المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفعل الخير دون أن تنتظر رده من أحد



امـ حمد
03-06-2014, 05:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفعل الخير دون أن تنظر رده من أحد
عن أبو الدرداء رضي الله عنه انه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(البر لا يبلى،والإثم لا ينسى،والديان لا ينام،فكن كما شئت،كما تدين تدان)أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد،
(البر)هو اسْمٌ جامِعٌ لكلِّ خِصال الخير والعملِ الصالح،
ومِن أعظم هذه الأعمال الصالحة،الأخلاق الحسنة، ولذلك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم(البر،حسن الخلق)رواه مسلم،
(لا يبلى)يعني،لا ينتهي ولا يفنى ولا يضيع أجر فاعلِه في الآخرة ولا في الدنيا، ولا يَنسى الناس معروفه،ولا بدّ أن يجازيه اللهُ عليه بالخير في الدنيا، لذلك قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهلُ المعروفِ في الدنيا هم أهل المعروفِ في الآخرة)صحيح الجامع،
تنبيه، لو قال أحد(يجب أن أفعل خيراً، لعل هؤلاء أحتاج إليهم في المستقبل)فهذا خير مشبوه، ومعَهُ إشراك بالله،عز وجل،فعلينا أن نفعل خيراً من دون أن ننتظر رده من أحدٍ،لكن نوقن أننا إذا فعلنا خيراً لابد أن نجد أثره حتى في أصعب الظروف،فالله،عز وجل،يسوقه لنا(جزاءً منه عطاءً حِساباً)كما وعدنا،سبحانه،
(والإثم)وهو اسم جامع لكل خصال الشر والعمل الطالح السيّء، ومن ذلك وصف الرسول،صلى الله عليه وسلم(بأنه الإثم ما حاك فِي صدرك وكرهت أَن يطلع عليه الناس)رواه مسلم،
وفي حديث آخر(الإثم،ما لم تسكن إليهِ النفس ولم يطمئن إليه القلب، وإن أفتاك المفتون)رواه أحمد بسند صحيح،
(لا ينسى)أي،لا ينساه الناس لك ولا ينساه الله،حاشاه،
فستجازى عليه وتحاسب حاسب في الدنيا والآخرة،
ولا يرفع هذا إلا المسامحة والتوبة ورد الحقوق والتراجع،وإلا فإنّ الله لن يفلتكï´؟جَزَاءً وِفَاقًا ï´¾النبأ،
فقد يغنيك وينعم عليك ويغرّك ما أنت فيه ثم تصاب بمصيبة لا تخرج منها،إلا وقد ذهب كل ما لديك حتى صحّتك وأهلك وأولادك، قال تعالىï´؟ والذين كَسَبُواْ السيّئات جَزَاءُ سَيّئَةٍ بِمِثْلِهَا ï´¾وهذا من رحمة الله بعباده فإنّه لا يجازيهم على السيئات بأكثر منها،
وعلى عكس ذلك قالï´؟ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحسْنى، وَزِيَادَةٌ)
(والدّيان) وتشمل عدَّة معانٍ،منها،أنه صاحب الدين،القرض،الذي أقرضته وأعطيته المال،حيث شبَّهَ الذي يعمل البر أو الإثم كأنما هو يقرض الله قرضاً سيرده له ويسدده إياه،
ومنها،أنَّه صاحب الدِّين،الجزاء،الذي يجازي كلٌ بما كسب ويعفو عن كثير،
الله لا يغفل،عن ردِّ هذا القَرض وهو العدل الكريم الأكرم وهو الغني الوهاب،وهو المعطي الجوّاد،وهو،الديَّان،
فالناس قد تخشى القرض والإقراض لاحتمال ذهاب الحقوق وضياعها،فالله حي لا يموت ولا تضيع عنده الحقوق،كما جاء في الحديث الشريف(يحشر الله العباد يوم القيامة عراة غرلًا بهما،
قلنا،وما بهما،قال،ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوتٍ يسمعُه من بعد كما يسمعه من قرب،أنا الديان،أنا الملك،لا ينبغي لأحدٍ من أهلِ النار أن يدخل النار وله عند أحدٍ من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحدٍ من أهل الجنة أن يدخل الجنةَ ولأحدٍ من أهلِ النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللَّطمةَ،قال،قلنا،كيف وإنَّنا نأتي عراةً غرلًا بُهمًا،قال،بالحسنات والسيئات)رواه أحمد بسند حَسَن،
قال تعالىï´؟ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ï´¾غافر،
(فكن كما شئت) أي،أنت بالخيار بأن تكون على الحال الذي تريد،أن تكون مِن أهل البِرّ أو مِن أهل الشَّر،واعمل ما تشاء مِن الصالحات أو مِن السيّئات،فالنتيجة يجب أن تكون على يقينٍ منها، وهي،
(كما تدين تدان)يعني،كما تفعل يفعل بك،وكما تجازي تجازى،
وهذه حِكمةٌ بليغةٌ،وقاعدة عظيمة، جاءتْ الشواهدُ من الكتاب والسُّنّة دالَّةً على صدْقها، فهي سُنَةٌ كونية جعلَها اللهُ عِظَةً وعبرةً للناس،فـ(الجزاء من جنس العمل)
وكلّما تأمّلْنا في نصوص الوحي، وفي حوادث التاريخ، وفي سنن الله في أرضه،نجد أنها لا تتخَلّف عن هذه القاعدة (الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان)وهذا مِن مقتضى عدل الله وحكمته، سبحانه وتعالى،فمَن عاقب بجنس الذنب لم يَظلِم، ومَن دانكَ بما دنته به لم يتجاوَز
وكما أنّها لا تختص بالجانب السيئ والعمل الطالح،فقط،بل هي تشمل الجانب الحسَن والعمل الصالح،ولذلك قال تعالىï´؟هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ‎ ï´¾
اللهم بارك لي فيما أعطيتني،وأطل في عمر عيالي،على طاعتك ،وأحسن عملي واغفر لي،وأكرمني ولا تهني،وأعطني ولا تحرمني،وارض عني وأرضني،

اللهم أتم علينا نعمتك،وأنزل في قلوبنا سكينتك،وانشرعلينا فضلك ورحمتك،ولا تكلنا إِلى أنفسنا ولا إِلى أحدٍ غيرك،واشغل قلوبنا بحبك،وألسنتنا بذكرك،وأبداننا بطاعتك،وعقولنا بالتفكر في خلقك والتفقهَ في دينك،واختم بالصالحات أعمالنا،وبِالسعادة آجالنا ،وبلغنا مما يرضيك آمالَنا.