المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما أكثر ما نشتغل بعيوب الناس



امـ حمد
28-04-2014, 05:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أكثر ما نشتغل بعيوب الناس،ناسين أو متناسين أموراً مهمة،
أنهم بشر مثلنا،ويقع منهم الخطأ،
أننا مُـلئنا عيوباً لو اشتغلنا بها وبإصلاحها لأشغلتنا عن عيوب الناس،
وأن من تتبّع عورات الناس تتبّع الله عورته،فالجزاء من جنس العمل،
أننا نظرنا في سيئات أقوام وأكبرناها وأعظمناها،وكتمنا حسناتهم،
وقديماً قيل،
أرى كل إنسان يرى عيب غيره،،،،ويعمى عن العيب الذي هو فيه
وما خير من تخفى عليه عيوبه،،،،ويبدو له العيب الذي لأخيه
روى ابن جرير في تفسيره عن قتادة في قوله تعالى(بَلْ الْإِنْسَان عَلَى نَفْسه بَصِيرَة)
قال،إذا شئت والله رأيته بصيراً بعيوب الناس وذنوبهم،غافلا عن ذنوبه،
ومن كان كذلك فقد تمّت خسارته،كما قال بكر بن عبدالله،إذا رأيتم الرجل موكلاً بعيوب الناس،ناسياً لعيبه،فاعلموا أنه قد مكر به،
وكم هو قبيح أن ينسى الإنسان عيوب نفسه،وينظر في عيوب إخوانه بمنظار مُكبِّر،
عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(يبصر أحدكم القـذاة في عين أخيه وينسى الجذل أو الجذع في عين نفسه)
قال أبو عبيد،الجذل الخشبة العالية الكبيرة،
رواه البخاري،وصححه الشيخ الألباني،
روى الديلمي،عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال،كان بالمدينة أقوام لهم عيوب،فسكتوا عن عيوب الناس،فأسكت الله الناس عنهم عيوبهم،فماتوا ولا عيوب لهم،وكان بالمدينة أقوام لا عيوب لهم ، فتكلموا في عيوب الناس،فأظهر الله عيوباَ لهم،فلم يزالوا يعرفون بها إلى أن ماتوا،
وقد روى عن بعض السلف أنه قال،أدركت قوماً لم يكن لهم عيوب ، فذكروا عيوب الناس فذكر الناس لهم عيوباً،
وأدركت قوماً كانت لهم عيوب،فكفوا عن عيوب الناس فـنُـسيت عيوبهم،
وشاهد هذا حديث أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وسلم،أنه قال(يا معشر من آمن بلسانه ، ولم يدخل الإيمان في قلبه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوارتهم ، فإنه من اتبع عوراتهم ، تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته)خرجه الإمام أحمد وأبو داود ، وخرج الترمذي معناه من حديث ابن عمر ،
واعلم أن الناس على ضربين،

أحدهما، من كان مستورا لا يعرف بشيء من المعاصي،فإذا وقعت منه هفوة أو زلة ، فإنه لا يجوز هتكها ولا كشفها ولا التحدث بها، في ذلك،قال تعالى(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
والمراد إشاعة الفاحشة على المؤمن فيما وقع منه ، واتّهم به مما بريء منه كما في قضية الإفك،

والثاني، من كان مشتهراً بالمعاصي معلنا بها ولا يبالي بما ارتكب منها ولا بما قيل له،هذا هو الفاجر المعلن،وليس له غيبة كما نصّ على ذلك الحسن البصري وغيره،ومثل هذا لا بأس بالبحث عن أمره لتقام عليه الحدود،
وصرح بذلك بعض أصحابنا،فقد ثبت في الصحيحين،(صحيح البخاري،ومسلم)بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم(واغد يا أنيس إلى امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها)فاعترفت فأمر بها فرجمت،
كيف إذا كان من يُوقع في عرضه من أهل العلم والصلاح،
ثم نرميه بالبدعة أو المروق من الدّين دون بيّنة ولا تثبّت،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم(من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال)رواه أبو داود،وغيره ،وصححه الألباني،
فليحذر الذين يخوضون في أعراض عباد الله،خاصة الصالحين والمُصلحين،
نحن،بعد،ما فرغنا من عيوب أنفسنا حتى نشتغل بعيوب غيرنا،
ولعل من اشتغل بعيوب الخلق ، يُبتلى بالانشغال عن عيب نفسه حتى تعطب،
إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى،،،،،ودينك موفور وعرضك صيّن
لسانك لا تذكر به عورة امرئ،،،،فكلّـك عورات وللناس ألسـن
وعينك إن أبدت إليك معايباً،،،،فدعها وقل،يا عين للناس أعينُ
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى،،،،وفارق ولكن بالتي هي أحسنُ
أن نُقبل على أنفسنا فنزكّيها بالعلم النافع،والعمل الصالح،ونترك الاشتغال بعيوب الناس.

عطر فرنسي
28-04-2014, 10:42 PM
جزاج الله الف خير

معلومات قيمه

امـ حمد
29-04-2014, 02:28 AM
جزاج الله الف خير

معلومات قيمه


بارك الله في حسناتك عطر فرنسي
وجزاك ربي جنة الفردوس

elders
29-04-2014, 07:41 AM
جزاكم الله كل خير

امـ حمد
29-04-2014, 02:09 PM
جزاكم الله كل خير


بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس