المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة إلى كل أم تخاف على بناتها



امـ حمد
23-05-2014, 02:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في كتابه العزيز(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً )الكهف،
فأنتي الأم عليك مسئولية كبيرة فاحرصي على أن تقومي بها كاملة حتى لا تحاسبي عليها،
فتربية الأبناء مسئولية ليس فيها تهاون ولا تخاذل,فلا تنشغلي عن هذه المسئولية التي جعلها الله على عاتقك،
لا تستهيني بما يحدث لبناتنا فتقولي دعي إبنتي تعيش مثل الناس وتتمتع بشبابها,فاعلمي أننا خلقنا لشيء واحد وهو طاعة الله تعالى،
يقول الله تعالى في كتابه العزي(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)الذاريات،
فإن من واجبك أن تقومي بما أمرك الله به وهو عبادته،وأن تغرسي ذلك في نفوس أبناؤك وبناتك ونخص بالقول هنا بناتنا لأنهن أساس تربية الأجيال القادمة،فإن ضعن ضاعت الأجيال القادمة ومن ثم ضاعت الأمة،
فلا تنجرفي وراء أفكار وثقافات ليس لنا بها من صلة,أفكار جاءتنا من خارج ديننا وعاداتنا وعروبتنا،
ولا تصدقي من يقول أن ذلك زمان ونحن في زمان آخر,
زمن فيه تطور وتغير،فأين نحن من سلفنا الصالح،أين نحن من فاطمة الزهراء رضي الله عنها،في زهدها وحياؤها وقناعتها وبرها بوالدها،واين نحن من مريم ابنة عمران في تقواها وتعففها،وأين نحن من قول الله تبارك وتعالى(فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)القصص،
الحياء،ألا ترين أن الحياء قل ما نجده هذه الأيام إلا من رحم الله،
إن أعظم شيء تمتلكه المرأة هو حياؤها،يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم(الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء من الإيمان )
ووصف حياء النبي صلى الله عليه وسلم،أنه أكثر من حياء العذراء في خذرها,أي أن الحياء مرتبط بالعذراء أكثر من غيرها،
بناتنا حفظكم الله وهداكم حافظوا على الكنز الغالي الذي لا يقدر بكنوز الأرض فلماذا نراكم تركضون وراء موضات وقصات شعر وقنوات هابطة ومجلات خليعة،ليس فيها أي خير غير الفتن والانشغال بها وانترنت الذي نسفا حياء من بعض بناتنا وصداقات حتى أصبحنا نتفنن بالفتن ونتفاخر بها،
أيها الأم ،أترضين لأبنتك عيشة ليس فيها خوف من الله تعالى وتهاون بأوامره،وتخاذل بسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم،
أحرصي على مراقبة أبناؤك وحاولي أن تستعيدي تقويمهم بما يرضي الله سبحانه وتعالى،
أغرسي فيهم حب الله تعالى والخوف منه ومن عذابه وعرفيهم بعقيدتنا الإسلامية،وأن أقل تهاون نحاسب عليه كما روى البخاري في صحيحة والإمام أحمد في مسنده،عن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه أنه قال(أنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في نظركم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،من الموبقات)الموبقات،أي المهلكات،
ألزمي بناتك الحجاب الشرعي فإننا مأمورون من الله تبارك وتعالى،بذلك,قال تعالى(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً )الأحزاب،
لا تجعلي بناتك يكثروا الخروج إلى الأماكن العامة،وإن خرجوا لابد أن لا يكنوا وحدهم أو يكون معهم محرم لهم يحافظ عليهم, يقول الله تعالى في كتابه العزيز(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )الأحزاب،
لا تنسي الأسواق وما يحدث فيها،ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أحب البلاد إلى الله مساجدها،وأبغض البلاد إلى الله الأسواق)
تنبهي لإبنتك على عدم التطيب عند خروجها من المنزل،
وأن تخفض صوتها وأن تمشي مشية ليس فيها تغنج وعدم مزاحمة الرجال في الأسواق،
وذلك لتجنب الفتنة وصدق رسولنا الكريم بقوله(المرأة عورة إذا خرجت استشرفها الشيطان)صحيح الترمذي،وصححه الالباني،
أنظري ماذا يحدث من القنوات من المسلسلات الغير هادفة،فإن أبناؤنا أصبحوا يحفظون الأغاني وأخبار الممثلين أكثر من حفظ كتاب الله وسيرة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم،
جعلتهم يلتهون بالدنيا وينسون آخرتهم،
حببي إليهم ما شرعة الله لنا،فإن كثير من أبناؤنا وبناتنا لا يعلمون شيئاً من تعاليم ديننا وما أمرنا به الله تعالى،فيجب على كل مسلم معرفة شريعتنا الإسلامية حتى نقوم بواجبنا نحو هذا الدين،
والانترنت سلاح ذو حدين كوني مع ابناؤك دوماً حتى تتعرفي على المواقع التي يدخلونها وعرفيهم أن الإنترنت بحر ليس له نهاية،وأن عليهم أن يأخذوا منه ما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم فعن ثوبان رضي الله عنه قال،قال صلى الله عليه وسلم(لأعلمن أقوام من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمال أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثوراً,قلت،يا رسول الله صفهم لنا,جلهم لنا,لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال،أما إنهم إخوانكم , ومن جلدتكم , ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها )صحيح الجامع،
وأسألُ اللهَ أن يحفظَ نساءَ الإسلامِ بهذا الدِّينِ العظيم،وأن يصرف عنهنَّ عِللَ القلوبِ والأنفُس،وأن يهدينا وإيّاهنّ إلى سواءِ السّبيل،
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن،
اللهم استر بناتنا,واحفظهم من كل سوء ومكروه.