المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خيانة النفس،وأثرها في دوام الفتن



امـ حمد
14-04-2014, 04:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خيانة النفس،وأثرها في دوام الفتن

قال تعالى(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً)الأحزاب،
إن الله،تعالى،خلق العباد مكلفين بحمل أمانة شرعه، وأصل حمل الأمانة يقوم على العلم والعدل، فمن نقص علمه وصف بالجهل بحسبه، ومن نقص عدله وصف بالظلم بحسبه،
وبكثرة ظلمه وجهله،المعلن والخفي،يكون خواناً أثيماً،و(إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا)النساء،
وخيانة النفس،هي نقصها للأمانة،علماً وعدلاً،بما تخفيه سراً من ترك الواجبات،وفعل المحرمات القلبية والبدنية والمالية،
وفي لفظ الخيانة مدلول الخفاء والتستر عن المخون، فالنفس عندما تتصف بصفة الخيانة لا بد لها من ستر وإخفاء عمل صاحبها السيئ بتزيينه حتى توهمه فيراه حسناً،
وحقيقة خيانة النفس أنها تدعو صاحبها للعمل بمقتضى الجهل والهوى(إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ)النجم،
والجهل خلاف العلم ، والهوى خلاف العدل،
والعقل الفطري السليم يدعو للعمل بمقتضى العلم والعدل،
فلا تزال النفس تدعو صاحبها لمخالفة مقتضى العقل، والعقل ينهاه عن ذلك، والغلبة للأقوي منهما،
ولكل مدد يمده بما يقهر به خصمه، فالشيطان يمد النفس الخوانة، والقلب يمد العقل الفطري،والحافظ الله تعالى(وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً)النساء،
ومحل هذا الصراع قلب العبد،ففيه المعركة تدور،وأرضه دحض مزلة،موحشة مظلمة،
إلا من عمره بالذكر والإيمان فعلى قدره يكون أنسه ونوره،
وأصل هذا الصراع ناشئ من الفتن التي تعرض على القلوب،
فإذا حصلت الفتنة،خيراً أو شراً، تجاذبها،الشيطان، والنفس، والقلب والعقل،
فالشيطاني يسعى لإفساد التصور والعمل،بإتباع الظن والهوى، والقلب والعقل،يسعى لإصلاح العلم والعمل،بإتباع الهدى ودين الحق،
وفي خضم هذا العراك الدائر، وفي ضبابية الفتنة، تخون النفس صاحبها، بل تختانه،كما قال تعالى(يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ)النساء،
وجعلوا الإنسان قد خان نفسه، أي ظلمها بالسرقة،فإن كل ذنب يذنبه الإنسان فقد ظلم فيه نفسه، سواء فعله سراً أو علانية‏،
وإذا كان اختيان النفس هو ظلمها أو ارتكاب ما حرم عليها، كان كل مذنب مختاناً لنفسه،فالنفس هي الخائنة الظالمة،
والإنسان تدعوه نفسه فى السر،ولا تدعو إليها علانية، وعقله ينهاه عن تلك الأفعال، ونفسه تغلبه عليها‏،
ولفظ الخيانة لا يستعمل إلا فيما خفي عن المخون، كالذي يخون أمانته، فيخون من ائتمنه إذا كان لا يشاهده، ولو شاهده لما خانه،
وفى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم،قال(آية المنافق ثلاث‏،إذا حَدَّث كذب،وإذا وَعَد أخلف،وإذا اؤتمن خان‏)
والصيام مبناه على الأمانة،فإن الصائم يمكنه الفطر ولا يدرى به أحد، فإذا أفطر سراً فقد خان أمانته،والنفس هى التى خانت،
ثم بين أن نفسه هى التى تختان، كما أنها هى التى تضر،لأن مبدأ ذلك من شهوتها، ليس هو مما يأمر به العقل والرأى،والإنسان تأمره نفسه فى السر بأمور ينهاها عنه العقل والدين فتكون نفسه اختانته وغلبته،
وهذا كله مما يبين أن النفس تخون أمانتها، وإن كان الرجل لا يقصد الخيانة، فتحمله على الخيانة بغير أمره، وتغلبه على رأيه، ولهذا يلوم المرء نفسه على ذلك ويذمها، ويقول‏،هذه النفس الفاعلة الصانعة، فإنها هى التى اختانت،
وعند استحكام الغفلة، واستتباع الهوى،وتخييم الجهل يصبح المعروف عنده منكراً،والمنكر معروفاً، والحق باطلاً،والباطل حقاً،
وفيها تضيع الأمانة فلا علم يهدي، ولا عدل يزكي،
فإن لم يتدارك ما فرط من عزمه بتوبة صادقة يلم بها شعث المهزوم،والموفق هو الله وحده،وإلا قاده عدوه إلى مقام الشيطان،
قال شيخ الإسلام،رحمه الله،دل قوله تعالى(وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ)النساء،
أنه لا يجوز الجدال عن الخائن،ولا يجوز للإنسان أن يجادل عن نفسه إذا كانت خائنة،
فتعمد النفس الخائنة إلى إثارتها وتهيجها، متوصلة لذلك بتزيينها برداء شرعي،وصاية على الدين أو حمية للمؤمنين،
تتستر به عن ملاحظة أعين المخلصين إلا أن سريرته بادية في صفحات وجهه وفلتات لسانه،
وعند ذلك تدوم الفتنة،وتعظم المحنة،وتضيع الأمانة في معترك الخيانة، والمعصوم من عصمه الله.

عطر فرنسي
14-04-2014, 06:26 PM
جزائك الله خير

امـ حمد
15-04-2014, 02:49 AM
جزائك الله خير


بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

white bird
15-04-2014, 02:53 AM
جزاج الله خير يا ام حمد ..

امـ حمد
15-04-2014, 03:41 AM
جزاج الله خير يا ام حمد ..

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

كازانوفا
22-04-2014, 12:24 PM
جزيتي خيراا

امـ حمد
22-04-2014, 03:50 PM
جزيتي خيراا

تسلمين حبيبتي كازانوفا
بارك الله في حسناتج يالغلا