في أبراج عاجية وهالة دينية توجب على الأفراد السجود والركوع لهم، وربما علي أن أعود لسجلات البشرية الأولى لتعلم أن إبليس لم ينكر وجود الله ولم يسرق ولم يكذب، ولكنه تعالى بأصل خلقته فاستحق اللعن والطرد، فما بالكم بمن يتصورون أنهم الشمس وأن الكون والفلك خلق ليدور حولهم.
كنت أتصفح بعض المجلات لأرى الرئيس الأميركي أوباما يتناول البرغر في مطعم أميركي بسيط، ويوقف خطابه من أجل امرأه أصابها دوار، وصورة أخرى لجولدا مائير وقد عرضها التلفزيون الإسرائيلي في مقابلة لها وهي تعد الطعام في مطبخها، وأخرى لبن جورين وهو يهذب أشجار حديقته، وأخرى لأميرنا وقد ارتفع عن الرسميات ليصافح الجمهور وتناديه امرأة ((تكفى))... ويقول لها ((أبشري))، بينما هناك من المسؤولين والوزراء لا تعرف وزاراتهم ومؤسساتهم لهم شكلاً إلا من خلال الإعلام، وإذا قابلوا موظفيهم هناك الكثير من الحواجز النفسية والبروتوكولية تفصلهم عنهم، المفاهيم عندهم مغلوطة يعيشون على كلمة إطراء قيلت بغرض المجاملة وثناء بغرض الوصول، يظنون أن من وضعهم على هذا الكرسي قد انكشف له سر من أسرار الكون، يبتسمون بمقدار ويميلون بشفة عن شفة، أجفانهم لا تكاد تعلو عن نظراتهم إلا في مناسبة واحدة فقط إذا قيل لهم إن هناك من هو أفضل منكم فهنا ستنقلب النظرات إلى حدة سببها الحقد أو تواضع سببه التملق.
تروقهم "العقدة الإبليسية" كما يحلو لي أن أسميها، ويستكثرون على إبليس هذه الصفة فأقسموا أن يتقاسموها معه، ويا ليتهم توقفوا عند الحد الذي توقف عنده بل زادوا عليه وقالوا "أنا ربكم الأعلى"!!!
إن الغرب اليوم ولعلي أمتدحهم يخرج في إعلامه بصورة كانت للمسلمين، بينما نخرج نحن بصورة كانت للفرس والروم!
هم اليوم يصدرون لنا بضائعنا ويعلموننا فنون القيادة وفنون التعامل، بينما نتعالى حتى عن إلقاء السلام، وهناك تعلو بعض الأصوات لتقول إن الناس إذا وجدت من هو متبسط معهم استضعفوه، وقدموا ولاءهم لمن تكبر عليهم! أشاركهم الرأي في ذلك، وأن هذه الحقيقة توصلت إليها مؤخراً بعد تعاملي مع قطاع بشري كبير، ولكن الحق أحق أن يتبع، وأنت كإنسان تفرض إرادتك ورؤيتك لا تملقهم وسوء عقليتهم.
ونحن نعلم أن في الإسلام لا يسمح لك بالتخلق بهذه الصفة إلا في الحروب لتهز من ثقة عدوك بنفسه، فلا يمشي الإنسان مطمئناً إلا إذا كان ممتلكاً جميع أدواته، تحياتي لكل المتخلقين بأخلاق الإسلام ورسول الله، وإشفاقي على هؤلاء الذين تنتظرهم نهاية مشابهة لنهاية إبليس.
وقفة:
كنت أستغرب كثيراً من ظاهرة الرقص، ولا يكاد يخلو موقع من فتاة أو فتيان ونساء ورجال وأطفال وخدم وخادمات، الكل يرقص ونقول نسأل الله العفو والعافية للأمة، فأمة ترقص قد حسمت مصيرها، ولكن أن تتوج الراقصات أمهات مثاليات حق علينا أن نقول لباطن الأرض خيرها من ظاهرها.
منقول من جريدة العرب
للكاتبة/ سارة الخاطر