المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسلم يتصف بمكارم الأخلاق



امـ حمد
02-05-2014, 03:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المسلم يتصف بمكارم الأخلاق، يتجمل بالحلم والحياء، ويلبس ثوب التواضع والتودد إلى الناس،من الاحتمال وكف الأذى، والعفو عند المقدرة، والصبر على الشدائد، وكظم الغيظ إذا اعتدي عليه أو أُثير،وطلاقة الوجه والبشر،في كل حال من الأحوال،
وهذا ما وجَّه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم،ذلك الصحابيَّ المستنصح،عندما طلب منه أن يوصيه،بتلك العبارة الموجزة، الجامعة لكل خير المانعة لكل شر(لا تغضب)
أي تخلق بالأخلاق الرفيعة، أخلاق النبوة، أخلاق القرآن، أخلاق الإيمان، فإنك إذا تخلقت بها وصارت لك عادة، وأصبحت فيك طبعاً،اندفع عنك الغضب حين وجود أسبابه، وعرفت طريقك إلى مرضاة الله عز وجل وجنته،
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه،أنَّ رَجُلاً،قال لِلنَّبِّي صلى الله عليه وسلم،أَوصِني،قال(لا تَغْضَب، فَرَدَّدَ مِرَاراً،قال،لا تَغْضَب)رواه البخاري،
شرح الحديث،حرص المسلم على النصيحة وتعرف وجوه الخير، والاستزادة من العلم النافع والموعظة الحسنة،
كما أفاد الحث على الإقلال من القول،والتربية بالقدوة الحسنة،
الحلم وضبط النفس سبيل الفوز والرضوان،
إذا غلب الطبع البشري، وثارت فيك قوى الشر،
فإياك أن تعطي نفسك هواها، وتدع الغضب يتمكن منك فيكون الآمر والناهي لك، فترتكب ما نهاك الله عنه،
بل جاهد نفسك على ترك مقتضى الغضب،وتذكر خُلُق المسلم التقي والمؤمن النقي، الذي وصفك الله تعالى به بقوله(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ،الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)آل عمران،
إذا لم يغضب المرء فقد ترك الشر كله، ومن ترك الشر كله، فقد حصل الخير كله،الغضب ضعف والحلم قوة،
آثار الغضب،الغضب خُلُق مذموم وطبع سيء وسلاح فتاك،
إذا استسلم له الإنسان وقع صريع آثاره السيئة، التي تضر بالفرد نفسه أولاً، وبالمجتمع ثانياً،

أما أضراره بالمجتمع،فهو يولد الحقد في القلوب،وإضمار السوء للناس،وهذا ربما أدى إلى إيذاءهم وهجرهم،

أسباب الغضب كثيرة ومتنوعة،منها،الكبر والتعالي والتفاخر على الناس،والهزء والسخرية بالآخرين وكثرة المزاح،ولا سيما في غير حق،والجدل والتدخل فيما لا يعني،
وأما معالجة الغضب،بأمور أرشدنا إليها الإسلام،منها،أن يروض نفسه ويدربها على التحلي
بمكارم الأخلاق، كالحلم والصبر والتأني في التصرف والحكم،
أن يضبط نفسه إذا أُغضب ويتذكر عاقبة الغضب، وفضل كظم الغيظ والعفو عن المسيء(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)آل عمران،
روى أحمد،عن النبي صلى الله عليه وسلم(ما كظم عبدٌ لله إلا مُلِئَ جوفُه إيماناً)
الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم،قال الله تعالى(وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)الأعراف،
روى البخاري ومسلم،استبَّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم،وأحدُهما يسبُّ صاحبَه مُغضباً قد احمَرَّ وجهُه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم(إني لأعلمُ كلمةً، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال،أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم)
تغيير الحالة التي هو عليها حال الغضب،فقد روى أحمد،وأبو داود،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إذا غضبَ أحدُكم وهو قائم فليجلس،فإن ذهبَ عنه الغضب، وإلا فليضطجع)
ترك الكلام، لأنه ربما تكلم بكلام قوبل عليه بما يزيد من غضبه، أو تكلم بكلام يندم عليه بعد زوال غضبه،
الوضوء، وذلك أن الغضب يُثير حرارة في الجسم، والماء يبرده فيعود إلى طبعه،
روى أحمد وأبو داود،أنه صلى الله عليه وسلم قال(إنَّ الغضب من الشيطان،وإنَّ الشيطانَ خلق من النار،فإذا غضبَ أحدُكم فليتوضأ)
والغضب المذموم،الذي يُطلب من المسلم أن يعالجه ويبتعد عن أسبابه،هو ما كان انتقاماً للنفس،ولغير الله تعالى ونصرة دينه،
أما ما كان لله تعالى،بسبب التعدي على حرمات الدين، من تحدٍ لعقيدة، أو تهجم على خُلُق أو انتقاص لعبادة،فهو في هذه الحالة خلق محمود،وسلوك مطلوب،
وورد،عنه صلى الله عليه وسلم،كان لا يغضب لشيء،
فإذا انتُهكت حرمات الله عز وجل،فحينئذ لا يقوم لغضبه شيء)رواه البخاري ومسلم،

الغضبان مسؤول عن تصرفاته،إذا أتلف الإنسان حال غضبه، شيئاً ذا قيمة لأحد، فإنه يضمن هذا المال ويغرم قيمته، وإذا قتل نفساً عمداً وعدواناً استحق القصاص، وإن تلفظ بالكفر حكم بردته عن الإسلام حتى يتوب،وإن حلف على شيء انعقد يمينه، وإن طلق وقع طلاقه،

اللهم أبعد عنّا الغضب،واتنا بالصبر،وألِن قلوبنا بذكرك ولا تجعلنا من الظالمين،
اللهم زينا بمكارم الأخلاق وارزقنا الإنابة إليك والوجل منك، والرجاء لك، والثقة بك، والتوكل عليك،والعمل الصالح،والدعاء،
اللهم أغننا بالعلم وزيِّنا بالحلم وأكرمنا بالتقوى، وجمِّلنا بالعافية، وطهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء،وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور،
وبلِّغنا مما يرضيك آمالنا، واختم بالصالحات أعمالنا،
اللهم آميــــن.