المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفيظن أصحاب القلوب الماكرة،والنفوس الخبيثة يستوون



امـ حمد
20-05-2014, 05:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله سبحانه،أعلمنا أن الطريق إليه هو طريق الأنقياء الأتقياء,وهو ليس طريقاً يتميز الناس فيه بميزات دنيوية مكتسبة, بل يتميز فيه الناس بكسب الصالحات,ونقاء السريرة,وطهارة القلوب،
فالأغنياء عند الله سبحانه،لايفضلون على الفقراء،
ولاعلى الأقوياء،معيار واحد فقط في ميزان الله سبحانه,هو معيار التقوى والصلاح,وعندئذ يبدأ التمايز،
إن لحظات التوفيق هي منة ربانية,ونعمة ألهية,يمن بها سبحانه على القلوب النقية الصادقة,
إذ يعلم منها سبحانه حقيقتها البيضاء,ويطلع على سريرتها الشفافة,فهو خبير بها،بينما هي في وحدتها وخلوتها,دمعاتها تتساقط خشية وخضوعاً وخشوعاً,وأرجاؤها ترتعد رهبة من مقامه سبحانه وتعالى،وهو معها في مواطن الحياة كلها,لا تغيب عنه,يرى منها مسارعتها في الطاعات,وحبها للمكارم والفضائل,وسرورها بمعونة الناس,وسكونها في صحبة الخير,ورغبتها في نشر الهدى, وسعيها في تحقيق الإصلاح,فيّمن عليها برحمته,وتحفها ملائكته, ويهديها الرشد,ويلهمها البصيرة،
أفيظن أصحاب القلوب الماكرة السوداء,وأصحاب النفوس الخبيثة، أن يستووا مع هؤلاء الأتقياء الأنقياء,
وهؤلاء الذين اجترحوا المنكرات,وتكبروا,وفتنوا عباد الله,ومنعوا الهدى أن ينتشر بين الخلق,وعاثوا فساداً في كل مكان حلّوا فيه, أن يستووا مع الصالحين المخبتين التائبين العابدين الشاكرين،
قال تعالى(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)الجاثية
أي ،نساويهم بها في الدنيا والآخرة،وساء ما ظنوا بنا وبعدلنا أن نساوي بين الأبرار والفجار،
قال جلَّ وعلا(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَظ°هَهُ هَوَاهُ)أي،إنما يأتمر بهواه، فمهما رأه حسناً فعله،ومهما رأه قبيحاً تركه،فلا يسمع ما ينفعه ولا يعي شيئاً يهتدي به، ولا يرى حجة يستضيء بها،
أحسبوا أن نجعلهم في الآخرة في خير كالمؤمنين في رغد من العيش مساو لعيشهم في الدنيا،
أن نجعل محياهم ومماتهم سواء كمحيا الذين آمنوا ومماتهم،
قال مجاهد،المؤمن يموت مؤمناً ويبعث مؤمناً،والكافر يموت كافراً ويبعث كافراً،
والمؤمنون في الآخرة في الثواب بعملهم الصالحات في الدنيا من الصلاة والزكاة والصيام وغير ذلك،
فكيف نُسوِّي بين الكافرين والمؤمنين،أو بين الطائعين والعاصين، فالذين انصرفوا عن دين محمد، وظنوا أنْ نُسوِّيهم بالذين آمنوا ظنهم خاطئ،
فشتَّان بين هذا وذاك،ولن نعاملهم كما نعاملكم،بل نعاملهم في الدنيا بالهزيمة،ونعاملكم بالنصرة والتمكين،
ونعاملهم في الآخرة بالعذاب،ونعاملكم بالنعيم والثواب،
(سَوَآءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ)الجاثية،يعني،لا نُسوِّي بينكم وبينهم، لا في الحياة الدنيا ولا في الآخرة (سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ)لأنه حُكْم جائر مُنافٍ للحق وللعدل،
لقد أمر الله سبحانه بالعدل والإحسان,فوعد الأتقياء بالنصر,ووعد المصلحين بحسن العاقبة,وجعل صدورهم مليئة بالبشرى بموعوده سبحانه,مهما عانوا في هذه الحياة,وأوعد الظالمين بالعقوبة,وجعل لهم معيشة ضنكا مهما حاولوا أن يعيشوا في زخرف ومتاع،
قال سبحانه(إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ,أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)تفسير ابن كثير.

جعلنا الله من الاتقياء الانقياء،المخلصون الصادقون في محبة الله
خطواتهم لله وفي الله،هكذا هم نفوسهم نديه اينما وجدوا يعبق المكان بريحانهم،وحشرنا الله في زمرتهم.

كازانوفا
26-05-2014, 11:10 AM
اللهم اجعلني منهم يارب العالمين

امـ حمد
26-05-2014, 05:28 PM
اللهم اجعلني منهم يارب العالمين

اللهم آمين
بارك الله في حسناتج يالغلا