المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غلاء المهور ، عزوف عن الزواج



امـ حمد
17-05-2014, 05:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن مشكلة غلاء المهور ، قد شغلت بال كثير من الناس وحالت بينهم وبين الزواج المبكر ، وفي ذلك مخالفة لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم،التي رغبت في الزواج المبكر وتيسير أسبابه، كما أن في ذلك تعريض الشباب والفتيات للخطر والفتنة والفساد،لأجل ذلك فليتق الله كل مسلم في نفسه وفي أولاده وبناته ، وليبادر إلى تزويجهم بما تيسر ، فأعظم النكاح بركة ، أيسره مؤونة،
وقد أدرك هذا الخطر كثير من علمائنا الأفاضل فحذروا من التغالي في المهور ،
غلاء المهور وأضراره
لاشك أن الزواج ضرورة من ضروريات الحياة إذ به تحصل مصالح الدين والدنيا ويحصل به الارتباط بين الناس، وبسببه تحصل المودة والتراحم ويسكن الزوج إلى زوجته والزوجة إلى زوجها قال تعالى(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)الروم،
وبالتزوج يحصل تكثير النسل،كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم) رواه أبو داود والنسائي،
ومن فوائد الزواج،وقال ابن مسعود رضي الله عنه،التمسوا الغنى في النكاح،
قال تعالى(إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
وفي الحديث(ما رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنع قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ثلاثة حق على الله عونهم،الناكح يريد العفاف،والمكاتب يريد الأداء والغازي في سبيل الله.
قال ابن كثير رحمه الله،والمعهود من كرم الله تعالى ولطفه،أن يرزقه ما فيه كفاية لها وله،فينبغي لمن يستطيع الزواج أن يتزوج امتثالاً لأمر الله ورسوله ، وإعفافاً لنفسه وزوجته ، فإنه يحصل بعدم الزواج أضرار كثيرة ، وللأسف أننا نرى بعض الشباب عندهم عزوف عن الزواج الشرعي ، وهروب عن مسئوليته ، وفي ذلك خطر عظيم عليهم وعلى أمتهم،
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الذي هو بأمته رؤوف رحيم(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء)صحيح مسلم،
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(لكني أصلي وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني)صحيح البخاري،
غلاء المهور،عزوف عن الزواج ،كثير من الناس اليوم قد لا يستطيع الزواج ، بسبب غلاء المهور ، والإسراف في حفلات الزواج ، وهي مشكلة عريضة أضرت بالمجتمع،وحصل بسببها من الظلم للفتيان والفتيات،ولم يؤثّر عن النبي صلى الله عليه وسلم،ولا عن أحد من أصحابه،أنهم تغالوا في المهور،أن الشرع قد جعل قلة المهر دليلاً على يمن الزوجة وبركة النكاح، فقال صلى الله عليه وسلم،في الحديث الصحيح(أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة)رواه أحمد والحاكم وقال،صحيح على شرط مسلم،
وزوج النبي صلى الله عليه وسلم،امرأة على رجل فقير ليس عنده شيء من المال ، بما معه من القرآن،بعد أن قال له(التمس ولو خاتماً من حديد،فلم يجد شيئاً)صحيح البخاري،
والله تعالى يقول(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا)الأحزاب،
وليس من الحكمة،ولا من المصلحة،التغالي في المهو،والإسراف في حفلات الزواج،وطلب أولياء الأمور من المتزوج الأموال الباهظة،التي يعجز عنها الكثير من الناس، فيقعون في الدين والسلف،مما يكون سبباً للحرمان من الزواج،
والمغالاة في المهور يجعل الزوجة كأنها سلعة،تباع وتشترى،مما يخل بالمروءة،وينافي الشيم،ومكارم الأخلاق،
وعلى أولياء الفتيات،تخفيف المهور،وتيسير سبل الزواج،ومراعاة حال الشباب اليوم،وعدم الطمع والجشع،وتزويج الأيامى بما يتيسر،
وبذلك يتحقق التكافل الاجتماعي،والتضامن الإسلامي،وتسود الأخوة والمحبة والتعاون بين المسلمين ، الذين هم كالجسد الواحد ، وكالبنيان المرصوص ، يشد بعضه بعضاً،
من المعلوم أن النكاح من سنن المرسلين وقد أمر الله ورسوله به،قال النبي صلى الله عليه وسلم(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)قال الترمذي،حديث حسن صحيح،
وروى الإمام أحمد والبيهقي والحاكم،من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم(أن من يمن المرأة ، تيسير خطبتها ، وتيسير صداقها)ومع هذه السنة الواضحة الصريحة، فقد وقع كثير من الناس فيما يخالفها،
قال النووي ،في شرح حديث عائشة عند مسلم في صداق النبي صلى الله عليه وسلم،لأزواجه،استدل بهذا الحديث على أنه يستحب كون الصداق خمسمائة درهم،
وقال ابن قدامة في المغني(لا تستحب الزيادة على هذا،أي على صداق النبي صلى الله عليه وسلم،لأنه إذا كثر،ربما تعذر عليه، فيتعرض للضرر في الدنيا والآخرة)
وقال أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن،وقد تباهى الناس في الصدقات حتى بلغ صداق امرأة ألف ألف ، وهذا قل أن يوجد من حلال،
شروط صحة كثرة المهر،بل أصبحت المباهاة اليوم بكثرة المهر هي الشغل الشاغل لكثير من بيوت المسلمين ، تباهى الناس بكثرة مهر الفتيات ، حتى أضحوا يتحدثون بها في المجالس،زوجت بنتي بكذا وكذا من المهر، والآخر يقول،فقط،أنا زوجت بنتي بأكثر من ذلك ، وكذلك النساء في مجالسهن ، يتباهين بكثرة المهر،ومن المعلوم أن كثرة المهر، ليست رفعة في درجات العبد،وليست قربة يتقرب بها إلى الله عز وجل،وليست سبيلاً إلى الجنة ، بل ربما كان النقيض هو الصحيح ،حتى أصبح لدينا أكثر من ثلاثة ملايين عانس اليوم،بسبب هذا الجهل العميق،الذي ضرب أطنابه في جذر قلوب أولئك الرجال والنساء ، من باب المفاخرة والمباهاة ، ومن باب الطمع والجشع،
القدرة واليسار اليوم لم تعد موجودة إلا عند القليل من الناس ، وإلا فغالب أفراد المجتمع يقبع تحت وطأة الدين للبنوك،فقلما تجد إنساناً سالماً،ومن الخطورة أن يبدأ الشاب والشابة مشوارهما بالدين ،
ففي هذا خطورة على المسلم، لأن ذمته ستكون مشغولة بهذا الدين أمام الله تعالى،ثم سيقلقه في كل أحيانه،وربما يفقد طعم الحياة بسبب الدين ، وربما أدى الدين إلى نفوره من زوجته وأهلها ، لأنهم هم سبب الدين،بكثرة المهر،والإرهاق بكثرة الطلبات،
أما عامة الناس فلا يجوز لهم أن يقلدوا من هم فوقهم من أهل الغنى والأموال،فهذا لا يجوز،بل على المسلم أن يتق الله تعالى في نفسه وأهله،وان يتق الله تعالى في أولئك الشباب،
حياة المتزوج أحسن من حياة الأعزب بكثير،فإن المتزوج تكون نفسه مطمئنة،وعيشته هنيئة،وتتوفر لديه أسباب الراحة والسكون،
خصوصاً إن وفق لامرأة صالحة قانتة حافظة للغيب بما حفظ الله ، إن نظر إليها سرته ، وإن أمرها أطاعته ، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله ،وقد جاءت الآيات القرآنية،في الأمر بالتزوج والترغيب فيه من ذلك،قول الله تعالى(وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)النور، والأيامى،جمع أيم،وهو الذي لا زوج له من الرجال والنساء،وفي الآية حث على التزوج،ووعد للمتزوج بالغنى بعد الفقر،قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه(أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ، ينجز لكم ما وعدكم من الغنى)

اللهم ارزق شباب المسلمين زوجات صالحات وارزق بنات المسلمين أزواجاً صالحين.

عطر فرنسي
20-05-2014, 08:19 AM
جزاج الله الف خير

نتظر القادم اجمل بأذن الله

امـ حمد
20-05-2014, 05:10 PM
جزاج الله الف خير

نتظر القادم اجمل بأذن الله

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس