المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قالت إني أعوذ بالرحمن منك



امـ حمد
29-05-2014, 04:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قالت إني أعوذ بالرحمن منك
رُوي أنّ زوجة عمران كانت عاقراً لم تلد،فبينما هي في ظلّ شجرة أبصرت بطائر يطعم فرخاً له،فتحرّكت عاطفتها للولد وتمنّته فقالت،يا ربّ إنّ لك عليّ نذراً،شكراً لك،إن رزقتني ولداً أن أتصدّق به على بيت المقدس فيكون من خدمته(إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)سورة آل عمران،وقداستجاب لها الله سبحانه،فحملت،وأثناء حملها توفي زوجها عمران،
أن أمها التي كانت ترجو أن ترزق غلاماً لتهبه لخدمة بيت المقدس رزقت بنتاً، والبنت لا تقوم بالخدمة في المسجد كما يقوم الرجل وأسفت واعتذرت لله عزّ وجل فقالت(فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)سورة آل عمران،
لكن الله سبحانه وتعالى قبل هذا النذر، وجعله نذراً مباركاً وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ)سورة آل عمران،
نشأتها،ولدت مريم يتيمة فقد توفي والدها عمران وهي في بطن أمها،فكانت أمها لا تستطيع تربيتها لكبر سنها،فكان كل شخص يريد أن يحظى بكفالتها،
فآواها الله عند زوج خالتها نبي الله زكريا،وكان هذا من رحمة الله بمريم ورعايته لها،
شبّت مريم وبيتها المسجد، وخلوتها فيه،وبلطف الله بها كان الطعام يأتيها من الغيب،وكلما زارها النبي زكريا،وجد عندها رزقاً،فكان يسأل عن مصدر هذا الرزق لأنه هو كافلها،فتقول له(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ)
وطوال تلك المدة كانت مريم في المحراب، فتاة عابدة قانتة في خلوة المسجد تحيي ليلها بالذكر والعبادة والصلاة والصوم،
نزول الملائكة وجبريل،بدأت الملائكة تكلم مريم(يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ)
ثم نزول جبريل على هيئة رجل ليبشرها بالمسيح ولداً لها،وهي معتكفة تعبد الله(فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا)
ففزعت منه(قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا،قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا،قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا،قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا)
حمل مريم بالمسيح ووضعه،بعد أن حملت مريم ، وبدأ الحمل يظهر عليها، خرجت من محرابها في بيت المقدس إلى مكان تتوارى فيه عن أعين الناس حتى لا تلفت الأنظار(فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا)سورة مريم،
فجاءها المخاض إلى جذع النخلة وهي وحيدة، فتضع حملها ولا أحد إلى جانبها يعتني بها ويواسيها،وقد اجتمعت كل هذه الهموم والمصاعب على السيدة مريم،
وهي في عالم الايمان والتقوى،حتى وصل الأمر بها إلى أن تتمنّى الموت كما أشار القرآن الكريم(فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا)
الله سبحانه وتعالى،لا يترك من آمن ولجاء اليه،خاصة مريم التي اصطفاها الله عز وجل،بهذه المعجزة،فأنطق الله وليدها،وكان أول مانطق به عيسى بأن تنظر تحتها فتجد عين ماء جارية(فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)
وأن تنظر لأعلى فتجد في النخل رُطباً(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا)
وهذه من المعجزات فهذا ماء رقراق يفجّره الله لها،وهي ضعيفة من آثار الولادة، وتستطيع أن تهزّ جذع النخلة فيتساقط عليها الرطب جنياَ،
رجوعها بالمسيح إلى قومها بعد وضعه،وانطلقت إلى قومها(فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا،يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا،فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا)
فأنطق الله بقدرته المسيح(قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا،وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا،وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا،وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)
فَعَلَتِ الدهشةُ وجوهَ القوم، وظهرت براءة مريم، فانشرح صدرها، وحمدت الله على نعمته،
قال ابن عباس،خط رسول الله صلى الله عليه وسلم،في الأرض أربعة أخطط ثم قال،تدرون ما هذا،قالوا،الله ورسوله أعلم،
قال،أفضل نساء أهل الجنة،خديجة بنت خويلد،
وفاطمة بنت محمد،
ومريم ابنة عمران،
وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون،
سنن الترمذي،والحاكم،
اللهم اجعلنا من أهل الجنة ورزقنا طهارة مريم عليها السلام،الذين شرَّفتهم بندائك الرباني ورضوانك الأبدي .
( اللهم اجعلنا من الذين يحبُّون لقاءكَ ، وتحبُّ لقاءهم يا أرحم الراحمين )

عطر فرنسي
29-05-2014, 07:32 AM
جزاج الله الف خير

كازانوفا
29-05-2014, 08:47 AM
اللهم امين امين امين

بالفعل قصتها محنة وبلاااء لا تتحمله امرأة الا اذا كانت صادقه مع ربهااا

جزيتي خيراا

امـ حمد
29-05-2014, 03:25 PM
اللهم امين امين امين
بالفعل قصتها محنة وبلاااء لا تتحمله امرأة الا اذا كانت صادقه مع ربهااا
جزيتي خيراا
بارك الله في حسناتج كازانوفا
ويزاااج ربي جنة الفردوس