امـ حمد
28-05-2014, 05:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صبر أيوب عليه السلام
هذه القصة الذي رواها البخاري,وأحمد، من حديث أبي هريره رضي الله عنه،تضرب المثل الأعظم في الصبر،وعدم اليأس من رحمة الله تعالى,التي تظهر ساعة المحن،
ونبي الله أيوب يضرب به المثل في الصبر،ورغم المرض الشديد والابتلاء القاسي الذي تعرض له نبي الله أيوب عليه السلام،إلا أنه كان ذا قلب راضٍ،صابر محتسب، بقضاء الله تعالى،ولم يسخط لحظة واحدة،
ليصفه المولى عز وجل بقوله(إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)ص،أي تواب مطيع،
أيوب عليه السلام كان يعيش مع زوجته في نعيم مقيم ببلاد الشام، وكان كما يقول علماء التفسير والتاريخ كثير المال، بر, تقي, رحيم، يحسن إلى المساكين, ويكفل الأيتام والأرامل ويكرم الضيف، ويشكر الله سبحانه وتعالى،على نعمائه ويؤدي حق الله في ماله, كانت زوجته شاكرة المولى عز وجل،على ما رزقها من البنين،وعلى ما أوسع على زوجها من الرزق،
وجاءت بداية الابتلاء بأن مات كل أهله إلا زوجته،وابتلي في جسده بأنواع عدة من الأمراض، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر بهما المولى عز وجل،
وهو في ذلك صابر محتسب،ثم طال مرضه وانقطع عنه الناس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته التي ضعف حالها وقل مالها، حتى باتت تخدم في البيوت بالأجر،لتطعم زوجها المريض،
تفعل ذلك وهي الزوجة الصابرة المحتسبة، وكلما زاد الألم بأيوب،زاد صبره وحمد الله وشكره على قضائه،
أما الزوجة الوفية فقد عاشت مع زوجها محنته طوال ثمانية عشر عاماً فكانت مثالاً للمرأة البارة بزوجها الحانية عليه،
أتاه الله سبعة من البنين ومثلهم من البنات وإتاه الله المال
والأصحاب،وأراد الله أن يبتليه ليكون اختباراً له وقدوة لغيره من الناس،فخسر تجارته ومات أولاده وابتلاه الله بمرض شديد حتى اقعد،ونفر الناس منه حتى رموه خارج مدينتهم خوفاً من مرضه
ولم يبقى معه إلا زوجته تخدمه حتى وصل بها الحال أن تعمل عند الناس لتجد ماتسد به حاجتها وحاجة زوجها،
واستمر ايوب في البلاء ثمانية عشر عام وهو صابر ولا يشتكي لأحد حتى زوجته،
ولما وصل بهم الحال الى ماوصل قالت له زوجته يوماً لو دعوت الله ليفرج عنك،فقال،كم لبثنا بالرخاء،قالت،ثمانين سنة،
قال،اني استحي من الله لأني مامكثت في بلائي المدة التي لبثتها في رخائي،فعندها يأست وغضبت،وقالت الى متى هذا البلاء فغضب
وأقسم أن يضربها مائة سوط إن شافاه الله كيف تعترضين على قضاء الله،
وبعد أيام،خاف الناس أن تنقل لهم عدوى زوجها فلم تعد تجد من تعمل لديه،فقصت بعض شعرها فباعت ظفيرتها لكي تآكل هي
وزوجها وسألها من أين لكي هذا ولم تجبه، وفي اليوم التالي باعت ظفيرتها الأخرى وتعجب منها زوجها،وألح عليها فكشفت عن رأسها،فنادى ربه نداء تأن له القلوب،استحى من الله أن يطلبه الشفاء،وأن يرفع عنه البلاء،فقال كما جاء في القرآن الكريم(رَبَّي أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)فجاء الأمر من من بيده الأمر(ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ)
واستجاب الله دعاءه،وكشف عنه بلاءه،بقدرته سبحانه وتعالى، الذي يقول للشيء كن فيكون،
وقوله(ٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ )سورة ص،
أي،اضرب الأرض برجلك،فامتثل ما أمر به، فأنبع الله عيناً باردة الماء، وأمر أن يغتسل فيها ويشرب منها، فأذهب الله عنه ما كان يجده من الألم والأذى،والسقم والمرض الذي في جسده ظاهراً وباطناً،وأبدله الله بعد ذلك كله صحة،وجمالاً،ومالاً كثيراً،
فقام صحيحاً ورجعت له صحته كما كانت،فجأت زوجته ولم تعرفه فقالت،هل رأيت المريض الذي كان هنا،فوالله مارايت رجلاً أشبه به إلا انت عندما كان صحيحاً،فقال،أما عرفتني،فقالت من انت،قال أنا ايوب،
يقول ابن عباس،لم يكرمه الله هو فقط بل أكرم زوجته أيضاً التي صبرت معه اثناء هذا الابتلاء،
قال الضحاك عن ابن عباس،رد الله إليها شبابها وزادها حتى ولدت له ستة وعشرين ولداً ذكراً،
حتى صب له من الماء صباً،ومطراً عظيماً جراداً من ذهب،
وعاش أيوب بعد ذلك سبعين سنة على دين الحنيفية،
هذه رخصة من الله تعالى،لعبده ورسوله أيوب عليه السلام،
فيما كان فحلف ليضربنها مائة سوط، فلما عافاه الله عز وجل أفتاه أن يأخذ ضغثاً، وهو كالعثكال،فيجمعها كلها ويضربها به ضربة واحدة، ويكون هذا منزلاً منزلة الضرب بمائة سوط،
وهذا من الفرج والمخرج لمن اتقى الله وأطاعه ،ولاسيما في حق امرأته الصابرة المحتسبة المكابدة الصديقة البارة الراشدة، رضي الله عنها،
وقال الإمام احمد،حدثنا عبد الرزاق،قال،هذا ما حدثنا أبو هريرة، قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(بينما أيوب يغتسل عرياناً خر عليه رجل جراد من ذهب، فجعل أيوب يحثي في ثوبه،فناداه ربه عز وجل،يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى،قال،بلى يا رب، ولكني لاغنى لي عن بركتك)رواه البخاري،
رجع أيوب إلى زوجته يمشي على قدميه،وهو في حالة من الصحة والنشاط، فلما رأته الزوجة الصابرة لم تعرفه، رغم أنها رأت فيه شبهاً لزوجها قبل أن يفتك به المرض،فسألته،هل رأى زوجها المريض المبتلى،وذكرت له ما لاحظته من شبه بينهما أيام كان صحيحاً،فقال لها نبي الله إنه هو أيوب، وأن الله شفاه من كل ما أصابه، ثم أفاض الله عليه من نعمائه بقوله تعالى(وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ)
فأرغد الله سبحانه وتعالى على أهله العيش فزاد نسلهم حتى بلغ عددهم عدد من مضي، فكان له ضعف ما كان،
وكما رد الله عليه عافيته وصحته رد عليه ضعفي المال الذي فقده، وضعفي ما كان عنده من الأولاد،
فانظر أيها اليائس وتفكر هل أصابك من الضر مثل ما أصاب أيوب عليه السلام،هل فقدت جميع أولادك وبناتك،هل فقدت كل مالك،هل فقدت صحتك وعافيتك،هل لبثت في الابتلاء سنين وراء سنين صابراً،محتسباً مثل أيوب عليه السلام، أما آن لك أيها اليائس البائس أن ترفع يديك بالدعاء إلى ربك أن يعفو عنك, حين قنطت من رحمته ويئست من فرجه ويسره،
اللهم اجعلنا عند الإبتلاء من الصابرين الشاكرين الحامدين الذاكرين التوابين الطاهرين،المحتسبين الراضيين المستغفرين، واجعلنا من الذين اذا مسهم الخير شكرو، واذا مسهم الضر صبروا،وجعلنا من أهل الجنه،
اللهم آمـــين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صبر أيوب عليه السلام
هذه القصة الذي رواها البخاري,وأحمد، من حديث أبي هريره رضي الله عنه،تضرب المثل الأعظم في الصبر،وعدم اليأس من رحمة الله تعالى,التي تظهر ساعة المحن،
ونبي الله أيوب يضرب به المثل في الصبر،ورغم المرض الشديد والابتلاء القاسي الذي تعرض له نبي الله أيوب عليه السلام،إلا أنه كان ذا قلب راضٍ،صابر محتسب، بقضاء الله تعالى،ولم يسخط لحظة واحدة،
ليصفه المولى عز وجل بقوله(إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)ص،أي تواب مطيع،
أيوب عليه السلام كان يعيش مع زوجته في نعيم مقيم ببلاد الشام، وكان كما يقول علماء التفسير والتاريخ كثير المال، بر, تقي, رحيم، يحسن إلى المساكين, ويكفل الأيتام والأرامل ويكرم الضيف، ويشكر الله سبحانه وتعالى،على نعمائه ويؤدي حق الله في ماله, كانت زوجته شاكرة المولى عز وجل،على ما رزقها من البنين،وعلى ما أوسع على زوجها من الرزق،
وجاءت بداية الابتلاء بأن مات كل أهله إلا زوجته،وابتلي في جسده بأنواع عدة من الأمراض، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر بهما المولى عز وجل،
وهو في ذلك صابر محتسب،ثم طال مرضه وانقطع عنه الناس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته التي ضعف حالها وقل مالها، حتى باتت تخدم في البيوت بالأجر،لتطعم زوجها المريض،
تفعل ذلك وهي الزوجة الصابرة المحتسبة، وكلما زاد الألم بأيوب،زاد صبره وحمد الله وشكره على قضائه،
أما الزوجة الوفية فقد عاشت مع زوجها محنته طوال ثمانية عشر عاماً فكانت مثالاً للمرأة البارة بزوجها الحانية عليه،
أتاه الله سبعة من البنين ومثلهم من البنات وإتاه الله المال
والأصحاب،وأراد الله أن يبتليه ليكون اختباراً له وقدوة لغيره من الناس،فخسر تجارته ومات أولاده وابتلاه الله بمرض شديد حتى اقعد،ونفر الناس منه حتى رموه خارج مدينتهم خوفاً من مرضه
ولم يبقى معه إلا زوجته تخدمه حتى وصل بها الحال أن تعمل عند الناس لتجد ماتسد به حاجتها وحاجة زوجها،
واستمر ايوب في البلاء ثمانية عشر عام وهو صابر ولا يشتكي لأحد حتى زوجته،
ولما وصل بهم الحال الى ماوصل قالت له زوجته يوماً لو دعوت الله ليفرج عنك،فقال،كم لبثنا بالرخاء،قالت،ثمانين سنة،
قال،اني استحي من الله لأني مامكثت في بلائي المدة التي لبثتها في رخائي،فعندها يأست وغضبت،وقالت الى متى هذا البلاء فغضب
وأقسم أن يضربها مائة سوط إن شافاه الله كيف تعترضين على قضاء الله،
وبعد أيام،خاف الناس أن تنقل لهم عدوى زوجها فلم تعد تجد من تعمل لديه،فقصت بعض شعرها فباعت ظفيرتها لكي تآكل هي
وزوجها وسألها من أين لكي هذا ولم تجبه، وفي اليوم التالي باعت ظفيرتها الأخرى وتعجب منها زوجها،وألح عليها فكشفت عن رأسها،فنادى ربه نداء تأن له القلوب،استحى من الله أن يطلبه الشفاء،وأن يرفع عنه البلاء،فقال كما جاء في القرآن الكريم(رَبَّي أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)فجاء الأمر من من بيده الأمر(ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ)
واستجاب الله دعاءه،وكشف عنه بلاءه،بقدرته سبحانه وتعالى، الذي يقول للشيء كن فيكون،
وقوله(ٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ )سورة ص،
أي،اضرب الأرض برجلك،فامتثل ما أمر به، فأنبع الله عيناً باردة الماء، وأمر أن يغتسل فيها ويشرب منها، فأذهب الله عنه ما كان يجده من الألم والأذى،والسقم والمرض الذي في جسده ظاهراً وباطناً،وأبدله الله بعد ذلك كله صحة،وجمالاً،ومالاً كثيراً،
فقام صحيحاً ورجعت له صحته كما كانت،فجأت زوجته ولم تعرفه فقالت،هل رأيت المريض الذي كان هنا،فوالله مارايت رجلاً أشبه به إلا انت عندما كان صحيحاً،فقال،أما عرفتني،فقالت من انت،قال أنا ايوب،
يقول ابن عباس،لم يكرمه الله هو فقط بل أكرم زوجته أيضاً التي صبرت معه اثناء هذا الابتلاء،
قال الضحاك عن ابن عباس،رد الله إليها شبابها وزادها حتى ولدت له ستة وعشرين ولداً ذكراً،
حتى صب له من الماء صباً،ومطراً عظيماً جراداً من ذهب،
وعاش أيوب بعد ذلك سبعين سنة على دين الحنيفية،
هذه رخصة من الله تعالى،لعبده ورسوله أيوب عليه السلام،
فيما كان فحلف ليضربنها مائة سوط، فلما عافاه الله عز وجل أفتاه أن يأخذ ضغثاً، وهو كالعثكال،فيجمعها كلها ويضربها به ضربة واحدة، ويكون هذا منزلاً منزلة الضرب بمائة سوط،
وهذا من الفرج والمخرج لمن اتقى الله وأطاعه ،ولاسيما في حق امرأته الصابرة المحتسبة المكابدة الصديقة البارة الراشدة، رضي الله عنها،
وقال الإمام احمد،حدثنا عبد الرزاق،قال،هذا ما حدثنا أبو هريرة، قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(بينما أيوب يغتسل عرياناً خر عليه رجل جراد من ذهب، فجعل أيوب يحثي في ثوبه،فناداه ربه عز وجل،يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى،قال،بلى يا رب، ولكني لاغنى لي عن بركتك)رواه البخاري،
رجع أيوب إلى زوجته يمشي على قدميه،وهو في حالة من الصحة والنشاط، فلما رأته الزوجة الصابرة لم تعرفه، رغم أنها رأت فيه شبهاً لزوجها قبل أن يفتك به المرض،فسألته،هل رأى زوجها المريض المبتلى،وذكرت له ما لاحظته من شبه بينهما أيام كان صحيحاً،فقال لها نبي الله إنه هو أيوب، وأن الله شفاه من كل ما أصابه، ثم أفاض الله عليه من نعمائه بقوله تعالى(وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ)
فأرغد الله سبحانه وتعالى على أهله العيش فزاد نسلهم حتى بلغ عددهم عدد من مضي، فكان له ضعف ما كان،
وكما رد الله عليه عافيته وصحته رد عليه ضعفي المال الذي فقده، وضعفي ما كان عنده من الأولاد،
فانظر أيها اليائس وتفكر هل أصابك من الضر مثل ما أصاب أيوب عليه السلام،هل فقدت جميع أولادك وبناتك،هل فقدت كل مالك،هل فقدت صحتك وعافيتك،هل لبثت في الابتلاء سنين وراء سنين صابراً،محتسباً مثل أيوب عليه السلام، أما آن لك أيها اليائس البائس أن ترفع يديك بالدعاء إلى ربك أن يعفو عنك, حين قنطت من رحمته ويئست من فرجه ويسره،
اللهم اجعلنا عند الإبتلاء من الصابرين الشاكرين الحامدين الذاكرين التوابين الطاهرين،المحتسبين الراضيين المستغفرين، واجعلنا من الذين اذا مسهم الخير شكرو، واذا مسهم الضر صبروا،وجعلنا من أهل الجنه،
اللهم آمـــين.