المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يامعشر التجار



امـ حمد
18-05-2014, 04:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإن التجار من أصحاب رسول الله،صلى الله عليه وسلم،كان لهم دور يحتذى في نصرة الدين،وإغاثة المحتاجين،وسد عوز الفقراء والمساكين،
فهذا أبو بكر الصديق،رضي الله عنه،يوم أمر رسول الله،صلى الله عليه وسلم،بالصدقة يأتي بماله كله،
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب،رضي الله عنه،أمرنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم،يوماً أن نتصدق،فوافق ذلك مالاً عندي، فقلت،اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(ما أبقيت لأهلك)قلت،مثله، قال،وأتى أبو بكر،رضي الله عنه بكل ما عنده،
فقال له رسول الله،صلى الله عليه وسلم(ما أبقيت لأهلك)قال،أبقيت لهم الله ورسوله،قلت،لا أسابقك إلى شيء أبداً،
رواه أبو داود،والترمذي،وقال الترمذي،هذا حديث حسن صحيح،
أما ذو النورين عثمان،رضي الله عنه،فمواقفه كثيرة،ونفقته مشهودة،فقد جهّز جيشاً كما رواه عبد الرحمن بن سمرة،رضي الله عنه،قال،جاء عثمان إلى النبي،صلى الله عليه وسلم،بألف دينار،حين جهز جيش العسرة فنثرها في حجره،
قال عبد الرحمن،فرأيت النبي،صلى الله عليه وسلم،يقلبها في حجره ويقول(ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم،ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم)مرتين،رواه الترمذي،وحسنه وابن أبي عاصم في السنة،والحاكم،
هذا هو حال التجار من أصحاب رسول الله،صلى الله عليه وسلم،
أما حال بعض تجار المسلمين اليوم لرأيت ما يشيب له الرأس من كفر للنعمة التي أنعم الله،تعالى،عليهم بها فبدلاً من تنمية أموالهم وصرفها في ما يرضي الله تعالى،شكراً له،
تجد بعضاً منهم قد أعلن الحرب على الله،تعالى،في الربا(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ،فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ)البقرة،
ومنهم من أعلن الحرب على عباد الله تعالى،في بيع المحرمات كأجهزة قنوات الشبهات،ناسين أو متناسين أن كل من شاهد ما تبثه تلك القنوات من شر فلهم من الإثم والوزر مثله،
فتجد التاجر يؤدي عبادة من العبادات كالصلاة مثلاً بينما السيئات تتوالى على صحيفته من كل فج وصوب قال النبي،صلى الله عليه وسلم(ومن سن في الإسلام سنة سيئة،فعمل بها بعده،كتب عليه مثل وزر من عمل بها،ولا ينقص من أوزارهم شيء)رواه مسلم،من حديث جرير بن عبد الله،رضي الله عنه،
عن أبي هريرة،رضي الله عنه،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(ليأتينَّ على الناس زمانٌ لا يُبالي المرء بما أخذ المال أمن الحلال أم من الحرام )رواه البخاري،
ولترى مصداق هذا الحديث،متجر يبيع الدخان والمجلات الهابطة
أما حالنا اليوم فجملة من التجار لا نأمن بوائقهم إما بيعاً للمحرمات،أو تدليساً وغشاً في المبيعات،
قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ)النساء،
ومما رواه رفاعة بن رافع،رضي الله عنه،أنه خرج مع النبي،صلى الله عليه وسلم،إلى المصلى،فرأى الناس يتبايعون، فقال(يا معشر التجار) فاستجابوا لرسول الله،صلى الله عليه وسلم،ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه،فقال(إن التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً،إلا من اتقى اللَه،وبر،وصدق)
رواه الترمذي،،وابن ماجه،وصححه ابن حبان،والحاكم،
والفجور يهدي إلى النار،كما في حديث عبد الله بن مسعود،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور،وإن الفجور يهدي إلى النار)رواه البخاري،ومسلم،
ولا يظن من هذا حاله أنه لو بذل شيئاً من ماله الحرام في أوجه الخير،أن ذلك سينفعه،فقد قال النبي،صلى الله عليه وسلم(ياأيها الناس،إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً،وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين،فقال(يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ )وَقَال( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ )ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر،يمد يديه إلى السماء،يا رب،يا رب،ومطعمه حرام،ومشربه حرام، وملبسه حرام،وغذي بالحرام،فأنى يستجاب لذلك)رواه مسلم،
عن أبي هريرة،رضي الله عنه،عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم وهو خمسمائة عام)رواه أحمد،والترمذي،وما ذاك إلا لطول الحساب
ومن صور فجور بعض التجار كثرة الأيمان عند البيع والشراء كذباً وزوراً أن السلعة قد اشترها بكذا،وهو قد اشراها بأقل من ذلك،فمثلاً تجد بعض السلع كالرز قد اشتراه التاجر قبل الغلاء بأشهر فإذا غلا السعر رفعه من ساعته وكذب وادعى أنه قد اشتراه غالياً،ليبيعه بسعر مرتفع،
فهنا التاجر أتى أمرين عظيمين الكذب،واليمين الغموس،
لذا لا تعجب من نزع البركة من مال كثير من التجار،
فبعضهم يملك عشرات بل مئات الملايين،ولكنها أموال مودعة في المصارف يحرسها في حياته،وتكون لورثته بعده،
عليه غرمها،ولهم غنمها،فلا دنيا ولا أخرى،
عاش في دنياه عيشةَ ضنك في مأكله،ومشربه وملبسه ومسكنه لا زهداً فيؤجر،بل بخل ومنع فخاب وخسر،
وعن أبي هريرة،رضي الله عنه،قال،سمعت رسول الله،صلى الله عليه وسلم،يقول الحلف منفقة للسلعة،ممحقة للبركة)رواه البخاري،ومسلم،
وفي مقابل هؤلاء نجد،ولله الحمد،جملة من التجار ممن يخشى الله تعالى،في نفسه والمسلمين،فتراه يحب للمسلمين ما يحب لنفسه ، فلا يغش ولا يدلس ولا يحتكر ولا يبيع ما حرمه الله،تعالى،أو رسوله،صلى الله عليه وسلم،
بل منهم من تجد له أيادي بيضاء على الفقراء والأيتام والأرامل والمساكين وعمارة المساجد ودعم حلق التحفيظ سراً وعلانية مما لا يخطر على بال أحدنا مبتغياً بذلك وجه الله تعالى،راجياً ثوابه بعيداً عن الأضواء والإعلام ،
فهذا التاجر المتقي لله تعالى،له البشرى من النبي،صلى الله عليه وسلم،حيث قال(التاجر الصدوق الأمين مع النبيين،والصديقين، والشهداء)رواه الترمذي،من حديث أبي سعيد،رضي الله عنه،وصححه الألباني،
ولتعلم أيها التاجر أن الله تعالى،قد ابتلاك بهذا المال ليرى ما أنت صانع به،
قال ابن القيم،رحمه الله تعالى،والله سبحانه كما هو خالق الخلق فهو خالق ما به غناهم وفقرهم،فخلق الغنى والفقر،ليبتلي بهما عباده أيهم أحسن عملاً،وجعلهما سبباً للطاعة والمعصية والثواب والعقاب قال تعالى(وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) قال ابن عباس،رضى الله عنهما،بالشدة والرخاء والصحة والسقم والغنى والفقر والحلال والحرام وكلها بلاء،
فأخبرسبحانه،أنه يبتلى عبده بإكرامه له وبتنعيمه له وبسط الرزق عليه،
كما يبتليه بتضييق الرزق عليه، وأن كليهما ابتلاء منه وامتحان ، ثم أنكر سبحانه على من زعم أن بسط الرزق وتوسعته إكرام من الله لعبده وأن تضييقه عليه إهانة منه له،
قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ)
وبما رواه مطرف عن أبيه،رضي الله عنه،قال،أتيت النبي،صلى الله عليه وسلم،وهو يقرأ(أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ)قَال(يقول ابن آدم،مالي، مالي،قال،وهل لك،يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت،أو لبست فأبليت،أو تصدقت فأمضيت)رواه مسلم،

اللهم وفقنا وتجارنا لما تحبه وترضاه،وخذ بنواصينا للبر والتقوى،ومن العمل ما ترضى،وأغننا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك،وألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا.

بومحمد المطاوعه
18-05-2014, 05:02 PM
بارك الله فيج اختي وجزاكي الله خير

رحم الله والدييج

امـ حمد
18-05-2014, 05:06 PM
بارك الله فيج اختي وجزاكي الله خير

رحم الله والدييج

بارك الله في حسناتك اخوي بو محمد
وجزاك ربي جنة الفردوس
ورحم الله والديك

بومحمد المطاوعه
18-05-2014, 05:44 PM
بارك الله في حسناتك اخوي بو محمد
وجزاك ربي جنة الفردوس
ورحم الله والديك

وياج اختي

بارك الله فيج