تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أما ترضى ياعمر أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة



امـ حمد
12-05-2014, 04:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى البخاري،في الأدب المفرد عن الحسن,قال،حدثنا أنس بن مالك,قال،دخلت على النبي صلى اللَه عليه وسلم وهو على سرير مرمول بِشريط،تحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف،ما بين جلده وبين السرير ثوب،فدخل عليه عمر فبكى، فقال له النبي صلى اللَه عليه وسلم،ما يبكيك يا عمر،قال،أما واللَه ما أبكي يا رسول الله،ألا أكون أعلم أنك أكرم على اللَه من كسرى وقيصر،فهما يعيثان فيما يعيثان فيه من الدنيا،وأنت يا رسول الله،بالمكان الذي أرى،فقال النبي صلى اللَه عليه وسلم(أما ترضى ياعمر أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة،قلت،بلى يا رسول اللَه،قال،فإنه كذلك)
الدعاة إلى الله تعالى،والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أكرم على الله تعالى،من أهل الفسق والفجور والمعاصي،هؤلاء يعيشون في الدنيا مرفهين مرفوعين في المجتمع،
والدعاة إلى الله تعالى محقرين مضطهدين يخافون من بطش الظالمين وكلام الناس البذيء،لكن لهم الآخرة بإذن من الله ،
إن الناس انقسموا إلى قسمين،
من الناس من أصبح وهمه الدنيا،ومافيها من متاع وشهوات،
ومن الناس من أصبح وهمه الآخرة،ومافيها من نعيم ولذات ورضا الرحمن جلا وعلا،
قال تعالى(من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه،
ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب)الشورى،
وقال تعالى(من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً )الاسراء،
وأخرج بن ماجة بسند صحيح،قول النبي صلى الله عليه وسلم(من أصبح وهمه الدنيا جعل فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)صححه الالباني،
ماهي صفات أصحاب الدنيا،

الصفة الأولى،من صفاتهم التحرك للدنيا فقط،فهم لا يتحركون إلا للدنيا لا يبذلون جهداً إلا للدنيا،إن أحبو فللدنيا،
وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم،أصحاب هَم الدنيا وجعلهم ممن يبغضهم الله تعالى،
روى البيهقي وصححه الألباني عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(إن الله يبغض كل جعضري جواظ صخاب بالأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بالدنيا جاهل بالآخرة)
الجعضري،هو الفظ الغليظ المتكبر،
والجواظ الجموع المنوع ،
أن طالب الدنيا كناضر السراب يحسبه ماء فيتعب نفسه،فإذا جاءه خانه ضنه وفاته امله وبقي عطشه ودامت حسرته،
والقناعة لا تبغي بها بدلاً،فيها النعيم وفيها راحة البدن
وانظر لمن ملك الدنيا باجمعها،هل راح منها بغير القطن والكفن،

الصفة الثانية،من صفات أصحاب هم الدنيا،عدم تذكر الآخرة
فلا تمر في أذهانهم الآخرة حتى في صلاتهم لا يتذكرون القيامة وأهوالها ولا النار وجحيمها ولا الجنة ونعيمها, إذا أظلم عليهم الليل نسوا أن هناك ظلمة هي أشد ،ألا وهي ظلمة القبور،
قال تعالى(ان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن اياتنا غافلون أولائك مأواهم النار بما كانوا يكسبون) يونس،
ولو استشعرنا الآخرة ما ضيعنا أوقاتنا في لعب ولهو،والقيل والقال لو استحضرنا الآخرة والصراط والميزان وتطاير الصحف ما فرطنا في ذكر الله ساعة من الساعات،
لو تفكرنا في الآخرة ما تكبرنا على بعضنا البعض وتحاسدنا وتقاتلنا من أجل أتفه الأسباب،
يانفس ها أنت في الدنيا،فأعملي صالحاً تفلحين،
وقيل لأحد التابعين،لماذا نكرة الموت،فقال لأنكم عمرتم دنياكم وخربتم اخرتكم،ولذا انتم تكرهون الخروج من العمران الى الخراب،

الصفة الثالثة،من صفا ت أصحاب هم الدنيا،الاغترار بالصحة والعافية والنعمة،
فترى الواحد منهم يغتر بما أعطاه الله من نعمة وشباب وصحة حتى ينسى أنه يوماً من الأيام سيصير إلى الدود فبعد الحياة موت وبعد العافية مرض،هذا الجسد الجميل سيأكله الدود وينخر في كل عضو من أعضاءه،
وهاهو الحجاج يطلب من يأكل معه وهو في احد اسفاره،فيمر عليه رجل من الصالحين فيقول له،تفضل فيقول قد دعاني من هو خيرً منك،قال الحجاج من هو خيرٌ مني،قال الله،دعاني إلى الصيام فأنا اليوم صائم،قال،أفطر اليوم وصم غداً،قال أتضمن لي حياتي إلى غدٍ،قال،لا،قال دعني وشأني،
قال له الحجاج،الطعام طيب،قال ما طيبته أنت ولا طباخك،
طيبته العافية،الله أكبر,انه الاعتزاز بطاعة الملك الوهاب،
نسأل الله ان يعزنا بطاعته وان لا يذلنا بمعصيته،

الصفة الرابعة،من صفات أصحاب هم الدنيا،اللجوء إلى غير الله،
فإن أصاب الواحد من أصحاب هم الدنيا بلاء ،أو وقع في مصيبة فإنه لا يلجأ إلى الله بل يلجأ إلى الناس لأن ثقته بالله ضعيفة ويلجأ إلى كل مخلوق وينسى حول الله وقوته،
لذلك علمنا النبي صلى الله عليه وسلم،أن نكثر من قولنا،
لاحول ولاقوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة،

الصفة الخامسة،من صفات أصحاب الدنيا،الجزع عندما يقع البلاء،
تراه أشد الناس جزعاً وخوفاً وهلعاً،كثير القلق ومن شدة قلقه يذهب عنه النوم وتغزوه الأمراض،ويغضبون لغير الله،فلا يغضبون إلا للدنيا،يغضبون لانفسهم،قد يرى احدهم محارم الله تنتهك فلا يحرك ساكن،يرى المعاصي فلا ينكرها،فأمثال هؤلاء فأيبشروا بالهلاك كما قال صلى الله عليه وسلم،عندما سألته احد ازواجه وقالت يارسول الله انهلك وفينا الصالحون،قال نعم اذا كثر الخبث)أي الزنا والفواحش،ترى احدهم لا يتأثر بالموعظة،لا يتحرك له قلب ولا تدمع له عين،القلب مليء بالدنيا وشهواتها والحرص عليها،
قال لقمان الحكيم،يابني إن الدنيا بحر عميق وقد غرق فيه ناس كثير فلتكن سفينتك فيه تقوى الله عزوجل،والإيمان بالله تعالى وشراعها التوكل على الله عزوجل لعلك تنجو،
وأخرج بن ماجة بسند صحيح،قول النبي صلى الله عليه وسلم(من أصبح وهمه الدنيا،جعل فقره بين عينيه،وفرق عليه شمله،ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)صححه الالباني

العقوبة الاولى،يشتت الله شمله فما من شيء يحيط به إلا فرقه الله عليه تراه مشتت البال مضطرب النفس لا يحبه أهله ولا يحبه جيرانه كيف لا وقد وضع الله له البغضاء في الأرض

العقوبة الثانية،الفقر الملازم،مهما أغتني مهما بلغ من الثراء فهو فقير والفقر بين عينيه مليء بالهلع والجشع عديم القناعة والرضا لا يبارك الله له في ماله ولا في أهله ولا في تجارته،

العقوبة الثالثة،هروب الدنيا منه،فالدنيا هاربة منه دوماً يطلبها وهي تتباعد منه يجري وراءها كالسباع في البراري لا يقر له قرار ولايهدأ له بال طوال حياته وهو يلهث وراء الدنيا ولن يأتي له إلا ما قسم الله له من فوق سبع سموات،

أسال الله ان يجعلنا من أصحاب هم الاخرة وأن لا يجعلنا من أصحاب الدنيا.

عطر فرنسي
12-05-2014, 11:14 AM
جزاك الله الف خير وجعله في ميزان حسناتك

نتظر القادم

امـ حمد
12-05-2014, 08:13 PM
جزاك الله الف خير وجعله في ميزان حسناتك

نتظر القادم



تسلم اخوي بارود
بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس