المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تكسب الآخرين وتأسر قلوبهم



امـ حمد
11-04-2014, 07:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف تكسب الآخرين وتأسر قلوبهم
فإن الإنسان اجتماعي بطبعه، يأنس إلى المصاحبة والاجتماع بالآخرين، ولا تكون العلاقة ممتعة ومؤنسة إلا إذا كانت قائمة على المودة والمحبة وحسن التعامل،
ولكي نكسب الآخرين لابد من بعض الأخلاق والسلوكيات،
وأول تلك السلوكيات هو البعد عن الأنانية وحب الذات والتفرد، فإن حب الذات من الأخلاق المنفرة التي تؤدي إلى فقدان كثير من العلاقات الوطيدة المستديمة،
وكلما كان الإنسان مبتعداً عن هذا الخلق كلما كان ذلك سبباً في قرب الآخرين منه ومحبتهم له،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه)رواه البخاري،ومسلم،
أعط الفرصة للآخرين للحديث،طريقة الحديث عامل مهم في كسب الآخرين وتقوية العلاقة بهم، فإعطاؤهم فرصة للحديث وإبداء الرأي بحرية، وعدم الاستئثار بالحديث أمر له أهميته،
كما أن الهدوء أثناء الحديث وخفض الصوت وعدم تحريك اليدين بشكل مبالغ فيه، كل ذلك مما يدعم مكانتك عند الآخرين، ويدعوهم للإنصات لحديثك والاستفادة منه،وعدم التجريح بالكلام والنقد اللاذع واستهجان آراء المخالفين والتحقير من شأنهم، فإن كل هذه الأمور تفقد الإنسان مكانته ومحبته في قلوب من يتعامل معهم،
خفة الظل مع الرزانة والتبسط مع الوقار،عاملان أساسيان في كسب الآخرين، فكلما كان الإنسان على قدر من الرزانة،
التي تعني عدم الطيش والاندفاع الأحمق،كان ذلك أدعى لاحترام الآخرين له وقربهم منه، وذلك لثقتهم في تصرفاته وردود فعله، والرزانة،لا تعني أن يكون الإنسان متهجماً عبوساً،بل على العكس من ذلك، فإنه مع رزانته لا بد أن يكون خفيف الظل، بسيطاً في تعامله بعيداَ عن الكبرياء والتعاظم، الذي يؤدي إلى كراهية الآخرين وحقدهم،
وأنت تتعامل مع الناس احرص على أن تكون تلك المعاملة قائمة على الوسطية بعيدة عن الغلو، فلا تعظمهم فتخافهم وترجوهم وتعلّق قلبك بهم،ولا تجفوهم فتحتقرهم وتزدريهم،وتتكبر عليهم،
بل كن وسطاً تعمل في ذلك بما يقتضيه الشرع المطّهر وتذكر دائماً قول النبي صلى الله عليه وسلم(إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً)رواه أحمد والترمذي وابن حبان،
وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمداً صلى اللّه عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال جل وعلا(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)القلم،وحُسن الخلق يوجب التحاب والتآلف، وسوء الخلق يُثمر التباغض والتحاسد والتدابر،
وأوصى النبي صلى اللّه عليه وسلم،أبا هريرة بوصية عظيمة فقال،يا أبا هريرة،عليك بحسن الخلق،قال أبو هريرة رضي اللّه عنه،وما حسن الخلق يا رسول اللّه،قال(تصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك)رواه أحمد،
ومن علامات حسن الخلق،أن يكون الإنسان كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول،وقوراً،صبوراً، شكوراً، راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً، لا لعاناً ولا سباباً، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً، باشاً هاشاً، يحب في اللّه، ويرضى في اللّه، ويغضب في اللّه،
أصل الأخلاق المذمومة، الكبر،فالفخر والبطر والأشَر والعجب والحسد والبغي والخيلاء، والظلم والقسوة والتجبر، والإعراض وإباء قبول النصيحة والاستئثار، وطلب العلو وحب الجاه والرئاسة،كلها ناشئة من الكبر،
وأصل الأخلاق المحمودة،الخشوع وعلو الهمة،
والمهانة والدناءة،فإن الكذب والخسة والخيانة والرياء والمكر والخديعة والطمع والفزع والجبن والبخل والعجز والكسل،
والذل لغير اللّه، فإنها من المهانة والدناءة وصغر النفس،
مساعدة الآخرين وقضاء مصالحهم،اعلم أنه كلما كان الإنسان مهتما بأمور إخوانه وأصدقائه، حريصاً على الوقوف بجانبهم مسارعاً إلى بذل ما يستطيع في خدمتهم وإسداء المعروف لهم، كان إلى قلوبهم أقرب وإلى محبتهم أسبق،
وأن الناس لا يتساوون في الأخلاق والمعاملة، فهناك من هو حسن الخلق لطيف المعشر مهذب الحديث،
وهناك من هو على العكس من ذلك شرس الخلق صعب المنال، بذيء الكلام،
وإذا كانت معاملة الأول،أسهل وأجمل،فإن معاملة الصنف الثاني تحتاج إلى صبر ومجاهدة،
فليس من الخلق والحكمة أن تجابه سوء خلقه وقبح معاملته بمثل ذلك، وإلا كنت سبباً في زيادة الأمر سوءاً،
وربما يدفع مثل هذه المعاملة الطرف الآخر إلى مزيد من التطاول وسوء الخلق بخلاف المعاملة بالحسنى مع الصبر على ذلك،
فإنه لا بد لك من أن تضع نفسك وأنت تتعامل مع الآخرين في الموضع اللائق المناسب لها، فتّرفع عن كل لئيم،
وارفع نفسك عن كل خلق ذميم، وكن عالي الهمة حسن الخلق عزيزاً في غير كبر ، سهلاً في غير مذلة ، محباً للآخرين مؤثراً لإخوانك على نفسك متغاضياً عن الهفوات والزلات تكن سيدهم والمقرب منهم،
وعجبت لمن يغسل وجهه خمس مرات في اليوم مجيباً داعي اللّه، ولايغسل قلبه مرة في السنة ليزيل ما علق به من أدران الدنيا، واحرص على تعويد النفس كتم الغضب، وليهنأ من حولك،من زوجة وأبناء، وأصدقاء، ومعارف، بطيب معشرك، وحلو حديثك، وبشاشة وجهك، واحتسب الأجر في كل ذلك لله،
اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق لايهدي لأحسنها إلا أنت،
واصرف عني سيء الأعمال وسيء الأخلاق لا يصرف عني سيئها إلا أنت،
اللهم آمين .