المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ



امـ حمد
17-04-2014, 02:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ينبغي للإنسان ألايفرح مهما بلغَ من فضل،ومهما جمع من مال، ومهما اعتلى من مناصب،فربما يكون ذلك استدارجاً من الملك عز وجل،
هذه الآية في قصة قارون(إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)والمراد بذلك الفرح الذي يصحبه الكبر والبغي على الناس والعدوان والبطر،هذا المنهي عنه، فرح البطر والكبر،أما الفرح بنصر الله وبرحمته ونعمه وإحسانه فهذا مشروع،
كما قال الله عز وجل(قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)سورة يونس،
فالمؤمن يفرح أن الله هداه إلى الإسلام،والإيمان،وأن الله أعانه على الصلاة، وعلى بر والديه وصلة أرحامه، وأعانه على فعل الخير، ينبغي له أن يفرح بذلك،ويسر بذلك،ويحمد الله على ذلك،
أما الفرح المذموم فهو الفرح الذي يصحبه الكبر والتعاظم والبطر واحتقار الناس،
قال مُجاهد،المرحين الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم،
لماذا مُنع الفرح،
لأن الفرح والأشر والبطر يقود إلى نسيان الآخرة،وبالتالي الإفساد في الأرض،من أجل ذلك،قال الله عز وجل(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )
وقال الله عز وجل،عن سليمان عليه السلام وبلقيس(وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُون،فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ )
قال ابن كثير رحمه الله،أي أنتم الذين تنقادون للهدايا والتحف،وأما أنا فلا أقبل منكم إلا الإسلام،
قال ابن كثير( كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً)أي فرحاً لا يُفكر في العواقب ،ولا يخاف مما أمامه ، فأعقبه ذلك الفرح اليسير الحزن الطويل،
وأما أصحاب اليمين فقال عز وجل( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ،فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيراً،وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً)
لماذا،لأنه كان في الدنيا خائفاً وجِلاً،ومن كان كذلك لم يُخرجه فرحه إلى الأشر والبطر،
وهذا من عدِل الله سبحانه وتعالى،ولذا قال عليه الصلاة والسلام،فيما يروي عن ربه جل وعلا،قال(وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين،إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة،وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة)رواه ابن حبان،
قال تبارك وتعالى( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ،قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ )
إن الفرح يجب أن يكون بكتاب الله عز وجل،وباتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم،
وانظر إلى فرح نبي الله صلى الله عليه وسلم(دخل مكة فاتحاً وذقنه يكاد يمسّ رحله من تواضعه لله عز وجل،مع أنه في موطن نصر وعـزّ وتمكين وغلبة على أعدائه،
ومع ذلك دخل مُتخشِّعاً خاضعاً لله،لم يدخل دخول الفرحين الأشِرين ،
وقبل ذلك حدّث له النصر الـمُبين في يوم أعزّ الله فيه الإسلام وأهله وأذلّ فيه الكفر وأهله،في ذلك اليوم المشهود،يوم بدر،الذي
يستحق الفرح والبطر إنه لذلك النصر المبين،
إلا أنه لم يُسمع للجيش صراخ وعويل أو بطر وطغيان،كما تفعل جيوش الظالمين إذا غَلَبت،أو حققت نصراً ولو موهوماً،
ولذا لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم،إلى المدينة لقيهم المسلمون يهنئونهم بفتح الله عليهم ،
وقيل ليوسف بن أسباط،ما غاية الزهد،قال،لا تفرح بما أقبل،ولا تأسف على ما أدبر،
قيل،فما غاية التواضع،قال،أن تخرج من بيتك فلا تلقى أحداً إلا رأيت أنه خير منك،
لأن هذه الدنيا طُبِعت على كدر،،،،فما يُفرح به اليوم قد يُساء به غداً،
قال ابن القيم،رحمه الله،رد الله سبحانه وتعالى،على من ظن أن سعة الرزق إكرام،وأن الفقر إهانة،
فقال،لم أبتلِ عبدي بالغنى لكرامته عليَّ،
ولم أبتله بالفقر لهوانه عليَّ،
والمعنى،ليس كل من وسعت عليه وأعطيته أكون قد أكرمته،
ولا كل من ضيقت عليه أكون قد أهنته،
فالإكرام أن يكرم الله العبد بطاعته والإيمان به، ومحبته ومعرفته،
والإهانة أن يسلبه ذلك،
اللهم فرِّحنا بالإسلام، وبالقرآن، وبالإيمان، وشَفِّع فينا الصيام والقرآن،
واجعلنا من المخلصين لك، العاملين لدينك، الفَرِحين بلقائك، التَّوَّاقين للقاء حبيبك وصفيك في الجنة،
اللهم ارزقنا الإخلاصَ في القول والعمل، ولا تَجعل الدُّنيا أكبر هَمِّنا ولا مبلغ علمنا.

عثرة جواد
17-04-2014, 09:28 AM
السلام عليكم

جزاج الله خير

كازانوفا
17-04-2014, 11:20 AM
صحيح كلامك

جزيتي خيرا

امـ حمد
17-04-2014, 05:16 PM
السلام عليكم

جزاج الله خير

بارك الله في حسناتك عثرة جواد
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
17-04-2014, 05:16 PM
صحيح كلامك

جزيتي خيرا

تسلمين حبيبتي
بارك الله فيج