امـ حمد
03-05-2014, 08:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا يلدغ المؤمن مِن جحر واحدٍ مرَّتين)صحيح مسلم،
أن المؤمن قدراً في اليقظة والتذكر والاعتبار وعدم الغفلة
وهذا من موجبات الإيمان الذي يحمله،
شرح الحديث،قوله صلى الله عليه وسلم(لا يلدغ)
اللدغ يؤلم لأنه لا يكون إلا من ذوات السموم،والذي يتألم هو الذي يحذر ويتقي،
وقوله صلى الله عليه وسلم(المؤمن)
الإيمان سبب حياة القلب،ورتب عليه عدم اللدغ من جحر مرتين،
الإيمان نور،وهو الذي يسبب حياة القلب،
يقول الله تعالى(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ)
قال أبي بن كعب،مثل نوره،يعني نوره في قلب عبده المؤمن
ونور من آمن بالله،
ومثلما ان النور الحسي،يجلو الظلمات الحسية،
فكذلك نور الإيمان،يُهتدى به في الظلمات المعنوية،
قال ابن القيم،هذه الآية،آية النور،فقد ذكر سبحانه وتعالى،
نوره في السموات والأرض،
ونوره في قلب عباده المؤمنين،
فهما نوران عظيمان، وأحدهما أعظم من الآخر،
وقوله صلى الله عليه وسلم(من جحر)
والجحر مكان مظلم غيبي،والمؤمن لا يعلم الغيب
فكان لا بد أن يمر بالتجربة الأولى
قال البخاري رحمه الله،قال معاوية،لا حكيم إلا ذو تجربة،
والمؤمن أمره كله خير،فإن اللدغة الأولى علمته اتقاءها مرة أخرى،
وقوله صلى الله عليه وسلم(مرتين)
حياة القلب ونوره على حسب كمال ما معه من إيمان
ونقصهما بقدر نقصانه،ولعله لأجل ذلك جاء معرفاً بأن،المؤمن الحق،أو الكامل الإيمان،فعدد اللدغات بحسب ما معه من نقص الإيمان،
ما هو الجحر وما هي لدغته،
أولاً،نفسيرالبخاري رحمه الله،في خبايا الناس،
فالأصل في مخالطة الناس أنه بانبساط وتراحم وألفة ومودة
لكن هناك دائماً الاستثناء،بمداراة الناس،
وحديث عائشة رضي الله عنها،أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال(ائذنوا له فبئس ابن العشيرة أو بئس أخو العشيرة)
فلما دخل،فقلت له،يا رسول اللّه،قلت ما قلت ثم ألنت له في القول،
فَقَال،أي عائشة(إن شر الناس منزلة عند اللَهِ من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه)
فالمداراة انبساط بحذر لدفع شر واستجلاب خير،
ومع ذلك قد لا يسلم فجاء،باب(لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) وقال معاوية لا حكيم إِلا ذو تجرِبة،
وذكر حديث عبدالله بن عمرو،رضي الله عنه،فالمؤمن وإن لدغ وإن أوذي فلا يحملنّه ذلك على العزلة واجتناب الناس بل يحسن إليهم خصوصاً في حقوقهم،
ثانياً،النفس،وأخطر نفس ممكن أن تلدغ المرء هي التي بين جنبيه،لذلك كان يستعيذ منها النبي عليه الصلاة والسلام،
(اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه،أشهد أن لا إله إلا أنت،أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه)فهي تلدغ بالذنوب،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِذَلِك(إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين)أَي،لا يذنب ذنباً يخاف عقوبته،ثم يعود فيه بعد ذلك،
والعلامة السعدي رحمه الله،قال،هذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم،لبيان كمال احتراز المؤمن ويقظته،وأن المؤمن يمنعه إيمانه من اقتراف السيئات التي تضره مقارفتها،
وأنه متى وقع في شيء منها،فإنه في الحال يبادر إلى الندم والتوبة والإنابة،
ومن تمام توبته،أن يحذر غاية الحذر من ذلك السبب الذي أوقعه في الذنب،كحال من أدخل يده في جحر فلدغته حية،فإنه بعد ذلك لا يكاد يدخل يده في ذلك الجحر،لما أصابه فيه أول مرة،
ثالثاً،مكايد الشيطان،والذنب إما يكون من النفس وإما يكون من الشيطان،الذي هو أصل كل شر، وهو العدو المتربص الذي لا يفتر،ومكايده يخفيها بالتزيين فلا تكاد تبين
فعلى المؤمن الحذر،
تعرف الأسباب النافعة ليقوم بها،والأسباب الضارة ليتجنبها،
وقد حذر الله المؤمنين إلى ما زينه الشيطان من الوقوع في المعاصي،فقال(يَعِظُكُمُ اللهُ أنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)النور،
الخلاصة،في الحديث،فيوجب على المؤمن ألا يلدغ من جحر واحد مرتين،
فلا يحتاج إلا إلى تجربة واحدة فيعود هذا الجحر شهادة كلما مر عليه،وغيره لا تزال الغشاوة في كل مرة تعمي عينيه،
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم،اللهم اجعل فى قلبى نورا وفي لساني نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا ومن فوقي نورا ومن تحتي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا
ومن أمامي نورا ومن خلفي نورا واجعل في نفسي نورا
وعظم لى نورا واجعل لى نورا،واجعلنى نورا
اللهم أعطنى نورا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا يلدغ المؤمن مِن جحر واحدٍ مرَّتين)صحيح مسلم،
أن المؤمن قدراً في اليقظة والتذكر والاعتبار وعدم الغفلة
وهذا من موجبات الإيمان الذي يحمله،
شرح الحديث،قوله صلى الله عليه وسلم(لا يلدغ)
اللدغ يؤلم لأنه لا يكون إلا من ذوات السموم،والذي يتألم هو الذي يحذر ويتقي،
وقوله صلى الله عليه وسلم(المؤمن)
الإيمان سبب حياة القلب،ورتب عليه عدم اللدغ من جحر مرتين،
الإيمان نور،وهو الذي يسبب حياة القلب،
يقول الله تعالى(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ)
قال أبي بن كعب،مثل نوره،يعني نوره في قلب عبده المؤمن
ونور من آمن بالله،
ومثلما ان النور الحسي،يجلو الظلمات الحسية،
فكذلك نور الإيمان،يُهتدى به في الظلمات المعنوية،
قال ابن القيم،هذه الآية،آية النور،فقد ذكر سبحانه وتعالى،
نوره في السموات والأرض،
ونوره في قلب عباده المؤمنين،
فهما نوران عظيمان، وأحدهما أعظم من الآخر،
وقوله صلى الله عليه وسلم(من جحر)
والجحر مكان مظلم غيبي،والمؤمن لا يعلم الغيب
فكان لا بد أن يمر بالتجربة الأولى
قال البخاري رحمه الله،قال معاوية،لا حكيم إلا ذو تجربة،
والمؤمن أمره كله خير،فإن اللدغة الأولى علمته اتقاءها مرة أخرى،
وقوله صلى الله عليه وسلم(مرتين)
حياة القلب ونوره على حسب كمال ما معه من إيمان
ونقصهما بقدر نقصانه،ولعله لأجل ذلك جاء معرفاً بأن،المؤمن الحق،أو الكامل الإيمان،فعدد اللدغات بحسب ما معه من نقص الإيمان،
ما هو الجحر وما هي لدغته،
أولاً،نفسيرالبخاري رحمه الله،في خبايا الناس،
فالأصل في مخالطة الناس أنه بانبساط وتراحم وألفة ومودة
لكن هناك دائماً الاستثناء،بمداراة الناس،
وحديث عائشة رضي الله عنها،أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال(ائذنوا له فبئس ابن العشيرة أو بئس أخو العشيرة)
فلما دخل،فقلت له،يا رسول اللّه،قلت ما قلت ثم ألنت له في القول،
فَقَال،أي عائشة(إن شر الناس منزلة عند اللَهِ من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه)
فالمداراة انبساط بحذر لدفع شر واستجلاب خير،
ومع ذلك قد لا يسلم فجاء،باب(لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) وقال معاوية لا حكيم إِلا ذو تجرِبة،
وذكر حديث عبدالله بن عمرو،رضي الله عنه،فالمؤمن وإن لدغ وإن أوذي فلا يحملنّه ذلك على العزلة واجتناب الناس بل يحسن إليهم خصوصاً في حقوقهم،
ثانياً،النفس،وأخطر نفس ممكن أن تلدغ المرء هي التي بين جنبيه،لذلك كان يستعيذ منها النبي عليه الصلاة والسلام،
(اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه،أشهد أن لا إله إلا أنت،أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه)فهي تلدغ بالذنوب،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِذَلِك(إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين)أَي،لا يذنب ذنباً يخاف عقوبته،ثم يعود فيه بعد ذلك،
والعلامة السعدي رحمه الله،قال،هذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم،لبيان كمال احتراز المؤمن ويقظته،وأن المؤمن يمنعه إيمانه من اقتراف السيئات التي تضره مقارفتها،
وأنه متى وقع في شيء منها،فإنه في الحال يبادر إلى الندم والتوبة والإنابة،
ومن تمام توبته،أن يحذر غاية الحذر من ذلك السبب الذي أوقعه في الذنب،كحال من أدخل يده في جحر فلدغته حية،فإنه بعد ذلك لا يكاد يدخل يده في ذلك الجحر،لما أصابه فيه أول مرة،
ثالثاً،مكايد الشيطان،والذنب إما يكون من النفس وإما يكون من الشيطان،الذي هو أصل كل شر، وهو العدو المتربص الذي لا يفتر،ومكايده يخفيها بالتزيين فلا تكاد تبين
فعلى المؤمن الحذر،
تعرف الأسباب النافعة ليقوم بها،والأسباب الضارة ليتجنبها،
وقد حذر الله المؤمنين إلى ما زينه الشيطان من الوقوع في المعاصي،فقال(يَعِظُكُمُ اللهُ أنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)النور،
الخلاصة،في الحديث،فيوجب على المؤمن ألا يلدغ من جحر واحد مرتين،
فلا يحتاج إلا إلى تجربة واحدة فيعود هذا الجحر شهادة كلما مر عليه،وغيره لا تزال الغشاوة في كل مرة تعمي عينيه،
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم،اللهم اجعل فى قلبى نورا وفي لساني نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا ومن فوقي نورا ومن تحتي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا
ومن أمامي نورا ومن خلفي نورا واجعل في نفسي نورا
وعظم لى نورا واجعل لى نورا،واجعلنى نورا
اللهم أعطنى نورا.