ROSE
17-08-2006, 03:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم الشيخ جعفر الطلحاوي
من موانع اجابة الدعاء ـ والعياذ بالله ـ مايلي :
«1»- مشيئة الله تعالى لحكمة يعلمها تبارك وتعالى لقوله تعالى: «بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ» الأنعام:«41»
«2»- الاستعجال : لقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم «لاَ يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ».قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: «يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ، وَيَدَعُ الدُّعَاءَ». وإنما كان الاستعجال من موانع الدعاء لأن ذلك إما أن يكون استبطاء أو إظهار يأس وباب قنوط وضعف يقين وسخط وكلاهما مذموم، أما الأول فلأن الإجابة لها وقت معين كما ورد أن بين دعاء موسى وهارون على فرعون وبين الإجابة أربعين سنة، وأما القنوط فلا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، مع أن الإجابة على أنواع، منها تحصيل عين المطلوب في الوقت المطلوب، ومنها ادخاره ليوم يكون أحوج إلى ثوابه ومنها وجوده في وقت آخر لحكمة اقتضت تأخيره ومنها دفع شر بدله.
«3»-الكسب الحرام : لقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لسعد بن أبي وقاص - رَضِيَ الله عنه - عندما سأله أن يدعو الله تعالى له أن يكون مستجاب الدعوة قال «يا سعد : أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه أربعين يوماً، وأيّما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به» رواه الحافظ ابن مردويه عن عطاء عن ابن عباس - رَضِيَ الله عنهما - . وفي الصحيح: «منْ حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّباً، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ تعالى : «يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ» المؤمنون:51«وَقَالَ تبارك وتعالى : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ» البقرة: 172«ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلُ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِك؟».صحيح مسلم كتاب الزكاة. باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها. وهذا الاستفهام « فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِك «على جهة الاستبعاد من قبول دعاء من هذه صفته.
«4»- عدم العزم في المسألة : لقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم « «لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ، فَإِنَّ اللهَ صَانِعٌ مَا شَاءَ، لاَ مُكْرِهَ لَهُ». صحيح مسلم كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار. باب العزم بالدعاء، ولا يقل إن شئت. .وقال النووي بكراهة هذا التعليق « إِنْ شِئْتَ « من الداعي فترجم لهذا الحديث في رياضه كتاب الأمور المنهي عنها. باب كراهة قول الإنسان اللهم اغفر لي إن شئت بل يجزم بالطلب. وفي الصحيح «إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ، وَلاَ يَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي، فَإِنَّ اللهَ لاَ مُسْتَكْرِهَ لَهُ».صحيح البخاري كِتَاب الدَّعَوَاتِ. باب لِيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ.وفي كِتَاب التَّوْحِيدِ. باب فِي الْمَشِيئَةِ وَالْإِرَادَةِ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ. صحيح مسلم كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار. باب العزم بالدعاء، ولا يقل إن شئت. «إذَا دَعا أحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمِ المسألةَ وَلا يَقُولَنَّ اللَّهمَّ إنْ شِئْتَ فأعْطِني فإنَّه لا مُسْتَكْرِهَ لَهُ». أي أنه ينبغي للداعي أن يجتهد في الدعاء ويكون على رجاء الإجابة، ولا يقنط من الرحمة فإنه إنما يدعو كريما فليعزم ويجزم وليصمم ولا يتردد ولا يضعف في الطلب، وقيل هو حسن الظن بالله في الإجابة والحكمة في النهي عن التعليق بقوله « إنْ شِئْتَ» أن فيه صورة الاستغناء عن المطلوب منه - والعياذ بالله - وعن المطلوب.
بقلم الشيخ جعفر الطلحاوي
من موانع اجابة الدعاء ـ والعياذ بالله ـ مايلي :
«1»- مشيئة الله تعالى لحكمة يعلمها تبارك وتعالى لقوله تعالى: «بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ» الأنعام:«41»
«2»- الاستعجال : لقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم «لاَ يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ».قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: «يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ، وَيَدَعُ الدُّعَاءَ». وإنما كان الاستعجال من موانع الدعاء لأن ذلك إما أن يكون استبطاء أو إظهار يأس وباب قنوط وضعف يقين وسخط وكلاهما مذموم، أما الأول فلأن الإجابة لها وقت معين كما ورد أن بين دعاء موسى وهارون على فرعون وبين الإجابة أربعين سنة، وأما القنوط فلا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، مع أن الإجابة على أنواع، منها تحصيل عين المطلوب في الوقت المطلوب، ومنها ادخاره ليوم يكون أحوج إلى ثوابه ومنها وجوده في وقت آخر لحكمة اقتضت تأخيره ومنها دفع شر بدله.
«3»-الكسب الحرام : لقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لسعد بن أبي وقاص - رَضِيَ الله عنه - عندما سأله أن يدعو الله تعالى له أن يكون مستجاب الدعوة قال «يا سعد : أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه أربعين يوماً، وأيّما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به» رواه الحافظ ابن مردويه عن عطاء عن ابن عباس - رَضِيَ الله عنهما - . وفي الصحيح: «منْ حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّباً، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ تعالى : «يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ» المؤمنون:51«وَقَالَ تبارك وتعالى : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ» البقرة: 172«ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلُ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِك؟».صحيح مسلم كتاب الزكاة. باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها. وهذا الاستفهام « فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِك «على جهة الاستبعاد من قبول دعاء من هذه صفته.
«4»- عدم العزم في المسألة : لقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم « «لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ، فَإِنَّ اللهَ صَانِعٌ مَا شَاءَ، لاَ مُكْرِهَ لَهُ». صحيح مسلم كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار. باب العزم بالدعاء، ولا يقل إن شئت. .وقال النووي بكراهة هذا التعليق « إِنْ شِئْتَ « من الداعي فترجم لهذا الحديث في رياضه كتاب الأمور المنهي عنها. باب كراهة قول الإنسان اللهم اغفر لي إن شئت بل يجزم بالطلب. وفي الصحيح «إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ، وَلاَ يَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي، فَإِنَّ اللهَ لاَ مُسْتَكْرِهَ لَهُ».صحيح البخاري كِتَاب الدَّعَوَاتِ. باب لِيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ.وفي كِتَاب التَّوْحِيدِ. باب فِي الْمَشِيئَةِ وَالْإِرَادَةِ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ. صحيح مسلم كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار. باب العزم بالدعاء، ولا يقل إن شئت. «إذَا دَعا أحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمِ المسألةَ وَلا يَقُولَنَّ اللَّهمَّ إنْ شِئْتَ فأعْطِني فإنَّه لا مُسْتَكْرِهَ لَهُ». أي أنه ينبغي للداعي أن يجتهد في الدعاء ويكون على رجاء الإجابة، ولا يقنط من الرحمة فإنه إنما يدعو كريما فليعزم ويجزم وليصمم ولا يتردد ولا يضعف في الطلب، وقيل هو حسن الظن بالله في الإجابة والحكمة في النهي عن التعليق بقوله « إنْ شِئْتَ» أن فيه صورة الاستغناء عن المطلوب منه - والعياذ بالله - وعن المطلوب.