تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأجل والرزق



امـ حمد
08-06-2014, 01:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأجل والرزق
فعن عبدالله بن مسعود،رضي الله عنه،قال،حدثنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم،وهو الصادق المصدوق(إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً،ثم يكون علقة مثل ذلك،ثم يكون مضغة مثل ذلك،ثم يرسل الملك،فينفخ فيه الروح،ويؤمر بأربع كلمات،بكتب رزقه،وأجله،وعمله،وشقي أو سعيد)صحيح البخاري،ومسلم،
هذا الحديث أربعُ قضايا مِن أمور الغيب،يَجِبُ الإيمانُ بها،واليقين الجازم بصدقها،
لقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن الله كتب الآجال والأرزاق،لا يزيد فيهما حرص حريص،ولا يردهما كراهية كاره،
عن عبد الله بن عمرو بن العاص،رضي الله عنهما،أن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(كتب اللهُ مقاديرَ الخلائق قبل أن يَخلق السمواتِ والأرضَ بخمسين ألف سنة)رواه مسلم،
وقد أكَّد،سبحانه وتعالى،هذه الحقيقةَ من كتابه،قال تعالى(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُون)الأعراف،
والأجلِ الرِّزقُ فإن ما كُتب للعَبْدِ مِنْهُ سينالُه لا محالة،
قال تعالى(وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ،فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)الذاريات،
عن أبي أمامة،رضي الله عنه،أن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(إن روح القدس نفث في روعي،أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها،وتستوعب رزقها،فاتَّقوا الله، وأجمِلوا في الطلب،ولا يحملَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية،فإن الله،تعالى،لا يُنال ما عنده إلا بطاعته)صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير،
فما كُتب للعبد من رِزق وأجل، فلا بد أن يستكمله قبل أن يموت، عن جابر،رضي الله عنه،أن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(لو أن ابن آدم فر من رزقه كما يفر من الموت،لأدركه رزقه كما يدركه الموت)وصححه الألباني،رحمه الله،في السلسلة الصحيحه،
وتأمل هذا الحديث في أدب الدعاء، وهو يؤكِّد هذه الحقيقة،عن أم حبيبة،رضي الله عنها،أنها قالت(اللهم متعني بزوجي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم،وبأبي أبي سفيان،وبأخي معاوية)فقال لها رسول الله،صلى الله عليه وسلم(لقد سألْتِ اللهَ لآجالٍ مضروبة، وآثار موطوءة، وأرزاق مقسومة، لا يُعجِّل شيئاً منها قبل حِلِّه، ولا يؤخر منها شيئاً بعد حله،ولو سألت الله أن يعافيك من عذاب في النار،وعذاب في القبر،لكان خيراً لك)صحيح مسلم،
ومما تبين،أن الآجال والأرزاق مقسومةٌ معلومة،ولهذا لا يمنع فعل الأسباب التي شرعَ اللهُ لعباده الأخذ بها،وأن يسعى العبد في طلب الرزق الحلال،وأن يجتنب الحرام والأسباب المؤدية إليه،
وألاَّ يطلب الرزق بجشع وحرص،وليستحضر قوله،صلى الله عليه وسلم(من كانت الآخرة همه،جعل الله غناه في قلبه،وجمع لَه شمله،وأتته الدنيا وهي راغمة،ومن كانت الدنيا همه،جعل اللَّه فقره بين عينيه،وفرق عليه شملَه، ولم يأته من الدنيا إلاَّ ما قُدر له)سنن الترمذي،وصححه الشيخ الألباني،
والأسباب التي تُستجلَب بها الأرزاقُ،وتُستدفع بها المكاره،
التوكُّل على الله،عن عمر بن الخطاب،رضي الله عنه،أن النبي،
صلى الله عليه وسلم،قال(لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير،تغدو خِماصاً،وتروح بطانًا)مسند الإمام أحمد،
والاستقامة على شرع الله،عز وجل،قال تعالى(وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا)الجن،
المداومة على الاستغفار والتوبة،قال تعالى(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا،يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا،وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)نوح،
صلة الأرحام،عن أنس بن مالك،رضي الله عنه،أن النبي،صلَّى الله عليه وسلَّم،قال(من أحب أن يبسط لَه في رزقه،وأن ينسأَ له في أثره،فليصل رحمه)صحيح مسلم.