نور الحور
22-05-2014, 11:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
فكرة الموضوع جاءتني كفكرة ملحة عندما تكررت معي أكثر من مناسبة تلاوتي واستماعي صدفةً عدة مرات على فترات متقاربة
للآية الكريمة التي ترسم مشهد دخول الملكة بلقيس صرح سيدنا سليمان بسورة النمل :
(قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين)
وشعرت أن من وراء تكرار انتباهي لهذه الآية تنبيه من الله أرادني أن ألحظه .. ودعوة للتأمل والتبصر فيها ..
حقيقةً الآية أخذتني في تأملاتي بعيداً .. وانتهيت إلى أنها خلقت عندي نوع من الفضول والشغف للبحث عن فن العمارة والديكور كذلك في القرآن الكريم ..
أن القرآن الكريم أشار في مواضع عديدة لعملية البناء والتشييد ، بل وحتى الديكور !!
فالصرح الممرد من قوارير زجاجية شفافة على البحر بدرجة إتقان عالية جعلت الملكة بلقيس تحسبه لجة
وتكشف عن ساقيها لتخوض فيه هو دليل وإشارة إلى روعة البناء وتميز الديكور ..
على الرغم من أنني أتساءل دائماً عن بقايا هذا الصرح المختفي !!! << ودي أشوفه والله :(
وبالطبع هذا الجانب لم يهمله المفسرون والفقهاء وربما الكتاب وبالتأكيد تطرقوا له ..
لكن بودي أن أطرح الموضوع للنقاش ليتناوله المختصين ..
و لربما توصلنا لنتائج أو تأملات جديدة من أصحاب الاختصاص الذين هم أكثر تبصراً مني بالطبع ودراية بهذا المجال .. فكما قال تعالى :
(ولا ينبئك مثل خبير)
وخبراؤنا هنا بالمنتدى ما شاء الله كثر وأطمع منهم في المشاركة برؤيتهم التخصصية ..:victory:
وحتى لا أطيل عليكم .. فإني توصلت إلى عدة ملاحظات ونتائج سريعة قد يظلمها اختصاري لها في موضوع مختصر (نسبياً) كهذا ..
لكنني للأسف لا أملك الوقت الكافي ولا العلم الذي يمكنني من إجراء بحث موسع عنه ..
لكنها فرصة على أي حال لأشرككم فيما توصلت إليه ..
1.عمارة الأرض واستعمارها هدف أساسي من أهداف اختيار الله للإنسان لخلافته في الأرض :
فالعمارة والبناء هي معنى ضمني ومشمول في مبدأ (عمارة الأرض) ..
قال تعالى : (هو انشأكم من الارض واستعمركم فيها)
وأعتقد أن العمارة هنا تضمن معنيين مهمين ..
عمارة الأرض الحسية : وهي هنا بالبناء والتشييد .
عمارة الأرض المعنوية : وهي عمارتها بالعبادة ونشر الدين بين الناس .
وكل منهما له صلة بالآخر .. فالعمارة الحسية هي وسيلة هامة جداً للعمارة المعنوية ..
فمثلاً عمارة المسجد الحرام ، وبيوت الله ، وبناء المساكن والقصور ..الخ ..
كلها من أجل تحقيق هدف سامي هو تحقيق هدف عمارة الأرض ..
2.تطرق القرآن الكريم لطبيعة العمارة والديكور وربطها بالبيئة المحيطة والأقوام السابقة :
ففي القرآن آيات كثيرة تشير للعمارة والتشييد كأقوام فرعون وعاد وثمود .. وأشار إلى من ينحتون من الجبال بيوتاً فارهين ..
http://www.youtube.com/watch?v=nWAu5-BvHT0
كما ان هناك آيات كثيرة تربط بين نوع العمارة وطبيعة البيئة المحيطة من حيث المواد المستخدمة في البناء.. وتوظيفها في التصميم والبناء
فهناك إشارة للجبال عند قوم ثمود .. وأخرى للطين في عند قوم فرعون ، قال تعالى :
(وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ)
ومما قرأت أن العلماء حالياً اكتشفوا أن الأهرامات مصنوعة من الطين !
وهو توظيف لطبيعة البيئة حيث يكثر الطين حول نهر النيل !
كذلك نجد إشارات هامة لأهمية توظيف الحس البيئي للشمس والنور والظل ..
ففي سورة الكهف مثلاً يقول جل وعلا : ( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ)
كما ومن ناحية أخرى نجد إشارة لمناسبة البناء لطبيعة البيئة من ناحيتها المناخية بل وحتى البيئة الاجتماعية والإنسانية ..
كما أن هناك مسميات كثيرة ذكرت في القرآن الكريم منها القصور، والصروح والمساكن ..الخ
والغريب في الأمر كذلك .. أنني توصلت إلى أن هناك سورة من سور القرآن سميت باسم يتصل بموضوع العمارة << أترك لكم فرصة للتفكير ومعرفة اسم السورة المقصودة (لغز ههههه)
3.العمارة والديكور في القرآن الكريم في الحياة الأخرى ! :
فهناك آيات أشارت للعمارة والديكور في الحياة الأخرى .. في الجنة !! ( اللهم بلغنا إياها)
قال تعالى : (وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ)
وقال : ( لكن الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)
وهناك ووصف في آيات عديدة لما تشتمله تلك المساكن والقصور من روائع الفرش والديكور والأثاث ..
قال تعالى : (عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ)
فالأسرة موشاة بالذهب والفضة مرتفعة ومتقابلة ومصفوفة بانتظام .
وقال تعالى : (فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ)
وعلى تلك الأسرة .. : (رفرف خُضرٍ وعبقريٍ حسان)
وقال جل وعلا : (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ)
*
*
*
وحتى لا أطيل واسترسل في موضوع متشعب وكبيييير جداً .. يحتاج لبحث مفصل لمن يريد ويستطيع الخوض فيه ..
لكنني أحببت مشاركتكم في ما دار في نفسي من تأملات أترك لكم المجال للمناقشة وإبداء الرأي ..
وفرصة للتوسع في التدبر والتأمل وربما استنباط بعض النتائج التي قد تفيد في هذا المجال .. فكتاب الله دستور ومنهاج حياة متكامل .
*
*
*
أعتذر على الإطالة :shy:
وانتظر نقاشاتكم وآرائكم وحلكم للغز بشغففففف ..:victory:
أختكم / نـور الحـور :shy:
فكرة الموضوع جاءتني كفكرة ملحة عندما تكررت معي أكثر من مناسبة تلاوتي واستماعي صدفةً عدة مرات على فترات متقاربة
للآية الكريمة التي ترسم مشهد دخول الملكة بلقيس صرح سيدنا سليمان بسورة النمل :
(قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين)
وشعرت أن من وراء تكرار انتباهي لهذه الآية تنبيه من الله أرادني أن ألحظه .. ودعوة للتأمل والتبصر فيها ..
حقيقةً الآية أخذتني في تأملاتي بعيداً .. وانتهيت إلى أنها خلقت عندي نوع من الفضول والشغف للبحث عن فن العمارة والديكور كذلك في القرآن الكريم ..
أن القرآن الكريم أشار في مواضع عديدة لعملية البناء والتشييد ، بل وحتى الديكور !!
فالصرح الممرد من قوارير زجاجية شفافة على البحر بدرجة إتقان عالية جعلت الملكة بلقيس تحسبه لجة
وتكشف عن ساقيها لتخوض فيه هو دليل وإشارة إلى روعة البناء وتميز الديكور ..
على الرغم من أنني أتساءل دائماً عن بقايا هذا الصرح المختفي !!! << ودي أشوفه والله :(
وبالطبع هذا الجانب لم يهمله المفسرون والفقهاء وربما الكتاب وبالتأكيد تطرقوا له ..
لكن بودي أن أطرح الموضوع للنقاش ليتناوله المختصين ..
و لربما توصلنا لنتائج أو تأملات جديدة من أصحاب الاختصاص الذين هم أكثر تبصراً مني بالطبع ودراية بهذا المجال .. فكما قال تعالى :
(ولا ينبئك مثل خبير)
وخبراؤنا هنا بالمنتدى ما شاء الله كثر وأطمع منهم في المشاركة برؤيتهم التخصصية ..:victory:
وحتى لا أطيل عليكم .. فإني توصلت إلى عدة ملاحظات ونتائج سريعة قد يظلمها اختصاري لها في موضوع مختصر (نسبياً) كهذا ..
لكنني للأسف لا أملك الوقت الكافي ولا العلم الذي يمكنني من إجراء بحث موسع عنه ..
لكنها فرصة على أي حال لأشرككم فيما توصلت إليه ..
1.عمارة الأرض واستعمارها هدف أساسي من أهداف اختيار الله للإنسان لخلافته في الأرض :
فالعمارة والبناء هي معنى ضمني ومشمول في مبدأ (عمارة الأرض) ..
قال تعالى : (هو انشأكم من الارض واستعمركم فيها)
وأعتقد أن العمارة هنا تضمن معنيين مهمين ..
عمارة الأرض الحسية : وهي هنا بالبناء والتشييد .
عمارة الأرض المعنوية : وهي عمارتها بالعبادة ونشر الدين بين الناس .
وكل منهما له صلة بالآخر .. فالعمارة الحسية هي وسيلة هامة جداً للعمارة المعنوية ..
فمثلاً عمارة المسجد الحرام ، وبيوت الله ، وبناء المساكن والقصور ..الخ ..
كلها من أجل تحقيق هدف سامي هو تحقيق هدف عمارة الأرض ..
2.تطرق القرآن الكريم لطبيعة العمارة والديكور وربطها بالبيئة المحيطة والأقوام السابقة :
ففي القرآن آيات كثيرة تشير للعمارة والتشييد كأقوام فرعون وعاد وثمود .. وأشار إلى من ينحتون من الجبال بيوتاً فارهين ..
http://www.youtube.com/watch?v=nWAu5-BvHT0
كما ان هناك آيات كثيرة تربط بين نوع العمارة وطبيعة البيئة المحيطة من حيث المواد المستخدمة في البناء.. وتوظيفها في التصميم والبناء
فهناك إشارة للجبال عند قوم ثمود .. وأخرى للطين في عند قوم فرعون ، قال تعالى :
(وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ)
ومما قرأت أن العلماء حالياً اكتشفوا أن الأهرامات مصنوعة من الطين !
وهو توظيف لطبيعة البيئة حيث يكثر الطين حول نهر النيل !
كذلك نجد إشارات هامة لأهمية توظيف الحس البيئي للشمس والنور والظل ..
ففي سورة الكهف مثلاً يقول جل وعلا : ( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ)
كما ومن ناحية أخرى نجد إشارة لمناسبة البناء لطبيعة البيئة من ناحيتها المناخية بل وحتى البيئة الاجتماعية والإنسانية ..
كما أن هناك مسميات كثيرة ذكرت في القرآن الكريم منها القصور، والصروح والمساكن ..الخ
والغريب في الأمر كذلك .. أنني توصلت إلى أن هناك سورة من سور القرآن سميت باسم يتصل بموضوع العمارة << أترك لكم فرصة للتفكير ومعرفة اسم السورة المقصودة (لغز ههههه)
3.العمارة والديكور في القرآن الكريم في الحياة الأخرى ! :
فهناك آيات أشارت للعمارة والديكور في الحياة الأخرى .. في الجنة !! ( اللهم بلغنا إياها)
قال تعالى : (وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ)
وقال : ( لكن الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)
وهناك ووصف في آيات عديدة لما تشتمله تلك المساكن والقصور من روائع الفرش والديكور والأثاث ..
قال تعالى : (عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ)
فالأسرة موشاة بالذهب والفضة مرتفعة ومتقابلة ومصفوفة بانتظام .
وقال تعالى : (فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ)
وعلى تلك الأسرة .. : (رفرف خُضرٍ وعبقريٍ حسان)
وقال جل وعلا : (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ)
*
*
*
وحتى لا أطيل واسترسل في موضوع متشعب وكبيييير جداً .. يحتاج لبحث مفصل لمن يريد ويستطيع الخوض فيه ..
لكنني أحببت مشاركتكم في ما دار في نفسي من تأملات أترك لكم المجال للمناقشة وإبداء الرأي ..
وفرصة للتوسع في التدبر والتأمل وربما استنباط بعض النتائج التي قد تفيد في هذا المجال .. فكتاب الله دستور ومنهاج حياة متكامل .
*
*
*
أعتذر على الإطالة :shy:
وانتظر نقاشاتكم وآرائكم وحلكم للغز بشغففففف ..:victory:
أختكم / نـور الحـور :shy: